أجلس مطولا متأملا تلك الدروب المتعرجة ,,, والتي قيل لي أنها أطول الطرق دوما ,,, ترعرعت وقصرت الدروب وهمت شغفا بقصارها أطلق سهاما عابرة للزمن يوقفها مفترق طرق يتفرع ذات اليمين وذات الشمال يتخمها ضجر الأفكار وتشتت مبتغاها ضجة التعرجات القابعة على يافطة " قف " .
تمردت على اللغة التي يقرؤها في عيني اللاتي لطالما كان يخبرني أن في يمناهما صدر وفي اليسرى عجز ,, حيث كان ينتظر تلك السهام على مفترق ذلك الدرب ,,, واستمر الصراع بينه وبين لغتي التي تمردت وانشقت عن نظام مجموعتها فانتفضت المجموعة لها وتبعت ,,, فأصر على جمع شتات انتفاضتي ,,, وأمرني كما تلك اليافطة " قف " .
أخذ بالتجول في حقل ألغام صمتي مطبقا على أنفاسي ليواجه انتفاضة حركتها بخطى كالرصاص ومضى يثرثر محاكيا ما قال أنه عجزها وصدرها واستخلص لنفسه منها وزيرا يشق وإياه زفراتي التي ما فتئت قصبتي تطلقها فأطبقا سوية على ما بقي منها واستبقا الدرب وتبعهما صمتي مرتعدا من همسته التي أجبرته على " الوقوف " .
عادت سهامي أدراجها فاقدة قوتها مستلذة بحوار دار بينه وبينها راغبة مبعثرة تلفها علامات استفهام تثير فلسفة من الغباء حول لقاء مبهم المعالم في زاوية فكرية حدودها اللامكان تحسم الاختيار ما بين اليمين واليسار ,,, .
وما زلت أبحث عن لغم يستفهم ,,, عن حدود مكاني ,,, يفجر أوراقي أسطرا يبعثرها في أرجاء اللامكان ,,, ويحول صمتها ضوضاء تزعج أفكاري ,,, ليرسو بها في مرافئ الاستقرار ,,, لعلي أتابع مشاهد حية كتلك التي أراها صباحا ,,, وأغمض جفوني عليها كل مساء ,,, .
كم أحتاج الآن للانطواء على وثيقتي الفلسطينية أحضنها ,,, كم أحتاج الآن لرشق باب منزلنا بالحجارة ,,, كم أحتاج لأن أشعل في أرض داري - لا إنها ليست داري إنها وطن مؤقت - دواليب من نار تزيد من لهيب صيفي ,,, ويلح علي تساؤل يستنكر حاجتي " لماذا تحتاج إلى ذلك "
وما بين إلى وذلك مسافة بعيدة بعيدة جدا تكاد تطيح بي أرضا تمنعني من الإجابة
وبعد غياب...تعود لتثور حروفك على صمتك من جديد وتترجم لنا ما بداخل صدرك من براكين ثائرة ...
أرى الحروف بين يديك كالعجين..تتلاعب بها كيفما شئت...
لله در حروفك وتراكيبها ما أروعها يا أنس...
وما أروع هذه الثورة التي تملكها بداخلك...تلك التي جعلتك تتمنى أن ترجم باب البيت بالحجارة وإشعال الدواليب أمامه..تلك التي تريد أن تشعل الانتفاضة حتى ولو من بعيد...لله درك ما أروعك وما أروع قلمك يا أنس
أرفع القبعة احتراما لهذا القلم الحر فعلاً
بوركت يمناك أخي ودمت بحفظ الله...
وبعد غياب...تعود لتثور حروفك على صمتك من جديد وتترجم لنا ما بداخل صدرك من براكين ثائرة ...
أرى الحروف بين يديك كالعجين..تتلاعب بها كيفما شئت...
لله در حروفك وتراكيبها ما أروعها يا أنس...
وما أروع هذه الثورة التي تملكها بداخلك...تلك التي جعلتك تتمنى أن ترجم باب البيت بالحجارة وإشعال الدواليب أمامه..تلك التي تريد أن تشعل الانتفاضة حتى ولو من بعيد...لله درك ما أروعك وما أروع قلمك يا أنس
أرفع القبعة احتراما لهذا القلم الحر فعلاً
بوركت يمناك أخي ودمت بحفظ الله...
غابت حروفي ولم تغب عن ناظري حروفكم يا حنان
ولعلي بانتفاضة الروح تشعل انتفاضة حقيقية في واقعي وواقعكم ,,,
وأنا أيضا أرفع قبعتي لجهود تبذلوها لرقي هذا الصرح ,,, وما أنا إلا جندي ضمن كتيبتكم
وما زالوا يستفزون بي عروبتي التي أوشكت على الاستنزاف ,,, في لم شتات أفكارهم ما بين مؤتمر إلى آخر ,,, وما بين قذيفة وقنبلة ,,, وما بين صاروخ يغتال أحلام الطفولة ,,, إلى طائرة للصليب الأحمر تقصف العزل بالسم ,,, ولا بواكي لهلالنا