ما المانع ؟؟؟
أن يصيب ( تصيب ) المسجد الأقصى تصدعات و تشققات و تكاد كل لبنة فيه تفارق أختها بعد عناق دام ألف سنة و أكثر ؟؟
فالأمة كلها متصدعة و متشققة، و كل شق يحاول الإبتعاد عن الشق الآخر أكثر، بدأت تلك الشقوق مصطنعة و باتت منبرنا و محرابنا، و بتنا نحامي عنها و ندافع، و نزيد من تحلقنا حول كل شرخ حتى إزدحمنا ( ازدحمنا ) حول الشقوق فصارت ظهورنا تضرب ظهورنا فوسعنا الشرخ لنزيد المساحة و نبعد الظهور عن الظهور.
ما المانع ؟؟؟
أن يسقط المسجد الأقصى بأيديهم و أن يحولوه لرماد يذر في عيون أشرف أشرافنا ؟؟؟
فكل أشرافنا الآن ورقيين ( ورقيون ) و نعل طفل سائر للصلاة في الأقصى ماراً في زقاق في القدس القديمة أشرف من أشرفهم بل و من أشرفنا. كبار هذا الطفل هم كبارنا و أمه أمنا و أخته أختنا، لا نجرأ ( نجرؤُ ) مجتمعين أن نرفع عيوننا بحضرته، سيطر علينا و ملكنا و مسح هيبتنا بهيبته، رجل غلب كل رجالنا و في الشدائد يمتطي صهوة الموت بحجر، يتعطر من غازهم المسيل كما نحن بالعطر نتعطر، قلوبنا بين يديه ماشية يسير بها حيث أراد أن يسير، نتعلق بطرف بنطاله كما يتعلق به تراب الوطن، نرتعد إن نظر بطرف عينه لنا و نرجوه أن يغفر لنا خيانتنا، فنحن مكبلين ( مكبلون ) في داخلنا و قيودنا الوهمية على أجسادنا رسمناها بحجة الغربة عن ديارنا، و حجة رزق عيالنا، فسحقاً لنا و ألف سحقاً ( سحقٍ ) لنا.
ما المانع ؟؟؟
أن ينهار المسجد الأقصى كله و ينقلوه حجراً بحجر ليصعد مكانه هيكلهم ؟؟؟
فجيوشنا منهارة و أخلاقنا منهارة و رجولتنا منهارة فلا ضير أن ينهار هو أيضاً، فكما حرقوه مرة أول مرة و مرت علينا مرور الكرام و لا زال بعدها في قبضتهم، سيحرقوه ( سيحرقونه ) مرة أخرى، و سييبتسمون لضعفنا و سيحرقوه ( وسيحرقونه ) مرة أخرى، و سيتجاوزون خطوطنا الحمراء البالية و سيهدموه ( وسيهدمونه ) هذه المرة، لعلمهم و يقينهم أننا بلهاء، و أن اللون الأبيض طغى على خطوطنا الحمراء، و ان الراية السوداء صارت بيضاء، و يصدقون رسولنا اكثر من بعضنا بأننا غثاء سيل رغم كثرتنا و لكن ضعفنا نخر عظمنا، و من وهن لوهن و قدمنا دنيانا على آخرتنا.
ما المانع ؟؟؟
أن يفعلوا ما يشاؤون و نحن ها هنا نتشدق بالوطنية و نلعنهم كلهم و نثور و نزبد و تحمر وجوهنا غضباً و نناجي شهداءنا و ننادي أبطالنا و نذكر أنفسنا بعظمة ديننا و ليس فينا من تحرك عن مقعده، فللأسف نحن و المقعد سواء، و زوابع الفناجين لم ترفرف يوماً لنا راية، و يبقى أهله وحدهم ضمانتنا بأننا أمة محمد و أنه الصادق في نفر من أمته ليوم القيامة
في بيت المقدس و أكناف بيت المقدس أناس يرخص عندهم الموت و تغلى عندهم الكرامة.
مع الاحترام الكبير لشخص أخي صفوان ، والتقدير العالي للصور التشبيهية ( البلاغية ) والتعبير عن واقعنا المرير بكل هذا الإحساس وتلك العاطفة في كثير من الجمل والتراكيب والتي لم تخلُ من الروعة ، أرجو أن يكون لسلامة اللغة ودقتها الدور الأكبر في إيصال النص للمتلقي ..
السلام عليكم
لست بناقد ولست ممن يجيد العربية وفنونها ولكن حقيقة كنت قد تابعت النظرة الأولى من تحت المجهر ولفت نظري ردود الاخوة مي هديب , سوا ربينا , جمال نشوان , والاخ ياسر في الحقيقة لفتم انتباهي للكثير من الامور البسيطة على مستوى الكتابة كنت قد أجهلها بارك الله فيكم جميعا حقيقة أفخر بتواجدي بينكم هنا وان كنت لست ممن يجيدون الكتابة و الكلمات الموزونة الجميلة صاحبة المعاني العظيمة
أولا أشكر للأخ الكاتب هذه المشاعر الدينية والوطنية تجاه مسجد المسلمين وقبلتهم الأولى، وهذا عمل مأجور عند الله سبحانه وتعالى، فالكلمة التي تخرج من القلب تعبر عن الحس الإيماني بقضايا المسلمين، وأنا شخصيا أحترم تلك المشاعر وأقدرها، وحسبي أنني أقف اليوم خجلا مما يصيب المسجد الأقصى من الهوان، غير قادر على الدفاع عنه، فحسبي الله ونعم الوكيل.
قال الجاحظ في كتاب الحيوان: "وذهب الشَّيخُ إلى استحسانِ المعنى،والمعاني مطروحةٌ في الطريق يعرفها العجميُّ والعربيُّ، والبدويُّ والقرَوي، والمدنيّ، وإنَّما الشأنُ في إقامةِ الوزن، وتخيُّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحَّة الطبع وجَودَة السَّبك"
فالمعاني مطروحة في الطريق وإنما يتفاوت الناس في وضعها في الألفاظ.
وقالوا: "اللغة وعاء الفكر أي أننا نفكر عن طريق اللغة، فهي التي تصنع أفكارنا وتشكلها، بل الفكر هو وليد اللغة، ثم إنه يسود عليها ليطوعها ويطورها فيخلق منها المعاني الجديدة والأفكار المبتكرة"
وأقول: ألا إن في النص " لغة ً" إذا صلُحتْ صلح النصُّ كله"
واللغة بوصلة الرؤية، فإن فقد الكاتب بوصلته، تاه النص وضاع في محيط اللامفهوم.
من عند هذه العبارات أبدأ مقاربتي للنص، وأرجو أن يتسع صدر الكاتب الحبيب لقسوة قلمي؛ لأنني أعتقد أن المجاملة على حساب النص، تفقد النص وصاحبة هيبة الأدب. فالنقد البناء لا يعتمد على تحسس نوايا الكاتب ومقاصده، وإنما هو في سبر أغوار النص، وتلمُّس مواطن الجمال فيه، واستشعار عظمة اللغة وهي تنزاح بالنص والقارئ معا إلى عوالم ملأى بالدرر والجواهر.
أعتقد أن لغة الكاتب لم تسعفه في وضع أساس لمعمار النص، فقد كان يعاني" الأمرين" في صياغة الجمل، وفي حبك الأفكار، وتشكيل الصور الفنية والتشبيهات التي غالبا ما كانت غير مكتملة النضج الفني.
لقد كان المعنى العام الذي أراده الكاتب واضحا- أما المعاني الفرعية فلا- والعاطفة صادقة، وهذا شيء لا يمكن إغفاله، فالعاطفة هي المحفز لكتابة هذا النص، وهي التي كانت ظاهرة وطاغية؛ ولكن ذلك كان على حساب اللغة التي عجزت عن الوفاء بالتزامها، لتصوغ تلك المشاعر صياغة لغوية متقنة مقنعة.
إن المشاعر تجاه المسجد الأقصى جياشة، ولعل الكاتب قد اتكأ عليها أشد الاتكاء لإيصال أفكاره؛ لكن ذلك كله كان لا بد أن تحتويه لغة سليمة، وعبارات متسقة. فالتقديم والتأخير، واستخدام الصور الفنية، والإطناب حينا، والإيجاز أحيانا أخرى، والتكرار، واستخدام مفردات وألفاظ في غير سياقها الصحيح أصاب النص بتصدع، يشعر فيه القارئ وهو ينتقل من سطر إلى آخر.
وعن الأخطاء اللغوية في النص، أرجو الانتباه لما يأتي:
الإبتعاد- إزدحمنا الصواب الابتعاد ازدحمنا
لرماد يذر في عيون الصواب يذري أو يذرو التراب
فكل أشرافنا الآن ورقيين الصواب ورقيون لأنها خبر المبتدأ مرفوع
ونعل طفل سائر للصلاة في الأقصى ماراً في زقاق في القدس القديمة
الصواب: مارٍ لأنها صفة: طفلٍ سائرٍ مارٍ، ولا تصلح أن تكون حالا منصوبة كما يُفهم من السياق.
مثال : عاد الطفلُ مارًا بالقدس وأزقتها - مارًا : حال منصوبة
فنحن مكبلين في داخلنا الصواب مكبلون لأنها خبر المبتدأ نحن
فسحقاً لنا و ألف سحقاً لنا الصواب وألف سحقٍ لأنها مضاف إليه.
سيحرقوه مرة أخرى،و سيحرقوه مرة أخرى الصواب سيحرقونه وسيحرقونه لأن الفعل يحرقون لم يسبق بحرف نصب أو حرف جزم
و سيهدموه هذه المرة - الصواب وسيهدمونه، لأن الفعل يهدمون لم يسبق بحرف نصب أو حرف جزم.
بأننا غثاء سيل رغم كثرتنا الصواب على الرغم من
تغلى عندهم الكرامة الصواب تغلو أي غالية
لا نجرأ- الصواب نجرُؤُ همزة على واو
وفي ما يتعلق بصياغة الجمل فأرجو قراءة الجمل الآتية وتأمل صياغتها.
1- بدأت تلك الشقوق مصطنعة و باتت منبرنا و محرابنا، و بتنا نحامي عنها و ندافع، و نزيد من تحلقنا حول كل شرخ حتى إزدحمنا حول
الشقوق
العبارة صياغتها ضعيفة جدا مع العلم ان الفكرة وصلت؛ لكنها وصلت مكرهة، وأرهقت عقلنا حتى فهمناها.
2- أن يسقط المسجد الأقصى بأيديهم و أن يحولوه لرماد يذر في عيون أشرف أشرافنا ؟؟؟
التناص مع المثل القائل" ذر الرماد في العيون" غير موفق ولا يناسب السياق والمضمون.
3- كبار هذا الطفل هم كبارنا و أمه أمنا و أخته أختنا
الإحالة على المفردات مرتبكة وغير مفهومة
4- ، سيطر علينا و ملكنا و مسح هيبتنا بهيبته
لم أفهم المعنى أبدا
5- قلوبنا بين يديه ماشية يسير بها حيث أراد أن يسير
ما دلالة ذلك، فهل المراد الاستخفاف بالقلوب، أم المراد إظهار السيطرة. لم أفهم.
6- فجيوشنا منهارة و أخلاقنا منهارة و رجولتنا منهارة فلا ضير أن ينهار هو أيضاً
تكرار غير موفق وكان من المفروض اختيار أوصاف أخرى، أو قول:
فجيوشنا وأخلاقنا ورجولتنا كلها منهارة.
7- فكما حرقوه مرة أول مرة و مرت علينا مرور الكرام و لا زال بعدها في قبضتهم، سيحرقوه مرة أخرى
صياغة ركيكة جدا، أوصلت المعنى ولكن على حساب اللفظ والصياغة
8- وسيتجاوزون خطوطنا الحمراء البالية
النعت غير مناسب للمنعوت، لأن البالية هي الثياب
و لكن ضعفنا نخر عظمنا، و من وهن لوهن و قدمنا دنيانا على آخرتنا
ثلاث جمل بحاجة إلى صياغة صحية وألفاظ تربط بعضها ببعض ليتم المعنى وتصلح الصياغة
9- و زوابع الفناجين لم ترفرف يوماً لنا راية، و يبقى أهله وحدهم ضمانتنا بأننا أمة محمد و أنه الصادق في نفر من أمته ليوم القيامة
صياغة ضعيفة جدا، والصورة الفنية " زوابع الفناجين...... مرتبكة وغير مفهومة أيضا.
أما الصور الفنية المكتملة النضج والبناء فهي:
فالأمة متصدعة و متشققة
يمتطي صهوة الموت وفي يده حجر
يتعطر من غازهم المسيل كما نحن بالعطر نتعطر
السلام عليكم
لست بناقد ولست ممن يجيد العربية وفنونها ولكن حقيقة كنت قد تابعت النظرة الأولى من تحت المجهر ولفت نظري ردود الاخوة مي هديب , سوا ربينا , جمال نشوان , والاخ ياسر في الحقيقة لفتم انتباهي للكثير من الامور البسيطة على مستوى الكتابة كنت قد أجهلها بارك الله فيكم جميعا حقيقة أفخر بتواجدي بينكم هنا وان كنت لست ممن يجيدون الكتابة و الكلمات الموزونة الجميلة صاحبة المعاني العظيمة
يا رجل أنت الخير والبركة " بيكفي إنو واسطتك"
مراقبة المنتدى الأدبي
مي هديب ..ياسر ذيب ..سورا ربينا ..غريب الدار
كل الشكر للمعلومات القيمه
بانتظار الأخ هيثم أحمد ...طبعاً الأخ هيثم في سفر ولكن سيدخل للمشاركة إن شاء الله حال وصوله
أبدعتم جميعاً ما شاء الله
لن أزيد على ما تقدم به الإخوة والأخوات ، فقد أوفوا النقد حقه وزادوا ، وأنا بلا شك تعلمت منهم ما قد يعينني مستقبلا - بعون الله - على انتشال نص من الغرق .
كنت قد تحدثت عن العاطفة الجارفة التي كان يعيشها الأخ صفوان في نصه " وهذا - كما نعلم - يحسب لكاتب النص " لكن ما أراه مأخذا عليه هو أنه عاش تلك الحالة من بداية النص ، فبدل أن يبدأ باستفهامه ، كان الأولى به أن يبدأ نصه - على سبيل المثال - بالحديث عن الأقصى والعلاقة القوية التي ترتبط بها حجارته من جهة ، والعلاقة التي تربط الناس المرابطين الذين يعيشون فيه من جهة أخرى، فلو فعل ذلك فأظن أن النص كان سيخرج بحلة أبهى وأجمل مما هو عليه الآن في المقدمة ، أقول في المقدمة.
هذا ما وددت التنويه إليه وقد فعلت ، إلا إن كان عند الأخ صفوان أو عند أي منكم أو منكن رأي آخر يراه الأفضل.
وعن الأخطاء اللغوية في النص، أرجو الانتباه لما يأتي:
الإبتعاد- إزدحمنا الصواب الابتعاد ازدحمنا
ونعل طفل سائر للصلاة في الأقصى ماراً في زقاق في القدس القديمة
الصواب: مارٍ لأنها معطوفة على سائرٍ، لأنها لا تصلح أن تكون حالا منصوبة كما يُفهم من السياق.
بارك الله فيك أخي الحبيب ياسر .. في مداخلتي السابقة ،، فاتتني الإبتعاد والصحيح ( الابتعاد ) ، كما أنني أقدر لك عاليًا بيان حالة الإعراب في كلمة ( مارًا ) والصحيح مارٍ وكما ذكرتَ .. لأنني وبصدق فهمتها على أنها ( حال ) من واقع السياق .. ( ونعل طفل سائر للصلاة في الأقصى ماراً في زقاق في القدس القديمة .. )
إذ لا يوجد في سياق الجملة فعلٌ لبيان واقع الحال الذي مر به ذلك الطفل ..