المؤمنُ مرآةُ أخيه ؛ فإذا نُصحتَ فاقبلِ النَصيحة وأشكُر الناصِح ، ولا تُقابِل أمر الله بالكِبر والغُرور...
المؤمنُ مرآةُ أخيه ؛ فإذا نُصحتَ فاقبلِ النَصيحة وأشكُر الناصِح ، ولا تُقابِل أمر الله بالكِبر والغُرور... - المؤمنُ مرآةُ أخيه ؛ فإذا نُصحتَ فاقبلِ النَصيحة وأشكُر الناصِح ، ولا تُقابِل أمر الله بالكِبر والغُرور... - المؤمنُ مرآةُ أخيه ؛ فإذا نُصحتَ فاقبلِ النَصيحة وأشكُر الناصِح ، ولا تُقابِل أمر الله بالكِبر والغُرور... - المؤمنُ مرآةُ أخيه ؛ فإذا نُصحتَ فاقبلِ النَصيحة وأشكُر الناصِح ، ولا تُقابِل أمر الله بالكِبر والغُرور... - المؤمنُ مرآةُ أخيه ؛ فإذا نُصحتَ فاقبلِ النَصيحة وأشكُر الناصِح ، ولا تُقابِل أمر الله بالكِبر والغُرور...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** مَنقولٌ بتصرُف**
وما من كــاتب إلا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شىء ... يسرك يوم القيامه ان تراه
المؤمنُ مرآةُ أخيه ؛ فإذا نُصحتَ فاقبلِ النَصيحة وأشكُر الناصِح ، ولاتُقابِل أمر الله بالكِبر والغُرور...
" اللهم اجعلني خيراً مما يَظنون، واغفِر لي ما لا يَعلمون، ولا تُؤاخذني بما يقولون "
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ
الحمد لله الواحد المعبود، عمَّ بحكمته الوجود، وشملت رحمته كل موجود، أحمده سبحانه وأشكره وهو بكل لسان محمود.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الغفور الودود، وعد من أطاعه بالعزة والخلود، وتوعد من عصاه بالنار ذات الوقود.
وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبدُ الله ورسوله صاحب المقام المحمود، واللواء المعقود، والحوض المورود، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الرُّكَّع السجود، والتابعين من المؤمنين الشهود وسلم تسليماً كثيراً إلى اليوم الموعود.
قال أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله :” والنّصيحة لرسوله صلّى الله عليه وسلّم :الإيمان به وبما جاء به، وتوقيره وتبجيله،والتّمسّك بطاعته وإحياء سنّته وانتشار علومه ونشرها،ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه ووالاها،والتّخلّق بأخلاقه صلّى الله عليه وسلّم،والتّأدّب بآدابه ومحبّة آله وأصحابه رضي الله عنهم ”.
وقال الإمام النّووي رحمه الله تعالى:"أما النّصيحة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم :” فتصديقه على الرّسالة، والإيمان بجميع ما جاء به،وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيًا وميتًا، ومعاداة من عاداه،وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره،وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقه في معانيها، والدعاء إليها،والتلطف في تعلمها وتعليمها وإعظامها وإجلالها،والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم،وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه،ومحبة أهل بيته وأصحابه رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم،ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من صحابه...”
المصدر : موقع بلغوا عني ولو آية ومدونة الملطاوي ومواقع أخرى مذكورة في موضعها..
" أحاديثٌ نَبويةٌ صحيحةٌ " الجزء (31 ("
إن الله يستحي أن يرد يديك صفرا
إن الله تعالى حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين
الراوي: سلمان الفارسي - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1757
خلاصة حكم المحدث: صحيح ** الحديث تم تخريجة باستخدام موقع الدرر السنية
" استحيوا من الله حق الحياء . قلنا : يا رسول الله إنا لنستحي والحمد لله ، قال : ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس ، وما وعى ، وتحفظ البطن ، وما حوى ، ولتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا . يعني : من الله حق الحياء "
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2458
خلاصة حكم المحدث: حسن
الحديث تم تخريجة باستخدام موقع الدرر السنية
صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر أمثالها، وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال صاحب اليمين : أمسك فيمسك ست ساعات، فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا، وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة ".
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4984خلاصة حكم المحدث: صحيح
الحديث تم تخريجة باستخدام موقع الدرر السنية
عَنِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ هَمٌّ أَوْ لأْوَاءٌ فَلْيَقُلْ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّى لاَ أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". أخرجه الطبرانى فى الأوسط (5/271 ، رقم 5290). وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (رقم 348). (لأواء): شدة وضيق معيشة. قال المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": (فليقل الله الله) وكرره استلذذاً بذكره واستحضاراً لعظمته وتأكيداً للتوحيد فإنه الاسم الجامع لجميع الصفات الجلالية والجمالية والكمالية (ربي) أي المحسن إليّ بإيجادي من العدم وتوفيقي لتوحيده وذكره والمربي لي بجلائل نعمه والمالك الحقيقي لشأني كله ثم أفصح بالتوحيد وصرح بذكره المجيد فقال (لا أشرك به شيئاً) والمراد أن ذلك يفرج الهم والغم والضنك والضيق إن صدقت النية وخلصت الطوية.
عن أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ"، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ". أخرجه ابن ماجه ( 2 / 422 ) و ابن السني ( رقم 372 ) و الحاكم ( 1 / 499 ) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 1 / 472 ). قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عَم": وهذا هو الذي ينبغي للإنسان أن يقول عند المكروه «الحمد لله على كل حال» أما ما يقوله بعض الناس (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) فهذا خلاف ما جاءت به السنة، قل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الحمد لله على كل حال» أما أن تقول: (الذي لا يحمد على مكروه سواه) فكأنك الان تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يُسره، لأن الذي قدره الله عز وجل هو ربك وأنت عبده، هو مالكك وأنت مملوك له، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع، يجب عليك الصبر وألا تتسخط لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك، اصبر وتحمل والأمر سيزول ودوام الحال من المحال.
شدة الحر وشدة البرد
اشتكت النار إلى ربها ، فقالت : رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لي بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3260
سُنّةٌ مهجورة
عن جابر رضي الله عنه قال:
[ كـُـنـّا إذا صعدنا كبـَّرنا، وإذا نزلنا سبَّحْـنا] ((رواه البخاري)).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
[..وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشـُه إذا عـَـلـَوْا الثــّـنايا كبَّـروا وإذا هـَـبَـطوا سبَّـحوا] ((رواه أبو داود بإسناد صحيح))
*************************
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه ، إذ أقبل ثلاثة نفر ، فأقبل إثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد ، قال : فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما أحدهما : فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها ، وأما الآخر : فجلس خلفهم ، وأما الثالث فأدبر ذاهبا ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله ، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه ، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه .
الراوي: أبو واقد الليثي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 66خلاصة حكم المحدث: صحيح
الحديث تم تخريجة باستخدام موقع الدرر السنية
الزم رجلها فثم الجنة
يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم قال ارجع فبرها ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم يا رسول الله قال فارجع إليها فبرها ثم أتيته من أمامه فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم يا رسول الله قال ويحك الزم رجلها فثم الجنة
الراوي: معاوية بن جاهمة السلمي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2259
إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده ، قال الله عز وجل للملك : اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل ، وإن شفاه غسله وطهره ، وإن قبضه غفر له ورحمه .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3422 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
الحديث تم تخريجة باستخدام موقع الدرر السنية
حديث اليوم : حب المال وطول العمر
يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنتان : حب المال وطول العمر
حديث اليوم : حب الخير للناس
لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1780
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عّنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَأَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ فَخَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبَهَا الشَّيْطَانُ". أخرجه أحمد (4/274 ، رقم 18438) ، وأبو عبيد فى فضائل القرآن (2/37 ، رقم 425) ، والدارمي (2/542 ، رقم 3387) ، والترمذي (5/159 ، رقم 2882) وقال : حسن غريب. والنسائي فى الكبرى (6/240 ، رقم 10803) ، ومحمد بن نصر فى قيام الليل كما فى مختصره للمقريزى (ص259 ، رقم 172) ، وابن حبان (3/61 ، رقم 782) مختصرًا . والحاكم (2/286 ، رقم 3031) ، وقال : صحيح على شرط مسلم. والبيهقي فى شعب الإيمان (2/460 ، رقم 2400). وأخرجه أيضًا: الطبراني فى الأوسط (2/281 ، رقم 1988) ، والبزار (8/236 ، رقم 3296) وصححه الألباني (المشكاة ، 2145). قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": قَوْلُهُ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا): أَيْ أَجْرَى الْقَلَمَ عَلَى اللَّوْحِ (أَنْزَلَ) أَيْ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (مِنْهُ) أَيْ مِنْ جُمْلَةِ مَا فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ (آيَتَيْنِ) هُمَا {آمَنَ الرَّسُولُ} إِلَى آخِرِهِ (خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ) أَيْ جَعَلَهُمَا خَاتِمَتَهَا. (وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ) أَيْ فِي مَكَانٍ مِنْ بَيْتٍ وَغَيْرِهِ (ثَلَاثَ لَيَالٍ): أَيْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا (فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ): فَضْلًا عَنْ أَنْ يَدْخُلَهَا.
**************************************** *****************
عنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّ صُهَيْبًا رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى وَيَقُولُ إِنَّهُ مِنْ الْعَرَبِ وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: يَا صُهَيْبُ مَا لَكَ تُكَنَّى أَبَا يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ وَتَقُولُ إِنَّكَ مِنْ الْعَرَبِ وَتُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ فَقَالَ صُهَيْبٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي النَّسَبِ فَأَنَا رَجُلٌ مِنْ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ وَلَكِنِّي سُبِيتُ غُلَامًا صَغِيرًا قَدْ غَفَلْتُ أَهْلِي وَقَوْمِي وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: "خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ" فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ. أخرجه لوين في " أحاديثه " ( 25 / 2 ) ، وابن عساكر ( 8 / 194 - 195 ) ، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 16 / 1 ) و الحافظ ابن حجر في " الأحاديث العاليات " ( رقم 25 ) وأخرجه أيضا: أحمد (6 / 16) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1 / 73). قال الإمام الْمُحَدِّث محمد ناصر الدين الألباني: وفي هذا الحديث فوائد: الأولى: مشروعية الاكتناء ، لمن لم يكن له ولد ، و قد هجر المسلمون لاسيما الأعاجم منهم هذه السنة العربية الإسلامية , فقلما تجد من يكتني منهم و لو كان له طائفة من الأولاد ، فكيف من لا ولد له ? و أقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة , مثل : الأفندي, والبيك , والباشا , ثم السيد, أو الأستاذ, و نحو ذلك مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحاديث كثيرة. فليتنبه لهذا. الثانية: فضل إطعام الطعام, وهو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب على غيرهم من الأمم , ثم جاء الإسلام و أكد ذلك أيما توكيد كما في هذا الحديث الشريف , بينما لا تعرف ذلك أوربا , و لا تستذوقه , اللهم إلا من دان بالإسلام منها كالألبان و نحوهم , و إن مما يؤسف له أن قومنا بدؤوا يتأثرون بأوربا في طريقة حياتها, ما وافق الإسلام منها و ما خالف , فأخذوا لا يهتمون بالضيافة ولا يلقون لها بالا , اللهم إلا ما كان منها في المناسبات الرسمية , و لسنا نريد هذا بل إذا جاءنا أي صديق مسلم وجب علينا أن نفتح له دورنا , و أن نعرض عليه ضيافتنا , فذلك حق له علينا ثلاثة أيام , كما جاء في الأحاديث الصحيحة. http://hadeethalyoum.blogspot.com/
(أَوَّلُ طَعَامٍ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ نَاوَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ، فَقَالَ: " هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أ كـَـلَـهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ "
رواه أحمد 12746 تحقيق المسند: حديث حسن
صلى عليك الله ياعلم الهدى ..ماهبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائما
عنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ". أخرجه الترمذي (2/269 ، رقم 413) ، وقال : حسن غريب ، والنسائي (1/232 ، رقم 465) ، وابن ماجه (1/458 ، رقم 1425) ، وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجة" ( 1425 - 1426 ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الرجل ليصلي ستين سنة و ما تقبل له صلاة ، لعله يتم الركوع ، ولا يتم السجود ، ويتم السجود ولا يتم الركوع "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 529
خلاصة حكم المحدث: حسن
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ؟ قَالَ: قُلْ: "اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ". أخرجه أحمد (1/153 ، رقم 1318) ، والترمذى (5/560 ، رقم 3563) وقال : حسن غريب . والحاكم (1/721 ، رقم 1973).
من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم http://hadeethalyoum.blogspot.com/
(إجابة دعائه في الحال )
الصدقة تطفئ غضب الرب
إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وفي رواية : إن الله ليدرأ أي يدفع بالصدقة سبعين بابا من ميتة السوء
الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/193 خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن
الحديث تم تخريجة باستخدام موقع الدرر السنية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين ولآخرين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد :
فهذه نصيحة فيما يتعلق بالأحكام المتعلقة بالمولود من ولادته إلى بلوغه فأقول :
أولاً : المطلوب بعد ولادته :
1- استحباب البشارة لقوله تبارك وتعالى : { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} وقوله { أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى }
2- استحباب الأذان في أذنه اليمنى [1] لحديث أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ) [2]
3- استحباب تحنيكه عندما يولد – والتحنيك مضغ تمرة ثم يدلك بها حنك المولود – لما في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال ( ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمره ) وزاد البخاري ( ودعا له بالبركة (
ثانياً : المطلوب في اليوم السابع
1- حلق الرأس والتصدق بوزن الشعر فضة , لقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة لما ولدت الحسن ( احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين ) [3]
2- التسمية : وتجوز في اليوم الأول أو الثالث إلى اليوم السابع يوم العقيقة لقوله صلى الله عليه وسلم ( ولد لي الليلة غلام فسميته بأسم أبي إبراهيم )[4] وعلى الوالد أن يحسن اسم مولوده .
3- الختان : وهو من سنن الفطرة لقوله صلى الله عليه وسلم ( الفطرة خمس : الختان , والاستحداد , وقص الشارب , وتقليم الأظافر , ونتف الأبط )[5] ولقوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أتاه فقال : قد أسلمت يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم ( ألق عنك شعر الكفر واختتن)[6]
ووقت الختان : قيل في أيام الأسبوع الأولى من ولادته , وقيل إلى مشارفه سن البلوغ .
والصحيح والأفضل هو اليوم السابع لحديث جابر قال ( عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام )[7] وهو واجب في حق الرجال , ومكرمة في حق النساء . (***)
ثالثاً : العقيقة وأحكامها :
1- العقيقة : ومعناها لغة : القطع , وشرعاً : الذبح عن المولود ، حكمها : سنة مؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم وفعله . ( وقال بعض العلماء بوجوبها للقادر عليها ), فأما قوله : فهو ما أخرجه البخاري في صحيحه عن سلمان الضبي قال : رسول الله صلى الله عليه ( مع الغلام عقيقة , فأهريقوا عنه دما , وأميطوا عنه الأذى ) وأما فعله : فلحديث ابن عباس , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عق عن الحسن والحسين كبشاً وكبشاً )[10] وفي رواية أخرى عن انس ( كبشين )[11] ولحديث سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه )[12] ووقتها : قال الإمام أحمد ( تذبح يوم السابع , فإن لم يفعل ففي أربعة عشر , فإن لم يفعل ففي إحدى وعشرين ) , لما رواه البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها [13]
2- المثل والمفاضلة بين الذكر والأنثى : العقيقة في حق الجنسين مشروعة وليس هناك خلاف إلا في المفاضلة , فإنه يعق عن الغلام شاتان , وعن الأنثى شاة واحدة , لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة )[14] وفي رواية أخرى ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعق عن الجارية شاة وعن الغلام شاتان )[15] ومعنى متكافئتان : أي متساويتان في السن , والنوع , والجنس , والسمن .
3- هناك أحكام عامة يجب مراعاتها في العقيقة وهي : يجري في العقيقة ما يجري في الأضحية من الأحكام , من بلوغ السن , والسلامة من العيوب , والصدقة والإهداء , والأكل منها ويستثني من حكم الأضحية الاشتراك في الإبل , البقر , فلا يصح في العقيقة امتثالا لأمره صلى الله عليه وسلم رغبة في حصول المقصود من إراقة الدم عن الولد , فإذا عق ببقرة أو بدنة فلا بد أن تكون العقيقة بأحدهما كاملة عن مولود واحد .
كما أن من الأمور التي يجب مراعاتها في عقيقة المولود , ألا يكسر من عظام الذبيحة شي , سواء حين توزيعها , أو عند الأكل , لما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه , وعن عائشة أيضاً , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين : ( أن يبعثوا إلى القابلة برجل , وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها عظماً [16] وكان يقول : تقطع جدولا ولا يكسر لها عظم )[17] والجدول الأعضاء .
رابعاً : واجبات الأبوين نحو مواليدهم
1- يجب تربيتهم تربية إسلامية , لأن الله تعالى فطرهم على الإسلام كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )[18]
2- يؤمر بالعبادات وهو في سن السابعة . كما ورد في الحديث .
3- يجب تعريفه أحكام الحلال والحرام عند بلوغه سن التكليف .
4- يجب تربيته على حب الله وحب رسوله وتلاوة القران والعمل بالسنة المطهرة .
5- تعليمه التوحيد , والسيرة النبوية , وغرس التقوى والعبودية ومراقبة الله في قلبه , والرحمة والأخوة والإيثار والعفو (...) .
6- يجب تحذيره من الكذب والسرقة والخصام والسباب والميوعة (...) .
7- يجب نهيه عن التقليد لللآخرين , فيما يخالف تعاليم الإسلام وعن الإسراف (...) والتشبه بالنساء والاختلاط المحرم والنظر إلى محارم الناس
8- يجب نهي البنت عن السفور والاختلاط بغير محارمها والتشبه بالرجال , كما يجب تعليمها العفاف والاحتشام وما يجب عليها أن تعمله فيما يرضي الله .
9- يجب الابتعاد عن جليس السوء , فإنه هو المؤثر الأول في حياة الطفل .
10- أمرهم بمراعاة حقوق الأبوين , والأرحام , والجيران , والمعلم والرفيق , والكبير والصغير .
خامساً : أسباب انحراف الأطفال :
1- حالات الطلاق وما يصحبها من شتات وضياع وغل وترك للأطفال , وعدم متابعتهم وسؤالهم عما ينقصهم . وتفقد أحوالهم ونفسياتهم وتلبية احتياجاتهم .
2- الفراغ الذي يتحكم في حياتهم .
3- مخالطة أهل الفساد ورفاق السوء .
4- سوء تربية ومعاملة الأبوين .
5- تخلي الأبوين عن تربية أولادهم
6- مشاهدة أفلام الجريمة و( ما في حكمها ) .
. وهذه الأسباب الستة تؤدي بهم إلى الظواهر المتفشية مثل ظاهرة التدخين , وظاهرة تعاطي المخدرات , وظاهرة الزنا واللواط , وسيحاسب الأولياء على إهمال أولادهم ويسألون عنهم يوم القيامة أمام رب العالمين لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , الأمام راع ومسئول عن رعيته , والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته , والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها , والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته , فكلكم راع ومسئول عن رعيته ) رواه البخاري
كتبت هذه النصيحة لي (...) أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
-----------------
الهوامش
1- ورد في الإقامة حديثان الأول موضوع والثاني ضعيف – انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة .
2- أخرجه احمد وابو داود والترمذي وقال حسن صحيح
3- رواه احمد والطبراني في الكبير والبيهقي في سننه واسناده حسن
4- رواه مسلم
5- متفق عليه
6- رواه أبو داود واسناده حسن
7- اخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي واسناده ضعيف
(***)لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل )[8] رواه الأمام احمد وابن ماجة بإسناد صحيح . وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأم عطية : ( أشمي ولا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل )[9] قال الخيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراتي في الأوسط واسناده حسن
10- رواه أبو داود وإسناده صحيح
11- قال الخيثمي رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
12- رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح وغيرهما
13- موقوفاً عليهما وقد اخرج البيهقي والطبراني في الأوسط عن بريدة بن الحصيب يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم إلا إنه ضعيف
14- رواه احمد والترمذي وقال حسن صحيح
15- عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امرهم عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
16- أخرجه أبو داود في المراسيل
17- أخرجه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وأعله الألباني
18- رواه البخاري ومسلم
****************
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ". أخرجه ابن ماجه (1/88 ، رقم 242) ، قال المنذري (1/55) : إسناده حسن . وأخرجه أيضًا : ابن خزيمة (4/121 ، رقم 2490) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (3/247 ، رقم 3448) . وحسنه الألباني في "التعليق الرغيب" ( 1 / 57 - 58 ) ، والأحكام ( 176 - 177 ) ، والإرواء ( 6 / 29 ) ، والروض النضير ( 1013 ).
**************************************** ******************************
أحـاديث فقهية في (الطهارة) http://hadeethalyoum.blogspot.com/
(1) حُكمُ مَن يَنَامُ جُنُبَاً
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضي اللهُ عَنهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضي اللهُ عَنهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ ؟"قَالَ:" نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ وَهُوَ جُنُبٌ"
رواه البخاري 278 ومسلم 462
"تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"
المعنى الإجمالي:
كان الحدث من الجنابة عندهم كبيراً، لذا أشكل عليهم هل يجوز النوم بعده أو لا؟.
فسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم : إن أصابت أحدهم الجنابة من أول الليل، فهل يرقد وهو جنب؟
فأذن لهم صلى الله عليه وسلم بذلك، على أن يخفف هذا الحدث الأكبر بالوضوء الشرعي ، وحينئذ لا بأس من النوم مع الجنابة.
ما يؤخذ من الحديث:
1- جواز نوم الجنب قبل الغسل إذا توضأ.
2- أن الكمال أن لا ينام الجنب حتى يغتسل، لأن الاكتفاء بالوضوء رخصة.
3- مشروعيهَ الوضوء قبل النوم للجنب، إذ لم يغتسل.
4- كراهة نوم الجنب بلا غسل ولا وضوء.
ا.هـ كلامه (1/46)
(2) ( َاهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ)
عَن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عَنه قَالَ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ
فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"دَعُوهُ وَاهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ"
رواه البخاري 213 واللفظ له مسلم 428 والحديث مروي عن أنس وله ألفاظ متنوعة
"تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"
" ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ " بفتح الذال ، الدلو الملأى ماءً ولا يسمى ذنوبا إلا إذا كان فيها ماء.
المعنى الإجمالي:
من عادة الأعراب، الجفاء والجهل، لبعدهم عن تعلم ما أنزل الله على رسوله. فبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في المسجد النبوي، إذ جاء أعرابي وبال في أحد جوانب المسجد، ظناً منه أنه كالفلاة، فعظم فعله على الصحابة لعظم حرمة المساجد، فنهروه أثناء بوله.
ولكن صاحب الخلق الكريم، الذي بعث بالتبشير والتيسير، ولما يعلمه من حال الأعراب، نهاهم عن زجره،
1. لئلا يُلوث بقعاً كثيرة من المسجد،
2. ولئلا يصيبه الضرر بقطع بوله عليه.
3. وليكون أدعى لقبول النصيحة والتعليم حينما يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم،
وأمرهم أن يطهروا مكان بوله، بصب دلو من ماء عليه.
ما يؤخذ من الحديث:
1- أن البول على الأرض يطهر بغمره بالماء، ولا يشترط نقل التراب من المكان بعد ذلك ولا قبله.
2- احترام المساجد وتطهيرها.
3- سماحة خلق النبي صلى الله عليه وسلم . فقد أرشد الأعرابي برفق ولين بعد ما بال مما جعله يقول: "اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحداً " كما جاء في صحيح البخاري.
4- بُعْدُ نظره صلى الله عليه وسلم ومعرفته لطبائع الناس.
5- عند تزاحم المفاسد، يرتكب أخفها، فقد تركه يكمل بوله، لأجل ما يترتب من الأضرار بقطعه عليه.
6- إن البعد عن الناس والمدن، يسبب الجفاء والجهل.
7- الرفق بتعليم الجاهل.
(3) (البول في الـمـُستحَمّ)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ."
رواه أهل السنن الأربعة : أبوداود 25 والنسائي 36 وابن ماجة 300 والترمذي 21 رواه أحمد 19654
صححه الحاكم وابن حبان تحقيق المسند : صحيح لغيره وصححه الألباني
(عون المعبود شرح سنن أبي داود)
قال الحافظ ولي الدين العراقي : حمل جماعة من العلماء هذا الحديث على ما إذا كان المغتسل لينا وليس فيه منفذ بحيث إذا نزل فيه البول شربته الأرض واستقر فيها فإن كان صلبا ببلاط ونحوه بحيث يجري عليه البول ولا يستقر أو كان فيه منفذ كالبالوعة ونحوها فلا نهي .
وقال النووي في شرحه : إنما نهى عن الاغتسال فيه إذا كان صلبا يخاف منه إصابة رشاشه ، فإن كان لا يخاف ذلك بأن يكون له منفذ أو غير ذلك فلا كراهة .
قال الشيخ ولي الدين : وهو عكس ما ذكره الجماعة فإنهم حملوا النهي على الأرض اللينة وحمله هو على الصلبة ، وقد لمح هو معنى آخر وهو أنه في الصلبة يخشى عود الرشاش بخلاف الرخوة ، وهم نظروا إلى أنه في الرخوة يستقر موضعه وفي الصلبة يجري ولا يستقر ، فإذا صب عليه الماء ذهب أثره بالكلية .
قلت : الأولى أن لا يقيد المغتسل بلين ولا صلب فإن الوسواس ينشأ منهما جميعا ، فلا يجوز البول في المغتسل مطلقا
ا.هـ كلام المباركفوري1/33-25
(4) (الوضوء بماء البحر)
عَن أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :"يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنْ الْمَاءِ فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ."
رواه أهل السنن الأربعة : أبوداود 76 والنسائي 59 وابن ماجة 380 والترمذي 64 رواه أحمد 8380
صححه الحاكم وابن حبان وابن خزيمة تحقيق المسند : صحيح ...وصححه الألباني
(عون المعبود شرح سنن أبي داود)
والحديث فيه مسائل
الأولى : أن ماء البحر طاهر ومطهر ، الثانية : أن جميع حيوانات البحر أي ما لا يعيش إلا بالبحر حلال ، وبه قال مالك والشافعي وأحمد ، قالوا ميتات البحر حلال
الثالثة : أن المفتي إذا سئل عن شيء وعلم أن للسائل حاجة إلى ذكر ما يتصل بمسألته استحب تعليمه إياه لأن الزيادة في الجواب بقوله الحل ميتته لتتميم الفائدة وهي زيادة تنفع لأهل الصيد وكأن السائل منهم ، وهذا من محاسن الفتوى .
قال الحافظ ابن الملقن : إنه حديث عظيم أصل من أصول الطهارة مشتمل على أحكام كثيرة وقواعد مهمة .
قال الشافعي :"هذا الحديث نصف علم الطهارة" .
ا.هـ كلام المباركفوري1/104-76
(5) (الاقتصاد في ماء الطهارة)
قَالَ أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا."
رواه أهل السنن الأربعة : أبوداود 292 والنسائي 1364 واين ماجة 1077 والترمذي 456
صححه الحاكم وابن حبان وابن خزيمة .تحقيق المسند : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن صحابيه لم يخرج له إلا أصحاب السنن وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 690
(عون المعبود شرح سنن أبي داود)
غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ : قال الإمام الخطابي : اختلف الناس في معناهما:
1. فمنهم من ذهب إلى أنه يراد به التوكيد ، ألا تراه يقول في هذا الحديث : ومشى ولم يركب ومعناهما واحد ، وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد .
2. وقال بعضهم : غسل معناه غسل الرأس خاصة وذلك لأن العرب لهم لِمَم وشعور وفي غسلها مؤنة فأفرد ذكر غسل الرأس من أجل ذلك ، وإلى هذا ذهب مكحول .
3. وذهب بعضهم أن قوله غسل أي معناه أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة ليكون أملك لنفسه وأحفظ لبصره في طريقه.
( ثم بكَّر ): أي راح في أول وقت.
( وابتكر ): أي أدرك أول الخطبة ، وقيل كرره للتأكيد .
( ولم يلغ ) : استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها.
ا.هـ بتصرف يسير
عَنْ أَبي جَعْفَرٍ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ وَأَبُوهُ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنْ الْغُسْلِ فَقَالَ :"يَكْفِيكَ صَاعٌ" فَقَالَ رَجُلٌ "مَا يَكْفِينِي" فَقَالَ جَابِرٌ:"كَانَ يَكْفِي مَنْ هُوَ أَوْفَى مِنْكَ شَعَرًا وَخَيْرٌ مِنْكَ"رواه البخاري 244
"تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"
المعنى الإجمالي
كان أبو جعفر وأبوه عند الصحابي الجليل جابر بن عبد الله وعنده قوم، فسأل القوم جابرا عما يكفى من الماء في غُسل الجنابة فقال: يكفيك صاع.
وكان الحسن بن محمد بن الحنفية مع القوم عند جابر، فقال: إن هذا القدر لا يكفيني للغسل من الجنابة.
فقال جابر: كان يكفى من هو أوفر وأكثف منك شعراً، وخير منك، فيكون أحرص منك على طهارته ودينه- يعنى النبي صلى الله عليه وسلم.
ما يؤخذ من الحديث:
1- وجوب الغسل من الجنابة، وذلك بإفاضة الماء على العضو، وسيلانه عليه. فمتى حصل ذلك تأدى الواجب.
2- قال في بداية المجتهد: لا يستدل به على لزوم الدلك ولا على عدمه.
3- أن الصاع الذي هو أربعة أمداد**، يكفى للغسل من الجنابة. قال ابن دقيق العيد: وليس ذلك على سبيل التحديد ، فقد دلت الأحاديث على مقادير مختلفة، وذلك والله أعلم- لاختلاف الأوقات أو الحالات، كقلة الماء وكثرته، والسفر والحضر.
4- استحباب التخفيف في ماء الطهارة.
5- الإنكار على من يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم.ا.هـ
**الـمُدّ:ملء الكف من الرجل المعتدل القامة
(6) (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي
كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ
وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي
وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ صَلَّى حَيْثُ كَانَ
وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ بَيْنَ يَدَيْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ
وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ"
رواه البخاري 419 و رواه مسلم 810
"تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"
ما يؤخذ من الحديث :
هذا حديث عظيم، وفيه فوائد جمة، ونقتصر على البارزة منها :
1- تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء، وتفضيل أمته على سائر الأمم .
2- تعديد نِعَم الله على العبد، وإن ذكرها- على وجه الشكر لله، وذكر آلائه- يُعَدُّ عبادة، شكرًا لله.
3- كونه صلى الله عليه وسلم نُصِرَ بالرعب، وأحلت له الغنائم، وبعث إلى الناس عامة، وأعطي الشفاعة، وجعلت الأرض له ولأمته مسجداً وطهوراً، كل هذا من خصائصه. وقد عدت خصائصه فكانت سبع عشرة خصلة، وهى عند الصنعاني إحدى وعشرون ومن تتبع الجامعين الصغير والكبير وجد زيادة على هذا العدد...
4- أن صحة الصلاة لا تختص ببقعة دون أخرى.
5- أن الأصل في الأرض الطهارة للصلاة والتيمم.
6- أن كل أرض صالحة ليتيمم منها.
7- سعة هذه الشريعة وعظمتها، لذا جعلت لتنظيم العالم كله في عباداته ومعاملاته، على اختلاف أمصاره، وتباعد أقطاره.
8- قوله : " أيما رجل " لا يراد به جنس الرجال وحده، وإنما يراد أمثاله من النساء أيضا، لأن النساء شقائق الرجال.
9- قال الصنعاني : إنما خص مسافة الشهر، دون مسافة أبعد منه، لأنه لم يكن بينه وبين من أظهر العداوة له أكثر من ذلك.
10- خص الله نبينا صلى الله عليه وسلم بالمقام المحمود، والشفاعة العظمى، يوم يتأخر عنها أولو العزم من الرسل في عرصات القيامة، فيقول: أنا لها، ويسجد تحت العرش ، ويمجد الله تعالى بما هو أهله، فيقال: اشفع تُشفع، وسل تعطَه.حينئذ يسأل الله الشفاعة للخلائق بالفصل بينهم في هذا المقام الطويل.فهذا هو المَقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون.
(7) (الطُّــهُــورُ شَـطْـرُ الْإِيـمَـانِ)
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا."رواه مسلم 328 واللفظ له والترمذي 3439 والنسائي 2394 وابن ماجة 276 وأحمد 21828
" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي "
(عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ)اسمه الحارث بن الحارث
(شَطْرُ الْإِيمَانِ) قال النووي . اختلف العلماء في معناه فقيل معناه أن الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان ، وقيل معناه أن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء إلا أن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان فصار لتوقفه على الإيمان في معنى الشطر ، وقيل المراد بالإيمان هنا الصلاة كما قال الله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر وليس يلزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا وهذا القول أقرب الأقوال ، ويحتمل أن يكون معناه أن الإيمان تصديق بالقلب وانقياد بالظاهر وهما شطران للإيمان والطهارة متضمنة الصلاة فهي انقياد في الظاهر انتهى
(وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ) معناه عظم أجرها وأنه يملأ الميزان وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الإيمان وثقل الموازين وخفتها
(مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) معناه أنه لو قدر ثوابهما جسما لملآ ما بين السماوات والأرض ، وسبب عظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله بقوله سبحان الله . والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله الحمد لله
(وَالصَّلَاةُ نُورٌ) معناه أنها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر . وتهدي إلى الصواب . كما أن النور يستضاء به ، وقيل معناه أنه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة ، وقد قال الله تعالى : {واستعينوا بالصبر والصلاة} وقيل معناه أنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا أيضا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل
(وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ) معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول تصدقت به ، ويجوز أن يوسم المتصدق بسيما يعرف بها فيكون برهانا له على حاله ولا يسأل عن مصرف ماله ، وقيل معناه الصدقة حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه
(وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ) معناه الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصيته والصبر أيضا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا ، والمراد أن الصبر المحمود لا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب . قال إبراهيم الخواص : الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة
(وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ) أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك
(كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)أي كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها أي يهلكها
(8) المسح على الخفين
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ رَضي اللهُ عَنهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ فَقَالَ :"دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ" فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا رواه البخاري 199 ومسلم 408
"تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"
غريب الحديث:
"فأهويت لأنزع" مددت يدي لإخراجهما من رجليه لغسلهما.
المعنى الإجمالي:
كان المغيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أسفاره. فلما شرع النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، وغسل وجهه ويديه، ومسح رأسه، أهوى المغيرة إلى خفي النبي صلى الله عليه وسلم لينزعهما لغسل الرجلين.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهما ولا تنزعهما، فإني أدخلت رجلي وأنا على طهارة، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم على خفيه بدل غسل رجليه.
وذهبت الأمة جمعاء إلى جواز المسح واعتقاده، محتجين بالسنة المتواترة.
والقراءة -على فرض الأخذ بها- تكون مجرورة للمجاورة، أو لتقييد المسح على الخفين .
وكان أصحاب عبد الله بن مسعود يعجبهم حديث جرير بن عبد الله في المسح على الخفين لأن إسلامه كان بعد نزول سورة المائدة فيكون في الآية رد على من لم ير المسح أخذا بقراءة الجر في "وأرجلكم"
وقال ابن دقيق العيد كلاما مؤداه أن المسح على الخفين اشتهر جوازه حتى صار شعار أهل السنة. وإنكاره شعار أهل البدعة.
ما يؤخذ من الحديث:
1- مشروعية المسح على الخفين عند الوضوء، والمسح يكون مرة واحدة باليد ويكون على أعلى الخف دون أسفله كما جاء في الآثار.
2- اشتراط الطهارة للمسح على الخفين. وذلك بأن تكون الرجلان على طهارة (شرعية وضوء أو غسل) قبل دخولهما في الخف.
3- استحباب خدمة العلماء والفضلاء.
ا.هـ كلامه (1/33)
(9) (الجنب إن لم يجد الماء: يـتـيـمّم)
عَن عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ فِي الْقَوْمِ فَقَالَ:" يَا فُلَانُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ فِي الْقَوْمِ" فَقَالَ:" يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلَا مَاءَ"
قَالَ :"عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ" رواه البخاري 335
"تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"
غريب الحديث:
1- "معتزلا" : منفرداً عن القوم، متنحيا عنهم، وهو خلاد بن رافع رضى الله عنه، وكان ممن شهد بدراً.
2- "الصعيد" : وجه الأرض وما علا منها.
المعنى الإجمالي :
صلّى النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة صلاة الصبح، فلما فرغ من صلاته رأى رجلا لم يصل معهم. فكان من كمال لطف النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن دعوته إلى الله، أنه لم يعنفْهُ على تخلفِه عن الجماعة، حتى يعلم السبب في ذلك.فقال: يافلان، ما منعك أن تصلى مع القوم؟.
فشرح عذره- في ظنه- للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد أصابته جنابة ولا ماء عنده، فأخر الصلاة حتى يجد الماء ويتطهر.
فقال صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قد جعل لك- من لطفه- ما يقوم مقام الماء في التطهر، وهو الصعيد، فعليك به، فإنه يكفيك عن الماء.
ما يؤخذ من الحديث:
1- التيمم ينوب مناب الغسل في التطهير من الجنابة.
2- أن التيمم لا يكون إلا لعادم الماء أو المتضرر باستعماله وقد بسط الرجل عذره وهو عدم الماء، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
3- لا ينبغي لمن رأى مقصرا في عمل، أن يبادره بالتعنيف أو اللوم، حتى يستوضح عن السبب في ذلك، فلعل له عذراً، وأنت تلوم.
4- جواز الاجتهاد في مسائل العلم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ظن الصحابي أن من أصابته الجنابة لا يصلى حتى يجد الماء، وانصرف ذهنه إلى أن آية التيمم خاصة بالحدث الأصغر.
http://hadeethalyoum.blogspot.com/
وصف الجنة (جعلنا الله من أهلها) و النار (أعاذنا الله منها) http://hadeethalyoum.blogspot.com/
(1)
(دَرَجَــاتُ الجَنَّةُ)
عَنْ عَائِشَةَ _رضي الله عنه_قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ"
رواه أبوداود 4165 وأحمد 24361 وصححه الألباني في صحيح أبي داود
وفي راوية لأحمد 23219 " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرجَاتِ قَائِمِ الليلِ صَائِمِ النَّهَار" السلسلة الصحيحة 795
وفي راوية تمام في " الفوائد " : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ السَّاهِرِ بِاللَّيلِ الظَّامِىء بِالهَوَاجِرِ" السلسلة الصحيحة 794
(3)
(رَيح الجَنَّة العَاطِر)
عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ"
رواه أبوداود 1899 والترمذي 1108 وابن ماجة 2045 وأحمد 21404 وصححه الألباني .قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين
((عون المعبود شرح سنن أبي داود))
( في غير ما بأس ): وفي رواية (من غير ما بأس) أي لغير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة
( فحرام عليها رائحة الجنة ): أي ممنوع عنها وذلك على نهج الوعيد والمبالغة في التهديد أو وقوع ذلك متعلق بوقت دون وقت ، أي لا تجد رائحة الجنة أول ما وجدها المحسنون ، أو لا تجد أصلا ، وهذا من المبالغة في التهديد . ونظير ذلك كثير
(4) (البناء الداخلي للجنة)
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (الزمر 20)
(1) عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ فِي الجَنّةِ مراغاً مِن مِسك ، مِثلَ مرَاغ دَوابِكُم فِي الدُّنـيَا »
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجالهما ثقات.
قال المنذري: إسناده جيد
الموضع الذي يتمرغ فيه هو الدواب سمي مراغاً من الرياغ وهو الغبار......تهذيب اللغة 3/98
(2) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا"
فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ:" لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟"
قَالَ:"لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ"
رواه الترمذي 1907واللفظ له وأحمد 6326 والحاكم في المستدرك 248 والطبراني في الكبير 3389 وابن حبان 510 وصححه الألباني لغيره في الترغيب618
" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي "
(تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا) :لكونها شفافة لا تحجب ما وراءها . وفي رواية: "يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها"
(لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ) وفي رواية: "ألان الكلام" والمعنى لمن له خلق حسن مع الأنام قال تعالى : { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } فيكون من عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا . الموصوفين بقوله : { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا } .
(وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ) للعيال والفقراء والأضياف ونحو ذلك
(وَأَدَامَ الصِّيَامَ)أي أكثر منه بعد الفريضة بحيث تابع بعضها بعضا
(وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) أي غالبهم نيام ..لأنه عبادة لا رياء يشوب عمله ولا شهود غير الله ، إشارة إلى قوله تعالى : { والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما } http://hadeethalyoum.blogspot.com/
(من روائع النُّصح النَّبوِي )
(1) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: أنَّ فَتىً مِن قُرَيش أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَقَالَ:"يَا رَسُولَ اللهِ إئذَن لِي فِي الزّنا." فَأقبَل القَومُ عَليه وَزَجَرُوه وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ.
فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْنُهْ"، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا فَجَلَسَ.
فَقَال: " أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ ؟ " قََالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَقََالَ: ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ
قََالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ ؟ " قََالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَقََالَ: ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ
قََالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ ؟ " قََالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَقََالَ: ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ
قََالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ؟ " قََالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَقََالَ: ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ
قََالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ؟ "قََالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَقََالَ: ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ
قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ "
قَالَ : فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ
ورواه أحمد 21185 والطبراني في الكبير 7577 والبيهقي في شعب الإيمان 5181
قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رجاله رجال الصحيح
قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء: رواه أحمد بإسناد جيد رجاله رجال الصحيح .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 370: و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح
( معاني المفردات)
مَهْ: اسم فعل، ومعناه اكْفُفْ، لأنَّه زجرٌ.
من فوائد الحديث :
1- حلم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الفتى.
2-علم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمراض القلوب و شفائها .
3- الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة ومقابلة السيئة بالحسنة أساس الدعوة الى الاسلام.
4- معجزة نيوية في استجابة الدعاء و اللذي نقى سريرة الفتى و جعله يعرض عن الزنا.
5- غيرة الصحابة على الدين.
6- معرفة الصحابة بحسن خلق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلا لما تجرأ هذا الشاب لمثل هذا السؤال الغريب المناقض للفطرة ولكن صدق الله "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ" آل عمران159
7- الزجر ليس من وسائل الدعوة إلى الحق بل يضعف الحق ويوهيه... قال تعالى:" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (*) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ" الغاشية 21-22
8- أهمية أسلوب الإقناع العقلي لبعض ضعيفي الايمان ..أما أهل الإيمان الحق فلا يحتاجونه فإن وجد فنورٌ على نور ... قال تعالى:" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" الأحزاب 36
قال تعالى:" آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" البقرة 258
9- الخشية من أن يعاقبك الله على ذنوبك بالمثل –خاصة في الأعراض- وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله فيما ينسب له :
من يزني في قوم بألفي درهمٍ... في أهله يــُزنى بــرُبع الدّرهــم
إنّ الزنا دَينُ اذا استقرضته.... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
10- اللجوء الى الدعاء عند خشية الوقوع في الفاحشة كما قال يوسفصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ" يوسف 33
11- على المسلم تجنب الجهر بالمعصية وطلب الستر يؤخذ من زجر القوم للفتى وقولهم مه مه وقدقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ"رواه البخاري 5608
12- التودد إلى المدعو ليقبل منك كإهداء هدية أو ابتسامة حانية تؤخذ من تودد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفتى ورفقه به حيث أدناه وجلس بقربه
13- بركة يد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.... وهذه البركة خاصة به فقط وليست لأحد من الأمة بعده.
14- أسلوب التكرار يفيد في تقريب المعنى إلى الأذهان.... لأمك ....لابنتك.... لأختك ..... لعمتك ..... لخالتك
15- المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لأخيه ما يكرهه لنفسه وقدقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" رواه البخاري 12 ومسلم 64
16- المسلم يصون أعراض المسلمين ويذود عنها ويسعى دون وقوع الفاحشة _ بشتى أنواعها _ في مجتمعات المسلمين قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "النور 19 وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ"البروج 10
17- من نعم الله علينا أن ارتضى لنا هذا الدين وشرع لنا منه ما يصون أعراضنا، فكانت شرائعه موافقة للفطرة السليمة والعقول الرشيدة، شرائع ٌمن شأنها أن تؤسس مجتمعاً آمناً مطمئناً قال تعالى:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" المائدة 3
18- من عقيدة أهل السنة والجماعة أن أعمال الجوارح لا تنفصل عن الإيمان تؤخذ من دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفتى حين قال " وطهر قلبه" وقد علم أن الإيمان محله القلب
فكان ارتكاب الجوارح للمعصية –الزنا - يتنافى مع طهارة القلب وقد قال تعالى في صلاة المسلمين لقبلتهم الأولى بيت المقدس والذي هو عمل من أعمال الجوارح قال فيها " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ " سورة البقرة143
19- حب الفاحشة مرض في القلب وهو أخطر من مرض الجوارح أخطر من السرطان أو الإيدز..لأن عاقبة هذا المرض القلبي النار –نسأل الله أن يطهر قلوبنا وأن يعافينا في الدنيا والآخرة-
20- الميل إلى الشهوات يكون من الشباب أكثر لذلك حثهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الزواج أو الصيام لمن لم يستطع الزواج " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" رواه البخاري4678مسلم2485
عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ". أخرجه ابن أبى شيبة (1/477 ، رقم 5516) ، وأحمد (3/430 ، رقم 15587) ، وابن ماجه (1/344 ، رقم 1084) ، قال المنذري (1/281): فى إسنادهما عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ممن احتج به أحمد وغيره. وقال البوصيري (1/129): هذا إسناد حسن. وابن سعد (1/30) ، والطبراني (5/33 ، رقم 4511) ، وأبو نعيم فى الحلية (1/366) . وأخرجه أيضًا: البيهقي فى شعب الإيمان (3/90 ، رقم 2973) وحسنه الألباني (صحيح الترغيب ، 695).
(صَومُ الأَيـَامَ البـِيْـض)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "
رواه النسائي 2344 وصححه الألباني صحيح الجامع 4373 و رواه البزار عن ابن عباس قال المنذري: ورجاله رجال الصحيح قال الألباني : حسن صحيح (صحيح الترغيب والترهيب 1032)
عَنْ ابْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ وَقَالَ:" هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ"
رواه أبو داود 2093 والنسائي 2377 قال الألباني : صحيح لغيره(صحيح الترغيب والترهيب 1039)
وزاد ابن ماجه عَنْ أَبِي ذَرٍّ وقال الألباني : صحيح(صحيح الترغيب والترهيب 1038) فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } فَالْيَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ.
" "فيض القدير للمناوي"
وَحَرَ الصَّدْرِ :حقده أو غيظه أو نفاقه بحيث لا يبقى فيه رين أو العداوة أو أشد الغضب .. والصوم يذهب كل هذا بفضل الله
قال بعضهم : وإنما شرع الصوم كسرًا لشهوات النفوس وقطعا لأسباب الاسترقاق للشهوات فإنهم لو داموا على أغراضهم وشهواتهم لاستعبدتهم وقطعتهم عن الله
والصوم يورث الحرية من الرق للمشتبهات لأن المراد من الحرية أن يـَمْلِكَ ولا يُـمْلَك ا.هـ بتصرف
قال الله تعالى: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". (سورة أالأحزاب ، 35). قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (باختصار) : فقوله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} دليل على أن الإيمان غير الإسلام, وهو أخص منه لقوله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}. وقوله تعالى: {والقانتين والقانتات} القنوت هو الطاعة في سكون فالإسلام بعده مرتبة يرتقي إِليها وهو الإيمان, ثم القنوت ناشىء عنهما {والصادقين والصادقات} هذا في الأقوال, فإِن الصدق خصلة محمودة ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم لم تجرب عليهم كذبة لا في الجاهلية ولا في الإسلام, وهو علامة على الإيمان, كما أن الكذب أمارة على النفاق {والصابرين والصابرات} هذه سجية الأثبات, وهي الصبر على المصائب, والعلم بأن المقدر كائن لا محالة وتلقي ذلك بالصبر عند الصدمة الأولى, أي أصعبه في أول وهلة, ثم مابعده أسهل منه وهو صدق السجية وثباتها {والخاشعين والخاشعات} الخشوع: السكون والطمأنينة, والتؤدة والوقار, والتواضع, والحامل عليه الخوف من الله تعالى ومراقبته {والمتصدقين والمتصدقات} الصدقة هي الإحسان إِلى الناس المحاويج الضعفاء الذين لا كسب لهم ولا كاسب يعطون من فضول الأموال طاعة لله وإِحساناً إِلى خلقه. {والصائمين والصائمات} وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه «والصوم زكاة البدن» أي يزكيه ويطهره وينقيه من الأخلاط الرديئة طبعاً وشرعاً, كما قال سعيد بن جبير: من صام رمضان وثلاثة أيام من كل شهر دخل في قوله تعالى: {والصائمين والصائمات} {والحافظين فروجهم والحافظات} أي عن المحارم والمآثم إِلا عن المباح {أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً} خبر عن هؤلاء المذكورين كلهم أي أن الله تعالى قد أعد لهم أي هيأ لهم مغفرة منه لذنوبهم وأجراً عظيماً وهو الجنة.
قصة ُ (جُلَيـبـيـبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه) http://hadeethalyoum.blogspot.com/
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ (1) امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا، فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَعَمْ إِذًا "
قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: لَاهَا اللهُ إِذًا (2)، مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا جُلَيْبِيبًا وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ ؟
قَالَ: وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ . قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ،
فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ؟ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ، فَأَنْكِحُوهُ.
قَالَ: فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا، وَقَالَا: صَدَقْتِ .
فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاهُ . قَالَ: " فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ " .
فَزَوَّجَهَا، ثُمَّ فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ(3)، فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ،
قَالَ أَنَسٌ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ(4) ثَيِّبٍ (5) فِي الْمَدِينَةِ
ورواه أحمد 11944 وعبدالرزاق 10333 ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1245) ، والبزار (2741) ، وابن حبان (4059)
قال الهيثمي : رجال احمد رجال الصحيح
تحقيق المسند : إسناده صحيح على شرط الشيخين
(معاني المفردات)
1. جليبيب : كان من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وجهه دمامةٌ _قبح_ قتل شهيداً بعد أن قتل سبعةً وحمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ساعديه إلى قبره
قال ابن حجر: غير منسوب..أي لا يعرف نسبه
2. لَاهَا اللَّهِ : أَيْ لَيْسَ وَاَللَّهِ وَالْمَعْنَى لَا يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ
3. فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ: أي استنفروا للجهاد
4. أَنْفَقِ: أي كثيرة النفقة والخير والأموال
5. الثيّب : من مات زوجها أو طلقت منه
من فوائد الحديث:
1- حب النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه و قيامه على شؤونهم ما استطاع.(خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ)
2- أهمية السعي في تزويج الشباب لما لذلك من أثر في طهارة المجتمع. (خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ) اللهم مُنَّ على شبــاب وشابات المسلمين
3- تشجيع الشباب على الزواج وإزالة العقبات أمامهم وتذكيرهم بحديث النبي(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):" ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ" رواه الترمذي 1579 والنسائي 3166 وحسنه الألباني ويؤكد هذه الفائدة زيادة في أحد روايات الحديث كان رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: جليبيب، في وجهه دمامةٌ ، فعرض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التزويج، فقال: إذا تجدني كاسدًا. فقال: "غير أنك عند الله ليس بكاسدٍ" . وإسناده صحيح.
4- خطأ قول العامة "اسع بجنازة ولا تسع بجوازة" بل وبطلانه خاصة إن كان من ستسعى لزواجهما من أهل الصلاح.
5- جواز الوكالة في الخطبة.( خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ) ... (فَزَوَّجَهَا)
6- فطنة الصحابي جليبيب في توكيله لرسول الله صلى الله عليه و سلم في اختيار زوجة له.
7- جواز الاستعانة بأهل الصلاح للبحث عن المرأة الدّيـــّنة
8- متابعة النبي صلى الله عليه و سلم لأحوال صحابته.( خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ)
9- أولى الناس بزواج المرأة أبيها.( امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا)...(فَزَوَّجَهَا)
10- لا نكاح إلا بولي رواه الخمسة إلا النسائي وصححه أحمد وابن معين والألباني
11- أهمية المشورة خاصة في أمور الزواج لما لها من أثر مصيري خاصة للمرأة .قالت أسماء بنت أبي بكر " إنّ هذا النكاح رق، فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته"
12- مشاورة النساء في أمور النكاح (حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا) وليس ذلك على الوجوب لأنه لو أجاب الصحابي النبي صلى الله عليه و سلم لمضى الأمر دون مشورة الأم
13- تكريم الإســــلام للمرأة فهي الدرة المكنونة والأم الحنــُونة والزوجة المصونة ومستشارةٌ مأمونة (حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا)
14- مراعاة الصحابة لزوجاتهم و مشاورتهن في أمور الأسرة.( حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا)
15- إقرار الرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابة مشاورة نسائهن.(فَنَعَمْ إِذًا)
16- فضل الصحابية و حياءُها من أن تحضر عند أبويها أثناء كلامهما في شأن خطبتها.( وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ)
17- فضل الأنصار ونصرتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم و معاونتهم للمهاجرين على بساطة عيشهم و مساكنهم.( وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ)
18- شجاعة الصحابية و نصرتها للحق و ترجيحها للمصالح و المفاسد عندما كشفت لأبويها أنها كانت تسمعهما لما علمت انهما عزما على ردّ من خطبه الرسول لها.
19- فقه الصحابية على حداثة سنها و معرفتها ان طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها كل الخير و الهلاك في رد امره.( أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ؟)
20- فضل الصحابة و توقيرهم أمرسول الله و طاعتهم لله.( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) سورة الأحزاب:36
21- الرجوع إلى الحق ولو ظهر الحق على يد من هو أصغر سناً.(فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا، وَقَالَا: صَدَقْتِ)
22- قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إنّ الـمؤمن خلق مُفَتــَّناً تواباً نــَسَّاءً ؛ إِذَا ذُكــّر ذَكـــَـر" رواه الطبراني في الكبير 10518 وصححه الألباني فقد غفل الأب والأم عن الحق ثم لما ذكرتهم الجارية ذكروا وعادوا إلى رشدهم وقالا "صدقت"
23- إذا رأى الولد في أبيه أو أمه مخالفة ما ...فعليه أن يتخولهم بالموعظة الحسنة.
24- قول كلمة الحق وأن يجهر بها بالرفق واللين وذلك مِن فعل الجارية
25- إبداء الفتاة لرأيها إذا خطبت ليس فيه عيباً ولا هو يخدش الحياء بل هو أصلٌ لزواجها كما صحت السُنَّة..
26- كما أن السيئة تجر السيئة فإن الحسنة تهدي إلى الحسنة قال الله تعالى " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا" وقال تعالى " ويزيد الله الذين اهتدوا هدى"
فقد كانت المرأة لمن أنفق ثيب في المدينة، وهي التي قالت "أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه"
فعلى المرء أن يستكثر من فعل الصالحات عسى الله أن يختم له بخير
27- فضل الصحابي جليبيب و مسارعته للخروج للجهاد في سبيل الله.( فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ)
28- شجاعة الصحابي جليبيب في القتال لنصرة الاسلام و حبه للجهاد والشهادة. (فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ)
29- الخير كل الخير و الفلاح كل الفلاح في طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم مما عاد على الصحابية من اقتران اسمها بزوجة الشهيد و من مال جاءها بعد موت زوجها.( وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ)
30- من الحكم الكونية التى سطرها الله في كتابه.( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) سورة النور:26
31- الدمامة (القُبح) والنسب غير المعروف ليست عيباً في الزوج ما دام تقيا و دييناًقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي 1004 وحسنه الألباني
32- (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) سورة الحجرات..13
33- الإسراع في تزويج البكر من فطرة الاب.(فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ , فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ , فَزَوَّجَهَا)
34- فضل الصحابي انس رضي الله عنه انه لما روى الحديث لم يقف على الخطبة و الزواج فقط بل اراد ان يبين فضل و عاقبة طاعة الرسول في الدنيا و الاخرة.
35- إجابة الدعاء النبوي ففي بعض الروايات قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم):"اللهم صب عليها الخير صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا" ورواه أحمد 18948
36- عند النظر في النصوص يجب مراعاة "نوع التصرف النبوي ؛ لأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يتصرف بصفات عدَّة ؛ إذ هو الرسول ، وهو المفتي ، وهو الإمام ، وهو الحاكم ؛ ولكلِّ صفة منها خصائص استنباطية ؛ وعليه فلا بد من مراعاة معرفة نوع التصرف النبوي الذي يراد الاستنباط منه..." أسس السياسة الشرعية-د.سعد بن مطر العتيبي) و هذا من قول الصحابي :" أستأمر أمها"، فما صدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوصفه مُبَلِّغاً عن الله تعالى لا يجوز التردد فيه البتة أما ما كان من غير هذا الباب كخطبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أم سلمة، أو شفاعتة لمغيث في قصة بريرة و مغيث) فهو بحسبه.
37- إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الفضل والخير حيث حمل الرسول صلى الله عليه وسلم جليبيبا على ساعديه إلى قبره
38- بركة زواج جليبيب رضي الله عنه (الذي أسس على التقوى من أول يوم) حيث قتل هو شهيدا وكانت امرأته لمن أنفق ثيب في المدينة..فيحرص الشاب أن يكون زواجه على التقوى بالاختيار والبعد من المعاصي خاصةً في يوم العرس.
ولو تأملنا أكثر لاستخرجنا أكثر
(1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :"الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأنـــَّمَا وُتــِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ."
رواه البخاري 519 ومسلم 991
(فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر)
(كَأنـــَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ) كَأنـــَّمَا أُصِيبَ بـــِفَقدِ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )(2/325)
(2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ:" كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنْ الْأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ"
رواه الترمذي 2546 ,والسنة للخلال 1402 وصححه الألباني "صحيح الترغيب والترهيب 565"
************
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي لَنَا، قَالَ فَأَدْرَكْتُهُ فَقَالَ: "قُلْ" فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: "قُلْ" فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا قَالَ: "قُلْ" فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: "قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ". أخرجه ابن سعد (4/351) ، وعبد بن حميد (ص 178 ، رقم 494) ، وأبو داود (4/321 ، رقم 5082) ، والترمذي (5/567 ، رقم 3575) ، وقال : حسن صحيح غريب . والضياء (9/287 ، رقم 249) وصححه الألباني (المشكاة، رقم: 2163) . قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": "وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ" أَيْ { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } { وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } " تَكْفِيك" أَيْ السُّوَرُ الثَّلَاثُ "مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" قَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ تَدْفَعُ عَنْك كُلَّ سُوءٍ، أَيْ تَدْفَعُ عَنْك مِنْ أَوَّلِ مَرَاتِبِ السُّوءِ إِلَى آخِرِهَا. http://hadeethalyoum.blogspot.com/
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "طَهِّرُوا هَذِهِ الأَجْسَادَ طَهَّرَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ يَبِيتُ طَاهِرًا إِلا بَاتَ مَلَكٌ فِي شِعَارِهِ لا يَنْقَلِب سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ إِلا قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا". أخرجه الطبرانى فى الأوسط (5/204 ، رقم 5087) قال الهيثمي (10/128) : إسناده حسن. وقال المنذرى (1/231) إسناده جيد. وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (3936).
عَنْ جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ .قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :"بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".راوه البخاري3204
)معاني المفردات(
فَجَزِعَ : أي فلم يصبر عن ألم الجرح.
فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ: قطع بها يده.
رَقَأَ الدَّمُ: انقطع الدم.
بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ: كناية عن استعجال الموت.
)تفاصيل الموقف(
إذا استؤمن رجلٌ على أمانة ، وأُمر بأن يحافظ عليها ، ويتعاهدها بالرّعاية والعناية ، ثم رأيناه يبادر إلى إتلافها وإفسادها ، لكان جديراً بأن يُقال فيه : إنه مضيّعٌ لتلك الأمانة ، ومستوجبٌ للعقوبة ، ومستحقٌّ للوم والتوبيخ ، والذمّ والتقريع .
إذا كان هذا هو الحال في الواقع ، فينبغي أن نعلم أن حياة الإنسان وروحه وديعة إلهيّة ، ومنحة ربّانيّة ، لا يحقّ لصاحبها أن يضيّعها أو يفرّط فيها ، ولا يجوز له مهما كانت الأسباب والدوافع أن يزهقها ويتخلّص منها .
ولحرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على معالجة هذه الظاهرة السلوكيّة المنحرفة ، لم يدخر جهداً في التحذير منها ، ولم يترك فرصة في التوعية بخطر الإقدام على مثل هذه التصرّفات الطائشة وغير المسؤولة ، وما الحديث الذي بين يدينا إلا بيان لخطر هذه الجريمة وحرمتها.
ويدور الحديث حول رجلٍ ممن كان قبلنا ، استعجل الموت والخلاص ، عندما وهنت قواه عن تحمّل ألمٍ أصابه .
ولعلّ الرّجل أُصيب في معركة ما ، أو جُرح في أحد أسفاره ، ونحن لا نعلم ذلك على وجه التحديد ، والمهمّ أنّه لم يُطق صبراً على نزف آلامه ، حتى ضعفت نفسه فسوّلت له أن يقطع يده بسكّين ، لينهي حياته .
تصرّفٌ يسير ظنّ فيه راحته من عناءٍ مؤقّت ، ولم يدرِ أنه بداية لسلسلة طويلة من العذاب الحقيقي ، بدءاً بحياة البرزخ ، وما فيها من أهوال وشدائد ، ومروراً بعرصات يوم القيامة ، مكلّلا بذلّ المعصية ، وانتهاء بدار العذاب والقرار ، وقد قال الله عنه : (بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) .
(إضاءات حول الموقف)
يعدّ الانتحار كبيرة في نظر الشرع ، وجريمة في حقّ النفس ، لكونه تضييعاً للفرصة في اغتنام الحياة ، والاستزادة من الصالحات ، والفوز بالعتق من النار ، لذلك اشتدّ الوعيد الإلهي على من يُقدم على مثل هذا الفعل في آيات كثيرة وأحاديث مشتهرة ، يأتي في مقدّمها قول الله تعالى : { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } ( النساء : 29-30 ) ، وقوله تعالى : { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } ( البقرة : 195 ) ، كما أنّ حرمة قتل النفس تدخل دخولاً أوّليّاً في النهي المذكور في قوله تعالى : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } ( الأنعام : 151 ) .
وجاءت السنّة لتبيّن عظم هذه الجريمة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) رواه مسلم 158.
ومما يتّصل بفقه هذه الجريمة ، أن لولي الأمر وصفوة العلماء الامتناع عن الصلاة على من قتل نفسه ؛ تحذيراً للناس أن يحذوا حذوه ويقتدوا بفعله ، كما دلّ على ذلك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُخبر أن رجلاً قتل نفسه ، فقال : (إِذًا لَا أُصَلِّيَ عَلَيْهِ) رواه أبو داود 2770 وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وإذا كان بعض ضعاف النفوس قد يقدمون على هذا الفعل الشنيع هروباً من الواقع ، وما يواجهونه من ضغوطٍ نفسيّة ، وصعوباتٍ اجتماعيّة ، أو غير ذلك من أسباب ، فإنّ المؤمن الحقّ يلجأ إلى ربّه في الشدائد ، ويدعوه في الملمّات ، ويواجه المصاعب بثبات ، ويتوكّل عليه في أمره كلّه ، لأنّه يعلم أنه يلجأ إلى الركن الركين ، والحصن الحصين ، وهو يعلم علم اليقين أنه سبحانه هو الذي : { يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } ( النمل : 62 ) ، فحاله بين الشكر والصبر ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم 5318.
(تنبيه مهم)
ومما يجدر التنبيه عليه أن الوعيد الوارد في حقّ قاتل نفسه ، من التخليد في النار ، لا يعني الحكم بكفره ، بل هو مسلم عاصٍ ، وأمره إلى الله تعالى ، إن شاء تجاوز عن سيّء فعله ، وإن شاء عاقبه وعذّبه ، وبيان ذلك في قوله عزّ وجل : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } ( النساء : 48 ) ، وقد جاء في السنّة صراحةً ما يدلّ على ذلك ، فقد أخبر الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ رضي الله عنه أن أحد الصحابة قطع يده فمات ، فرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ" غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فَقَالَ" مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ" قَالَ" قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ" فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ" رواه مسلم 167
ومن فقه هذه المسألة أيضاً ، أن نعلم معنى ( الخلود ) المذكور في حقّ المنتحر ، بأن المقصود منه - كما ذكر العلماء - ، طول المكث في جهنّم ، جمعاً بين الحديث وبين النصوص الأخرى التي تشير إلى خروج أصحاب التوحيد ، ممن كان يحمل في قلبه ذرّة من إيمان ، إلا من فعل ذلك على وجه الاستحلال ، فيكون كافراً باستحلاله ، لا بفعله .
وكذا ما ورد في قوله – صلى الله عليه وسلم - : (حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) ، فإنه خرج مخرج التغليظ والتخويف أي حرّمت عليه الجنّة من أول وهلة مع أول الداخلين . كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح".
(الصَّــبــرُ عَلَى البَلاءِ)
عن ابْن عَبَّاسٍ أنّ امرْأَةً سَّوْدَاء أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ :"إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي" قَالَ :"إِنْ شِئتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ" فَقَالَتْ:" أَصْبِرُ ولَكِنّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ" فَدَعَا لَهَا " ورواه البخاري 5220 ومسلم 4673
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا". أخرجه الطيالسي (ص 291 ، رقم 2186) ، وأحمد (3/59 ، رقم 11577) ، والبخاري (3/1044 ، رقم 2685) ، ومسلم (2/808 ، رقم 1153) ، والترمذي (4/166 ، رقم 1623) وقال : حسن صحيح . والنسائي (4/172 ، رقم 2245) . وأخرجه أيضًا : البيهقي (4/296 ، رقم 8235). قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري": قَوْلُهُ: (سَبْعِينَ خَرِيفًا) الْخَرِيف زَمَان مَعْلُوم مِنْ السَّنَةِ وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا اَلْعَام وَتَخْصِيص اَلْخَرِيفِ بِالذِّكْرِ دُونَ بَقِيَّةِ اَلْفُصُولِ - اَلصَّيْف وَالشِّتَاء وَالرَّبِيع - لِأَنَّ اَلْخَرِيفَ أَزْكَى اَلْفُصُول لِكَوْنِهِ يُجْنَى فِيهِ اَلثِّمَارُ. قَالَ اَلْقُرْطُبِيّ: وَرَدَ ذِكْرُ اَلسَّبْعِينَ لِإِرَادَة اَلتَّكْثِير كَثِيرا اِنْتَهَى. والمقصود بسبعين خريفا أي مسافة سفر لمدة سبعين سنة فكانوا يحسبون السفر بعدد أيام المسير.
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ فَمَا يَجِدُ أَحَدُنَا شَيْئًا يَتَصَدَّقُ بِهِ حَتَّى يَنْطَلِقَ إِلَى السُّوقِ فَيَحْمِلَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَجِيءَ بِالْمُدِّ فَيُعْطِيَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي لَأَعْرِفُ الْيَوْمَ رَجُلًا لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ مَا كَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ دِرْهَمٌ". أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 2529) ، وصححه الألباني (صحيح النسائي ، رقم 2528). قوله: "بِالْمُدِّ": أَيْ مِنْ أُجْرَة الْعَمَل.
تذكرة الختام
حكاية ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين.. عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج ، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت البيت الذي أخرج منه، فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا، فلم يجد له مأوى غير من يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينا. فوجد الباب مرتج فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام، وخرجت أمه، فلما رأته على تلك الحال لم تملك إلا أن رمت نفسها عليه، والتزمته تقبله وتبكي وتقول: يا ولدي ، أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي؟ ألم اقل لك لا تخالفني، ولاتحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك، وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت..
فـ تأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة.
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم " الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها"
وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه, فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به.
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها.
وقد جاء أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب
قال: يكتب عليه , قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه.
قال: فيعود فيذنب قال: يكتب عليه.
قال :ثم يستغفر ويتوب منه.قال : يغفر له ويتاب عليه.
قال : فيعود فيذنب.قال :يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا. أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
وقيل للحسن:
ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود, ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه, فلا تملوا من الاستغفار...
سبحان الله فهل نملك الا أن نستغفر الله عما أسرفنا في أمورنا؟!
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، اللهم إني أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ صالح يُقَرِّبُنِي إِلى حُبِّكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَمْلِكُهَا إِلاَّ أَنْتَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بإسمك الطاهر الطيب الأعظم المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سؤلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت، أَنْ تَغْفِرَ لِي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً.
آمين وصلي اللهم وسلم وبارك وأنعم على الهادي البشير ذي الوجه الأنور والجبين الأزهر الطاهر المطهر وعلى آله الأخيار وصحبه الأبرار ما تعاقب الليل والنهار برحمتك يا عزيز يا غفار.
اللهم يَا عَالِمَ الخَفِيَّاتِ، وَيَا رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ، يَا ذَا العَرْشِ، تُلقِي الرُّوحَ عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ، يَا غَافِرَ الذَّنْبِ، وَيَا قَابِلَ التَّوْبِ، شَدِيدَ العِقَابِ ذَا الطَّوْلِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ إِلَيْكَ المَصِيرُ، اللهم أَصْلِحْ أَحْوَالَنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَعَافِنَا مَا أَبْقَيْتَنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا خَوَّلْتَنَا، وَاحْفَظْ عَلَيْنَا مَا أَوْلَيْتَنَا، وَارْحَمْنَا إِذَا تَوَفَّيْتَنَا، وَآنِسْ وَحْشَتَنَا إِذَا أَرْمَسْتَنَا، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنَا إِذَا حَاسَبْتَنَا، وَلاَ تَسْلُبْنَا الإِيمَانَ وَقَدْ عَرَّفْتَنَا، اللهم ثَبِّتْ فِي الخَيرَاتِ وَطْأَتَنَا، وَنَفِّسْ بَعْدَ المَوْتِ كُرْبَتَنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَعْمَالِنَا وَأَعْمَارِنَا، وَأَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ. آمين يا رب العالمين
**************************************** ************************
طرقتُ باب الرجا والناس قد رقدوا وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا أملي في كل نائــبةٍ ويا من عليه لكشف الضر اعتمدُ
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها ما لي على حملها صبر ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل مبتهلاً إليك ياخير من مدت إليه يدُ
فلا تردنها ياربِ خائبةً فبحر جُودك يروي كل من يردُ ا.هـ