قراءة في شخصية أبو الخيزران [ رجال في الشمس .. غسان كنفاني ]
قراءة في شخصية أبو الخيزران [ رجال في الشمس .. غسان كنفاني ] - قراءة في شخصية أبو الخيزران [ رجال في الشمس .. غسان كنفاني ] - قراءة في شخصية أبو الخيزران [ رجال في الشمس .. غسان كنفاني ] - قراءة في شخصية أبو الخيزران [ رجال في الشمس .. غسان كنفاني ] - قراءة في شخصية أبو الخيزران [ رجال في الشمس .. غسان كنفاني ]
قراءة نقدية لاستخدام الرمز عند كنفاني في شخصية أبو الخيزران
برغم أن الشهيد غسان كنفاني قد أتخذ من المدرسة الواقعية منهجاً للكتابة إلا أننا لا نستطيع أن ننحي مسألة الرمز في كتاباته، فهو قد لجأ للرمز بطريقة غير مباشرة من خلال أعماله المتعددة، وربما كان أكثرها وضوحاً مسرحية القبعة والنبي، وأحد الشخصيات التي تبرز في أدب غسان كنفاني هو شخصية أبو الخيزران الخصي في رواية رجال في الشمس، فشخصية أبو الخيزران هي أحد الشخصيات الجدلية التي أنتجها غسان كنفاني، ويوازيها في ذلك شخصية زكريا في ما تبقى لكم، ولكن ولتسليط الضوء على شخصية أبو الخيزران فنحن نجد أن السمات التي يتمتع بها هي التالية:
- شخصية انتهازية.
- تعاني شخصية أبو الخيزران من نقص الرجولة كونه مخصياً نتاج التعذيب الذي تعرض له.
- يتزامن إخصاء أبو الخيزران مع عام 1948 بالتحديد.
- يمر عبر النقاط الحدودية بالفهلوة.
- يصرخ في نهاية الرواية لماذا لم تدقوا جدران الخزان ؟
- يتعامل مع جثث ضحايا السفر بإلإلقاء بها على أحد مكبات النفاية.
إن معطيات هذه الشخصية تذهب بنا إلى الرمز الذي أراد غسان كنفاني الإشارة له، وهنا أتفق مع الدكتور إحسان عباس حين شخص الرمز بالإسقاط على القيادة الفلسطينية، مختلفين مع الدكتور عبد الرزاق عيد في الذهاب إلى أن أبو الخيزران لا يمثل القيادة الفلسطينية المدانة في سلوكها تجاه القضية الفلسطينية حتى عام 1948.
فسلوك أبو الخيزران وشخصيته تحتوي ضمن شكل ما صفات القيادة الفلسطينية التي أدت إلى إنهاء كثير من أشكال النضال النقابية والحزبية لصالح مصالحها الذاتية مع الإحتلال وسلوكها المخصي تجاه قضية أبناء شعبها، ومارست فيما بعد دور المتباكي على الشعب الذي شرد من وطنه إلى الموت بأشكال أخرى، نقل الإنسان من وطنه إلى المنفى، قمعه ضمن دساتير الآخر الشقيق، والرمي به إلى مكبات نفاية تبرعات العالم، كل هذه التصرفات تشابه إلى حدٍ ما سلوك الشخصية الرئيسة في رواية غسان كنفاني رجال في الشمس، فأبو الخيزران يعبر الصحراء بعلاقاته المباشرة مع النقط الحدودية ضمن الرشوة والتهريب ومعرفته بدقائق الأمور فيما يختص هذه المعابر وقبضه ثمن تهريب أبناء جلدته كي يتقوا مهانة اللجوء أحياناً وغربة الوطن داخل الوطن أحياناً أخرى، د. عيد يلجأ إلى قول أن صراخ أبو الخيزران " لماذا لم تدقوا جدران الخزان " قد يدلل على إنسانية مفرطة، لكن إلقاء جثث الموتى على أحد مكبات النفاية والعودة لتفتيش جيوبهم وسرقة أموالهم وأخذ ساعة مروان الشيء الوحيد الذي كان يملكه، يجعلنا بالكاد نتقبل هكذا شخصية على أن لديها ولو رمق بسيط من الإنسانية، بل تجعلنا نعقد مقارنة حقيقية بين سلوك القيادة الفلسطينية التي أنتجتها البرجوازية التقليدية في فلسطين وسلوكها طوال فترة الإنتداب الإنجليزي وصولاً إلى ساعة الصفر الكارثية حرب عام 1948، وعودتها للنهش في لحم هذا الشعب الذي قادوه حيث مصالحهم الضيقة إلى التهلكة ليتاجرو به علناً ضمن نفس القيم التي ملكتها هذه القيادة المدانة قبل كارثة 1948.
يجعلنا بالكاد نتقبل هكذا شخصية على أن لديها ولو رمق بسيط من الإنسانية، بل تجعلنا نعقد مقارنة حقيقية بين سلوك القيادة الفلسطينية التي أنتجتها البرجوازية التقليدية في فلسطين وسلوكها طوال فترة الإنتداب الإنجليزي وصولاً إلى ساعة الصفر الكارثية حرب عام 1948، وعودتها للنهش في لحم هذا الشعب الذي قادوه حيث مصالحهم الضيقة إلى التهلكة ليتاجرو به علناً ضمن نفس القيم التي ملكتها هذه القيادة المدانة قبل كارثة 1948.
لا يمكن ان اجد بصيص انسانية بعد كل ما قرأت عنه من المكتوب في الاعلى
شخصية ارتظت لنفسها ان تكون ذات مصلحة شخصية على حساب الوطن وارتظت ان تعري الموتى من ما يتواجد بحوزتهم واخذت لنفسها حق اي شئ يجد فيه المنفعة فقط
لا يمكن ان يكون هكذا شخص قيادي او حتى وصفه بالقيادي
كم هو جميل أن يكون بين صفحات الوحدات نت شخصية ترتقي بلغتها الكتابية
فقراءتك لشخصية " أبو الخيزران" توازي - كما أراها - قراءة الأعلام في هذا الجانب.
ما شاء الله عليك وحفظك الله
أما أبو الخيزران فلا أراه إلا كذلك الإعلامي الفلسطيني الذي سجن في زنازين
الاحتلال ، وبعد أن خرج أصبح ينادي بحرية الفتاة العربية ، أقول الحرية من كل
شيء من شأنه أن يحافظ على أنوثتها ، والمصيبة أنني وجدت
كثيرا من القراء ساروا خلف هذا الشخص . وهذا "أبو الخيرزان" إذ كيف لواحد
تعذب حتى أصبح في رجولته نقص ، كيف له أن لا يبقى على الوفاء والعهد
الذي تعذب لأجله؟!! غريب أمر هذه الدنيا ، فالواحد يفقد أعضاء جسده
الواحد تلو الآخر وهو صامد ، وعندما يشعر ببصيص أمل من الحرية ينسى
كل ما عاناه.
"أبو الخيزران لا يعاني نقص رجولة
أبو الخيزران فقد رجولته ودينه وإنسانيته
والمساكين الآن يدفعون لقاء سهر لياليه في النوادي الإسرائيلية"
مع شكري الجزيل لمرور كل من الأخ رمزي الياموني والأخ سوا ربينا.. وإضافتهما الجميلة
فإنني أرى أن المبدع الشهيد غسان كنفاني حاول أن يوصل القارئ بطريقة ما إلى إدانة الشخصية الإنتهازية، وهي هنا تقارب كما أعتقد تركيبة القيادة التي مرت على الشعب الفلسطيني كعموم يكثر فيه الفلاحون والعمال على البرجوازية والإقطاع الزراعي والسياسي، باعتقادي أن الأمر كان بجر القارئ إلى كشف قبح المصالح، الأمر الذي قال به الأخ سوا ربينا، فقد رجولته وليس انتقصها فحسب، ربما هنا نلجأ بمعيار أخلاقي للحكم على حركة البرجوازية والإقطاع تجاه القضايا المصيرية للأمم فنجدها دائماً ما تكون محسوبة كتجارة إما أن تربح أو تخسر، هذا أمر لاتتقنه الأمم والشارع، بل يتقنه الصيارفة، الوعي الذي أقتنصه غسان كنفاني وربما لأجله قتل هي خلق التمايز في إدراك الواقع، إدراك أن الإدانة ليست وليدة الفراغ بل وليدة الصراع بكل مكوناته، تلك العبارة التي غابت رويداً رويداً عن وعي الجماهير كل الحقيقة للجماهير، العدو لا يمكن فقط في المحتل بل يتعداه إلى أقرب مما نتخيل، كثيرة هي تلك العبارات التي حفرها الشهيد ورفاقه شهداء استفزاز الوعي الجمعي لدى الجماهير، الأمر الذي يجعلني أحياناً أعتقد أن من قتل غسان كنفاني ومن هم على قدرته في استفزاز الواقع لدينا، أبداً لم يكن العدو المباشر بقدر ما كان كل أولئك الذين كشف عن وجوههم الحقيقة في صرخته الشهيرة " إن كنا مدافعين فاشيلن عن القضية فالأجدى أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية "
إن كنا مدافعين فاشيلن عن القضية فالأجدى أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية " [/COLOR]
حسبك،،هنا تكمن كل القضايا بل أبسط المسائل التي تعيق حتى أنفاسنا
لا سير حياتنا فحسب.
فالمسألة في من يتسلمون زمام الأمور لا في الأمور بحد ذاتها ، ولو تركت
القضية أية قضية لمجموعة أفراد متوكلين على الله حق اتكاله ، لانقلبت
الموازين رغم غوص كفة الطرف المعادي.
أعتقد أن مروري على شخصية" أبو الخيزران" ستسوقني للحديث عن كثير ممن لبسوا عباءته المخصية، وامتطوا جواده المخصي، وامتشقوا سيفه الذي فض بكارة القضية واغتصبها.
كثيرون هم من عرفوا باسم "أبو الخيزان" ولعل أشدهم تشبها به من سمى نفسه " أبوالقصب مص" الذي سمح للمحتل أن يمتص دماء الثورة ويلوث خضاب دم المقاومة، وحسبي هنا أن لا أطيل؛ لإنني بدأت أشعر بالغثيان، وأعتقدأ ن كتابة سطور أخرى في هذا الصدد ستجعلني أفقد السيطرة على نفسي، وسوف أخسر الكثيرين من الأصحاب في هذا المنتدى الحبيب.
نقطة من دون سطر جديد .
مما تشمئزُّ منه الأنفس قيام "أبو الخيزران" بإلقاء الجثث الثلاثة في المزبلة.
النص:" هبت نسمة ريح فحملت إلى أنفه رائحة نتنة.. قال في ذات نفسه :"هنا تكوم البلدية القمامة " ثم فكر: " لو ألقيت الأجساد هنا لاكتشفت في الصباح، ولدفنت بإشراف الحكومة "
هنا انتهى الاقتباس.
ترى كم جثة ألقى " أبو القصب مص" في المزبلة، وهل اكترث أعلمت الحكومة بهم أم لم تعلم ؟ أم تراه علم أن رائحة الجثث ستختلط برائحة المزبلة النتنة.
و هل اكترث بالهزيمة؟
لعله يجيب !!
لن أقول لك جاهر برأيك كما هو عليه، فقد اختبرت ذلك بشكل شخصي، ولن أقول لك ماذا يعني ذلك، لكن سأستهل قولي بما قاله أحمد مطر يوماً، يقال إن أقصر قصة كتبها إنسان هي التالية: " رجل ولد وعاش ومات "، ومع ذلك استدرك أحمد مطر تلك القصة حين ذكرنا بأنه أحدهم كتب على شاهد قبره ( هنا يرقد جبر..من بطن أمه للقبر) ! أهذا ما نسحقه دائماً كي نروي تفاصيل ما نفكر به؟ هو سؤال لا يمكننا الهروب منه، فكسب عداء الآخرين ليس متعة، مع أنني أحياناً أعزي ذاتي بهذا القول، وأكتب أنني ممعنة في البحث عن كره الآخرين، علهم بعد هذا بعد أن أكون في القبر ينظرون إلي بقليل من محبة، لست أطالب بالاحترام، فهو صنعة لن أتقنها يوماً بل أطالب بالمحبة وهي الأشق على الجميع، وأكرر قول أحمد مطر ( لم ينته زمن الكلام. إنه مازال في بدايته المتكاسلة، وعليه، الآن بالذات، أن يبدأ التكفير عن تقصيره، فينتظم فوق السكّة طائراً كالقطار الكهربائي .
لقد تخلّفنا طويلاً عن رش رذاذ الكلام النقي على دخان هذه الحرائق التي يشعلها الطغاة بأموالنا المسروقة، حتى أوشكنا على التنفس بالاختناق والإبصار بالعمى !)
عودة إلى أبو القصب مص كما أسميته، سيبرهن التاريخ عن أن رأيك هو الصواب، سواء أحبك الأصدقاء أم كرهوك، فمحبة الناس هنا لن توافق قلة مروءة تمر بك، وهذا ليس إتهاماً، بل معرفة حقيقية بما يجول بخاطرك، فلا زال كل منا يسكنه مجامل ومتردد ومن يخشى الوقوف كعدو لمن يحبهم..
سآمل أن أنزع عن نفسي هذا الثوب، وسآمل أن يكرهني من يكرهني ولكنني لا زلت أرتجف أمام قدرتي على هذا.
كانت ولا تزال فيروز تمثل لنا الكثير وتمثل لي شخصياً أكثر مما يتوقع الكثيرون
فقد قمت سابقاً بالإشارة إلى أنني أصمت فقط عند الاستماع لفيروز ومن يعرفني جيداً يعلم انني لست من المخبئين للسانهم أبداً
وغسان يعني لي ما تعنيه فيروز مع الفرق في أنني لم أكن اتوقع ان أقرأ ما بين سطوره إلا وأنا سارحٌ في ترابط الحروف والعودة حيناً أو احياناً للصفحة السابقة للربط فيما بينهما .
وهذه الميّزة الت تميّز بها غسان في ربطه للحدث والشخوص لا يمكن أن تمر على أحد دون أن يعلم أن لغسان طرفٌ فيها حتى لو من بعيد وحتى لو كانت مجرّد اقتباس في مقال او حدثٍ يساق لنا أو نساق له بلا أسباب
مي ... كل الشكر لك على طرحك الذي أزعج سكون المخيخ الصغير الذي احمله في راسي
ما يجعلني أتعلق بغسان قدرته على إنهاكي في كل نص كتبه، نعم لدى غسان قدرة فائقة على إنهاك المقابل، ذلك المتلقي وقد أدهشه ما يفعل غسان به، يوغل في سرد الحقيقة حتى يفاجئك بأنك أمام نفسك صعب المراس، يدربنا بكل شفافية على أن نكون مباشرين مع ذاتنا، حتى نصل إلى الإجابة المحققة سلفاً ... إلى أين نذهب؟ في شخصيات غسان البسيطة والمعقدة قصص لا تنتهي، لا أعلم إن كنت قد مررت يوماً بتلك الساعة التي حملت قصة مريم باقتدار، ساعة تثبت وجودها دون أن تعتقد للحظة بأنها مجرد ساعة، هذا الإنهاك لا بد أن ينتقل تلقائياً كي تجد لذة في إزعاج سكونك اللحظي، فمن ارتبط بعلاقة مباشرة مع غسان لم يستطع أن يفتك منه، وسيسب غادة السمان ألف مرة حتى تذهب وأوراقها الغريبة لأنك ستعود حتماً إلى حسون حسان وهو يحتضر
ها أنت تصيبينني بالقشعريرة بكلماتك التي تأخذني مباشرة لأكون جزءاً من الأحداث التي وضعنا بها غسان
وعندما أصاب بالقشعريرة حالي كغيري نصمت و(نَفٍرّ) باحثين عن دفئ الزمان الذي لا مكان يحتضنه كما ينبغي
يصعب على المتدثرين بهذا أن يفروا منه، فهذا دثار أبدي إن هم أوغلوا به .. لنقل أخيراً لعل اللقاء يكون في أمل وحرية وطن !! لعله يكون قبل النزع الأخير الذي يطارد دفئ القشعريرة ذاتها