المجازر في بورما - المجازر في بورما - المجازر في بورما - المجازر في بورما - المجازر في بورما
المجازر في بورما
المسلمون في بورما لهم تاريخ طويل مع الإسلام، إذ وصل الإسلام إلى بورما في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، رحمه الله، في القرن السابع الميلادي عن طريق الرحالة العرب، وأصبحت بورما دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على مدى ثلاثة قرون ونصف القرن منذ 834 - 1198 هجرية، ومازالت فيها آثار مساجد قديمة ومدارس تعليمية. وبورما سابقاً هي اليوم اسمها ميانمار يتركز المسلمون في أراكان، إذ يبلغ عددهم ثمانية ملايين، ويعيشون في أسوأ حالة عرفها التاريخ المعاصر، ومحرومون من التعليم والعمل في السلكين المدني والعسكري، ويتعرضون للاضطهاد والتطهير العرقي بطريقة تختلف عن باقي دول العالم من حيث القتل المنظم والطرد القسري من بلادهم! ففي سنة 1942، بعد أن حكمها البوذيون المتشددون يتعرض المسلمون للإبادة الجماعية، حيث قتل 100000 مسلم أغلبهم من النساء والأطفال والعجائز لغرض التطهير العرقي وتشريد مليوني مسلم على الحدود بين بورما وبنغلادش، يعيشون اليوم هناك في حالة مزرية، ولا تتناسب مع الحياة الكريمة للإنسان. وفي سنة 1962، حكم العسكر الفاشيون البوذيون دولة بورما، وبدعم من الروس والصين بدأوا بقتل المسلمين وطردهم من قراهم وأراضيهم ومزارعهم، وتم الاستيلاء على ممتلكاتهم بالقوة وبالقتل الممنهج وتهجير من تبقى منهم أحياء إلى أراض قاحلة تفتقد إلى مقومات الزراعة، ومن ظل من المسلمين كانوا يستخدمونهم في المهمات الصعبة والأعمال الشاقة في الزراعة من دون مقابل مادي، ومن يرفض من المسلمين تحت هذا الظلم فمصيره المعتقلات، حيث التعذيب على الطريقة الصينية الوحشية. ومازال المسلمون في ميانمار يتعرضون للطرد الجماعي مع أنهم هم أصحاب الأرض منذ مئات السنين!
وما زاد الطين بلة، أنه في سنة 1988 تم طرد 450000 مسلم بورمي وتهجيرهم إلى الحدود البنغلاديشية، والحكومة البورمية سارعت في الحال إلى إحلال البوذيين مكانهم كنوع من التطهير العرقي ضد المسلمين البورميين، في خطوة لم تحصل في تاريخ العالم. وفي سنة 1991، تم طرد، أيضا، نصف مليون بورمي مسلم، وإلغاء حق المواطنة للمسلمين، والمسلمون في أرجاء العالم لا يعرفون أين تقع بورما، حتى يعرفوا ما يتعرض له المسلم هناك من قتل ومجازر وتطهير عرقي وتعمد الحرمان من أقل حقوقه كإنسان في العيش بكرامة، وهو محروم من التعليم والعمل وحرية التعبير. وفي الآونة الأخيرة، فرضت الحكومة البورمية على المسلمين قانوناً جديداً بالحرمان من الزواج، وحددت الزواج في سن ثلاثين سنة، وأصدرت قانوناً آخر قاسياً على المسلمين بإجبار المسلمة الحامل على أن تكشف بطنها كل شهر، وأخذ صورة فوتوغرافية، مع فرض رسوم باهظة القصد منه إذلال المسلمين، والاستهتار بهم وتعجيزهم عن حمل نسائهم لأغراض طردهم من بلادهم؟ وهذا قليل من كثير مخفي، لا يعلمه إلا الله، والرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». نسأل الله السلامة في ديننا ودنيانا، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، المطلوب من كل مسلم أن يضغط على حكومته بالتحرك الإيجابي لإنقاذ مسلمي بورما، وأن تتحرك اللجان الخيرية للعمل الإنساني من أجل توفير الطعام والطبابة والتعليم لإنقاذ المسلمين البورميين على الحدود البنغلاديشية - البورمية. إن التحرك الدولي لدى هيئة الأمم المتحدة لإنقاذ مسلمي بورما من حكومتهم الظالمة التي طردتهم من أرضهم ومزارعهم ووطنهم، وحمايتهم من ظلم الحكومة البورمية.
أراكان .. مأساة شعب يباد !! - أراكان .. مأساة شعب يباد !! - أراكان .. مأساة شعب يباد !! - أراكان .. مأساة شعب يباد !! - أراكان .. مأساة شعب يباد !!
أراكان .. مأساة شعب يباد !!
ياسر الفخراني
قصة الاسلام
كنا نستمع كثيرًا إلى أساتذتنا وعلمائنا -حفظهم الله ورعاهم ورحم من تُوفي منهم- وهم يدعون بالنصر للمسلمين وحفظ دمائهم في كل بقعة من بقاع الأرض، وبخاصة في فلسطين وأفغانستان وبورما وكشمير وأذربيجان... وغيرها الكثير والكثير من دول العالم الإسلامي وأقاليمه التي تتعرض من حين لآخر للإبادة والتطهير العرقي البغيض.
وفي خضم الأحداث المتسارعة في شتى بقاع المعمورة، تُطعن أمة الإسلام مرة أخرى في جزء من أجزائها المسلوبة، وفي بقعة من بقاعها المنسية. ومن بين هذه الأحداث تلك المأساة التي تعيشها ولاية أراكان الإسلامية الروهنجية إحدى أقاليم بورما (ميانمار) التي يمثل المسلمون فيها نسبة 70%, وتبلغ مساحتها20 ألف ميل مربع, ويبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة. ويطل الإقليم على خليج البنغال من الغرب، وتحدها بنجلاديش من الشمال الغربي. وهي محتلة منذ عام 1947م في حكم ميانمار (بورما)، وعاصمة الإقليم هي إكياب, واللغة الرسمية هي (الروهنجيا والعربية).
ولو عدنا بالتاريخ لوجدنا أن الإسلام قد دخل بورما عن طريق أراكان في القرن الأول الهجري، بواسطة التجار العرب، وعلى رأسهم الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص بن مالك رضي الله عنه، ومجموعة من التابعين وأتباعهم. حيث كان العرب يمارسون مهنة التجارة، ولأجلها يسافرون إلى أقاصي البلاد ودانيها. وفي يوم من الأيام انكسرت سفينتهم أثناء سفرهم للتجارة في وسط خليج البنغال على مقربة من ساحل أراكان، فاضطروا إلى اللجوء إلى جزيرة رحمبري بأراكان، وبعد ذلك توطنوا في أراكان، وتزوجوا من بنات السكان المحليين.
وحيث إنهم وعوا قوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية»، وقوله: «فليبلغ الشاهد الغائب»، فبدءوا بممارسة الأعمال الدعوية بين السكان المحليين بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ثَمّ بدأ السكان المحليون يدخلون في دين الله أفواجًا. ثم تردد عليها الدعاة من مختلف مناطق العالم، وازداد عدد المسلمين يومًا فيومًا، إلى أن استطاع المسلمون تأسيس دولة إسلامية في أراكان منذ عام 1430م، بيد سليمان شاه. واستمرت الحكومة الإسلامية فيها أكثر من ثلاثة قرون ونصف إلى أن هجم عليها البوذيون عام 1784م.
وهكذا انتشر الإسلام في جميع مناطق بورما حتى بلغ عدد المسلمين حاليًّا عشرة ملايين مسلم، من بين مجموع سكانها البالغ خمسين مليون نسمة؛ أي 20% من إجمالي عدد سكان بورما، أربعة ملايين منهم في أراكان، والبقية منتشرون في جميع المناطق. أما في أراكان وحدها فتبلغ نسبة المسلمين 70%، منهم حوالي أكثر من مليوني مسلم من الشعب الروهنجيا يعيشون حياة المنفى والهجرة في مختلف دول العالم.
وكانت بورما منذ سيطرتها على أراكان المسلمة عام 1784م تحاول القضاء على المسلمين، ولكنها فقدت سلطاتها بيد الاستعمار البريطاني عام 1824م، وبعد مرور أكثر من مائة سنة تحت سيطرة الاستعمار نالت بورما الحكم الذاتي عام 1938م. وأول أمر قامت به بورما بعد الحكم الذاتي هو قتل وتشريد المسلمين في جميع مناطق بورما حتى في العاصمة رانجون، واضطر أكثر من 500.000 خمسمائة ألف مسلم إلى مغادرة بورما.
وفي عام 1942م قام البوذيون بمساعدة السلطة الداخلية بتنفيذ حملة قتل ودمار شامل على المسلمين في جنوب أراكان، حيث استشهد حوالي مائة ألف مسلم. ومنذ أن حصلت بورما على استقلالها من بريطانيا عام 1948م شرعت في تنفيذ خطتها لبرمنة جميع الشعوب والأقليات التي تعيش في بورما.
وفعلاً نجحت في تطبيق خطتها خلال عدة سنوات، لكنها فشلت تمامًا تجاه المسلمين؛ إذ لم يوجد أي مسلم بورمي ارتد عن الإسلام أو اعتنق الديانة البوذية أو أي دين آخر. فلما أدركت بورما هذه الحقيقة غيّرت موقفها وخطتها من برمنة المسلمين إلى "القضاء" على المسلمين واقتلاع جذور الإسلام من أرض بورما، وذلك بقتل ونهب وتشريد ومسخ هويتهم وطمس شعائرهم وتراثهم، وتغيير معالمهم وثقافتهم.
ومنذ أن استولى الجيش على مقاليد الحكم عام 1962م اشتدت المظالم على المسلمين بطريق أوسع من السابق، ففي عام 1978م شردت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش، وفي عام 1982م ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما)، رغم أن الواقع والتاريخ يكذِّب ذلك. وفي عام 91-1992م شردت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى.
وهكذا يستمر نزوح المسلمين إلى بنجلاديش ومنها إلى بلاد أخرى كل يوم؛ لأن الحكومة خلقت جو الهجرة، فالوضع الذي يعيشه مسلمو أراكان مأساوي جدًّا.. فهم محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية، وهناك مئات الآلاف من الأطفال تمشي في ثياب بالية ووجوه شاحبة، وأقدام حافية، وعيون حائرة لما رأوا من مظالم واعتداءات البوذيين، حيث صرخات الثكالى والأرامل اللائي يبكين بدماء العفة، يُخطف رجالهن ويعلقون على جذوع الأشجار بالمسامير، حيث تقطع أنوفهم وآذانهم، ويفعل بهم الأفاعيل، وعشرات المساجد والمدارس تُدمر بأيدٍ نجسة مدنسة.
وفي الأول من شهر يونيو 2012م تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأراكانيين لمذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية، فتكت بهم جميعًا ومثّلت بجثثهم، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران. ومنذ 8 يونيو هجم البوذيون على المسلمين حينما كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مدينة منغدو (المتاخمة لحدود بنجلاديش)، وعند مواجهة المسلمين لتلك الهجمات المفاجئة أطلقت الشرطة الرصاص على المصلين الأبرياء؛ مما أسفر عن مقتل أربعة مصلين.
وبعدها بدأ البوذيون المشاغبون المسلحون بالأسلحة النارية بشن حملات منظمة على المسلمين الأبرياء. وفي 10 يونيو 2012م تم فرض حظر التجول على المناطق التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتعاون من رجال الشرطة والجيش وقوات حرس الحدود بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها آلاف من المسلمين الأبرياء بين القتلى والمصابين بالجروح. كما أن البوذيين أحرقوا أكثر من ثلاثة آلاف منزل من منازل المسلمين.
وفي ظل حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في مناطق المسلمين صعبت المعيشة على المسلمين وتزايدت المأساة الإنسانية بشكل مخيف في أراكان، كأنها تحولت إلى سجن كبير، بل الواقع أسوأ من ذلك، حيث لا يستطيعون الخروج من بيوتهم لكسب المعاش أو لشراء ما يسدّ رمقهم. ومن جانب آخر فإن الشرطة تواصل الاعتقالات العشوائية وانتهاك الحرمات، بحيث تحاصر قرية من جميع الجوانب دون إنذار مسبق، ثم تلقي القبض على الرجال والشباب وتغتصب النساء وتنهب الأموال والأشياء الثمينة!!
وقد بلغ الأمر إلى حدٍّ لا يمكن إحصاء المقبوضين أو المتعرضين لهذه الجرائم اللاإنسانية..
وما زالت المأساة مستمرة، ومن ثَمّ فإنني أناشد منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع منظمات حقوق الإنسان في العالم الحر الأبيّ أن تغيث شعب أراكان، وأن تمد لهم يد العون لوقف نزيف الدم، أم لأنهم مسلمون فدماؤهم رخيصة ولا يهتم لمأساتهم أحد؟!! وهنا أتذكر قول الشاعر:
قَتْلُ كلبٍ في غابةٍ قضيةٌ لا تُغتفر *** وقتل شعب آمنٍ مسألةٌ فيها نظر
د. راغب السرجاني: ساعة الحسم في سوريا اقتربت وبورما تتعرض للإبادة
أكد الدكتور راغب السرجاني -عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والمشرف العام على موقع قصة الإسلام- أن نجاح د. محمد مرسي رفعة كبيرة لشعبنا في سوريا، وشوكة كبيرة في حلق النظام السوري حتى قبل أن تتقدم مصر بأي خطوة تجاه القضية السورية.
وأوضح د. راغب السرجاني أن هذه فرصة حقيقة لكشف الأوراق، فـ"إيران" تقف بقوة مع النظام السوري، وكذلك حزب الله في لبنان.
وأوضح د. راغب السرجاني أن الوضع في سوريا مؤلم للغاية، ونسأل الله أن يثلج صدورنا كما أثلج صدورنا في مصر أن نرى تغيرًا قريبًا في سوريا، وأن الوقت الذي طال عليهم هو للتمحيص، وأتوقع نهاية مأساوية لبشار الأسد كما حدث للقذافي.
وقال: إن أعداء البلد لا يمكن أن يفعلوا ما يفعله بشار بالسوريين، وأن ساعة الحسم اقتربت.
ووجّه فضيلة الدكتور راغب السرجاني برسالة طمأنة إلى الأمة الإسلامية إلى أنه إن شاء الله بعد نجاح الثورة السورية، ثم حدوث توجُّه إسلامي في الحكم في سوريا مع مصر، سيعود ذلك بالخير على الأمة الإسلامية، وأول من سيجني آثار ذلك هو شعبنا في فلسطين.
الوضع في بورما
وحول الوضع المأساوي في بورما والمذابح هناك وسط الصمت الإعلامي العالمي، قال د. راغب السرجاني إنه نتيجة الضعف الذي أصابنا في العالم الإسلامي لا نتحرك إلا عند تفاقم المأساة إلى درجة الكارثة كما نراها الآن في بورما.
فالشعب المسلم في بورما يعاني من عشرات السنين يعاني من الحكم الشيوعي الملحد، الذي يحارب المسلمين في بورما من سنين طويلة بمنتهى القسوة، وسط التعتيم الإعلامي، وهي نفس مشكلة تركستان الشرقية المحتلة من الصين، ومشكلة كشمير المحتلة من الهند، وأيضًا مشكلة الشيشان المحتلة من روسيا.
فنحن نحتاج بحق إلى دولة إسلامية، وأتمنى أن تقف مصر ضد هذه الكوارث، وأن تهتم بهذه القضايا.
وأوضح فضيلته أن شعب بورما شعب فقير للغاية ليس لديه إمكانيات، وأن الحكومة الملحدة حين رأت الصحوة الإسلامية صعّدت الموقف هذا التصعيد الرهيب، لتنتهي من الملف الخاص بالمسلمين قبل أن تنتقل الصحوة الإسلامية إليها، وأتمنى أن نرى موقفًا قويًّا من الرئاسة المصرية، وأن نصل لموقف إعلامي قوي.