فرقة بلدنا ،،،،نهتف كي لا نموت - فرقة بلدنا ،،،،نهتف كي لا نموت - فرقة بلدنا ،،،،نهتف كي لا نموت - فرقة بلدنا ،،،،نهتف كي لا نموت - فرقة بلدنا ،،،،نهتف كي لا نموت
"نهتف الآن كي لا نموت"
المشهد العام : قاعة .. سقفها من الصفيح ... واسعة ... والفصل شتاء... في الخارج يمكن أن نلمح جمهرة كبيرة من الأطفال و الشباب ... الذين يحتشدون على باب محاولين الدخول إلى القاعة دون جدوى رغم مرور أكثر من ثلاثة أرباع الساعة على بدء الاحتفال.
صوت الفرقة الغنائية يشق كل شيء ويتسلل إلى الخارج ... الجمهور الذي لم يحالفه الحظ بدأ يقنع بما يصل إليه من الأغنيات.. فأخذ يصغي بكل حواسه... الفرقة تغني وتقدم للمرة الأولى أغنيتها:
"يا راية شعبي المرفوعة
في غزة وفي مرج عيون
راح نملا بالثورة الكون
هي الشهدا شهب بحاله
بدل الواحد خدي مليون"
الجمهور يغني... وكأنه يعرف الأغنية من مئات السنين منذ أول حرة وحجر ورصاصة وجهها أجداده وآباؤه إلى المستعمر والمحتل لا يوجد فاصل بين الناس والأغنية الآن ...
الأغنية هي الناس.. والناس هم الأغنية... حالة انصهار كاملة تدفع الفرقة إلى إعادة الأغنية من جديد.. والبيوت المحيطة بالقاعة... شوارع الطين... حكايات الناس... دمهم... تنطلق مرددة اللحن... لتبلغ به مسامع مدن بعيدة... لتبلغ مسامع بحر يافا .
**********
فجأة ينقطع التيار الكهربائي.
الذي يكون في داخل القاعة الأولى لا بد سيرتبك ظلام تام الأجهزة الموسيقية توقفت , غناء الفرقة توقف عم صمت شاسع للحظات ولكن الجمهور هو الذي أنقذ الموقف وليس الفرقة!
فجأة أضيء عود ثقاب تبعه آخر وتوالت الأضواء الصغيرة تندفع من الولاعات المشهد أصبح مقدساً كأن آلاف الشموع كانت قد جهزت لهذه الغاية وانطلق الجمهور يغني كإنسان واحد يعرف مدى روحه وعلوها:
علمونا كيف نصنع
من ظلام الليل شعله
علمونا كيف نجني
من جراح القلب فله
علمونا كيف يغدو
قلبنا للأرض أزهاراً
وفوق الجرح قبله
هذه اللحظات بالذات تختصر تاريخ "فرقة بلدنا" هنا لا مجال لارتباك المغني ... لأن الفرقة كل الناس ... والناس لا يقبلون أن يلقوا راياتهم وأحلامهم لأنهم شعب ينتمي للحياة ... وهذه اللحظات تجدها في كل مكان ... في العرس الشعبي ... حين تغني الفتيات والنساء , أغنياتها ... في الاحتفال المدرسي .. في الهتاف .. وفي حالات الدفء الإنساني ...
وقد لا تعرف امرأة بسيطة اسم الفرقة ... هذا لا يهم ... ولكن الجميع يدركون أنهم يقتربون من الوطن أكثر حين ينشدون هذه الأغنيات..
*********
يا راية شعبي ... القاعة ... الجمهور ... الاحتفال ... "علمونا" ... كان ذلك في عام
1982 ولكن تاريخ الفرقة يمتد إلى ما قبل ذلك .... إلى عام 1977 , حيث بدأت كفرقة للأطفال يشرف عليها الفنان وضاح زقطان ... يكتب ويلحن .. بلا كلل ويفتح درباً جديداً للفن .. ليحمي ويبني براعم المستقبل . ويعزز الشاعر المبدع غسان زقطان مسيرة الفرقة .. بمجموعة من قصائده وأغنياته .. ويتصاعد اثر الأغنية الجديدة .. وهي جديدة فعلا في الساحة الأردنية .. لأنها المرة الأولى التي يقدم فيها هذا النوع من الغناء الطالع من هموم الإنسان وجراحه.
وحين تندفع الفرقة إلى الإمام أكثر تقدم مجموعة من المسرحيات الغنائية .. ثم تخرج إلى الناس بعد عامين من مسيرتها لتقدم واحدة من أهم حفلاتها .. بل وربما تكون الخطوة الفعلية الأولى , في لقاء حقيقي مع الناس.
كان ذلك في مخيم الوحدات:
ولست المدافع عن غيمة في الفضاء البعيد
ولست الذي يسكن الحزن في مقلتيه
قليلا .. فيبكي
ولست المغامر
أني أنا الساحلي المسافر
والشعر مني
واني أنا ما أريد ..
كان غسان زقطان قد غادر إلى بيروت .. وتبعه وضاح زقطان ليشكل هناك فرقة "الرايات" ولكن الفرقة لم تتوقف .. لان التعاون بين وضاح والفنان المغني - الملحن كمال خليل كان قد بدا منذ زمن بعيد تشكيل الفرقة بقليل .
وهكذا واصل الفنان كمال الخليل الانطلاق بالفرقة حتى يومنا هذا.
تغير أداء بلدنا نضجت أكثر وأكثر مع مرور الأيام .. وبدأ تعاملها بشكل خاص مع إبراهيم نصر الله الذي كانت باكورته "علمونا " "الطفل الفلسطيني" "أطفالك يا فلسطين" وتكثف هذا التعامل بأغنيات خاصة بدا يكتبها للفرقة منذ عام 1980 . وفي نفس الوقت بدأت الفرقة بغناء مجموعة من قصائد خليل زقطان ومحمد الظاهر ورزق أبو زينة ويوسف عبد العزيز وعبد الله رضوان قبل وبعد عام 80 , فكانت حصيلة الرحلة أكثر من 55 أغنية في احد عشر عاما .
وخلال هذه الفترة ... سجل لفرقة بلدنا أنها استطاعت إن تكون فرقة لكل الناس , من خلال غنائها لهموم الإنسان العربي أينما كان , من جبال الجليل حتى جبال عجلون والكرك , ومن نيل مصر إلى بيروت العظيمة .. لم يكن فنها قابلا لان يكون اقل من أنساني شامل .. وهي إذ تغني ل "عكا " تغني لجوهر المدينة والقرية .. والأرض العربية التي قاومت دائما .. وظلت شامخة .
باختصار .. الناس في أغنية بلدنا جسد واحد .. روح واحدة .. لان مجد الحياة واحد في جوهره ... وعزة الحياة واحدة ... مادام الذي يرفع رايتها ويدافع عنها هو الإنسان - الإنسان.
كما يسجل الفنان كمال خليل هنا دوره الحقيقي في الحفاظ على الفرقة و المضي بها إلى الأمام دائما ... و هو الذي ينتزع جسده المتعب من كتل الاسمنت و الحديد ... حيث يعمل في مجال البناء يأتي و يلحن و يغني .. و يرفع سقفا آخر يحمي أفئدة الناس و يزيدها دفئاً .. و غالبا ما يكون الغبار عالقاً به و هو يصعد المسرح ليغني مع أعضاء الفرقة الذين يتكونون من أفراد أسرته من الشباب و الشابات المنفتح الذي قرر أن يعطي لبلدنا أجمل ما لديه .
و ظل كمال خليل دائما ذلك الإنسان الذي يعمل بهدوء و بصبر و ثقة و يعطي روحه لأعماله و خاصة في مجال التلحين .. و هذا ما نراه اليوم واضحا في المستوى الراقي الذي بلغته الألحان ( كان يلحن في كل مرة و كأنها أغنيته الأخيرة .. يعصر روحه إلى آخر حد .. و يسكب في اللحن ذاته كلها) و خارج الأغنية يطوع الحديد .
و لذا كان الدرب اليومي الذي يقطعه يبدأ بالعمل الشاق .. يستمر .. و ينتهي بالغناء .
**********
لم تلعن " بلدنا " الظلام فقط .. بل أضاءت الشمعة .. و لم تضيء الشمعة فقط .. بل عملت دائما أن تظل الشمعة مشتعلة ... و لم يكن من السهل في أي يوم من الأيام إضاءة شمعة ؟؟ حتى شمعة ... في هذا الليل العربي .
************
و اليوم .. حين نذكر التجربة الغنائية العربية الجادة .. لا نستطيع إلا أن نقف بإجلال أما هذه التجربة الجميلة المبدعة لمسيرة " بلدنا " نذكرها بثقة إلى جانب إبداعات الشيخ إمام و مارسيل خليفة و عدلي فخري و احمد قعبور و خالد الهبر و سميح شقير و غيرهم .
و ها هي كلمات الأغنيات التي لحنتها الفرقة و غنتها .. و لكن الكلمات فقط .. ليست الأغنيات .. إلا أن هذا الكتاب دعوة للدخول إلى عالم الفرقة من احد أبوابه .. حيث هناك الألحان المبدعة الكبيرة التي ترقى بمستواها إلى أعمال عظيمة يرددها الشعب العربي مثل : مصر يا امه يا بهيه , الأرض بتتكلم عربي , منتصب القامة امشي .
و كل ما نأمله أن تتاح الفرصة للجمهور العربي في كل مكان أن يستمع لأغنيات بلدنا .. خارج هذه العوائق الكثيرة حماية شمعة الروح : الأغنية .. و نحن ننشد معاً :
سنهتف بالعشبِ
بالواجهات الوحيدة و الشرفات
ان حبك نافذة الروح
زنارُ هذا التمزق في اللحم و الكلمات
و نهتف باسم الدخان !
و ارتعاش الدماء الطري على عتبات البيوت
نهتف الآن كي لا نموت
نهتف الآن كي لا نموت
************
و بعد :
نحن لا نستطيع اليوم النظر إلى الواقع الثقافي الجاد في الأردن .. و قراءته , إذا ما استثنينا الجذور العميقة للروح التي تمتد إلى أغنيات فرقة بلدنا .
فرقة بلدنا اليوم .. هي اسطع ظاهرة فنية جماهيرية جادة .. و مثلما طورت الفرقة فناً احتفاليا لا يستطيع الإنسان ان يكون خارجه , إذا ما دخل القاعة التي تغني فيها , فإنها طورت محبة الناس لبقية الفنون الأدبية الجادة .. من شعر و رواية , و سواهما و أكدت عظمة الحياة و عززت معنى الحرية فينا , لا لشيء إلا لأن الفرقة استطاعت ان تكون الشريان المغذي لحب الحياة .. الوطن .. و الكرامة الإنسانية .
**************
لقد رتبت الفرقة خلال مسيرتها روحنا على نحو فذ , و مجرد الدخول إلى أغنياتها و سماعها .. سيتحول تلقائيا إلى إقامة دائمة , إنها ستلغي كل الحواجز التي يمكن ان تحول بيننا و بين الهتاف باسم الحياة .. تلغي حاجز الخجل الأول , حاجز التساؤل البارد الوقور حول الفن و دوره .. و تلغي حاجز الخوف .. و هذا هو الأهم ! نعم .. اليوم نتسلح بأغنياتها .. و نحن نعرف أننا لا نستطيع إسقاط طائرة مغيرة .. أو إيقاف زحف دبابة بآلة العود .. و لكننا على يقين أننا سنكون ذلك القلب الجسور , و تلك الروح العالية التي لا تسمح بمرور التصالح مع الواقع المظلم إلى تفاصيل حياتنا .
و بعد أيضا :
لعل الأغنية الحقيقية التي ننشدها بكامل روحنا هي طيف الحرية
واليوم يعود الألق لفرقة بلدنا ويفتتح الفنان كمال خليل بيت بلدنا في جبل اللويبدة لمرتادية وليعيد للفرقة الروح الأولى ويعيدنا لثلاث عقود خلت ،،،، لتتبدل الاجيال وتبقى الارض والقضية حاضرة فير ضمير كل الاجيال
السلام عليكم
كم اعشق هذه الاسطوره..فرقة بلدنا
رددت الحانها صغيره وكبرت كلمات اغانيها في قلبي كما كبر حنيني لبلدي كلما سمعتها
ليا وليا يا بنيه ضاق السجن عليه
سدوا دروب بلادي من الميه للميه
وسعوا الحد الغربي بدي اسري لارضي
شيلوا اللغم من دربي ودبابه الامريكيه
وسعوا ها الزنزانة يافا بصدري سهرانه
و زيتونتنا العطشانه بدها تشرب حريه
وسعوا لي ها المنفى بدها تتنفس حيفا
و حتى ها الليلة تصفى برصاص الفدائية
وسعوا الحوطه و غنوا ها العرس احنا منه
كيف بنستغني عنه و هو الروح الشعبية
ها الجرح الو حروفه إم الشهيد تشوفه
و نزغرد يا الله طوفوا بكعبتنا الساحليه