إخوتي في هذا الصرح الشامخ ...أول ما أبدأ به كلماتي هو سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
نلتقي بكم اليوم للتواصل مع صناع الكلمة فعسى أن نضيف جديداً ، ولنوصل لكل من يرغب الفائدة لنهر روعة علّه يسقي رغباته....
نوافيكم اليوم بوجه آخر من وجوه المنتدى الأدبي متمثلاً في سلسلة حلقات تاسعها اليوم بعنوان...تحت المجهر...والذي سنسلط الضوء فيه على نص أدبي من نصوص الإخوة الأعضاء هنا حيث سنتناول نصاً في كل أسبوع إن شاء رب العباد..
تتمثل الفكرة في أن نقف بجدية ونلتف حول النص ونسلط عليه الضوء لاستخراج مكنوناته...فلحظةً نقف على نقاط جماله وأخرى على مواطن الضعف فيه نستخرج الصور الجمالية والتراكيب التي أخرجته بتلك الروعة
من خلال نقد موضوعي متجرد ...
كلي أمل بأن نقف هذه الوقفة .. وأن نقدم ردوداً بمستوى المعروض من النصوص والتي وبكل تجرد معظمها راقِ ويستحق الوقوف ولو لدقائق من أجله..
مهمتنا أن ننشئ حلقة حوار حول النص الذي وقع تحت المجهر .. وندعو من لديه القدرة على إفادتنا فإن كان هنالك عيوب بينها لنا وإذا طغى الحسن على الخطأ شكرنا هذا الإبداع وكاتبه.
ولأن الوحدات نت كان وما زال يعج بمن لديهم الثقافة والوعي الكامل بالوقوف على مثل هكذا أمور فقد لبوا النداء مشكورين وحال دعوتهم لذلك مشكلين فريقاً رائعاً أتمنى له شخصياً كل التوفيق وأدعو الله أن يكون دائماً في ميزان حسناتهم
وتتكون اللجنة المشرفة على نقد النصوص المطروحة في هذا الموضوع من التالية أسماؤهم
سائد بني شمس
ياسر ذيب
سوا ربينا
غريب الدار
سمير يونس
سآتيكم بالنص المختار لهذه الحلقة في ردي التالي وأتمنى أن نجد المتعة والفائدة والحوار الهادف والنقد البناء دائماً وكلي ثقة برواد الأدبي وإبداعاتهم
أتمنى أن تنال الفكرة إعجابكم وأن نشارك جميعاً بلا استثناء
ولا يفوتني أن أقدم جزيل شكري للأخ وحداتي قريوتي رئيس لجنة التصاميم في موقع الوحدات نت على هذا التصميم الرائع للموضوع والذي خص به المنتدى الأدبي ...الله يجزيك الخير أخي
العرض العام للنص :
من المؤكد أن الدافع وراء كتابة النص هو الحال التي يرثى لها ، والتي وصل إليها المجتمع العربي في كثير من أوقاته وعناصره ، وليس إثر حادثة معينة مرت بها كاتبة النص ، لأن ما يحدث الآن وعلى امتداد البقعة الجغرافية الممتدة من المحيط إلى الخليج هو عناوين لكل ما توارد من خواطر وأفكار للكاتبة في نصها.
فكل شيء - من وجهة نظر الكاتبة - غدا مقلوبا تماما ، فالأسود صار أبيض ، والعنزة صارت طائرا ، والفأر تحدى الجمل بحجمه ، وغيرها الكثير من الأشياء التي كنا نعتقد من قبل أنها من الصعب أن تتغير بل إننا لم نعتقد بذلك بالأصل.
الأفكار:
أرى أن الفكرة التي تمحور حولها النص هي اتخاذ كل عنصر من العناصر المكونة للحياة مكانا ليس له الحق أو صفة لا يمكن ولا بأي حال أن تكون من صفاته الأصيلة ، وفي ما تبقى من أفكار فرعية فهي عنوان لكل بيت من أبيات النص .
الأسلوب:
جاءت عواطف الكاتبة وانفعالاتها متدفقة غاضبة منذ البيت الأول ، وذلك من خلال استفهامها الاستنكاري ، وحتى البيتين الأخيرين. فكما نلاحظ في المطلع :
كيف يصيــر الأسودُ أبيضَ مثل الجير
وفي المنتصف:
كيف يحل الفكــر الثاقب جســم حميـــر
في حين جاءت الخاتمة تعبيرا عن رأي الكاتبة في ما تقدم في كامل النص.
الألفاظ:
جاءت فصيحة ,ورشيقة ,ودقيقة الدلالة على المعاني ، كما أنها جاءت شائعة في عصرنا ، وملائمة للموضوع الذي قيلت فيه.ومثال ذلك:
الجير ، الذهب ، القصدير ، بعير ، الشوك ، كفّ ، ....
التراكيب:
فقد جاء بناؤها قويا وملائما للموضوع ، كما تميزت بقصرها ووضوح دلالتها ، تماما كما هي الأحداث المتتالية التي يمر بها الوطن العربي في الوقت الراهن.
بغاث الطير ، الفكر الثاقب ، صعب التفسير ، ......
الإيقاع :
سأتركه لمن هم أهل له ، فأنا ما زلت أقتات فتات الخبز فيه.
ختاما ،، أرى أن استخدام الكاتبة لكلمة " نسر " مع النسور فيه شيء من عدم الموازنة ، فالنسور لا يمكنها أن تتساوى مع باقي الطيور ، في حين نحن نطلق على مجموعة من الطيور المحلقة في السماء "سرب" . ( وجهة نظر ليس إلا).
تساؤلات مشروعة في عالم فقد المنطق ...عالم امتلأ بالمنافقين الذين يقلبون الاسود ابيض والحق باطل والباطل حق دون ان يرف لهم جفن .
اندفعت الكاتبة مع هذه التساؤلات ... والتمس لها العذر بذلك ... لكن لدرجة انها وقعت بعدة مطبات من وجهة نظري ...فمثلا حين تقول ....كيف الجاهل فاق العالم في التفكير ...وكأنها اصبحت حقيقة ان الجاهل فاق العالم ...مع ان المطلوب ايصال معلومة ان المنافقين يصورون الجاهل هكذا....وكذلك حين تقول ...كيف تساوى الذهب الاصفر والقصدير ....فلا يمكن ان يتساوى الذهب والقصدير .... لكن في عالم فقد المنطق فالقصدير سيتفوق على الذهب بنظر المنافقين و " ماسحي الجوخ "....
وحين تقول ....كيف ينام الغاصب حقا وهو قرير ....فمن الطبيعي ان ينام الغاصب قرير العين فلا ضمير يردعه ولا اخلاق تلجمه .
منذ البداية في حالة تنم عن القهر والاحباط - مثلنا جميعا - استخدمت الكاتبة كلمة " كيف " من بداية النص لنهايته في اشارة الى الاستنكار الشديد ...لكن من جهة اخرى اضفت هذه الكلمة نوع من الرتابة على النص وكان يمكن التنويع باستخدام كلمات اخرى تؤدي نفس الغرض مثل ..أين ...لماذا ...من ...وهكذا .
في النهاية ...نص جميل ينفس بعضا من الاحتقان الذي يكتنفنا جميعا لما وصل اليه العالم والناس من انحدار في الاخلاق وقلب الحقائق .
أشكر الدكتورة ام ايهاب وتقبلي مروري واحترامي .
لا إجابة !! فالاسئلة المقالية في هذا النص ( الامتحان ) صعبة التفسير ، عصية على التفكير ، لإيجاد الحلول والتدابير ..
إختبار صعب لأمة العرب ، التي غزتها ثقافة الغرب ، فانقلبت الأوضاع ، وزادت الأطماع ، ونهش لحمنا الضباع وجراء ذلك تفشت الأوجاع ، وضاعت كرامة الكرام ، وغلبنا اللئام ، وكثر جور الظُلام ، فَخَفَتَ في قلوبنا نور السلام وأحاسيس الوئام والانسجام ..
مأخذي الوحيد على هذا النص الذي حملت أسئلته الاستنكارية تعابير قوية وتركيبات معبرة وألفاظ مؤثرة ، هو العنوان ( لا تنتظروا الإجابة !! ) ..
أراه :
لا تنتظروا إجابة ..
إذ .. كيف للكاتبة وبعد كل هذا الاستهجان وهذا الاستنكار وهذا الكبت والاحتقان على وضع الأمة العربية والإسلامية المزري ، المؤلم ، والمرير أن تُعرف كلمة ( إجابة ) بأل التعريف منتظرةً إجابةً واحدة على ما آل إليه حالنا وما اكتنف أمتنا من ذل وخذلان وضعف ، وهوان على الناس ؟؟..
كنت أتمنى أن يتم اختيار نص أفضل من هذا النص، فقد قرأت نصوصا أجود للكاتبة، وبما أن النص أصبح الآن تحت المجهر فلا بد من البحث في نواته وخلاياه وأنسجته عن مواطن القوة والضعف، فالمجهر" التلسكوب" يرى ما لا تراه العين المجردة.
الأفكار التي تغياها النص واضحة، فقد عبرت الكاتبة عن ذلك من خلال الاستفهام، وتكراره من أول النص إلى آخره. وحاولت كثيرا أن تقحم بعض الألفاظ ليستوي الوزن والمعنى معا ؛ مما أفقد النص شيئا من هيبته الأدبية والفنية.
الاستفهام بـ " كيف" استفهام مشروع، لكن تكرار السؤال على النحو الذي جاء في النص لم يكن موفقا، وكان الأحرى أن يُستغنى عن ذلك بطريقة أخرى من خلال صياغة الجمل دون تكرار اللفظة، وهذا عيب من عيوب الكتابة؛ إذ لم يسعف المعجم اللغوي الكاتبة، فاضطرت إلى اللجوء لذلك، أو أن الكاتبة استسهلت الوزن على ذلك النحو فصاغت نصها بتلك الطريقة.
لا إجابة لدي هنا:
كيف الجـاهــل فــاق العالم في التفكـيـر
ولا هنا:
كيف يكون الناقصُ عقلاً كالنحــريـــــر
لا أكاد أرى صورة فنية في النص ذات قيمة، وأعتقد أن النص لم يرقَ لمنزلة الفنية، ولكنه مجرد توليف لكلمات وألفاظ وصياغة غير محكمة للعبارات،ولا شيء في النص يجعله يؤثر في المتلقي فينقله إلى عالم غير عالمه التقليدي.
ما يحسب للنص أنه يكاد يخلو من الأخطاء اللغوية، ويبدو أن للكاتبة حسا لغويا جيدا، وقد أفادت كثيرا من قراءاتها خصوصا أنني أعرفها قارئة جيدة.
الصور الفنية قليلة جدا في النص، فلا نكاد نلمح صورة تسحرنا أو تجعلنا نتعب ونحن نتتبع جمالها ودهشتها.ما الجمال في هذه الصورة:
كيف يحل الفكــر الثاقب جســم حميـــر" حمار"
لا يكون الجسم للحمير، بل لحمار واحد فقط.
اختل الوزن في مواضع قليلة في النص: مثلا هنا
فالعالم صــار عجيباً صعب التفسيــــر
أرجو أن يتم اختيار نصوص أفضل حتى لا نظلم الكاتب بسبب اختيار نص ضعيف
النص عبارة عن مجموعة من الأسئلة مسجوعة القافية لا ينتمي للقصيدة ولا حتى للمقالة.
توالي التساؤل من قبل صاحبة النص مزعج للقارئ و مثقل على السمع ومثيراً للتوتر حتى تأتي النهاية ليتبين مقصد الكاتب وهو تغير حال البشر
لو أخضعنا النص للوزن الشعري نلاحظ اختلال الوزن في بعض الأسطر مثل:-
كيف يســود المرءُ ويرقى دون ضميـر
أعتقد أن الكاتبة حاولت محاكاة أحمد مطر في لوحاته الشعرية ...ولكن هذا النسق في الكتابة الشعرية يجب أن يكون قصيراً لا يتعدى 6 أشطر حتى تكون متقبلة سماعياً.
أعتقد لو قامت الكاتبة بتنويع القافية وتحويل النص الى قصيدة عامودية وتنويع الأفكار لكان النص أجمل.
السلام عليكم..
بوركت أياديكم ونقدكم الشافي الذي علمني شيئاً جديداً وزاد رصيدي المعرفي المتواضع...
استمتعت بكلماتكم وتفصيلات النص ومواضع الخطأ ...وأرجو الله أن أتفادى كل ما أُخذ علي من عثرات في المرات القادمة التي أمسك بها القلم
جزيتم كل الخير إخوتي وعملكم في ميزان حسناتكم إن شاء الله
ولطارحة الموضوع كل الشكر والاحترام بأن فتحت لنا هذه الفسحة الراقية لنتعلم كل ما خفي عنا..
السلام عليكم..
بوركت أياديكم ونقدكم الشافي الذي علمني شيئاً جديداً وزاد رصيدي المعرفي المتواضع...
استمتعت بكلماتكم وتفصيلات النص ومواضع الخطأ ...وأرجو الله أن أتفادى كل ما أُخذ علي من عثرات في المرات القادمة التي أمسك بها القلم
جزيتم كل الخير إخوتي وعملكم في ميزان حسناتكم إن شاء الله
ولطارحة الموضوع كل الشكر والاحترام بأن فتحت لنا هذه الفسحة الراقية لنتعلم كل ما خفي عنا..
لا إجابة لدي هنا:
كيف الجـاهــل فــاق العالم في التفكـيـر
أراها هنا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير يونس
اندفعت الكاتبة مع هذه التساؤلات ... والتمس لها العذر بذلك ... لكن لدرجة انها وقعت بعدة مطبات من وجهة نظري ...فمثلا حين تقول ....كيف الجاهل فاق العالم في التفكير ...وكأنها اصبحت حقيقة ان الجاهل فاق العالم ...مع ان المطلوب ايصال معلومة ان المنافقين يصورون الجاهل هكذا....
ولكنني لا أدري أخي سمير كيف تراها وقعت في مطبات وأنت من برر لها ذلك؟!!
فقد تفضلت وقلت : إن المنافقين يصورون الجاهل هكذا .
وجزاكما الله خيرا
ولكنني لا أدري أخي سمير كيف تراها وقعت في مطبات وأنت من برر لها ذلك؟!!
فقد تفضلت وقلت : إن المنافقين يصورون الجاهل هكذا .
وجزاكما الله خيرا
اخي حسن ...ما وصل لي بهذه الجملة "كيف الجاهل فاق العالم بالتفكير " ...هو الاقرار بتفوق الجاهل على العالم ..لكن السؤال هو كيف ....اعتقدت انه كان بالامكان صياغة هذا الشطر بطريقة تصل الى المتلقي بطريقة أوضح ....وقد أكون مخطئاً ....شكرا لملاحظتك