عندما تكامل الفعل الفلسطيني - عندما تكامل الفعل الفلسطيني - عندما تكامل الفعل الفلسطيني - عندما تكامل الفعل الفلسطيني - عندما تكامل الفعل الفلسطيني
******
اشير فقط الى أن الموضوع منقول عن الكاتب الفلسطيني صالح عوض
العدوان الاسرائيلي على غزة كان فاشلا بامتياز.. ولم يحقق هدفه الخسيس واستطاع الفلسطينيون أن يسجلوا نقطة انتصار لا بد من إظهارها بوضوح.. وبرغم الألم من حجم التضحية الكبير بسقوط شهداء أعزاء، ألا ان اسرائيل عاشت ليالي الخوف في الملاجئ وفي أنفاق المجاري.. وكانت قيادة الجيش الاسرائيلي والقيادة السياسية الاسرائيلية تتخبطان في تصريحات متناقضة مرتبكة..
النتيجة المعلنة عند نهاية الجولة ان تتعهد اسرائيل بعدم القيام باغتيالات في قطاع غزة مقابل تهدئة عسكرية من قبل الجهاد الاسلامي وألوية الناصر صلاح الدين.. هذا في حين تصاعد الموقف الدولي المستنكر لما تقوم به اسرائيل من اغتيالات وإعدام بدون محاكمات..
اللافت في هذه الجولة ان الفعل الفلسطيني تكامل في مشهد يثير الإعجاب، ففي حين كانت حركة الجهاد الاسلامي تتصدى للعدوان بصواريخ بسيطة، لكنها تقض مضجع القيادة الاسرائيلية وتخترق القبة الحديدة وتلجئ نصف سكان الكيان الصهيوني للهروب وتوقف عجلة الحياة.. في هذا الوقت كانت جهود الرئاسة في رام الله تتلاحق من اجل ايقاف العدوان عن غزة والقيام بنجدة مستشفياتها بشكل فوري.. في حين قامت حماس بالنيابة عن الجهاد في التفاوض في القاهرة لفرض مبدأ عدم قيام اسرائيل بالاغتيالات.
لقد انتج الفعل الفلسطيني المتكامل ما يكفي لأن يكون معبرا بقوة عن قيمة التكامل والتوحد والارتفاع الى مستوى المصالح العليا.. لقد اتصل الرئيس بخالد مشعل وبرمضان شلح، والكل تناول الموضوع من زاوية الدفاع عن الشعب.. فجاء الأداء المتكامل، كل من زاويته لينجز هدف اعلان القيادة الاسرائيلية بالتزامها بالتوقف عن سياسة الاغتيال.
النفوس الصغيرة وأشباه الموظفين المتصيدين لما يعتقدونه امتيازات على حساب الشعب ومصالحه وقضيته، هم فقط من لا يريدون ان يتكامل الفلسطينيون ويتفاهموا بدون اشتراطات.. والصغار وحدهم اولئك الذين يدافعون عن مصالحهم الفردية حتى لو أهرقوا كل ما في وجوههم من كرامة وعزة ولا يهمهم أن يدمروا النسيج الفلسطيني الواحد، وأن يعطلوا طاقات حقيقية في الشعب عن مواصلة طريق كفاحها بشرف ونزاهة.. ولكن هؤلاء الصغار المرضى لن يستمروا طويلا فإن الأحرار لهم بالمرصاد، وأن الشعب يعرف جيدا من هم المدافعون عنه بكرامة، ومن هم الأرزقيين.
الرئاسة في رام الله، وحركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي والمقاومة الشعبية.. الكل قام بالواجب وكان النصر المؤقت انجاز الجميع بلا شك.. وهذا من شأنه ان يمكن من قاعدة الثقة في الكل الفلسطيني ويهيء الظروف للحوار المفيد والمجدي ويبعد القضية المقدسة عن نمطية الموظفين المخربين هنا او هناك في هذا الموقع او ذاك.
صحيح ان المسألة لا تتوقف عند حد التزام اسرائيل بعدم القيام بالاغتيالات.. ولكن الفعل الفلسطيني المهموم بالكل الفلسطيني يعني بوضوح اننا تجاوزنا حالة التشظي النفسي.. واصبحنا نتحرك بالهم الفلسطيني.. وكان العدوان على غزة الفاحص الذي أكد نجاح الفلسطينيين في الامتحان.