العلامة إبراهيم زيد الكيلاني في ذمة الله - العلامة إبراهيم زيد الكيلاني في ذمة الله - العلامة إبراهيم زيد الكيلاني في ذمة الله - العلامة إبراهيم زيد الكيلاني في ذمة الله - العلامة إبراهيم زيد الكيلاني في ذمة الله
العلامة إبراهيم زيد الكيلاني في ذمة الله
الثلاثاء، 02 نيسان 2013 12:33
السبيل - توفي صباح اليوم وزير الاوقاف الأسبق ورئيس مجلس ادارة المحافظة على القرآن الكريم الدكتور ابراهيم زيد الكيلاني، عن عمر يناهز الـ85 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض عضال.
وسيتم تشييع جثمانه من مسجد الجامعة بعد ظهر يوم غد الأربعاء.
سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
إبراهيم زيد الكيلاني في سطور
ولد الدكتور إبراهيم في مدينة السلط عام (1927)، وتخرج في مدرستها الثانوية، ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق حيث تخرج منها في السنة الثالثة، ثم أكمل السنة الرابعة في جامعة بغداد، وأكمل الماجستير والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر كلية أصول الدين.
والده الشيخ عبد الحليم الكيلاني كان مفتي مدينة السلط ومعلم القرآن والتربية الإسلامية في مدرستها الثانوية، وكان بالإضافة إلى ذلك يفتح داراً للقرآن يعلم فيها أبناء السلط صغاراً وكباراً لمدة خمسين عاماً أو أكثر، وقلما تجد من أبناء السلط من لم يدرس في مدرسة الشيخ عبدالحليم.
فكان يعلم القرآن مع القراءة والكتابة، وكان موضع ثقة أبناء السلط من خلال عمله في المسجد وفي المدرسة وفي البيت.
يقول الدكتور إبراهيم هذه البيئة نشأت بها – من فضل الله تعالى، كما أن والدي كان حافظاً للقرآن الكريم، وكان ورده اليومي عشرة أجزاء، فغرس ذلك في قلبي حبّ القرآن الكريم، ولذلك عندما انتقلت من العمل في الإذاعة الأردنية إلى كلية الشريعة في الجامعة الأردنية. وكان أول عمل لي أن أوجد صيغة لتعليم القرآن لطلاب الشريعة من خلال تحويل مادة كانت في الخطة الدراسية صورية، أي أن كل طالب يجب أن يحفظ أجزاء من القرآن ويتقن تلاوته، هذا الأمر لم يكن يطبق، والحمد لله فقد فعّلنا هذه المادة، وأوجدنا أيضا مادة تلاوة في الكلية، وبفضل الله تعالى أصبحت مادة أساسية.
والدكتور إبراهيم من أبرز العلماء العاملين في حقل الدعوة الإسلامية في الأردن، وله بصمات واضحة ناطقة بجهده في دعوة الناس إلى الحق والهدى، وتبصيرهم بدينهم، وبحقيقة ما يدبر له من مكائد ومؤامرات تستهدف إقصاءه عن واقع الحياة، ولا زال على ذلك، امتاز سماحته بما امتاز به العلماء العاملون، جرأة في الحق، وكفاية في العلم، وفصاحة في القول، وعزة المسلم الرافض للذل والخنوع، وكبرياء العالِم المسلم بعيداً عن عالَم الصغار، راعه هذا الاندلاق على أعتاب أعداء الإنسانية، وهذا التزوير للحقائق، والتفريط بالأرض والمقدسات، فجند يراعه وفكره لقول كلمة الحق، والدفاع عن مكتسبات الأمة الإسلامية، واستنهاض النائمين من علماء ومفكرين ومسؤولين في مختلف مواقعهم، علّهم يصطفوا خلف راية الحق. ويحملوها إلى حيث مستقرها الراسخ الأكيد، كما جند نفسه للعمل في خدمة كتاب الله تعالى، داعياً إلى تلاوته وحفظه وتفسيره وفهمه، وكذلك للدفاع عن كتاب الله تبارك وتعالى في وجه المحاولات التي تجري لإلغاء بعض آياته في مناهج التعليم بحجة التحريض على الجهاد، وتشهد له كتاباته وخطبه ومحاضراته على ذلك.
المناصب التي تقلده
الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني مفكر إسلامي أردني، حاصل على دكتوراة في علم التفسير من جامعة الأزهر الشريف، وهو عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية سابقا، ونائب في برلمان سنة 1993 م، ووزير أوقاف سابق، تسلم مهامه كوزير خلال أزمة الخليج 1990 فأثارت مواقفه معارضة غربية، عضو جبهة العمل الإسلامي، ورئيس مجلس الفقهاء فيها، ورئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم، الكيلاني شاعر ومؤلف له العديد من الكتب وأشرف على عشرات الرسائل الجامعية في الجامعة الأردنية.
للدكتور الكيلاني دور بارز في وضع القانون المدني الأردني مستمدا من الشريعة الإسلامية فقد طالب بأن تكون مرجعية القانون هي الشريعة الإسلامية لما كان خطيبا لخطبة الجمعة المذاعة وكان مقرر اللجنة التحضيرية التي صاغت القانون ثم عام 1976 وكان وقتها قانونا مؤقتا ولما رأس اللجنة القانونية في البرلمان أقر القانون قانونا دائما ويعد القانون المدني الأردني أول قانون عربي يقنن أحكام الفقه الإسلامي وتبعه عدد من الدول العربية.
وهوعضو مجمع اللغة العربية الأردني، وعضو مجلس التربية والتعليم، وعضو مجلس النواب الأردني (93-97)، وعضو لجنة المستشارين الشرعيين في البنك الإسلامي الأردني، وعضو لجنة دراسة قانون الأحوال الشخصية الأردني، ورئيس لجنة العلماء في حزب جبهة العمل الإسلامي ورئيس لجنة الفتوى فيه، وعضو مجلس الإفتاء في الأردن.
شارك في وضع القانون المدني الأردني، وكان عضواً في اللجنة ومقرراً لها، وكان رئيساً للجنة القانونية في مجلس النواب التي قدمت مشروع القانون المدني الأردني ليكون قانوناً دائماً، وهو خطيب المسجد الحسيني الكبير في عمان، وخطيب مسجد الجامعة الأردنية لسنوات وخطيب مسجد الملك عبدالله، وعمل أيضا مديراً للبرامج الدينية في الإذاعة الأردنية.
وقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، وكان له حديث يومي بعنوان " من هدي القرآن الكريم " استمر لما يزيد على خمسة عشر عاماً، كما كان له ندوة أسبوعية في التلفزيون بعنوان " هدي الإسلام " وهو أول من عرّف العالم العربي والإسلامي بالعلامة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقد سجّل معه الدكتور إبراهيم ما يقارب من سبعين حلقة تلفزيونية للتلفزيون الأردني بثت بعدها في التلفزيونات العربية
مولفاته
صدر له عدد من المؤلفات مثل:
معركة النبوة مع المشركين كما تعرضها سورة الأنبياء
تصور الألوهية كما تعرضه سورة الأنعام
دراسات في الفكر العربي الإسلامي.
ومؤلفات أخرى في التفسير الموضوعي، وبحوث في موضوعات شتى، كما أن للدكتور الكيلاني اهتمامات أدبية، وخصوصاً في مجال الشعر، تفرغ أخيراً للعمل رئيساً لجمعية المحافظة على القرآن الكريم حتى وفاته رحمه الله
القدس .. الكاشفة الفاضحة
د. إبراهيم زيد الكيلاني
20/09/2010 - 7:12am
قصة الاسلام
بين القدس وغزوة تبوك شبهٌ كبير، فكلتاهما ميَّزَتا المؤمنين وكَشَفَتا المنافقين، وفي هذه الكلمة سأقف عند بعض وجوه الشبه ودروس الامتحان لنعرف كيف سُمِّيت سورة التوبة بالكاشفة والفاضحة، وقد كشف الله للأمة أخلاق المنافقين المتخلفين عن الجهاد، وصدق المؤمنين في الجهاد والنصرة؛ لتعرف الأمة كيف تواجه أعداءها من "الروم" الظاهرين، ومن "المنافقين" الذين يلبسون ثياب الخداع والتضليل.
ويحسن هنا أن نقف عند بعض هذه الدروس:
1- حين تتعرض أرض الإسلام للخطر أو الاحتلال، يصبح الجهاد فرض عين لا يتخلف عنه بغير عذر إلا منافق. وهذا ما فعله النبي حين بلغه أن الروم يستعدون لغزو المدينة المنورة، فأعلن النفير العام وقال: "ما غُزي قومٌ في عقر دارهم إلا ذَلُّوا". وفتح الباب لتقديم الأموال لتجهيز الغزوة، فقدَّم عثمان مالاً كثيرًا، تهلَّل له وجه النبي الكريم وقال: "ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم، اللهم ارضَ عن عثمان فإني عنه راضٍ". وتسابق الصحابة -رضوان الله عليهم- بالبذل والإنفاق.
2- وقد كشفت السورة أصناف المتخلفين عن قتال العدو، والمشاركة في دفع الأخطار عن أرض الإسلام بآيات كثيرة، منها:
أ- أن أموالهم وأولادهم لا تحميهم من عذاب الله تعالى، قال تعالى: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 55].
وهنا أُوَجِّه نداءً لحكام العرب أصحاب السلطة والمال، أن الله يفرض عليكم أن تغيثوا القدس، وتتوجهوا للجهاد؛ لإنقاذ فلسطين وقدسها وشعبها من التدمير والإبادة وبناء الهيكل المزعوم، ومن لم يفعل زهقت روحه وهو كافر، ولن تغني عنه أمواله ولا حكمه شيئًا. والنداء نفسه نوجهه للعرب والمسلمين وأغنيائهم أن الله استخلفكم على هذا المال، وفتح لكم الطريق لتغيثوا المجاهدين، ومن تخلَّف كان مع المتخلفين.
- (أولو الطول) شاملة لأصحاب المال والغنى الذين يملكون أن يمدوا حركات المقاومة والجهاد، وينتصروا للقدس ومسجدها وفلسطين وشعبها.
- و(أولو الطول) شاملة أيضًا لكل من مكَّنه الله بقدرة علمية، أو سياسية، أو عشائرية، أو صحفية، يجب أن يسخِّرها للتذكير بفلسطين والقدس، وإعداد الأمة للجهاد.
- و(أولو الطول) شاملة لخطباء المساجد الذين مكَّنهم الله من المنبر أن يبلِّغوا رسالة الله، ويشاركوا في جهاد الكلمة بالتحذير من أخطار العدو اليهودي، ويُبينوا حكم الله في تحريم التطبيع مع العدو المغتصب للأرض والقدس وتحريم التعاون معه، ومن تعاون مع العدو وطبَّع معه خان الله ورسوله وجماعة المؤمنين. وكذلك تشمل وزراء الأوقاف والإعلام وأصحاب الصحف.
وإذا كانت سياسة كثير من الحكومات في البلاد الإسلامية قائمة على حراسة أمن (إسرائيل)، وتربط الأئمة والوعاظ بالأجهزة الأمنية القائمة على هذه الحراسة، فإن العلماء ورثة الأنبياء يحملون مسئولية الجهاد والتضحية ومقاومة سياسات العدو الساعية لتفريغ المساجد من كلمة الجهاد.
والخطاب في هذه الآية للمؤمنين جميعًا: حكامًا وشعوبًا أن ينفروا للجهاد دفاعًا عن الدين والأرض، والذين يؤثرون دنياهم على دينهم ويعطلون الجهاد والإعداد له، ويُنفِّذُون مخططات أعدائهم في محاربة المجاهدين، ومحاصرتهم، عرَّضوا أنفسهم لعقوبة العذاب الأليم والإبادة والهلاك، والاستبدال، هلكوا بأنفسهم وأهلكوا أمتهم. والخطاب في هذه الآية موجَّهٌ أيضًا للوزراء والعلماء والخطباء، والمسئولين عن سياسة المساجد ولجانها، أن ينفروا للجهاد ويعدوا الأمة له، وألا يخنقوا صوت الجهاد فيعزلوا الخطيب إذا ذكر القدس، أو الجهاد، أو ذكَّر بخطر يهود.
د- قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى والله يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107].
وهذه الآية كاشفة فاضحة تفضح أساليب الخداع والتضليل الذي يقوم به حُرَّاس أمن الأعداء المتعاونون معهم، فتراهم يبنون مسجدًا، لا لتبليغ كلمة الله والجهاد في سبيل الله، وإعداد الأمة لتدافع عن دينها وتتبصر الأخطار المحدقة به، ولكن يقيمونه لمحاصرة الدعوة والدعاة، ومنع العلماء الصادقين من الخطابة والتوجيه، وتنفيذًا لمخططات من حارب الله ورسوله في إشغال الأمة عن أوطانها ومقدساتها وتوجيهها للقيام بواجبها في الجهاد والبذل والنصرة.
قاتل الله المنافقين! لم يَكْفِهِم أن يبنوا مسجدًا ضرارًا، وإنما رسموا الخطة ونفذوها ليعطلوا بيوت الله عن رسالتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاصرة المسلمين بحجبهم عن التوجيه الصالح وإعدادهم وتبصيرهم بالأخطار.
تهويد القدس:
والذي يتابع آخر الأخبار يجد أن العدو الصهيوني بموافقة أمريكية حوَّل القدس الشرقية إلى مستوطنات، وتوسَّع في احتلال القرى القريبة منها بمساحة (50 كم) حتى عزلها عن بقية الضفة، وهو ماضٍ في سياسة بناء المستوطنات، وآخر قرار: بناء (450) وحدة سكنية في الضفة، وأعلن العدو أن القدس عاصمة أبدية لـ(إسرائيل)، وهو ماضٍ في تهجير أهلها وطردهم من منازلهم، وأعلن أنها عاصمته الأبدية. وقد يستكمل العدوان بهدم الأقصى! ونجده يطلب من العرب أن يطبِّعوا معه مقابل تجميد الاستيطان لأشهر، وهذا ما يدعو المسلمين وحكامهم أن يَهُبُّوا لنصرة القدس والمسجد الأقصى قبل أن يدمره يهود ويُبنى الهيكل على أنقاضه.
إن الطريق الوحيد لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى وفلسطين هو إعلان الحكام للجهاد في سبيل الله، وإعلان الشعوب للجهاد في سبيل الله، ومطالبة العلماء ورجال الكلمة حكامهم لإعلان الجهاد في سبيل الله، والتحرر من السياسات الأمريكية والغربية، ولا يتم هذا إلا إذا استيقظت الأمة للخطر الداهم، وتحركت لدفعه، ولا بد للمساجد أن تقوم بدورها، وللعلماء أن يتحرروا من ضغوط الوظيفة وقيودها، قبل أن يحصل الطوفان!!
أصناف الأمة في مواجهة الأخطار:
والناس أمام هذه الأخطار أصناف متعددة:
1- صنف آثر دنياه على آخرته ووطنه وقدسه، وعرضه وكرامته، ومشى مع الظالمين يدافع عن باطلهم، ويستقبل هباتهم ليُمَكِّنُوه من سلطة زائلة ومتع حرام، هذا الصنف من أحط الناس أخلاقًا، لا يبالي في سبيل منصب أو رتبة أو راتب أن يبطش بالصالحين ويتعاون مع الظالمين، ويسارع في مخططات المحتلين، فهو في عموده الصحفي عَدُوٌّ للجهاد والمقاومة وللحركة الإسلامية، وهو في مسئوليته خادم أمين لتنفيذ أوامر أعداء الإسلام ضد المجاهد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.
هؤلاء المرتزقة يحسبون أنهم ناجون عند الله، وأن وظيفتهم تقتضي ذلك! وغدًا حين يوافيهم ملك الموت سيعلمون ما ضيَّعوا وما خسروا، قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].
2- وصنف متفرج يتابع آخر الأخبار، ويرضى بالواقع ولا يعمل للتغير والإصلاح، وما أشبه هؤلاء ببني إسرائيل الذين جَبُنُوا أمام سطوة الحاكم، وتركوا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعاقبهم الله وأَذَلَّهُم وشَرَّدَهُم في البلاد، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} [المائدة: 78-80]. وهذه الآية شاملة لمن يتولى اليهود والأمريكان، أو يتولى خُدَّام اليهود والأمريكان {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} [المائدة: 80].
فهؤلاء المنافقون لا يغارون على دين الله ومقدسات الإسلام، ويشاركون الظالمين في معاصيهم ومنكراتهم، ويقبضون أيديهم عن عمل الخير والجهاد والدعوة والبذل في سبيل الله.
الأعراب والجهاد:
ويدخل في صنف الخاذلين للإسلام ومقدساته، الأعراب الذين ذكرهم الله بقوله: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ الله عَلَى رَسُولِهِ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 97].
وكان هؤلاء الأعراب في عهد النبوة بعيدين عن مركز الهداية والتوجيه في المدينة المنورة، فدخلوا في الإسلام في الظاهر وخوفًا على مصالحهم، ولم يستضيئوا بنور الإيمان فكانوا أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله، ولكن الأعراب في زماننا يشملون من غلبت عليه عصبيته وجاهليته وأنانيته ودنياه، وآثر التعاون مع الأجنبي المحتل لبلده، ليقدم له الخدمات، ويمكِّنه من الاحتلال للأرض وللثقافة وللغة، فتراهم يحرِّمون اللغة العربية في التعليم، وينشرون ثقافته كما يريد، ويفتحون له الجامعات التي تخرِّب الجيل.
وتراهم يجعلون من بلادهم قواعد عسكرية أمريكية لضرب البلاد العربية والإسلامية التي لا تمشي في ركابهم، أو تشكل خطرًا على (إسرائيل)!!
وتراهم يحرِّمون الجهاد بالكلمة وبالإعداد وبالسلاح، ويهدرون مال الأمة على القصور والفجور والمتع المحرمة وشراء الأتباع والعبيد.
الطائفة الناجية:
وفي مواجهة هذه الأصناف الضالة نجد الطائفة الناجية التي جمعت بين الدعوة والجهاد أو بين المصحف والسيف، فَهِمُوا الإسلام بكماله وشموله ووسطيته وقدرته على إصلاح الزمان، فلم يغالوا، ولم يفرِّطوا. هؤلاء الذين رفعوا راية المقاومة في غزة وفلسطين، وضرموا نار الانتفاضة والجهاد، هؤلاء الذين يجاهدون ويقاومون المحتل في العراق ولبنان وأفغانستان والشيشان، هؤلاء أحباب الله ورسوله الذين أثنى عليهم النبي الكريم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" (صحيح البخاري).
وحدَّد النبي مكانهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وشرقي نهر الأردن. وهي أرض الحشد والجهاد التي تمتد لتشمل الصالحين المجاهدين في بلاد الإسلام جميعًا، وصدق فيهم قوله تعالى: {إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 111، 112].
هذه الطائفة الناجية تتعرض لبطش (إسرائيل) وحُرَّاس أمنها بقيادة (دايتون) الموالين لأمريكا و(إسرائيل)، لكن هؤلاء المجاهدين صابرون ثابتون يتلون قول الله -تعالى- الذي عَلَّمَهُ للمؤمنين في آخر سورة التوبة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 128، 129].
وهذا هتافهم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، والنبي قائدنا وقدوتنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
لا حول ولا قوة إلا بالله
بوفاته خسر العالم الإسلامي مفكراً ومفسراً وفقيهاً وعالماً جليلاً
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنّا على فراقك لمحزونون يا شيخنا الفاضل
نسأل الله العظيم أن يرحم عبده إبراهيم زيد الكيلاني وأن يغفر له وأن يسكنه فسيح الجنان
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
رحيل الشيخ الفقيه نوح القضاة -رحمه الله- وما رافقه من اهتمام وتعاطف واسعين من قبل الأوساط الشعبية والدينية، أبرز مكانة العلماء المرموقة في المجتمع الأردني الذي أكد بحق إجلاله وتقديره علماءه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلم يساوموا أو يتكسبوا بدينهم، ولم يؤثروا الفانية على الباقية.
ثم جاء رحيل الشيخ المفسر الدكتور فضل حسن عباس والعلامة الدكتور عمر الأشقر - رحمهما الله - ليؤكد ذات المعاني، وليجدد التفاف الناس حول علمائهم الربانيين، وليغيّب الموت مجددا عالمين كبيرين من علماء الأردن والأمة.
واليوم، رحل الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني وترجل واقفا، لم تقعده شيخوخة أو وطأة مرض عن البذل والعطاء والتضحية. فحتى آخر لحظات حياته ظل رئيسا لمجلس إدارة جمعية المحافظة على القرآن الكريم، ورئيسا لهيئة علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي، وداعية بلسانه وقلمه.
حين كان بعض المغرضين والحاقدين أو الجاهلين يتعرضون للإسلام ورموزه بالإساءة كان -رحمه الله- يتحرق ألما وينهض للذود عن الحق بالحكمة ولمجادلة المسيئين بالتي هي أحسن.
من عرف الكيلاني وعايشه عن قرب يدرك مدى ما حمله الراحل الكبير في قلبه من حب لوطنه وأمته، ومن شوق لنهضتها وتقدمها. لقد عاش لوطنه وأمته، ونشط في حقل العمل العام بمجالاته المختلفة، كنحلة لا تعرف الكلل أو الملل.
اليوم يستريح الفارس من العناء ومشقة السفر، لكنه كأسلافه الراحلين، يترك فراغا يصعب أن يعوّض.
وإذا كان إجلال العلماء وتقديرهم عند وفاتهم يحمل معاني جميلة، فإن ما هو أولى وأجمل تقديرهم وإنزالهم المكانة التي تليق بهم ويستحقونها في حياتهم قبل مماتهم.
رحم الله الكيلاني والأشقر والقضاة وعباس وكل علماء الأمة رحمة واسعة، وعوّض الأردن والأمة عنهم من يشارك في حمل راية الحق وشعلة النهضة، وجمعنا بهم في مستقر رحمته، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
إبراهيم زيد الكيلاني في ذمة الله
الخميس، 04 نيسان 2013 00:55
كاظم عايش
الداعية العالم، والواعظ الشاعر، السياسي الاداري، كل ذلك اجتمع لابي الطيب وساعده في أداء دوره المتميز مكانته الاجتماعية وقوة شخصيته التي صقلت في بيت علم وفضل ومكانة مرموقة، جعلته قادرا على الفعل والقول بلا تكلف ولا عنت، فكان عطاؤه ثرا، وحضوره مدويا، وغيابه ملحوظا، كان ذلك ابا الطيب بلا مبالغة ولا تعسف.
أوتي بلاغة القول وجزالته، وهو شاعر مطبوع، صادق العاطفة، متدفق العبارة، بلا تكلف، حبيب الى القلب قريب من النفس، صالح الصحبة، كريم اليد عف اللسان، قوي الشكيمة، يغضب لله، ولا يخشى في قول الحق، ولعل غزارة العلم وعمق التصوف وشمول الرؤية طبع شخصيته بطابع فذ لا يمكن وصفه الا بقولك(انه ابو الطيب).
عاش ابو الطيب لوطنه ناصحا وبانيا وعاملا بلا كلل ولا ملل، فكان الواعظ المتميز في مؤسسة التلفزيون الاردني والاذاعة الاردنية منذ بداياتها، وعرف الاردنيون دينهم على مساحة الوطن من خلال مواعظه الطيبة التي حببت الناس في الاسلام، ومكنتهم من معرفة احكامه وآدابه وحكمته، ثم كان الاستاذ المعلم والمحاضر في معاهده العلمية، ثم عميدا لكلية الشريعة في الجامعة الاردنية ووزيرا للاوقاف ونائبا في البرلمان، ومساهما في وضع مناهج التربية الاسلامية، ثم ختم مسيرة عطائه للوطن بترؤس جمعية المحافظة على القرآن الكريم التي حدب عليها وحماها من المتربصين بها، حتى وافاه الموت وهو يحمل راية القرآن خفاقة على ربوع الأردن.
كما عاش الكيلاني لفلسطين التي تمتد عائلته الكريمة فيها فروعا طيبة، فكان خطيب الاقصى وشاعره، وكانت فلسطين حاضرة في وجدانه تملك عليه لبه، ولطالما وقف خطيبا منافحا عن فلسطين واهلها وحقهم فيها، مهاجما للصهيونية المجرمة والاحتلال البغيض، وكان بحق ممن اعطوا لفلسطين ما لم يعطه أحد في ميدانه.
اما قضايا الامة العربية والاسلامية فحدث ولا حرج، لقد صدع برؤيته الاسلامية في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين في العراق وسوريا والسودان ومصر وتونس واليمن، ولا تكاد تجد قضية عربية أو اسلامية الا وكان لابي الطيب فيها دورا ومقالا لا يجدع، وكأنها قضيته الاولى.
صحبته في مجالس الشورى الاخوانية، فكان كلامه على الدوام جامعا مانعا موفقا، يحرص على صفاء القلوب واجتماع الكلمة، ولا يناكف، ولا يحقر نفسه، وكان همه الجماعة موحدة والوطن عزيزا والامة واحدة قوية بتماسك افرادها ووحدة كلمتها.
ماذا نقول فيك أيها الجبل الاشم الشامخ، شموخ جبال السلط التي تطل على القدس بعزة واباء، ماذا نقول في وداعك وهو امّر من العلقم، سوى ان ندعو الله ان يعوضنا عنك خيرا، ويجبر كسرنا بفقدك، وهو القادر على ذلك. فإلى جنات الخلد، ابا الطيب، الى الرفيق الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
نسأل الله أن يتقبل الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني عنده مع عباده الصالحين ، ونتذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في رثاء ابنه إبراهيم :
إن القلب ليخشع ، وإن العين لتدمع ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ، ولا نقول إلا مايرضي ربنا .
ونقول هذه الكلمات في نعي الدكتور إبراهيم رحمه الله .
ونشهد أن أمثال هؤلاء العلماء الذين توفاهم الله عنده علماء ربانيون ، فقد فقدنا من قبل الدكتور فضل عباس ، والدكتور عمر الأشقر ، وها هو الدكتور إبراهيم يلحق بهم .
ونشهد أنه كان للدكتور مواقف مشهودة في نصرة القرآن وفي الدعوة إلى الله وفي مواجهة أصحاب الباطل ، و الحياة مواقف .
فنسأل الله أن يرفع درجته عنده .
نحتسب الدكتور إبراهيم عنده ونسأله أن يرزقنا علماء ربانيين مثله .
اتصال من الثريا - اتصال من الثريا - اتصال من الثريا - اتصال من الثريا - اتصال من الثريا
اتصال من الثريا
الأحد، 07 نيسان 2013 02:51
د.ديمة طارق طهبوب
-السلام عليكم
-وعليكم السلام
-كيف حالك يا ابنتي؟
-الحمد لله
ميزت الصوت ولكني لم أصدق!
-أنا ابراهيم زيد الكيلاني
أذكر يومها أني افتقرت الى اللياقة، ولم أستطع حتى أن أرحب أو أقول أهلا، فقد كنت أعالج دهشتي وارتباكي الذي تملكني طوال المكالمة، فأي فضل أن يكلمني الاستاذ والعالم والوالد الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني ليحييني، ويشد من أزري ويثني على خربشاتي البسيطة، ويخبرني أنه يتابعني دوما!
كان يتكلم وأحس بنفسي أتضاءل كقزم يتضاءل أمام عملاق، وتقلص مخزوني من اللغة العربية فلم أستطع الرد الا بنعم وشكرا، وأكرمك الله ودعواتك!
قامة علمية سامقة تقتطع من وقتها الثمين بأبوية محضة لتقرأ لي! كم شعرت يومها أن الكلمة عظيمة وأن الأمانة كبيرة، وأنني عندما أحسن الكتابة فبفضل الله أولا، ثم بأناس صالحين يحيطونني بدعوات التوفيق.
كنت من جيل عايش خطب الدكتور الكيلاني في ظروف حرجة مر بها الأردن والأمة جمعاء، وكان يكفي أن تسمع الصوت من بعيد مجلجلا محملا بمعاني عزة الإسلام، واستنهاض الهمم لتعرف أن الخطيب هو الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني الذي لم يعرف سقفا في حياته سوى مخافة الله، وكنت كلما سمعت له أذكر كيف أن الصوت المجلجل بالحق من أسباب النصر كصوت العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جمع المسلمين حول راية الحق عند الابتلاء في حنين.
وعندما منع من الخطابة رحمه الله صدح صوته بشكل آخر، واستمر جهاده في ميدان شمل تأثيره الأردن من أقصاه الى أقصاه، أو كما يقول تلميذه الاستاذ الدكتور محمد المجالي «من الغور الى الجفور، ومن العقبة الى الهضبة»، وذلك بتأسيس جمعية المحافظة على القرآن التي توسعت لتشمل 750 مركزا، وهذه الجمعية هي احدى وجوه الأردن القرآني ولها انجازات غير مسبوقة فقد خرّجت من أكاديمياتها القرآنية 3500 حافظ وحافظة، هذا غير دورات العلوم القرآنية والشرعية والدورات الثقافية والاجتماعية التي جعلت من مراكز الجمعية شعلة إشعاع وتجميع وتوعية وعمل وخدمة وتفعيل أينما وجدت، كما قدم الأردن القرآني تجربة رائدة في هذا المجال استفادت منها المؤسسات العربية والإسلامية، بل كان سباقا الى مشروع إصدار مصاحف للصم والمكفوفين.
كنت كلما قرأت عن انجازات الجمعية وشاركت في نشاطاتها، ورأيت الطاعنين في السن والأُميين والأطفال الذين بالكاد يميزون الأبجدية، يتسابقون الى مائدة القرآن تلاوة وحفظا وفهما أرى محبة الله للدكتور إبراهيم زيد الكيلاني وزملائه، وكم أجرى من الخير والصدقات الجارية على أيديهم، وقد صدق فيهم قول ابن الجوزي: «رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم، بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم، بل أحلى، وهممهم عند الثريا بل أعلى، فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك السماء، نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم».
أما النقطة المضيئة الأخرى التي أعجبتني كامرأة، فهو عنايته رحمه الله بزوجته أم الطيب التي حفظت في كنفه القرآن بالسند المتصل، وعقدت في بيتها مجلسا للعلم، وخرجت الكثير من الحافظات، وكذلك عنايته بأولاده وبناته الذين خلفوه في وراثة علوم الدين وتسخير علوم الدنيا في خدمة الدين. عاش رحمه الله جنة الدنيا وقرة العين في بيته كما حاول زرعها بين الناس، وطبق في بيته أولا قبل أن يعظ الناس، فكان خيرا لأهله وخيرا للناس.
رحم الله أبا الطيب، وإنَّا لنحسبه من الصالحين وأبدال الشام، ولا نزكيه على الله وقد كنا بأمثاله بيننا نستدفع البأساء ونستسقي المطر، اللهم عوض الأردن والأمة عنه خيرا.