سلسلــة الأحاديث الصحيحة .. " الأربعين النووية " مع الشرح ,, الحديث الثاني ...
سلسلــة الأحاديث الصحيحة .. " الأربعين النووية " مع الشرح ,, الحديث الثاني ... - سلسلــة الأحاديث الصحيحة .. " الأربعين النووية " مع الشرح ,, الحديث الثاني ... - سلسلــة الأحاديث الصحيحة .. " الأربعين النووية " مع الشرح ,, الحديث الثاني ... - سلسلــة الأحاديث الصحيحة .. " الأربعين النووية " مع الشرح ,, الحديث الثاني ... - سلسلــة الأحاديث الصحيحة .. " الأربعين النووية " مع الشرح ,, الحديث الثاني ...
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ,,
محمّد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجميعن , وبعد :
ها قد عدنا اليك أحبتي في الله في هذا الموضوع المتجدد والذي سيكون
خصيصا لسلسلة الأحاديث الصحيحة وأول ما نبدأ به بمشيئة الله تعالى
هي سلسلة " الأربعين النووية " وهي سلسلة من الأحاديث الصحيحة
التي رواها الشيخان " بخاري ومسلم " وغيرهما من رواة الأحاديث
سنكون معكم في كل مرّة مع حديث جديد وسأقوم بجعل كل حديث
بموضوع منفصل لوحده حتى يسهل علينا حفظه وفهمه إن شاء الله
:: الاربعين النووية ::
" تعريف "
الأربعين النووية ,, هي أحاديث جمعها الإمام النووي رحمه الله تعالى ولذا نسبت إليه ، وقد قصد منها جمع أحاديث تكون أصولاً وقواعد في الشريعة الإسلامية , فما من طالب للعلم يبدأ بعلمه دون المرور عليها
وحفظها وفهمها بفهم سلف الأمّة عليهم رضوان الله تعالى ...
الرجل هنا مبهم، وهو رجل في شكله لكن حقيقته أنه مَلَك.
- قوله ( شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ : أي عليه ثياب.
شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ : أي أنه شاب وليس بكهل عجوز )
لايُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ لأن ثيابه بيضاء وشعره أسود ليس فيه غبار ولاشعث السفر، ولهذا قال: لايُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ لأن المسافر في ذلك الوقت يُرى عليه أثر السفر، فيكون أشعث الرأس،مغبرّاً، ثيابه غير ثياب الحضر، لكن لايرى عليه أثر السفر ,,
وَلايَعْرِفْهُ مِنَّا أَحَدٌ : أي وليس من أهل المدينة المعروفين، فهوغريب ...
حَتَّى جَلَسَ إِلىَ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عنده ليفيد الغاية،أي أن جلوسه كان ملاصقاً للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا قال: أَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلىَ رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ أي كفي هذا الرجل عَلَىَ فَخِذَيْهِ أي فخذي هذا الرجل، وليس على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من شدة الاحترام.
وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ولم يقل : يا رسول الله ليوهم أنه أعرابي، لأن الأعراب ينادون النبي صلى الله عليه وسلم باسمه العلم، وأما أهل الحضر فينادونه بوصف النبوة أو الرسالة عليه الصلاة والسلام .
أَخْبِرْنيِ عَنِ الإِسْلامِ أي ماهو الإسلام؟ أخبرني عنه؟؟
فَقَالَ : الإسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ تشهد أي تقرّ وتعترف بلسانك وقلبك، فلا يكفي اللسان، بل لابد من اللسان والقلب
وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ أي وتشهد أن محمداً رسول الله،ولم يقل: إني رسول الله مع أن السياق يقتضيه لأنه يخاطبه، لكن إظهاره باسمه العلم أوكد وأشد تعظيماً ..
وقوله : ( تُقِيْمَ الصَّلاةَ : أي تأتي بها قائمة تامة معتدلة.
وكلمةالصَّلاةَ تشمل الفريضة والنافلة
وقوله : ( وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ) أي : تؤتي بمعنى تعطي، والزكاة هي المال الواجب بذله لمستحقه من الأموال الزكوية تعبداً لله، وهي الذهب والفضة والماشية والخارج من الأرض وعروض التجارة.
وقوله( وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ ) : أي تمسك عن المفطرات تعبداً لله تعالى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وقوله : ( وَتَحُجَّ البَيْتَ ) :
أي تقصد البيت لأداء النسك في وقت مخصوص تعبداً لله تعالى.
إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلِيْهِ سَبِيْلا ,,, .
قَالَ صَدَقْتَ ,, أي أخبرت بالحق، والقائل هو جبريل عليه السلام.
قَالَ عُمَرُ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلهُ وَيُصَدِّقُه ووجه العجب أن السائل عادة يكون جاهلاً، والمصدّق يكون عالماً فكيف يجتمع هذا وهذا ؟؟
أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ الإيمان بالله يتضمن أربعة أشياء:
الأول :-
الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى. فمن أنكر الله تعالى فليس بمؤمن، ومع ذلك لايمكن أن يوجد أحد ينكر وجود الله تعالى بقرارة نفسه، حتى فرعون الذي قال لموسى: ما رب العالمين؟ كان مقرّاً بالله، قال له مؤسى: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ ) (الاسراء: الآية102) لكنه جاحد،كما قال الله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً )(النمل: الآية14)
الثاني :-
الإيمان بانفراده بالرّبوبية، أي تؤمن بأنه وحده الرّب وأنه منفرد بالربوبية، والرب هو الخالق المالك المدبر.
فمن الذي خلق السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل .
ومن الذي خلق البشر ؟ الله عزّ وجل .
ومن يملك تدبير السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل .
الثالث :-
إيمان بانفراده بالألوهية، وأنه وحده الذي لا إله إلا هو لاشريك له، فمن ادعى أن مع الله إلهاً يُعبد فإنه لم يؤمن بالله، فلابد أن تؤمن بانفراده بالألوهية، وإلا فما آمنت به.
الرابع :-
أن تؤمن بأسماء الله وصفاته بإثبات ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولاتعطيل ولاتكييف، ولا تمثيل، فمن حرّف آيات الصفات أو أحاديث الصفات فإنه لم يحقق الإيمان بالله .
قال قومٌ (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) استولى، ومعناه شرعاً ولغة: علا وارتفع على العرش، لكنه علوّ خاص، ليس العلوّ العام علىجميع المخلوقات. فهذا الذي فسّر (اسْتَوَى) بـ : استولى لم يحقق الإيمان بالله، لأنه نفى صفة أثبتها الله لنفسه، والواجب إثبات الصفات.
بدأ بالملائكة قبل الرسل والكتب لأنهم عالم غيبي، أما الرسل والكتب فعالم محسوس، فالملائكة لا يظهرون بالحس إلا بإذن الله عزّ وجل ، وقد خلق الله الملائكة من نورٍ،كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم لايحتاجون إلى أكل وشرب، ولهذا قيل إنهم صمدٌ أي ليس لهم أجواف، فلا يحتاجون إلى أكل ولا شرب، فنؤمن أن هناك عالماً غيبياً هم الملائكة.
وهم أصناف، ووظائفهم أيضاً أصناف حسب حكمة الله عزّ وجل كالبشر أصناف ووظائفهم أصناف.
يتضمّن الإيمان بالملائكة :
أولاً : الإيمان بأسماء من علمنا أسماءهم،أن نؤمن بأن هناك ملَكاً اسمه كذا مثل جبريل.
ثانياً : أن نؤمن بما لهم من أعمال، مثلاً:
جبريل: موكل بالوحي، ينزل به من عند الله إلى رسله.
وميكائيل: موكل بالقطر أي المطر، والنبات أي نبات الأرض.
وإسرافيل: موكل بالنفخ في الصور
( وقوله وَكُتُبِهِ ) :-
جمع كتاب بمعنى: مكتوب والمراد بها الكتب التي أنزلها الله عزّ وجل على رسله لأنه ما من رسول إلا أنزل الله عليه كتاباً كما قال الله عزّ وجل : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النبيينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ )
وقوله والرسل : أي وَرسُلِهِ أي أن تؤمن برسل الله عزّ وجل
(وقوله واليوم الآخِرِ ) :-
اليوم الآخر، هو يوم القيامة، وسمي آخراً لأنه آخر مراحل بني آدم وغيرهم أيضاً، فالإنسان له أربع دور، في بطن أمه، وفي الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة وهو آخرها. .
(وقوله وَتُؤْمِنُ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ ):
وهنا أعاد صلى الله عليه وسلم الفعل: (تؤمن) لأهمية الإيمان بالقدر، لأن الإيمان بالقدر مهم جداً وخطير جداً.
والإيمان بالقدر يتضمّن أربعة أمور:-
- الأول :
أن تؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً.
دليل ذلك: عموم الأدلة مثل قول الله تعالى: (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
- ثانياً:
الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ، مقادير كل شيء إلى يوم القيامة .
قال الله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)
-ثالثاً :
أن تؤمن بأن كل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله تعالى،فلا يخرج شيء عن مشيئته أبداً . ولهذا أجمع المسلمون على هذه الكلمة: ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فأي شيء يحدث فهو بمشيئة الله.
- رابعاً : الخلق ومعناه : الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء، فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء,,
قال تعالى(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) ...
وقوله : أخْبِرْني عَنِ الإِحْسَانِ ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الإحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ ,, وعبادة الله لا تتحقق إلابأمرين وهما: الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ,,
أي عبادة الإنسان ربه سبحانه كأنه يراه. عبادة طلب وشوق وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثاً عليها، لأنه يطلب هذا الذي يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرّب إليه سبحانه وتعالى.
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ أي:
اعبده على وجه الخوف ولاتخالفه، لأنك إن خالفته فإنه يراك فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أهل العبادة أدنى من الدرجة الأولى.
فصار للإحسان مرتبتان: مرتبة الطلب، ومرتبة الهرب.
مرتبة الطلب: أن تعبد الله كأنك تراه.
ومرتبة الهرب: أن تعبد الله وهو يراك عزّ وجل فاحذره، كما قال عزّ وجل: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ )(آل عمران: الآية30)، وبهذا نعرف أن الجملتين متباينتان والأكمل الأول، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الثاني في مرتبة ثانية متأخرة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مَا المَسْؤُوْلُ عَنْهَا يعني نفسه صلى الله عليه وسلم بأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ يعني جبريل عليه السلام، والمعنى: إذا كنت تجهلها فأنا أجهلها ولا أستطيع أن أخبرك به، لأن علم الساعة مما اختص الله به عزّ وجل ، قال الله تعالى: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) ...
قال: أخْبِرْنِي عَنِ أَمَارَاتِهَا :-
قال عليه الصلاة والسلام : أَنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبّتَهَا وفي لفظ: ربَّهَا والمعنى ,, : أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ أي الرقيقة المملوكة رَبَّهَا أي سيدها
وَأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ الحفاة:
يعني ليس لهم نعال، والعراة: أي ليس لهم ثياب تكسوهم وتكفيهم، العالة: أي ليس عندهم ما يأكلون من النفقة أو السكنى أو ما أشبه ذلك، عالة أي فقراء.
يَتَطَاوَلُوْنَ في البُنْيَانِ :
أي يكونون أغنياء حتى يتطاولون في البنيان أيهم أطول. والمراد بالتطاول ارتفاعاً وجمالاً ..
ثم انطلق هذا الرجل الكريم ,, فما لبث حتى قال عليه الصلاة والسلام :
يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟
قال : اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ عليه الصلاة والسلام : إِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ)
موضوع شيق ... رائع ....
يعطيك ألف عافية أخي ....
ع فكرة بالفترة الماضية كنت أفكر أنزلهم بس ما شاء الله عليك
نزلتهم بطريقة رائعة جداً ..
جعله الله في ميزان حسناتك ....
نسأل الله الاخلاص والقبول ..
أي طالب علم يبدأ مرحلة التعلم في الدين لا بد وان يمرّ على
سلسلة الاربعين النوويه ومع حفظها وفهمها بفهم سلف الامة ...
أشكرك اختي الكريمة ...