~~ فضل صيام ستة من شوال ~~ - ~~ فضل صيام ستة من شوال ~~ - ~~ فضل صيام ستة من شوال ~~ - ~~ فضل صيام ستة من شوال ~~ - ~~ فضل صيام ستة من شوال ~~
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ....
إخوتي وأخواتي أعضاء وزوار الوحدات نت قبل أيام باركنا لكم دخول الشهر الفضيل وها هي مرت أيامه سريعة وقد قارب على النهاية نسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا ويجعلنا من عتاق هذا الشهر الفضيل وأن يعيده علينا .....
وكل عام وأنتم بألف خير بقرب حلول عيد الفطر ... تقبل الله طاعاتكم .....
لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس. ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية. وصيام ست من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.
وقد أرشد النبي الكريم أمته إلى فضل صيام ست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره].
قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).
ونقل الحافظ بن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).
وهذه الست ليس لها وقت محدد من شوال ، بل يصومها المسلم في أي جزء من أجزاء الشهر ، في أوله ، أو في أثنائه أو في آخره ، وله كذلك أن يصومها متتابعة أو مفرقة ، ولكن الأفضل أن يبادِر إلى صيامها عقب عيد الفطر مباشرة ، وأن تكون متتابعة - كما نص على ذلك أهل العلم - لأن ذلك أبلغ في تحقيق الإتباع الذي جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم - ( ثم أتبعه )، كما أنه من المسابقة إلى الخيرات والمسارعة في الطاعات والذي جاءت النصوص بالترغيب فيه والثناء على فاعله ، وهو أيضاً من الحزم الذي هو من كمال العبد ، فإن الفُرص لا ينبغي أن تفوت ، والمرء لا يدري ما يعرض له من شواغل وقواطع تحول بينه وبين العمل ، فإن أخرها أو فرَّقها على الشهر حصلت الفضيلة أيضاً .
وإليك هذه الفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ بن رجب - رحمه الله -:
إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فيقول: {أفلا أكون عبداً شكورا}.
وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقب ذلك
كم نحن مقصرين..
اللهم اغفر لنا وتقبل صيامنا وقدّرنا على صيام ستة أيام متتابعات من شهر شوال
اللهم وتقبل منّا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وكلُ ما عملناه خالصاً لوجهك الكريم
جزاكِ اللهُ مبتغاكي يا أخت الإيمان
كم نحن مقصرين..
اللهم اغفر لنا وتقبل صيامنا وقدّرنا على صيام ستة أيام متتابعات من شهر شوال
اللهم وتقبل منّا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وكلُ ما عملناه خالصاً لوجهك الكريم
جزاكِ اللهُ مبتغاكي يا أخت الإيمان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوّال فكأنما صام الدهر). رواه مسلم.
وفي سنن النسائي: (صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين؛ فذلك صيام السنة).
ويرى بعض الفقهاء أنه لو صام ستة أيام من شوال قضاءً حصل له مع القضاء فضل صيام ستة من شوال كمن دخل المسجد فشرع في أداء الفريضة كان حائزًا على فضيلة تحيّة المسجد، (انظر مغني المحتاج 1/447)، لكن لم يحصل له ثواب صيام العام كله؛ لأنه بالقضاء تدارك ما نقص من رمضان، فلما تمّ له صيام شهرٍ كان له ثواب صيام عشرة أشهرٍ فقط، وهذا ما يدلّ عليه الحديث الثاني، فمن أراد ثواب عام فليصم القضاء، وليصم ستة من شوّال.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصوم/ فتوى رقم/8)