في عام ١٩٩٧ ومع بزوغ فجر جريدة الوحدات تحت قيادة ربانها المرحوم باذن الله شيخ الإعلام الرياضي العربي و الأردني الأستاذ سليم حمدان ،كانت الفرحة لا تسعها السماء لدى الشباب الوحداتي آنذاك وهو يجد فوهة أمل للتخلص من الحياز الاعلامي ضد نادي الوحدات بكافة نشاطاته ،ذلك النادي الذي وضعت لبناته بيد أبناء "مخيم عمّان الجديد"مخيم الوحدات ،فطالما كنا نجد في جريدة "الدستور" ملاذ نجاة لكنه غير كافي نظراً للضغوطات الكبيرة التي كانت تحيط بتلك الجريدة التي حاولت مجاراة الدعم الذي كان يقدم للصحف الأخرى وخصوصاً "الرأي" التي كانت بدورها خط دفاع أول وحامي لكل قرار يصاغ ضد الوحدات انذاك.
جاءت صحيفة الوحدات وهرعنا مسرعين نحوها لنشارك بفقرة صغيرة أو بنثر قلم كاد أن يجف حبره من طول حصاره ،وجاءت الأقلام وسط سيطرة خضراء على لعبتي كرة القدم و الطائرة فبعد أربع سنوات متتالية من الظفر ببطولات دوري الممتاز في تلك الفترة حتى تغتت بها حناجر الجماهير على مدرجات ستاد عمان "سنة رابعة يا وحدااات... عقبال الدكتوراة يا وحدااات" حينها فقط شعرنا كيف توضع نقاط الانتصار على حروف طالما بقيت حبيسة أقلام صفراء ،فالنادي الذي كان اجتماعيا و ثقاقياً قبل ان يكون رياضياً لم يخلق نكاية بأحد أو لخلق فجوة في كينونة الوطن بل ليكن جزءاً من هذا الأردن الغالي و الحبيب ولطالما مثل أبناءه وطننا الاردن خير تمثيل في كافة المحافل العربية و القارية و العالمية.
فيوم أمس سطرت جماهير الوحدات يوما حافلاً أعاد للمكان روحه و عبقه وذكرياته وألقه فبعد أن عاد النادي ليتسع محبيه القدامى و الجدد في جلسات أعادت لنا شيء من هويتنا التي كادت تندثر بين مستجات العصر وتشتت منصاته الاجتماعية عبر الشبكة العنكبوتية جاءت حملة "التبرع بالدم " التي ضافت بريقاً لامعاً في وجدان المجتمع خصوصاً بالمشاركة الجماهيرية الضخمة فيها من لاعبين واداريين وجماهير وابناء مجتمع محلي ثم اكتمل البدر في حضور جماهيري كبير اكتظت به مدرجات صالة الأمير حمزة وهم يقفون خلف فريقهم السلوي وهو يواجه أعرق فرق كرة السلة الاردنية نادي الأرثوذكسي لتنتصر الجماهير قبل الفريق الذي رد الدَّين كاملاً بانتصار صدحت به الحناجر " الله وحدات القدس عربية" كما صدحت الجماهير للوطن بأسراه كي تقول نحن منكم ولا ننساكم .
مبروك للنادي هذا اليوم بكل ما فيه من فرح و تكافل و تضامن ... مبروك للأسرة الرياضية هذا العطاء بوجود عملاق أخضر في القدم و السلة و الطائرة لعله يعود أيضاً في الملاكمة وتنس الطاولة والشطرنج وألعاب القوى ولكي نخرج من بوتقة مناكفات كرة القدم التي لا تسمن ولا تغني من جوع .