هناك من يقتلهم البرد! أو هي الحرب، أو التخاذل ..! لست في صدد لوم الحرب .. و لا لوم تخاذل الإنسانية خيمتنا ..
هناك من يقتلهم البرد! أو هي الحرب، أو التخاذل ..! لست في صدد لوم الحرب .. و لا لوم تخاذل الإنسانية خيمتنا .. - هناك من يقتلهم البرد! أو هي الحرب، أو التخاذل ..! لست في صدد لوم الحرب .. و لا لوم تخاذل الإنسانية خيمتنا .. - هناك من يقتلهم البرد! أو هي الحرب، أو التخاذل ..! لست في صدد لوم الحرب .. و لا لوم تخاذل الإنسانية خيمتنا .. - هناك من يقتلهم البرد! أو هي الحرب، أو التخاذل ..! لست في صدد لوم الحرب .. و لا لوم تخاذل الإنسانية خيمتنا .. - هناك من يقتلهم البرد! أو هي الحرب، أو التخاذل ..! لست في صدد لوم الحرب .. و لا لوم تخاذل الإنسانية خيمتنا ..
أتعرِف ذلك الشوق المؤلم لإحساسٍ كنت تشعره بشدة، و فجأة فقدته.. دون أن تستطيع تحديد السبب ..؟ فجأةً لم يعد المطر أحد أجمل هدايا السماء للأرض، لم أعد أتطلّع لاستنشاق قطراته و مدِّ أصابعي لتُصافِح السماء عبرتلك الهدية قبل أن يصافحها أحد ... فجأةً لم يعد يفرحني الثلج .. و لم يعد يستهويني بياضه في هذه الحقبة السوداء من تاريخنا ..
أحاول أن أشُدّ على الأمل في قلبي، أحاول استرجاع تلك السعادة التي كانت تبعث في نفسي رعشة مع ارتجافي حين البرد ..
لكنني أنظر حولي .. و لا أرى ما كنت أرى في المطر .. و الثلج بالرغم من بياضه لم يعد في عينيّ أبيضاً ..
أسندُ مؤخِّرة رأسي على عمود الخيمة بينما أجلس على طرف قماشها المبتلّ خوفاً من أن تطير أوتادها، فيطير..
حولي إخوتي، يفرك أصغرهم كفه الأيمن بالأيسر، بينما يحاول الآخر استجماع كل البخار الممكن في روحه علّ بعض دفءٍ يلامس كفّيه .. أمّي تهزّ أختي الرضيعة في حجرها .. و تضمها مؤمنةً أن في قلبها دفئاً كافٍ ..
يهتزّ سقف الخيمة من شدة الرياح .. يعلو صوت أمي "الله يستر .. الله يستر" ..
لطالما ارتبط الشتاء في مخيلتي بالكستناء، و السحلب .. و جدّي الذي يمارس عادة التدخين في الشتاء، فقط!.. و لكنني الآن عاجزٌ عن استذكار منظر الدخان الذي كنت أتابعه حين ينفثه جدي و يبتلعه البرد.. شيءٌ ما في قلبي يرقص، فيزيد دفئي حين أحاول أن أتذكّر .. و شيءٌ آخر لا أعرفه، لربما هو الحنين، يهبُّ ليزيد بردي برداً، حين أعجز عن التذكّر ..!
لم يعد الثلج جميلاً .. و لم يعد يبعث البرد في أطرافي رعشة الكتابة .. أتعرِف.. لم أكن أكتب إلا في الشتاء .. لم أُسلَب أداة الكتابة، قلمي هنا تحت وسادتي، و لكنّي سُلِبت رعشتها ..
هناك من يقتلهم البرد! أو هي الحرب، أو التخاذل ..! لست في صدد لوم الحرب .. و لا لوم تخاذل الإنسانية خيمتنا .. و لن ألوم السماء على هديّة لم يُحسن العالم استقبالها .. و لكن في نفسي لوم عليّ، أو ربما سؤال أتمنى لو أستطيع إجابته ..
لماذا لم يغدو الشتاء جميلاً، مع أن برده هو البرد ذاته ..؟ و لماذا لم أعد أرى في المطر ملهِماً، مع أن رائحته غدت أوضح..؟ و لماذا صار الثلج يبعث في صوت أمي كل أدعية الاستعانة، بعدما كان يزفّ بالحمد و الفرح مع أن بياضه هو البياض ذاته..؟
هل سلبتنا الخيمةُ أعيننا التي كنا نرى فيها الثلج سعادة ؟؟.. هل سلبنا اللجوء صوتاً كان يغني فيروز "تلج..تلج" مذ تبدأ السماء إسدال طرحتها البيضاء ..؟ هل تغيّرنا ..؟ و هل كان طبيعياً أن لا نرى العالم كما كنا نراه ..؟
لربما هو البرد الذي تغيّر، لم يكن موجعاً يوماً كما هو اليوم .. كيف تحوّل .. كيف تحوّلت..؟ من غيّرهُ و غيّرني ..؟
أتعرِف ذلك الشوق المؤلم لغدٍ يعود فيه الثلج مصدر سعادة ...؟ شوقٌ لعيني التي كانت ترى في البرد هديةً لشِعري .. شوقٌ لرائحة تبغ جدي و عبق المطر ..
أنا مصابٌ بداء الشوق هذا .
من اجمل ما قرات