حسن البنا يُبْعَثُ من قبره... - حسن البنا يُبْعَثُ من قبره... - حسن البنا يُبْعَثُ من قبره... - حسن البنا يُبْعَثُ من قبره... - حسن البنا يُبْعَثُ من قبره...
رثا محمد بن عبد الكريم الخطابي حسن البنا فقال: " يا ويح مصر والمصريين مما سيأتيهم من قتل البنا؛ قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي..."
تحققت نبوءة الخطابي، ولَحِقَتْ أهل مصر لعنة اغتيال مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، فعاشوا سنوات عجاف، و تدحرجوا من قمة الريادة إلى مستنقع النكسة، و تاهوا في صحراء "كامب ديفيد" أربعين سنة، و أكلوا رغيفاً حافياً و فراخاً منتهية الصلاحية خلف طوابير الجمعية... و توالت هزائم و خيانات النظام المستبد؛ آخرها كان بناء جدار فولاذي، بطلب من العدو الصهيوني، لخنق قطاع غزة.
حصل كل هذا و عالم الغيب ينسج ما لم يكن في الحسبان:
شاب من تونس يجر عربة لبيع الثمار الناضجة و أخرى لم يحن موعد قطافها، يحرق نفسه، فتشتعل نار الثورة، فينزل الشبان إلى ميدان التحرير، فيسقط مبارك، فيختار الناس عبر الصناديق رجلاً من أحفاد البنا، فيأتي على أركان الجيش و يزيح آخر فلول النظام البائد، دون أن ترعبه أكتافٌ تزينها النياشين والرتب العسكرية... و كأن الرجل جالس أمام رقعة الشطرنج، يُحَرِّكُ بعض بيادقه، فيُسْقط الفِيَلَةَ و القِلاَعَ تباعاً...
أهي كرامة من كرامات ولي الله، تصل نفحاتها من عالم البرزخ، أم الرأي و الحرب و الرسوخ في علوم السياسة وفنونها ؟؟؟
قبل أن يَجُرَّ البوعزيزي عربته بمائة سنة، جلس شاب في مقتبل العمر في مقهى شعبي، يرتاده الناس لقتل أوقاتهم و إنفاق أعمارهم في لغو الكلام، فأخذ يحدثهم في أمور دينهم بقالب جذاب، بعيداً عن هذه الخطابات الثقيلة على المسامع، المملوءة قافات و طاءات و ما يشبههما من تلك الحروف الغلاظ... ولقد كان شعور السامعين عجيبا، وكانوا ينصتون في إصغاء، ويستمعون في شوق، وكان أصحاب المقهى يتعجبون أول الأمر، وقد بدأ هذا اللون من ألوان الوعظ غريبا في نظر الناس، ثم ما لبثوا أن ألفوه وأقبلوا عليه يطلبون المزيد منه بعد ذلك... هذا الشاب لم يكن سوى حسن البنا، و هكذا بدأت دعوته...
و بين جلوس البنا في مقهاه و جَرِّ البوعزيزي لعربته، جَرَتْ جَوَارٍ بالسعد و النحس، استطاع الإخوان، خلال هذه المدة، تكوين قاعدة صلبة متجذرة داخل المجتمع المصري العميق بكل أطيافه، و أعطوا لأنفسهم الوقت اللازم لتتخمر بشكل جيد فكرة الإصلاح و قيادة الأمة، و لم يتسرعوا ركوب السلطة، رغم غواية جمال عبد الناصر لهم بالمشاركة في الحكم، فقد أدركوا لعبة النظام في استدراجهم و استعمالهم كورقة خاسرة يحرقونها ساعة الإخفاق... فكان رفضهم بداية لسنوات الاضطهاد و التنكيل، تمخض عنها تكوين كوادر تملك من الدهاء و الخبرة ما يمكنها من مراوغة الدسائس و فضح المكائد و اصطياد التماسيح في المياه الراكدة و طرد العفاريت و الأرواح الشريرة. سلاحهم الوحيد في ذلك: بوصلة لا تغادر اليد، لِتَبَيُّنِ معالم الطريق... إنها بوصلة " الوفاء للمبدأ "؛ بغض النظر عن صحة المبدأ من خطئه.
و هبت رياح التغيير بعد أن نادى البوعزيزي من أقصى تونس: " أن ها هي عربتي دونكم، فمن شاء فليركب، و يأكل ثماره إن هي نضجت، و من شاء فلينتظر..."
فركبوا، و أكلوا ثماراً يانعة...
أما نحن، فقد لحقنا بالرَّكْبِ، مُهرولين في آخر لحظة كعادتنا، نستعجل قطف ثمار لم يحن موسم جنيها بعد...
لَسْتُ محللاً سياسيا، و لا خبيراً استراتيجياً، بل مواطن عادي، حَزَّهُ في قلبه مشهد محمد مرسي و هو يقيل رأس الجيش المصري بجرة قلم، و يضمه مستشاراً تحت جناحه... فتَمَلَّكَت الغيرة قلبي، وغاظني كل الغيظ عندما تذكرت منظر صاحبنا و هو ينتف اللغة العربية نتفاً أمام الصحفي أحمد منصور و يقول له " عفا الله عما سلف"... متناسياُ أن العفو إنما يكون عند المقدرة.
ولستُ إخوانياً، و لكني وددت، و لو بجذع الأنف، أن أنبش قبر حسن البنا، و أطلب منه أن يدلنا على الطريق الصحيح. ففي اعتقادي أننا أخطأنا الطريق، و ساذج و مخطئ من يظن أننا نسير في الاتجاه الصائب، و أخشى ما أخشاه أن نتيه من جديد في صحراء قاحلة...
وفي نفس الوقت، وجب الاعتراف أن الجميع يتحمل نتيجة الأخطاء المتراكمة، و لا يحق لنا أن نُلْبِسَ التهمة رجلاً واحداً، و نتبرأ نحن منها. فكلنا شركاء في الجريمة. و علينا الاعتراف كذلك بصعوبة المهمة، فقد قيل استعارةً: "ركوب الليث و لا حُكْمُ المغرب ".
الإمام حسن البنا كان فقيهاً وعالماً ومخلصاً وتيقاً وورعاً ومجاهداً وشهيداً بإذن الله
رحمه الله نسأل الله العظيم أن يجمعه في جنان الخلد مع الصديقين والشهداء..
ونسأل الله العظيم أن يوفق عبده مُحمد بن مُرسي لما فيخ خير الأمة وصلاحها..
شكراً لمرورك الطيب أخي أنس..
رثا محمد بن عبد الكريم الخطابي حسن البنا فقال: " يا ويح مصر والمصريين مما سيأتيهم من قتل البنا؛ قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي..."
حسن البنا رجل في زمن قل فيه الرجال وانسان جدد للامة دينها في حالة الضياع لكن لا نقول ان لم يكن البنا وليا فليس لله ولي
نحن نحترم ونقدر الامام البنا ولكن ليس لهذه الدرجة
رثا محمد بن عبد الكريم الخطابي حسن البنا فقال: " يا ويح مصر والمصريين مما سيأتيهم من قتل البنا؛ قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي..."
حسن البنا رجل في زمن قل فيه الرجال وانسان جدد للامة دينها في حالة الضياع لكن لا نقول ان لم يكن البنا وليا فليس لله ولي
نحن نحترم ونقدر الامام البنا ولكن ليس لهذه الدرجة
أي نعم
بارك الله فيكِ يا أم يحيى على كل كلمة مما كتبتِ