الهدهد و قصص أخرى - الهدهد و قصص أخرى - الهدهد و قصص أخرى - الهدهد و قصص أخرى - الهدهد و قصص أخرى
الهدهد و قصص أخرى
بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
فرح في بيت عزاء
انا عواد و وحدي أنا أجر أذيال الخيبة و إستريح من هم الظهور و عبث الطلائع التي تجوب المكان باحثة عن خراب النفس و معهم ساحر الناس و سيد الفوضى و حبيب النساء اللواتي يبحثن عن دواء فقر في رجولته المهتزة و أصرخ من هول الفكرة ولكن نفسي تخاطبني : إسمع يا عواد , حين ذبول البيلسان لا تعتب على الزنبق ، صدقآ إن إحساسك من أفعالهم أصدق . وأصرخ أن يا نفس يكفي فضول ، إن الناس يمشون خلف المال و الجاه و لهم ذمم تباع و انت يا نفس وحدك تسكنين الملجأ و توجهي الرماح صوب الباب الموصد و تتحدثين عن الزنبق . النفس غاضبة : أنا لا أستريح لهم أنا : هم لا يحبوك النفس : وكيف عرفت أنا : عرفت من حديث العيون و فقر النساء العاهرات و جيوب الرجال الفقراء و الذين تدلت قرونهم من الجوع وضيق الحال و عرفت من بيت عزاء تقام فيه طقوس الدبكة النفس : و كيف يقام فرح في بيت عزاء أنا : من هول المصيبة يتراقص الطبالون و يلوّح شباب الدبكه و يغنون و يصرخون و يتمايلون . النفس : أي مصيبة فيهن أنهن كثر أنا : إذا وضحت أكثر سأموت النفس : أتخاف أنا : انا لا أخاف موت الرصاصة والسكين النفس : مما تخاف أنا : من مثقفين يحضرون ذاك العزاء النفس : لم أفهمك أنا : ولن تفهمين ، فأنا وحدي أصرخ و لن يفهمني الأن أحد ، من سيفهمني هو من سيقرأ التاريخ الذي يعيد نفسه من سيفهمني هو المجرد من تكنولوجيا المال و الذي أختار كهف ليقيم صومعة البقاء هناك , من سيفهمني الان .. لا أحد .
الهدهد
هدهد طار صوب الغيوم يشاهد الكون الفظيع و كيف يقتتل العمال على كسرة خبز و الفلاحين على غصن زيتون و التجار على تسعيرة قمح مهرب , وعاد على شباكي غاضباً من حال الدنيا و من أحوال البسطاء و يصرخ في أذني : على ماذا تقتتلون ؟؟ قلت يا هدهد أنها دنيا و الناس بسطاء و لكن في النفس أختناق و في الجيب أهتراء و البنك يستنزف الرواتب و بطاقات ذكية تفتعل الديون .
الحرة
في الليل تنتظر الصباح لكي تطعم أطفالها و يذهب الصباح بعيداَ ويأتي رمضان و يذهب بخيره كله و ثمة عيد في الانتظار ويأتي وقت مدارس الاطفال و ثمة عيد أخر في الأفق وبعده شتاء قارص وبعد الشتاء ربيع الوحم و ثم صيف الإشتهاء , باعت نفسها من أجل أطفالها وصرخت في وجه الزمن : انا حرة فليأتي أصحاب مقولة تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها و يطعموا أطفالي
معالي أبن معاليه
على باب معاليه بواب وسائق و موظف غريب لإطعام الكلاب و موظف للصيانة و رجلاً للأمن و الشغالة و الغسالة ومربية الأطفال و منسق الزهور ( حيث أن معاليه يملك حقلاً من النرجس و أخر من الريحان ) كل هذا على باب معاليه , ومعاليه رجلاً متفاني قد قضى عمره في خدمة الناس و البسطاء و تشغيلهم عنده باب بيته خدم لابناء معاليه و أبناء معاليه طيبون بالفطره , حتى أن معالي أبن معاليه تورّث الخدم و المال و السلطه و أصبح وزيراً في وزاره معاليه .
السلطات
أشترى عواد قطعة سلاح بعدما جمّع المال من عرق الجبين , ففرح الجيران الطيبون , وقالوا : هذا فدائي يولد من جديد , لابد سيدب الرعب في قلب اليهود الغاصبون . عواد جمّع شباب المخيم و أسس كتائب عواد و في اليوم التالي عاد عواد من رام الله بعدما فاوض السلطة على شيء من السلطة .
روائح
لمن كل تلك الفنادق على كوكب الارض ؟؟ . هل كل الناس أغنياء سائحون ؟؟ . عواد رجلاً فقيراً جداً وعندما ذهب لإصلاح المكيّف في ردهه فندق كبير فتشه رجال الأمن خمسون مره وصاح عواد : لماذا الأغنياء لا يفتشون ؟؟ كيف عرفتم بأني فقير ؟؟ عواد طيب جداً لا يعلم بأن ثمة فرق بين رائحة العطر الباريسي و رائحة الديزل .