((…أجت طيارة على صفورية وضربت "قوزان"(براميل بارود) عند دار يوسف الشوروم ضربت دارو وخربتها،وكنت انا وامي قبل دارنا بشويه ورحنا أنا واياها نتخبى بدار ابو بكر والا الطيارة ضربت،قلتلهن ناموا على الارض،ملحقوش ،أنا نمت وهن امي ومرتي الحامل فقعت القنبلة فيهن وماتوا وأنا تصاوبت. ... وفيه ناس راحوا يصلوا الصبح،لم يؤذن الصبح بس هنه نزلوا يصلوا بالجامع وقتلوهم...)).
(عبد المجيد نجم طيب(ابو خالد)-احد مهجري صفورية)
الموقع: تبعد6 كم من الناصرة عدد السكان: 1931: 3147(تشمل عرب الحجيرات وعرب الحجاجرة). 44/1945: 4330 نسمة
التهجير والمجازر: تشدد الروايات الاسرائيلية المتعلقة باحتلال صفورية على شهرتها بمقاومة القوات الصهيونية.وجاء أول ذكر لهجوم على صفورية في صحيفة "نيويورك تايمز"، اذ أوردت بلاغاً أصدره سلاح الجو الاسرائيلي يزعم فيه ان اصابات مباشرة سجلت في القرية يوم 30 ايار/مايو 1948.وقد احتلت بعد اسبوعين من ذلك التاريخ تمهيداً للهجوم على الناصرة، في سياق عملية ديكل، على يد كتيبة مدرعة من اللواء –شيفع-(السابع) وكتيبتي مشاة من لواء القوة المختلطة انطلقت مساء 15 تموز/يوليو (1948) الى مهمتها، ووصلت الى ضواحي تسيبوري -صفورية- بعد أن قطعت تلك الليلة مسافة(15)كم تقريباً داخل منطقة(العدو). وعلى الفور نظمت صفوفها لشن الهجوم…لقد كان عرب صفورية معروفين دائماً في الجليل بأنهم محاربون أشداء، لكن القرية سقطت من دون قتال تقريباً من جراء هول المفاجأة".
وقد أُنجز الاستيلاء على القرية عند الفجر. الا أن المؤرخ الاسرائيلي "بني موريس" يشير الى ان القرية "قاومت تقدم الجيش الاسرائيلي مقاومة شديدة"، ولذلك سويِّت بالأرض وطُرد سكانها. وهو يذكر ايضاً ان القرية "كانت تساند بقوة جنود القاوقجي"(اي جيش الانقاذ العربي)، وكان لها تاريخ حافل بالسلوك المناويء للييشوف(الاستيطان) (1936-1939)".
روى سكان صفورية لاحقاً الحوادث بصورة لا تطابق تمام المطابقة اياً من الروايتين الاسرائيليتين. فقد ابلغوا المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال ان ثلاث طائرات اسرائيلية قصفت القرية ليل 15 تموز/يوليو، ملقية"براميل مشحونة بالمتفجرات والشظايا المعدنية والمسامير والزجاج". وقد قتلت القنابل نفراً من سكان القرية وجرحت عدداً آخر، وهرب كثيرون غيرهم الى البساتين طلباً للأمان. وصمد المجاهدون وقاتلوا كيفما اتفق. وقال احد الذين شاركوا في القتال:"كنا من دون تنظيم…وقاتل كل منا بمفرده دفاعاً عن نفسه. ولم يكن ثمة اي اتصال أو تنسيق بيننا". وقد انتهت المعركة سريعاً. وعند الصباح قرر كثيرون من الذين اختبأوا في البساتين أن يغادروا صوب الشمال، أو صوب الشرق.
وروى سكان القرية ان نفراً مكث فيها، وان افراداً قليلين فحسب استطاعوا أن يعودوا الى القرية لأخذ متاعهم. لكن المصادر الاسرائيلية تذهب الى غير ذلك، فمثلاً، يقول "موريس":أن الذين مكثوا طُردوا في ايلول-سبتمبر 1948، و"تسلل مئات منهم عائدين"في الأشهر اللاحقة، بحيث ان "السلطات اليهودية خشيت أن يؤدي بقاء المتسللين في مواضعهم الى أن يرجع عدد سكان القرية الى ما كان عليه قبل الحرب، أي الى (4000) نسمة. يضاف الى ذلك ان المستعمرات اليهودية المجاورة لصفورية كانت تطمع في اراضي صفورية". وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1948 صرح أحد كبار المسؤولين عن الاستيطان قائلاً:" ثمة في جوار الناصرة قرية...تحتاج مستعمراتنا الى أراضيها البعيدة. ربما في الامكان اعطاؤهم مكاناً آخر". لذلك، كما يقول موريس، وضع السكان في شاحنات في كانون الثاني/يناير (1949)، وطردوا ثانية الى قرى عيلوط والرينة وكفر كنا.
وفي بداية شباط/فبراير مُنحت بعض اراضي القرية لكيبوتس هسوليليم. ويقول موريس ان مستعمرتي سدي ناحوم وحفتسيه حصلتا على اجزاء من أراضي القرية، كان فيها اثناء القتال ما يقارب (300) من المناضلين تابعين للجهاد المقدس وربوا على القتال، لكن سلاحهم كان عبارة عن بنادق اعتيادية، ينقصها العتاد، وقد هاجمها اليهود بمصفحاتهم بعد أن قذفها بقنابل طائرة من طائراتهم وما كادت الساعة تدق الواحدة بعد منتصف الليل حتى كانت القرية قد سقطت بأيديهم (16 تموز 1948). مهما حاولوا ان يخفوا جرمهم سيبقى الصبار..
وكان لسان حالهم : لم يبق لكم الا المقابر..
بانتظار العودة...
اشتهرت صفورية بالتين والصبر والرمان والزيتون في صفورية، كما في كفر برعم، وأم الزينات، والخالصة وأم رشرش، لا يعلم أحد كيف لم يعد الى هناك حتى انتظر شهرا ومنهم من انتظر سنة ومنهم من انتظر عشر سنوات وما زال ينتظر. وعندما كان جميعهم ينتظر الفرج بالعودة غادروا الى الجنوب والى الشمال والى الشرق، ومنهم من عبر ومنهم من لقي حتفه في الطريق. وعندما كان الايتسل والهاغاناه والليحي والبلماح يمشطون القرى كما تمشط المرأة شعرات طفلتها الصغيرة كان هناك من ينتظر في القلعة في صفورية.
استبسل من استبسل ولم يسلم، وفي القلعة في صفورية صمد من صمد عندما كان جيش الانقاذ يسير باتجاه الشرق والشمال والجنوب بالضبط مع الذين تركوا بيوتهم وبيادرهم ومعهم دلات القهوة، ومخزون الزيت والدجاجات والاغنام ومع انسحاب جيش الانقاذ طارت احلام العودة.
بالامس بساتين زيتون.. اليوم "حديقه وطنية"..
شاهدة عيان
اسم الشاهد/ة:هنيه سليمان احمد سليمان العمر عندما تمت المجزرة:؟ اليوم الذي تمت فيه المقابلة السبت 3/11/2001 مكان السكن الحالي:المشهد/الناصره البلده الأصليه:صفورية
تروي الشاهدة احداث تلك الأيام فتقول: ((صفورية كانت بلد فلاحين، فيها بقر ومعزى وفيها مشايخ وفقراء . ويوم احتلوها أجت طيارة بالليل تُضرب على الناس، وهالناس انهزموا بالليل مستجروش يضلوا للصبح، تركوا البيوت وهجوا. اليهود وصلت المدرسة، أجا حياة علي وقال يلا اليهود ملّت المدرسة وملّت البلد. وانتوا بعدكوا هون ،قامت الناس طلعت بالليل، ولو مطلعوش احسنلهن، كان ظلت صفورية.
واحنا طالعين بدي(بدأ)البرود يُضرب، الله يقطعهن نسفوا البلد، صفورية ساعدت عكا والشجرة مهو فش معركة الا واهل صفورية بقلبها يساعدوا)).
وتضيف قائلة: ((كانت القيادة بأيدي مفلح السيريني ونمر ابو النعاج وصالح من دار ابو غز، وكان معهم مدفعية، القوي طلع هج أما اللي ظل شباب وختيارية .ابني احمد ابراهيم شحاده اسمه، كان مع ابن سلفي احمد اسعد شحادة، وابن سلفي انقتل ومات وابني ظل عايش بس تصاوب. وقلي يما تخبيت بالقبور تني هّجيت، اللي كانوا يشوفوه كانوا يقتلوه يما. لكن يا حسرتي عليه ظل لسنة (1973) وراح على الهضبة ولبس اواعي جيش وفقع لغم فيو ومات.أما احنا أول ما أجت الطيارة وبديت تنسف البيوت هجينا، واللي ظلوا الضعاف والاولاد الصغار والختيرية تنهن إنقتلوا، واللي هج على البلاد اللي حوالينا وانا وجوزي وسلافي هجينا على المشهد)).
لم يبق الا القلعة ... بعد تهجير القرية حولت الى "حديقه وطنية اسرائيلية" ولم يبق من اثار القرية الا القلعة التي بناها ظاهر العمر التي يعود تاريخها إلى عام 1745م والتي حولت الى متحف..
وعين الماء...
صفورية ... تاريخ عريق. تحتوي القرية على مواقع أثرية عديدة وقد تم بها العديد من عمليات التنقيب والحفريات الاثرية التي تدل على مكانة وعراقة صفورية وقد كشف فيها العديد من ارضيات الفسيفساء الجميله بالاضافة الى الشوارع القديمة المرصوفة..