((( حكاية أم هي الوطن )) - ((( حكاية أم هي الوطن )) - ((( حكاية أم هي الوطن )) - ((( حكاية أم هي الوطن )) - ((( حكاية أم هي الوطن ))
حكاية أم تعلم معنى الشهادة لولدها
تأمل محمد وجه أمه والنور يخرج منه وقال :
- أمي ألا تحكي لي حكاية.
- ومنذ متى تهتم بالحكايات يا محمد ؟ هل مللت ألعابك ؟
- صديقي اخبرني عن اليهود يا أمي .
- اليهود يا بني.
- والقدس أيضاً يا أمي ألا تعرفين قصتها ؟
- أجابت الأم بحسره : ومن منا لا يعرف قصتها !
-أمي أين وطننا ؟ أهو ضائع ؟ لماذا لا نبحث عنه إذن ؟
- ألا تكف عن هذه الأسئلة يا محمد لازلت صغيراً.
- أغرورقت عينا محمد بالدمع وختنق صوته وقال : لست صغيراً يا أمي لقد كبرت وسأكمل السبع سنوات
- ضمته بحنان إلى صدرها وقبلته على جبينه الذي يشع نور وبدأت تحكي له عن فلسطين وكيف أغتصبها اليهود عنوة , وكيف أستشهد والده , ( في هذه اللحظة ينظر محمد إلى وجه أمه وكيف أن الدمع أخذ مجراه )
لم يمل محمد سماع قصة فلسطين , صار لا ينام إلا بعد أن يسمع إحدى تلك القصص التي حفظها عن ظهر قلب لكنه مصر على سماعها بصوت أمه كل ليله .........؟؟؟
- أمي أكملي .
- آه يا محمد ألم تمل سماع هذه القصص؟
- والله يا أمي في كل قصة أرى وجه أبي.
- بكت الأم من كلام أملها ومحمد يمسح دمع أمه بيده يقول بصوته الباكي : لا يا أمي أبي لا يستحق البكاء أبي يستحق شيئاً آخر.
- فيما تفكر يا محمد ؟
- يتبسم محمد والدموع تكاد أن تنفجر في عيونه وبقول : في فلسطين في أبي في مستقبلي وفيكِ يا أمي
- ومرة عشر سنوات وما زال الطفل في داخل محمد لم يكبر.
- وفي ليله ,,,,,, محمد رد علي أنا أمك ألا تعرفيني ؟ كان محمد أجمل ما يكون وكان يجلس وسط واحة خضراء ينظر إلى والدته وهو يبتسم لكنه لا يجيب صرخت الأم محمد محمد .
استيقظت الأم من نومها مذعورة والدموع لا تحصى على وجهها ..... ذهبت مسرعه إلى غرفة محمد فلم تجد إلا ورقه مكتوب فيها :
أمي يامن الجنه تحت قدميها ,, أمي يا من علمتني معنى حب الله ورسوله ,, أمي يامن علمتني معنى الشهادة
أمي لم أكن أرى في دموعكِ إنكسار أو ضعف كنت أرى إيمان وشموخ فنعم البكاء بكاء أمي .
أمي سأوصل سلامكِ إلى أبي .
تبتسم أم محمد والدموع تملئ عينيها وتهمس : ألم تنسى شيئاً يا محمد .... اللهم أجعل مقصده الجنة
انتبهت الأم إلى صوت محمد نظرت إليه .... ( أنه أملها و وحيدها بعد استشهاده )
- أمي لماذا لا تجيبين ألا تسمعيني ؟
- أسمعك يا حبيبي ...
- سكتت الأم قليلاً ( فهي لا تصدق الحلم ) وقالت : أأنت محمد بالله عليك أأنت هو.
- نعم يا أمي أنا محمد ألا تحكي لي حكاية فلسطين من جديد.
(( وما زالت الأم تحكي حكاية فلسطين ليومنا هذا ..... ))
تسري القشعريرة في عروقي على إثر هذه الكلمات
...رغم الحنان الذي تمتلكه الام ولا يساويه أي حنان في هذه الدنيا...إلا أن الأم المسلمة المؤمنة...تزرع في قلوب أبناءها حب الله ورسوله وحب الشهادة من أجل إعلاء كلمة الحق
لله در الأمهات الصابرات...فكيف تضحي الأم بفلذة كبدها؟؟؟
انه الايمان ولا شيء غيره
أبدعت وأبدعت وأبدعت أخي أحمد
ما شاء الله تبارك الرحمن...ما أروع أن ترتجف من رهبة الكلمات
ألم أقل لكم؟!!
ألم أقل لكم؟!!
إنه يوم ولا كل الأيام ، فيه الكلمات تداخلت في قرة العين ، وفيه الأنفاس ما عادت ترجع إلى الصدور ونحن نتنفسهن جميعهن، فيه الصور قد تغيرت ملامحها بحضرتهن.
هو يوم فيه كان تبعثرنا على غير العادة ، فأنا ما عدت أدري أهي الأنامل تكتب الآن أم الدموع؟!!. هي الدموع ، هي الأنفاس الحرى ، هي المشاعر المجبولة بعذاب الفراق والاغتراب، هي الأنين ، نعم الأنين الذي انفجر عند حافة الحلم والقبر معا.
أم تعيد على مسامع ابنها في كل ليلة حكاية الأقصى الساكنة في فلسطين ، الذي تحتضنه فلسطين ، تحكي له عن قصة الرياح وهي تصفق لعكا على شواطئ المتوسط ، وهو مازال يسمع ويسمع ، حتى حفظ الدرس وفهمه تماما ، فكانت النتيجة الشهادة في سبيل الله - تعالى -.
ما أروعها وما أجملها تلك الأم التي تواصل سرد الحكايا حتى بعد استشهاد ابنها!!