مقابلة خاصة مع صحيفة الرأي - مقابلة خاصة مع صحيفة الرأي - مقابلة خاصة مع صحيفة الرأي - مقابلة خاصة مع صحيفة الرأي - مقابلة خاصة مع صحيفة الرأي
مقابلة خاصة مع صحيفة الرأي
«مصطفى».. حوّل شغفه بالانترنت إلى عمل مفيد
محمد جميل خضر
الريادة التي يتصدى لها ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي بإقامته علاقات تواصلية مع طلبة في الجامعة الأردنية، تعكس حرص محمد أحمد مصطفى رئيس شعبة تسجيل كلية الهندسة والتكنولوجيا في وحدة القبول والتسجيل في الجامعة، على تحويل اهتمامه الخاص بالشبكة العنكبوتية، وقضائه وقتاً لا بأس به متنقلاً بين عوالمها، إلى فعل منتج ومفيد.
مصطفى، حامل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، أسس مجموعات عمل من الطلبة، وفتح قنوات تواصل بين طلبة الهندسة، وبين وحدة القبول والتسجيل، لتسهيل عمليات التسجيل، والسحب والإضافة، معرفاً هؤلاء الطلبة بالمواد المتاحة غير المغلقة التي يمكن لهم تسجيلها أو إضافتها، وكذلك منح الطلبة فرصة إلقاء الضوء على الخطط الدراسية لكل تخصص من تخصصات كلية الهندسة البالغة ثمانية: هندسة مدنية، عمارة، هندسة إلكترونية، ميكانيك، هندسة كيماوية، صناعية، هندسة كمبيوتر وميكاترونيكس. وكذلك الاستماع إلى مقترحاتهم، وإجراء حوار إلكتروني معهم.
مصطفى (34 عاماً)، يتصدى لريادته تلك بنفس طوعي، ووعي منتم للمؤسسة التي يعمل بها، وتتميز علاقته بها بالحب والحرص الكبيريْن، وهو ما جعله يؤسس صفحة كذلك لموظفي وحدته، وحدة القبول والتسجيل، ما عزز البعد الأسري في علاقة موظفي الوحدة بعضهم ببعض، إذ يحمل العمل في هذه الوحدة خصوصية غير موجودة في باقي وحدات الجامعة الأم، ومراكزها ودوائرها وكلياتها، وتعود هذه الخصوصية، للوقت الطويل الذي يظل فيه موظفو الوحدة على رأس عملهم، في أوقات كثيرة من العام الدراسي، عند القبول للفصول جميعها، وكذلك عند البدء بإعداد قائمة خريجين جدد، وأيضا في الفصول جميعها، ففي كل فصل خريجون جدد.
حول ما اجترحه مصطفى من ريادة، وردود الفعل حولها، وتطلعاته المستقبلية، كان لـ «الرأي الشبابي» الحوار هذا مع مصطفى..
من أين أتتك فكرة التواصل والتفاعل مع الطلبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع الفيس بوك؟
بالبداية أنا من الناس المولعين بالانترنت حيث دخلت هذا العالم الافتراضي منذ عام 2000 وقمت بإنشاء بريدي الالكتروني في ذلك العام. بعد ذلك أبحرت في هذا العالم الافتراضي وبدأت أنشئ مواقع خاصة بي ثم انتقلت إلى المواقع الرياضية، حيث عملت مديراً فنياً لعدة مواقع وهو ما جعلني أعمل باحتراف في هذا المجال. وعند تعييني العام 2002 في الجامعة الأردنية، وكوني أحب العلاقات الاجتماعية، وجدت أن الطلبة بحاجة إلى من يرشدهم، خصوصاً أنني أتعامل مع كل طالب في كلية الهندسة تعامل الصديق، فبدأت أقدم لهم المشورة وأساعدهم في كل ما يحتاجونه، وهو ما وطدت علاقتي بهم، ونظراً لأن كلية الهندسة في الجامعة الأردنية من أكبر كليات الجامعة فإن طلبتها يعانون من مشاكل كثيرة في طرح المواد والتسجيل، فقمت في العام 2007 بإنشاء مجموعة خاصة للطلبة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك للإجابة عن استفسارات الطلبة.
ما مدى نجاح التجربة، ومدى تقبل الطلبة لها؟ وهل تأثرت بالتجربة كليات أخرى في الجامعة؟
في البداية واجهت مشاكل كثيرة حيث أنني كنت بحاجة إلى طلبة الكلية للدخول للجروب حتى أتمكن من التواصل معهم ونظراً لطبيعة طلبة الهندسة بالجامعة الأردنية، كونهم على اتصال دائم مع بعضهم البعض استطعت أن اجمع 100 طالب من الكلية على (الجروب) ومن هنا انطلقت، حيث بدأت أجيب عن استفسارات الطلبة على الفيسبوك وبدأت الفكرة تنتشر بين الطلبة لكني وجدت معارضة بين زملائي بالتسجيل كون الفكرة غريبة، وبعد ذلك بدأت باستشارة الطلبة عن المواد التي يرغبون بطرحها ولاقت هذه الفكرة استحسانا منهم، فقمت بعرض الفكرة على المسجل العام الدكتور عماد صلاح فقام بالترحيب بالفكرة ودعمي بمختلف الوسائل المتاحة مما دفعني لزيادة التواصل مع الطلبة. بعد ذلك عرضت الفكرة على عميد كلية الهندسة الدكتور مجدي توفيق وهو أيضاً قدم لي كل ما من شأنه إنجاح الفكرة.
وتم تعييني مسؤولاً للموقع الالكتروني لوحدة القبول والتسجيل، وعن طريق التواصل مع الجروب على الفيسبوك كنا نقوم بالترويج للإعلانات الرسمية وربطها بالموقع الالكتروني حتى وصل عدد الزوار للموقع ما يقارب 2.5 مليون زائر حتى الآن.
وفي الفصل الثاني الماضي قمت بطرح الجدول الدراسي عن طريق الفيسبوك وبعد أخذ آراء الطلبة جميعهم في هذا الموضوع تم طرح جدول متكامل للطلبة حتى إن جميع الطلبة قاموا بالتسجيل حسب اختيارهم وبدون أي تعارض بين المواد مما جعل الفكرة تلاقي ترحيباً من مختلف الجهات التي لها علاقة بالموضوع، فقام عميد الكلية بتوجيه كتاب شكر لي وللمسجل العام موجه إلى رئيس الجامعة وطلب إمكانية تعميم هذه التجربة على جميع الكليات.
وقمت بإنشاء صفحة خاصة بالتسجيل على الفيسبوك لجميع الكليات للإجابة عن استفساراتهم فلاقت أيضاً نجاحاً كبيراً حيث وصل عدد المشتركين فيها إلى 7700 طالب وطالبة وأيضاً وصل عدد طلاب الهندسة في الجروب الخاص بهم إلى أكثر من 3300 طالب والعدد بتزايد كبير.
ما مدى تشجيع إدارة الجامعة للفكرة؟ وهل هناك نية لوضع تعليمات خاصة بها؟
كما قلت لكم بالبداية شجعني على ذلك المسجل العام وعميد الكلية وتم عرض الموضوع على رئيس الجامعة ورحب بالفكرة بشكل كبير وأمر بتعميمها على المسجلين كافة، ولكن لم يتبنها إلا تسجيل كلية الأعمال، وبخصوص التعليمات لا أعلم إن كانت بحاجة لوضع تعليمات.
ألا يمكن أن تظلم الفكرة الطلبة الذين ليس لديهم صفحات على الفيس بوك؟ خصوصاً الطالبات اللواتي يواجهن منعاً من قبل عائلاتهن؟
بالعكس 99% من الطالبات لديهن حساب على الفيسبوك وهذا ما ألمسه أثناء عملي مع الطلبة ولكن البعض لا يوجد لديه انترنت بالبيت والجامعة تمنع استعمال الفيسبوك في مختبراتها وهذا ما ساعدني به طلبة كلية الهندسة من دون ترتيب بيني وبينهم فما أن أقوم بوضع إعلان على الفيسبوك حتى يقوموا بتعميمه بطرق مختلفة، ومثال على ذلك عندما أضع إعلاناً لاستدعاء طالب أو طالبة يقوم جميع الطلبة الذين يعرفونه بإبلاغه حتى يقوم بمراجعتي ولا أجد مشكلة في ذلك خصوصا بعد إتاحة خدمة وصول رسائل الفيسبوك على الهاتف الخلوي مجاناً.
ما هي تصوراتك المسقبلية لفكرة التواصل مع الطلبة عبر مواقع التواصل الإجتماعي؟ وما هي خطوتك المقبلة؟
حتى الآن أنا راضٍ كل الرضا عن الخدمات التي أقدمها على الفيسبوك وأرغب بتعميم فكرة الفيسبوك على مختلف كليات الجامعة وأنا الآن بصدد عمل قناة خاصة للتسجيل على اليوتيوب لأقوم بشرح تعليمات منح درجة البكالوريوس، وهذه الفكرة ستحل مشاكل كثيرة. علماً أن مراجعات طلبة الهندسة لوحدة القبول والتسجيل قلت بما يقارب 70% وهذا بحد ذاته إنجاز.
هل أبدى أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الهندسة تفاعلاً مع الفكرة؟ وهل لديهم نوايا لتبنيها وبالتالي تطويرها؟
معظم رؤساء الأقسام ومساعدو عميد الكلية مشتركون معنا بالجروب حتى إن رئيس قسم الهندسة الصناعية يجيب عن استفسارات الطلبه عن طريق الجروب ويقوم بحل مشاكلهم أولاً بأول ومساعد عميد الكلية على اتصال دائم معي عن طريق الفيسبوك ويقوم بتوجيهي لحل المشاكل أيضاً، ورئيس قسم هندسة الحاسوب عندما تحصل مشاكل في طرح المواد يطلب مني أن اطرح الموضوع للطلبة للمناقشة ويقوم بحله. وأيضاً معظم أعضاء هيئة التدريس يتابعون الجروب.
تعكس الفكرة شغفاً لديك بالإنترنت، وعشقاً لوظيفتك، ما مدى دقة هذه الافتراضات؟
نعم لدي شغف وولع بالانترنت يصل لحد الإدمان وأوظف هذا الشغف فقط لوظيفتي حيث أنني أقضي على الأقل ثلاث ساعات يومياً مع الطلبة بعد أوقات الدوام الرسمي وهذا ما ينعكس ايجابيا على وظيفتي.
تتميز علاقتك بالشبكة العنكبوتية بالطرافة والخصوصية، كيف وفّقت في ذلك؟
الحمد لله أنا دائماً مبتسم للحياة وانظر للأمور بكل بساطة وبدون تعقيدات ولدي مجموعة كبيرة من الأصدقاء، أقوم بإرسال بريد الكتروني بشكل دائم لهم، حيث أنه عندما يصل لي بريد الكتروني أقوم بإعادة صياغته وتشكيله ليصبح عبارة عن نكته يضحك عليها الجميع.
هل أثرت الساعات الطويلة التي تقضيها بعد انتهاء دوامك بحل مشاكل الطلبة على حياتك الأسرية؟
إطلاقاً، فزوجتي موظفة أيضاً في ديوان وحدة القبول والتسجيل وهي مسؤولة عن الجروبات وتجيب الطلبة عن الاستفسارات معي فنحن كعائلة نعمل في المجال نفسه، حتى أن معظم الطلبة والطالبات يعرفون ذلك وهو أمر يساعدني كثيراً.