المِسْك (بالفارسية: مشک) هو طيب وعطر من مصدر حيواني,[1] يتكون المسك في غدة كيسية في بطن نوع من الظباء يسمى غزال المسك وتوجد هذه الغدة في الذكر ولا توجد غدة المسك في الإناث.
عرف عرب الجزيرة مهنة تركيب العطور وتجارتها منذ ما قبل الإسلام وقد حظيت باهتمام تجار قريش فكانت العطور من السلع التجارية التي تحملها قوافلهم. وكان المسك من بين العطور المتداولة والمشهورة عند العرب إلى جانب العنبر والعود والصندل. واشتهر عندهم نوع من المسك يجلب من مدينة دارين في بلاد البحرين التاريخية، وهو مسك هندي يجلبه التجار إلى ميناء هذه المدينة ويحمل منها إلى أنحاء مختلفة من الجزيرة العربية. كما اشتهر المسك الذي يجلب إلى بلاد العرب من الصين التبّت والهند.[2] ويعد المسك الذي يجلب من التبّت أفضل هذه الأنواع لأن مراعي الظبي فيها أطيب من غيرها.
المسك كلمة أعجميَّة مُعَرَّبة من أصل فارسيّ[3] والرديف العربي لها هو كلمة المشموم، لكنَّ استعمال كلمة المِسْك طغى لرقتها فَعَرَّبها، وتم هجر المرادف العربي لثقله ولعموم معناه. وشاعت في الاستعمال اللغويّ ووردت في القرآن: «خِتَامُهُ مِسْك» سورة المطفِّفين، آية (26). وفي الحديث النبوي الشريف : «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المِسْك».[4]
***************
مصدره
غزال المسك السيبيري
يعرف غزال المسك علميا باسم (باللاتينية: Moschus moschi ferus) يبلغ طول الحيوان حوالي متر وارتفاعه نصف المتر وغزال المسك حيوان خواف سريع الهرب, يسعى لطلب طعامه ليلا، لذا يصعب اصطياده. يسكن غزال المسك غابات الهملايا وتمتد مساكنه إلى التبت والى سيبيريا والشمال غرب الصين وأواسط آسيا. يسمى الكيس الجلدي بما فيه من مسك (فأرة المسك) ويعرف عالميا باسم Musk in Pods ولون المسك داخل هذا الكيس أسود وهو غال جدا, يقوم تجار العطور بإضافة بعض المواد عليه وخلطه بها.
يخرج المسك من مادة من الدم تنمو في سرة الحيوان وعندما يأتي موعد خروج المادة تضجر البهيمة فتحك سرتها على أحجار الجبال وتجد في ذلك لذة حتى تسيل منها المادة المكونة للمسك ثم يأتي متخصصون فيقومون بجمعه والتقاطه من الجبال ويضعونه في قوارير.[5]
استخراجه
بقتل غزال المسك الذكر أولا ثم يفصل كيس المسك ويجفف, وهذه طريقة قاسية لأنها تقضي على الحيوان وهي ممنوعة رسميا.
الحصول على المسك بجمعه من على الصخور لأن الغزال يشعر بحكة شديدة في الكيس عند امتلائه فيقوم بحك الكيس على الصخور فينقشع الكيس بما فيه من مسك ويلتصق بالصخور ويقوم جامعي المسك بجمعه من على الصخور.
يحتوي المسك على حوالي 1.4% زيت طيار ذي لون أسود إلى بني والمركب الرئيسي الذي تعزى إليه الرائحة الجميلة والمنعشة المعروفة للمسك هو مسكون (Muskone) كما يحتوي على هرمونات استيروليه أهمها مسكوبايريدين (Muskcopyridine) وكذلك قلويدات وانزيمات.