لكلٍ منا قصصٌ وذكريات.. يحتفظ بها في نفسه ...بعضها حصلت معه ....وبعضها مرت عليه في شريط حياته
بعضها تركت أثراً يعشقه ...وبعضها تركت حزناً لا تمحوه الأيام...
بعضها من السهل أن يتركها جانباً ....وبعضها يضعها أمامه ..يتفحصها ...يفكر بها..يتأمل ...عله يجد ما يحيره بتفاصيلها......
موضوعنا مختلف بعض الشيء هذه المرة...والفكرة بسيطة...حدثنا عن قصه حصلت معك...أو مرت عليك ..ترجمها بأسلوبك ...ولنتشارك النقاش في معطياتها ..أسبابها...
علنا نستفيد من تجارب الجميع هنا...علنا نتعلم شيئاً جديداً في حياتنا..
بعض روادنا الأعزاء...يملكون الكثير من تجارب الحياة ...وبعضهم بجعبته الكثير من قصص الماضي ...
فلنطرح ما بجعبتنا هنا..بأسلوب أدبي بسيط نتبادل من خلاله متعة النقاش الجاد والمفيد للمتلقي ..سنقوم بطرح قصة كل أسبوع إن شاء الله....
احكيلنا شو صار معك
أتمنى أن تروق لكم الفكرة وأن نتفاعل معها جميعاً
سأقوم بطرح الحلقة الأولى تبسيطاً للفكرة وحتى تطلعوا عليها ...
ومن جديد أجدد شكري وامتناني للأخ منيب ..وحداتي قريوتي على تصاميمه الرائعة التي يخص بها المنتدى الأدبي
تاريخ التسجيل : Dec 2007
المشاركات : 2,060
رقم العضوية : 1601
قبل بداية سنتنا الجامعية الأولى بثلاثة أشهر قمت أنا وصديق الدراسة الثانوية بالتسجيل في مدرسة للغة الانجليزية ...هذه المدرسة تقع في ضاحية ويمبلدون ..أحدى أكثر ضواحي العاصمة لندن جمالاً وسكينة ... وهي التي تقام بها أشهر وأول بطولات العالم في التنس الأرضي ...كانت تضم المدرسة طلاب وطالبات من جميع أنحاء العالم وكانت أيضاً تضم مجموعة من المدرسين والمدرسات ...ومن بينهم مدرس شاب يدعى "جستن" ..لم يكن جستن يكبرنا بكثير..ونشأت بين الطلاب وبينه علاقة قريبة من الصداقة ...ومن هذا المنطلق قام جستن بدعوة الطلاب لزيارته في البيت ..وفعلا قمنا بالزيارة وكنا أحد عشر طالبا وطالبة ..وللقيام بواجب الضيافة وبعد أن طلب منا التصرف بأريحية واعتبار المنزل منزلنا سألنا جستن ماذا نحب أن نشرب منوهاً أن لديه زجاجة من النبيذ البرتغالي الفاخر ...كنت أنا وصديقي نجلس في منتصف حلقة الطلاب على الأرض ...الأول أجاب بأنه يود كأساً من ذالك النبيذ والثاني كذلك ...في هذه اللحظة همست لصديقي وقبل ان يأتي الدورعلينا : ماذا سنطلب؟؟
أجاب : لا تكن غبياً ...اطلب كما يطلب الاخرون
قلت : ولكننا لانشرب النبيذ ...كيف سنتصرف؟؟
قال: دعك من هذا الان ...و,,,
وقبل ان يكمل كان قد جاء دورنا للاجابة ...فقال صديقي : كأس من النبيذ البرتغالي ...وحل دوري ...في تلك اللحظة لم أشعر بنفسي وأنا أقول أيضاً ...كاسٌ من النبيذ البرتغالي .
همست مجدداً لصديقي : ما العمل الان ؟؟؟ قال : لا أدري سنتدبر الأمر ....في تلك اللحظة كان الطالب الذي يلينا يطلب "كاسة شاي " ....والذي يليه وأذكر انه سويدي الجنسية " كاسة حليب " ....بيني وبين نفسي أحسست بالسخافة ...ولكني استجمعت جرأتي واستدعيت ما أتذكر من قاموس الانجليزية وقلت : جستن ...هل من الممكن أن نغير طلبنا الى شاي ...فقال : طبعا ..ليس هناك من مشكلة ...وهذا ما كان .
بعد منتصف الليل بقليل بدأت المجموعة بالاستعداد للمغادرة بعد شكر جستن على حسن الضيافة ...وأذكر أن ثلاثة من الطلاب كان بحوزتهم سيارة...وثلاثة اخرون كانوا قد أجروا اتصالاً مع صديق لهم ليأتي ويقلهم الى البيت ...بقي خمسة ..أنا وصديقي وثلاثة اخرون ...شكرنا جستن حين عرض ان يقلنا للبيت بسيارته الخاصة والذي كان يبعد حوالي 5 كيلومترات ...ولكنه استدرك قائلاً ...لكن لدينا مشكلة ...لا أستطيع أن أحمل بسيارتي إلا أربع أشخاص ..واحد في المقعد الأمامي وثلاثة في المقعد الخلفي ....لا عليك ..سنتدبر الأمر أجبنا ضاحكين ..لكنه قال : أدري تستطيعون تدبر الأمر ...لكن قانون المرور لا يسمح لي بذلك ..فقط أربعة أشخاص واحدكم يجب ان يذهب وحيداً ...قال ذلك بكل حزمٍ وأدب ...وأدركنا ان ذلك ما سيكون ..وكانت الساعة قد اقتربت من الواحدة فجراً ...وكان لا يمكن ان يُترك شخص واحد يمضي وحيداً في هذا الوقت من الليل ....فخرجت أنا وصديقي في محاولة للحاق باخر القطارات الى حيث نسكن ...ولحسن الحظ وجدناه هناك .
في اليونان، و بعد ان ملأنا صحوننا من "البوفيه" الأكبر الذي مررت به في حياتي حيث كان موضع فحم الشواء فيه أطول من باص المؤسسة الأحمر القديم، توجهنا إلى مقاعدنا التي حجزناها بمواجهة البحر المتوسط، سمينا باسم الله و قبل أن تصل الشوكة محملة بأكبر قطعة في الصحن إلى فمي، وجدت رجلاً ذو ملامح أوروبية يقف امامي و يقول لي إنتظر، و بردة فعل لا إرادية في هكذا مواقف رميت بالشوكة و ما تحمل من يدي و أنا أنظر إليه مستغرباً مرة، و مرة أخرى أنظر إلى الشوكة، فقال أنتم عرب أليس كذلك ؟؟؟ فقلت له نعم، فقال و مسلمون ؟؟ فقلت له نعم، قال أتعلم ما الذي كنت على وشك أن تأكله؟؟ فقلت لحم مشوي، فقال لي بل هو لحم خنزير مشوي و العياذ بالله.
المهم أنني شكرت هذا الرجل الذي لا يتقن العربية أيما شكر، وحتى لو كان يتحدث العربية فلن أجد الكلمات التي أشكره به للمعروف الذي فعله بي، خاصةً أنه قام معنا بعدما رمينا صحوننا و ما فيها ليدلنا على لحم الغنم و البقر، و لم أكتف بذلك بل أشرت إلى أحد الأصدقاء أن يسأل الطهاة عن طبيعة كل لحم يدلنا عليه بعد أن نمضي، و قد كان صادقاً معنا
و بعد أن دعوناه إلى مائدتنا سألته و كيف عرفت أن لحم الخنزير محرم على المسلمين، فقال لأنه محرم علينا أيضاً، هنا عقدت الصدمة و الدهشة لساني، و دعوت الله في سري أن لا يكون ما أظنه، فقلت و من انتم ؟؟ فقال نحن اليهود
هنا توقف الدم في عروقي، و لم ادر ما أقول، ويبدو أنه كان خلوقاً بما يكفي ليستأذن وحده حتى لا يزيد في إحراجي ليقوم وحده و يعتذر متحججاً بأن معه أصدقاء و يجب أن يكمل غداءه معهم، حدث هذا بعدما قلت له و هل تعلم من نحن ؟؟ فقال عرب !! قلت بل عرب فلسطينيون.
لا أدري ما الذي دفع بهذا الشخص اليهودي ليمنع عنا محرماً كنا على وشك إقترافه، بل إنه قام معنا حتى لا نقع بنفس الخطأ مرة أخرى، بل و حتى أنه كان صادقاً معنا، فقد جاءنا مسرعاً و كأنه هو من يركض هارباً من الخطيئة على عكس صديقك "جستن" و الذي على الأغلب كان يعلم أنكم مسلمون و الشراب عندنا محرم.
حرجك غير مبرر لتطلب ما طلبه الجميع، فوالله أحياناً من شدة إلحاحهم تشعر أنهم يريدونك أن تخطىء لتصبح مثلهم.
لكن موقفك من صديقك و موقف صديقك منك بأنكما معاً حتى لو سرتما المسافة مشياً على الأقدام لهو نعم الأدب في التعامل مع الصديق
جميل ان يتمسك الانسان بمبادئه لكن للاسف نجد عند بعض الاشخاص ارضاء الناس يعلو على ارضاء رب العالمين حقيقة هذا مشهد كثيرا ما يتكرر بالشركة التي اعمل بها كثيرا ما يتم عمل دعوات لليابانيين كوننا الوكيل الحديد هنا بالاردن
احينا يت تقديم مشروبات روحية مرة سالت مدير المبيعات عندنا بالشركة لماذا تشرب مع انك تصلي اجابني "هذا من باب المجاملة فقط"
المجاملة احيانا للاسف تطغى على مرضاة الله والعياذ بالله
قصة تتكرر اخي ابو محمد نحمد الله انك استدركت الموقف ولحقت القطار قبل ما يمشي
رويتان جميلتان من الأخوين سمير وصفوان
وفي كل منهما عبرة لكل من يفكر في الاغتراب حتى لا يقع في المحظورات
وهنا أرجو أن أجد مساحة لهذه الرواية الطريفة التي رواها لي أحد الأصدقاء الذين خاضوا تجربة الاغتراب في بعض الدول الأوروبية.. يقول صديقي أنه قرر السفر براً إلى بعض الدول الأوروبية، فانطلق صوب مدينة اسطنبول ومن هناك استقل القطار باتجاه بلغاريا ومن ثم يوغوسلافيا وما أن وصل مدينة بلغراد وترجل من القطار بحث عن أقرب دكان ليشتري بعض المعلبات لأن الجوع كان قد نال منه.. وبعد أن وجد ضالته بمساعدة بعض اليوغوسلاف دخل حانوت البقالة ونظر إلى الرفوف ثم طلب خبزا وأشار للفتاة التي تعمل هناك بأن تأتيه ببعض المعلبات الموضوعة على أحد الرفوف والتي كان عليها رسم يوحي بأن ما بداخلها إنما هو سمك التونا.. يقول صاحبنا أنه أراد أن يتجنب تناول أي طعام قد تكون مكوناته من لحم أو دهن الخنزير أو أن يكون غير مذبوح وفقاً للشريعة الإسلامية.. فسأل الفتاة بلطف إن كان بالإمكان أن تفتح له اثنتان من تلك المعلبات.. ففعلت ذلك ثم أخذت تضحك.. يقول صديقي أنه دهش لذلك حتى ظن أنه ارتكب خطأ أو بسبب لغته الإنجليزية الركيكة التي كان يخاطب الفتاة بها.
يقول صاحبنا أنه حمل وجبته وخرج إلى إحدى الحدائق ثم جلس على مقعد إلى جوار بعض الأشخاص.. يستذكر صاحبي قصته تلك وهو يضحك... ثم يستطرد قائلاً:" ما أن وضعت أول لقمة في فمي حتى انفجر الجالسون إلى جواري بالضحك".. ثم يقول أنه أنهى وجبته وحمد الله وشكره على تلك النعمة ثم قام ليلقي مخلفات الوجة في سلة للقمامة.. وما أن نهض حتى بادره أحد الأشخاص سائلاً إياه إن كان عربياً مسلماً.. فأجاب بالإيجاب.. فقال له ذلك الشخص بلهجة ساخرة:"أنتم لا تأكلون لحم الخنزير" فأجاب صاحبنا بالنفي.. فسأله:"أتدري ما الذي تناولته قبل قليل؟".. فرد صاحبنا دون تردد:"نعم، إنه سمك التونا" فضحك السائل وقال:"بل هو طعام قطط يا عزيزي".. صحتين وألف عافية!
اللهم لا تجعلني ممن يظلمون أحدا
قصتك حملت في طياتها - أخي سمير - أكثر من قيمة، فيها الإيجابية وفيها السلبية،
الأولى : الروابط الجيدة ما بين المدرس وطلابه لدرجة أنه دعاهم إلى منزله ، وهذا ما نفتقر إليه في بلادنا .
الثانية : ربما يكون قد دعاكم وهو على يقين بأنك وصديقك ستلبيان الدعوة - وبالطبع يعرف أنكما مسلمان - وبالتالي ليعرض عليكما ما عرضه من محرمات في ديننا لتقعا في المحظور ، وهذا ما لم يحدث بحمد الله وفضله.
الثالثة : التزامه بالقانون والنظام عندما عرض عليكم أن يقلكم بسيارته.
هذا ما وجدته قي حكايتك أخي سمير وأسأل الله أن لا أكون قد ظلمت "جستن".
المواقف التي رأيتها في جميع القصص هنا تذكرني بأنه من أرضى الله بسخط الناس فقد دخل الجنة ، ومن أرضى الناس بسخط الله فقد دخل النار. هذا والله - تعالى - أعلم.
في اليونان، و بعد ان ملأنا صحوننا من "البوفيه" الأكبر الذي مررت به في حياتي حيث كان موضع فحم الشواء فيه أطول من باص المؤسسة الأحمر القديم، توجهنا إلى مقاعدنا التي حجزناها بمواجهة البحر المتوسط، سمينا باسم الله و قبل أن تصل الشوكة محملة بأكبر قطعة في الصحن إلى فمي، وجدت رجلاً ذو ملامح أوروبية يقف امامي و يقول لي إنتظر، و بردة فعل لا إرادية في هكذا مواقف رميت بالشوكة و ما تحمل من يدي و أنا أنظر إليه مستغرباً مرة، و مرة أخرى أنظر إلى الشوكة، فقال أنتم عرب أليس كذلك ؟؟؟ فقلت له نعم، فقال و مسلمون ؟؟ فقلت له نعم، قال أتعلم ما الذي كنت على وشك أن تأكله؟؟ فقلت لحم مشوي، فقال لي بل هو لحم خنزير مشوي و العياذ بالله.
المهم أنني شكرت هذا الرجل الذي لا يتقن العربية أيما شكر، وحتى لو كان يتحدث العربية فلن أجد الكلمات التي أشكره به للمعروف الذي فعله بي، خاصةً أنه قام معنا بعدما رمينا صحوننا و ما فيها ليدلنا على لحم الغنم و البقر، و لم أكتف بذلك بل أشرت إلى أحد الأصدقاء أن يسأل الطهاة عن طبيعة كل لحم يدلنا عليه بعد أن نمضي، و قد كان صادقاً معنا
و بعد أن دعوناه إلى مائدتنا سألته و كيف عرفت أن لحم الخنزير محرم على المسلمين، فقال لأنه محرم علينا أيضاً، هنا عقدت الصدمة و الدهشة لساني، و دعوت الله في سري أن لا يكون ما أظنه، فقلت و من انتم ؟؟ فقال نحن اليهود
هنا توقف الدم في عروقي، و لم ادر ما أقول، ويبدو أنه كان خلوقاً بما يكفي ليستأذن وحده حتى لا يزيد في إحراجي ليقوم وحده و يعتذر متحججاً بأن معه أصدقاء و يجب أن يكمل غداءه معهم، حدث هذا بعدما قلت له و هل تعلم من نحن ؟؟ فقال عرب !! قلت بل عرب فلسطينيون.
لا أدري ما الذي دفع بهذا الشخص اليهودي ليمنع عنا محرماً كنا على وشك إقترافه، بل إنه قام معنا حتى لا نقع بنفس الخطأ مرة أخرى، بل و حتى أنه كان صادقاً معنا، فقد جاءنا مسرعاً و كأنه هو من يركض هارباً من الخطيئة على عكس صديقك "جستن" و الذي على الأغلب كان يعلم أنكم مسلمون و الشراب عندنا محرم.
حرجك غير مبرر لتطلب ما طلبه الجميع، فوالله أحياناً من شدة إلحاحهم تشعر أنهم يريدونك أن تخطىء لتصبح مثلهم.
لكن موقفك من صديقك و موقف صديقك منك بأنكما معاً حتى لو سرتما المسافة مشياً على الأقدام لهو نعم الأدب في التعامل مع الصديق
الحمد لله أنك وجدت القطار منتظراً
اخي صفوان ...أوافقك الرأي ...لم يكن حرجي مبرراً ...لكن تخيل شخص في الثامنة عشرة من عمره يذهب لبلد غريب بكل شيء لاول مرة ولا يملك من الاسلحة ما يجابه به هذه البيئة الجديدة ....اذن هي درس نستفيد منه لتثقيف الابناء وتسليحهم بما يحتاجون انطلاقاً من خبراتنا في الحياة .
جميل ان يتمسك الانسان بمبادئه لكن للاسف نجد عند بعض الاشخاص ارضاء الناس يعلو على ارضاء رب العالمين حقيقة هذا مشهد كثيرا ما يتكرر بالشركة التي اعمل بها كثيرا ما يتم عمل دعوات لليابانيين كوننا الوكيل الحديد هنا بالاردن
احينا يت تقديم مشروبات روحية مرة سالت مدير المبيعات عندنا بالشركة لماذا تشرب مع انك تصلي اجابني "هذا من باب المجاملة فقط"
المجاملة احيانا للاسف تطغى على مرضاة الله والعياذ بالله
قصة تتكرر اخي ابو محمد نحمد الله انك استدركت الموقف ولحقت القطار قبل ما يمشي
لم يكن موقفي الذي ورد في القصة مجاملة لاحد بقدر ما كان قلة خبرة في الحياة ..
بالنسبة للقطار صدقني انه كان اخر واحد والا كان مشينا طول الليل للبيت
رويتان جميلتان من الأخوين سمير وصفوان
وفي كل منهما عبرة لكل من يفكر في الاغتراب حتى لا يقع في المحظورات
وهنا أرجو أن أجد مساحة لهذه الرواية الطريفة التي رواها لي أحد الأصدقاء الذين خاضوا تجربة الاغتراب في بعض الدول الأوروبية.. يقول صديقي أنه قرر السفر براً إلى بعض الدول الأوروبية، فانطلق صوب مدينة اسطنبول ومن هناك استقل القطار باتجاه بلغاريا ومن ثم يوغوسلافيا وما أن وصل مدينة بلغراد وترجل من القطار بحث عن أقرب دكان ليشتري بعض المعلبات لأن الجوع كان قد نال منه.. وبعد أن وجد ضالته بمساعدة بعض اليوغوسلاف دخل حانوت البقالة ونظر إلى الرفوف ثم طلب خبزا وأشار للفتاة التي تعمل هناك بأن تأتيه ببعض المعلبات الموضوعة على أحد الرفوف والتي كان عليها رسم يوحي بأن ما بداخلها إنما هو سمك التونا.. يقول صاحبنا أنه أراد أن يتجنب تناول أي طعام قد تكون مكوناته من لحم أو دهن الخنزير أو أن يكون غير مذبوح وفقاً للشريعة الإسلامية.. فسأل الفتاة بلطف إن كان بالإمكان أن تفتح له اثنتان من تلك المعلبات.. ففعلت ذلك ثم أخذت تضحك.. يقول صديقي أنه دهش لذلك حتى ظن أنه ارتكب خطأ أو بسبب لغته الإنجليزية الركيكة التي كان يخاطب الفتاة بها.
يقول صاحبنا أنه حمل وجبته وخرج إلى إحدى الحدائق ثم جلس على مقعد إلى جوار بعض الأشخاص.. يستذكر صاحبي قصته تلك وهو يضحك... ثم يستطرد قائلاً:" ما أن وضعت أول لقمة في فمي حتى انفجر الجالسون إلى جواري بالضحك".. ثم يقول أنه أنهى وجبته وحمد الله وشكره على تلك النعمة ثم قام ليلقي مخلفات الوجة في سلة للقمامة.. وما أن نهض حتى بادره أحد الأشخاص سائلاً إياه إن كان عربياً مسلماً.. فأجاب بالإيجاب.. فقال له ذلك الشخص بلهجة ساخرة:"أنتم لا تأكلون لحم الخنزير" فأجاب صاحبنا بالنفي.. فسأله:"أتدري ما الذي تناولته قبل قليل؟".. فرد صاحبنا دون تردد:"نعم، إنه سمك التونا" فضحك السائل وقال:"بل هو طعام قطط يا عزيزي".. صحتين وألف عافية!
صحتين وعافية ...والله احسنله من لحم الخنزير هههههههه
ابو محمد ...هذا هو المطلوب ..ان نعطي الابناء من خبراتنا في الحياة لمجابهة مواقف قد بتعرضون لها ..وان يتصرفوا بكل ثقة تصرفات نابعة من ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا
طبعا انا لا اتلكم عن شخص معين فكل منا الا من رحم الله يقع بهذا المرض و لكن بنسب متفاوته
و لعل اعلى درجات هذا الامر هو من يبع دينه بعرض من الدنيا قليل
سبحان الله كيف نرتب اولوياتنا
اين الله بهذه الاولويات
كيف نتصرف عند تعارض امر من امور الدنيا مع امر من امور الاسلام ؟
صدقني اخي الكريم لم تكن المجاملة على حساب اي شيء واردة في ذلك الموقف بقدر ماكانت سوء تصرف ..وجهل في عادات الشعوب ...فالمدرس لم يفرض علينا نوع واحد من الشراب بل خيرنا فيما نشرب ...لكني اعتقدت جاهلا بوجوب مجاراة الاجواء السائدة ...