:: التجربة اليابانية :: - :: التجربة اليابانية :: - :: التجربة اليابانية :: - :: التجربة اليابانية :: - :: التجربة اليابانية ::
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مرة أن الشعب الياباني يعمل ساعة اضافية بدون أجر تكون قيمة هذه الساعة للبلد ( اليابان) تعبيرا عن انتماء المواطن الياباني لبلده وكجزء من رد الدين والمعروف لهذا الوطن ولا ادري ان كان هذا النظام ما زال سارياً ام لا، والشعب الياباني (غير المسلم) يعد مثالا يحتذى في التضحية وليس أدل على ذلك من قصص الطياريين اليابنيين الانتحاريين أو الفدائيين في الحرب العالمية ( الكاميكاز) أو الريح المقدسة والذين ضربوا بطائراتهم البوارج والسفن الحربية الامريكية وهم بداخلها لالحاق اكبر خسائر ممكنة بالاسطول الامريكي مقدمين للعالم كله نماذج ما زالت خالدة في الذاكرة الانسانية.
علاقة اللاعب بالنادي لها أكثر من جانب خصوصا اذا كان النادي له رمزية معينة وخصوصية تختلف عن غيره وهذا ينطبق على نادي مخيم الوحدات، فالنادي ليس مجرد فريق كرة قدم أو سلة أو طائرة بل هو بالاساس ناد لجماهير ترى فيه حلماً جميلا وتعبيراً بليغاً عن معان سامية ليس أقلها حلم العودة إلى وطن الأباء والأجداد ، وترى فيه منارة تحمل على كاهلها رفع اسم الأرض التي أقيم عليها واحتضنته كعرفان ورد للمعروف ، عدا عن الامتداد الاجتماعي والثقافي والانساني لهذا النادي باحتضانه لشرائح واسعة من أبناء وطنه كما في حالة الفتيان الايتام .... اذن فالوحدات حالة خاصة وناد مختلف .... وعلاقة اللاعب فيه ليست فقط علاقة موظف بمكان رزقه وليس تتطلب فقط اخلاصا في العمل واتقانا له بل تتعدى إلى ما وراء ذلك من التصاق وتضحية وارتباط وانتماء.
الجانب المادي من علاقة اللاعب بالوحدات حق محفوظ وهو بديهي ولا مجال للنقاش فيه فلا يعقل ان يلعب اللاعب وهو لا يجد قوت يومه له ولعياله فهذا يسمى جنوناً وليس تضحية، بالمقابل على اللاعب ان يكون ارتباطه وتضحيته وانتماءه حاضرا وبقوة لخصوصية النادي الذي يلعب له وعليه أن يعي هذه الحقيقة وكجزء من رد الدين للنادي الذي اشهر اللاعب وجعله نجما يشار له بالبنان واتاح له فرص الظهور في الميادين العامة ووفر له الكثير من الفرص وجعل له اسما يتردد وما كان له ان يظهر لولا وجوده في الوحدات والدليل الكثير من لاعبي الاندية الاخرى الذين بالكاد يأخذون مستحقاتهم منقوصة او مهضومة وبالكاد تعرفهم الناس وتشير اليهم.
من تسنح له فرصة اللعب بالوحدات انسان محظوظ فهو يلعب لاسم كبير وينبغي لعلاقته بالنادي ان تكون ليست مجرد عقد عمل لانه لن يقدم الكثير، وبما انه ارتضى أن يكون جنديا لهذا النادي فعليه أن يستعد للتضحية من أجله ومن أجل الملايين التي هو بالاساس صار ملكاً لها وصارت هي التي تبادله الحب بالحب والتضحية بالتضحية فكم تحمل الجمهور وكم تعذب وعانى وكم حرم نفسه ليشجع نجومه المفضلين افلا تستحق هذه التضحية تضحية مقابلة والا يضحى اللاعب ( الفرد) من أجل الجمهور ( المجموع) كما ضحى المجموع كثيرا من أجل الفرد.
ماذا لو طلب من اللاعبين ان يقدموا راتب شهر من مستحقاتهم كل عام للوحدات؟ ومن أجل الوحدات؟ هل سيقبلون؟ او ماذا لو طلب منهم ان يخصموا 50 دينارا مثلا من راتبهم ( على فرض ان راتب اللاعب 500 دينار) كل شهر عرفانا وردا للجميل وتضحية من أجل هذا النادي وجماهيره ؟ ومن أجل اثبات حب اللاعب لناديه ولا اظن أن 10% من دخل اللاعب ستؤثر على قوته اذا علمنا ان معظم اللاعبين يعملون في اماكن أخرى؟ الا يستحق الوحدات بعض التضحية مثلا؟ واليست هذه الطريقة حرية بان تميز المنتمي الحقيقي من الذي قصر علاقته بالوحدات في جانبها المادي؟ هل يضرب (الكاميكاز) الوحداتي مثالا يحتذى خصوصا أننا نحن أمة الفداء والتضحية ؟ ام يكون اللاعب قد فشل في اول اختبار حقيقي للانتماء كما فشل معظم بني اسرائيل في اختبار طالوت لهم عندما رويت قصته في القران الكريم : (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ)
بعض العلاقات البشرية أكبر من (المادة) واعمق من ( الراتب) وابعد من ( المستحقات) ، لانها اذا اقتصرت على هذه الجوانب فهي علاقة مصلحية زائفة لن تدوم ولن تحقق اهدافها لا للاعب ولا للنادي، لا بد من التضحية من أجل ما نحب ونعشق ولا بد من ان ننكر ذاتنا احيانا اذا كان المبتغى جليلا والهدف ساميا فليس بالمال وحده يحيا الانسان.
والله كلام سليم انت وضعت ايدك على الجرح دائما التضحية تاتي من الجمهور والمحبين لا من اللاعبين اتمنى من الله ان يدخل هذا الكلام الى قلوب اللاعبين قبل عقولهم وشكرا اخ سائد على هذا الطرح المميز واتمنى من لجنة الاشراف وضعه في ملتقى المواضيع المميزة
اسمحلي أناديك بصوت العقل..لأنو بصراحه عرفتك بهذا الأسم...للأسف أنو هذا النادي الي المفروض أنو رمز أصبح سلم ليصعد عليه الكثيرين من لاعبين وأداره..بدي اجيبها من الآخر..لو يطلب من لاعبينا التخلي عن مكافأة فوز ببطوله ليضرب نصهم عن التدريبات ..فما بالك براتب شهر!!! صاحب التضحيه الحقيقيه هو أنت ياسائد لأني متأكد انك ضحيت بساعه أو أكثر من وقتك في كتابة موضوع لن يجد صدى عند لاعبين الوحدات
أخي الكريم
في المقارنات...علينا أن ندرس السياق التاريخي الذي حدثت به التجربة قبل أن نسقطها على تجربة أخرى حتى لو فصل بينهما ثواني من الزمن أو بعض من الكيلومترات...
التبرع المادي ليس مؤشراً على الانتماء في كل الأحوال
كما أن الكاميكاز الياباني كذلك...فقد نجد الفدائي مقيّد خلف مقود الطائرة.
الانتماء والحكم على الانتماء...فن وعلم وسياق ...لا يتأتى بأخبار تسرب من هنا وهناك.
كالعادة يجبرنا صوت العقل بالغوص في بحار كلامته وتعبيراته التي تدخل المخ بدون اي استئذان ...يا صوت العقل والضمير الوحدات ظاهرة عالمية مختلفة ومميزة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا ورياضيا وكان هذا المفهوم السائد لغاية وقت قريب جدا ولكن مع تغير المفاهيم تغيرت النفوس ومع دخول الاحتراف طغت الفلوس فتناسى (البعض وليس الجميع ) رمزية الوحدات ووقع في المطب لاعتقاده بان الوحدات كيان قائم عليه او يعتمد عليه ونسي ان الوحدات (النادي) قائم على (جماهيره بعد التوفيق والعون من الله) فخسر نفسه بعد ان كان في العلالي ......يا صوت العقل الانتماء للقميص الاخضر موجود والقتال من اجل شعاره الموجود على صدر الاعب ايضا موجود المهم والاهم بمن يدير الدفة ....!!!