وليد سليمان - يعد شارع رأس العين من اقدم الشوارع في العاصمة عمان كان يزخر بالفعاليات التجارية والصناعية والرياضية والاجتماعية وغير ذلك... لكن هذا الشارع تقلص واختفى منه قبل عدة عقود جانب من جانبيه وهو المحاذي لسيل عمان.. اذ قامت وانشئت في مكان هذا الجانب المباني الحديثة والضخمة لكل من امانة عمان الكبرى ومركز الحسين الثقافي وقاعة المدينة (ومتحف عمان والذي هو قيد الانشاء الآن.
وفي لقاء لـ «ابواب الرأي» مع السيد (خالد ملحم) والذي عاش في منطقة شارع رأس العين منذ كان صغيراً بالسن في منتصف القرن الماضي فقد اوضح لنا بالمعلومات القديمة التالية.. عدا عن الذكريات الخاصة والشخصية اذ انني كنت قديماً احد سكان هذه المنطقة في شارع رأس العين.
واذا ما تتبعنا اول هذا الشارع والذي يبدأ من عند اول طلوع المصدار وجسر المهاجرين (ساحة النوافير الآن) فاننا سوف نتذكر مبنى شركة الدخان والذي ازيل منذ سنوات قليلة حيث كان يوجد بجانب هذه الشركة محطة محروقات صغيرة في بداية الخمسينات ولم تستمر طويلاً.. وبجانب هذه الكازية او المحطة كانت توجد بقالة قديمة جدا شهيرة لصاحبها ذي الاصل السعودي (العقيلي) حيث كان ايضاً معروفاً كصراف للنقود اذ كان يتعامل معه سكان هذه المنطقة وغيرهم وكذلك باعة الحلال والقوافل القادمة من السعودية لبيع الحاجيات والماشية.
ومقابل شركة الدخان على الجهة الاخرى لهذا الشارع كانت توجد نبعات ماء ومطاحن للحبوب ضمن مساحة واسعة مثل نبع ومطحنة السعودي، ثم نبع ومطحنة ملحس، حيث كانت سيارات تنكات الماء تقف لتعبئة الماء ومن ثم نقله وبيعه للاماكن التي لم تصلها آنذاك خطوط ومواسير مياه الشرب.. وكان أمام هذه النبعات والمطاحن وبالقرب من جسر المهاجرين على الشارع العام مقهى فخم اسمه (مقهى الانشراح) وبجانبه صيدلية وصالون حبوّل ومتاجر بيع اكياس الطحين ومحل صغير (للشيخ حظ) الذي كان شهيراً بصنع وبيع السوس والخروب وحلوى التمرية او الزلابية.
ورجوعاً للمسير على الرصيف المحاذي لشركة الدخان الى الامام باتجاه رأس العين سوف نتذكر هذه الشرفة المزخرفة الحديدية بلكونة طويلة كانت تابعة لمقر (نادي الهومنتمن) الرياضي العريق في فترة الخمسينات وما قبلها ايضاً، اذ كان هذا النادي من احد النوادي الشهيرة في عمان بممارسة لعبة كرة السلة مع زملائه من النوادي الاخرى النادي الاهلي ونادي الاردن.. وبجانب هذا النادي كانت محلات مال وقبان لتجارة وغربلة وطحن وبيع الحبوب المتنوعة، ومن جانبها ايضاً مطبعة النجاح القديمة وبيت آل نغوي.
ومقابل نادي (الهومومنتمن) على الرصيف المقابل كانت توجد عدة محلات منها كراجات تصليح السيارات وبيع الاطارات (ميشلان) وكذلك سكراب (قطع سيارات خردة) في عمان قديماً، ثم محددة قطان الصغيرة وبجانب هذه الكراجات والمحلات مطبعة اخرى تحت الارض.. كذلك والى الامام قليلاً كانت توجد ارقى واجمل عمارة ضخمة ملونة هي عمارة (الشالاتي) والتي بنيت في اوائل الستينات كشقق سكنية، ومن خلفها تحت مستوى الشارع وعلى مستوى السيل كانت للشالاتي مصبغة ضخمة للخيوط .. وبجانب عمارة الشالاتي كانت هناك معصرة قديمة للسيرج والحلاوة والكسبة لصاحبها (ابو خليل) والذي كان بيته الفخم فوق المعصرة يطل على الشارع.. وكان بيت ابو خليل يتميز بسطحه المكشوف والمزروع بمئات قوارير وتنكات الزهور والورود حيث كان هذا السطح يتميز بروعة منظره وكأنه بالفعل حديقة معلقة للناظرين له من بيوت سفح جبل النظيف الذي لا يفصل بينهم سوى الشارع.. وكان ابو خليل رحمه الله وزوجته دون اولاد سوى شقيق له دائم الانشغال بترتيب وتنظيف البيت والسطح والعناية اليومية بالازهار. وخلف المصبغة والمعصرة وقرب السيل المكشوف كانت هناك مزرعة ابقار لبيع الحليب وصنع اللبن لم تلبث ان انتقلت المزرعة الى حي نزال.. وبالقرب من المزرعة كانت مطحنة شرايط لطحن الملابس القديمة لكي تصبح اشبه بالقطن لصناعة المخدات والفرشات واللحف حيث كان الاهالي يحضرون اكياس خيش مليئة بهذه الملابس لطحنها باجرة زهيدة جداً.
وعندما نتقدم الى الامام ايضاً في هذا الشارع وعلى نفس الرصيف فاننا نتذكر كذلك بعض الكراجات الشاسعة وكذلك المزارع والبساتين الكبيرة التي كان اصحابها يزرعون فيها الخضار وبالذات الورقيات مثل البقدونس والفجل والنعنع والبصل الاخضر.. وفي شهر رمضان كنا نرى بسطات هذه المقبلات تباع على رصيف هذه البساتين في شارع رأس العين بكثرة واقبال من الناس الصائمين.
وبعد البساتين وعلى الشارع اقيمت ثلاث محطات للمحروقات كبيرة جداً ومن جانبها كانت قديماً جداً مقبرة بدائية وسوق للحلال ثم مسجد رملي مكشوف محاط ببعض الحجارة وكان يسمى (جامع العقيلي).. ومخبز صغير قديم يخبز لأهالي المنطقة عجينهم لقاء قروش قليلة جدا صباحاً وظهراً، لكن في المساء يصنع خبز الكماج ليبيعه في سوق الخبز في شارع طلال.
وبالقرب من هذه المقبرة كانت توجد معامل طوب ثم ساحة كبيرة جدا هي ساحة ملعب النادي الاهلي الشهير والذي اسسه اخواننا الشراكسة قديما ثم مقر النادي حيث بني من الحجر الابيض الجميل وملحق معه ملعب صغير خاص بلعبة كرة السلة التي كانت تستقطب جماهير كثيرة في اماسي الصيف.
وبالقرب او خلف النادي الاهلي كان وما زال (نبع رأس العين) الشهير والذي كان يغذي بمياهه كل مناطق عمان القديمة (عمان الصغيرة آنذاك).. ومن بعد النبع كان وما زال متنزه رأس العين (تقلصت الان مساحته) الضخم الجميل باشجاره وازهاره ومقاعده وممراته وبيوته الخشبية حيث كان معظم سكان عمان يتنزهون فيه باستمتاع..
وبالقرب من النادي الاهلي كانت توجد اطفائية عمان بسياراتها الحمراء اللون الجاهزة لاطفاء أي حريق.
ورجوعاً الى الجهة الاخرى من شارع رأس العين وبالذات المنطقة المقابلة للمعصرة وعمارة الشالاتي فقد كانت توجد عمارات شهيرة لـ(العورتاني) ، (ابو منير) (ابو السمن) الذين كانو يؤجرون المحلات التجارية وبيوت السكن للعائلات حيث سكنا في بيوتهم عدة مرات.. ومن المحلات التجارية هذه مثلاً كانت محلات بيع الحبوب وصالون حلاقة وستوديو تصوير وبجانبهم في منطقة فارغة كان شخص يبيع الحطب لمن يريد للمدافئ وغير ذلك.. والى الامام قليلاً من هذا الشارع تتواجد محلات لصنع قفف وقرب كاوتشوك واخشاب الفؤوس والكريكات خشب الاسافين، ومخبز ابو النمر للخبز الكماج والكهربائي ومحل بناشر اطارات السيارات لصاحبه الارمني (...) ثم صالون حلاقة ابو مصطفى وابو ليلى ومحل بقالة خليل الشهير ومصنع الترمس وحلويات ابو انور وبقالة عبدالله ومطعم ابو رشيد ومطعم ابو العبد وملحمة يوسف ومقهى زهران لصاحبه عليوه.. ومقابله مقهى الطحلة الاصغر منه قليلاً.
والى الامام ومقابل النادي الاهلي كانت هناك اول شركة لتوليد الكهرباء في عمان، وبقايا مقبرة قديمة جداً. وبجانب شركة الكهرباء كانت هناك مدرسة اهلية صغيرة جداً لصاحبها المعلم (فتحي) اسمها المدرسة الاسلامية للاطفال الصغار.. وكذلك مدرسة بنات صغيرة جدا اهلية للمعلمة (سهام) وربما كان التدريس في هاتين المدرستين للصف الثالث الابتدائي فقط.. وبعد هذه الشركة كانت تبدو دار التركماني المعروفة ثم مشاغل قطان وشركة الدخان الجديدة. وهنا ولا بد من ذكر بعض الاماكن الشهيرة والتي كانت وما زال بعضها التي وجدت او بنيت على سفح جبل النظيف المطل على شارع رأس العين ومنها مثلاً:جامع الشيخ رويزق والذي تقلب على إمامته عدة شيوخ منهم اذكر الشيخ (ابو ابراهيم) الذي درسنا عنده في العطل الصيفية (كتاتيب) القراءة والدين والحساب.. وعلى نفس السفح المطل كانت هناك مغارة مكان (بيت جنكات) وكان في هذه المغارة امرأة عجوز اسمها (ام زيدان) تدرس الاولاد والبنات (كتاتيب) لقاء مبلغ زهيد جداً.. وايضا على نفس هذا السفح ابعد قليلاً كان بيت المرحوم (نزال العرموطي) والذي اشترى فيما بعد مساحة واسعة من جبل نزال وسمي الجبل باسمه فيما بعد.
اخيراً... فقد كان مقابل متنزه رأس العين (سفح الجبل الاخضر) قبر قديم وحيد بارز ضمن مزرعة او حرش جميل هو قبر العماوي، والذي كان اصلاً يسكن في حي المهاجرين.. لكنه اوصى ان يدفن في هذا البستان الخاص به.
حبيت اشارككم في صورة لعمان قديمة جدا من الاربعينات من القرن الماضي
حيث يظهر المسجد الحسيني في وسط البلد في اسفل الصورة
وجبل القلعة اعلى الصورة من ناحية اليمين و جبل الحسين او ما قبله اعلى وسط الصورة و على ما اعتقد اللويبدة و جبل عمان في الشمال
الصورة مأخوذة من طلوع سرفيس جبل الجوفة
واكب كل تطور طرأ في مبانيها وشوارعها
حسن أبوعلي أشهر وأقدم بائع صحف في وسط عمّان
· عملي في بيع الصحف عرّفني بأدباء وكتاب كبار
· شباب الامس أكثر ثقافة من شباب اليوم
· من يقرأ كتاباً لا يفقه في شؤون الحياة شيئاً
عمان - محمود الداوود:
اعتاد المارة في قلب العاصمة الأردنية عمّان على كشك "حسن أبوعلي" القابع الى جوار المركز الرئيسي للبنك العربي في منتصف شارع الملك فيصل حيث يحظى هذا الكشك بنوع مميز من "الزبائن" الذين يأتون إليه من أماكن مختلفة من عمان لشراء صحفهم اليومية أو للاطلاع على آخر الكتب أو لشراء المجلات المختلفة.
ورغم أن ساحة فيصل فيها عدة أكشاك لبيع الصحف إلا أن لكشك "حسن أبوعلي" خصوصية مميزة ذلك لأن حسن أبوعلي شخصياً رجل له ثقافته، وله رواده من كبار الشخصيات وهو الأقدم في هذا الشارع، فهو إذن يحظى بالاهتمام، فقد انطلق يبيع الكتب والمجلات من نفس مكانه الحالي منذ عام 1956 حتى الآن.. مع أشهر وأقدم بائع صحف في قلب عمّان حسن أبوعلي كان لنا هذا اللقاء:
· حدثنا عن بدايتك في التعامل مع بيه الصحف والكتب؟
o بدأت العمل في سنة 1956 عندما كانت جرائد "الدفاع" و"الجهاد" و"فلسطين" تأتي من الضفة الغربية من القدس وكانت في الأردن تصدر جريدة "الاردن" لإبراهيم نصر وأخاه، وكان ثمن جريدة الأردن (قرش واحد-10 فلوس) وكان سعر الصحف الفلسطينية (قرش ونصف – 15 فلساً) من 1956 الى 1967، وبعد 1967 احتلت الضفة الغربية وصدرت صحيفتي "الدستور" و"الراي" من الاردن، وكان ثمن الجريدة (25 فلساً) وعندما بدأت العمل كنت أبيع الصحف فقط بالاضافة الى مجلات "المصور" و"آخر ساعة" و"روز اليوسف" وبدأت في شارع الملك فيصل منذ ذلك التاريخ في 1956 حتى الآن وفي نفس المكان.
· ماذا حقق لك بيع الصحف والمجلات والكتب على الصعيد الشخصي؟
o حققت لي هذا التواصل مع الأدباء والكتاب سواء كانوا من داخل الأردن أو من خارجه، ومن صحيفتين أيضاً، وعلاقتي بالأدباء ليست مجرد علاقة أديب ببائع صحف أو كتب، فأنا لست تاجراً للكتب أو للمجلات ولكن علاقتي بهم علاقة إنسانية بل وعائلية مع الكثيرين، والأدباء كانوا يؤلفون كتبهم ويأتون إليّ فأشتري منهم عدة نسخ وأدفع لهم مقدماً أثمان نسخ أخرى لأروج لأدبهم وفكرهم (وكان سعر الكتاب 70-80 قرشاً "700-800 فلس")، ففي السابق لم يكن هناك أي دعم للأدباء والكتاب وكان الأدباء يعتمدون على أنفسهم في ترويج كتبهم، ولكن في عمّان الآن اهتمام رسمي بالكتاب والأدباء سواء من وزارة الثقافة أو من قبل أمانة عمّان الكبرى ورابطة الكتّاب مع وجود تنسيق كامل بين هذه الجهات وجهات ثقافية أخرى عديدة.
· كم كتاباً قرأت حتى الآن؟ وما المجالات التي قرأت فيها؟
o لا يمكن حصرهم، وقرأت بالأدب والقصص والروايات، وأي كتاب ياعلق بأهم حدث يمر بنا، فمثلاً الآن أقرأ كل ما يتعلق بالعراق أو فلسطين، فالكتاب السياسي حالياً له أهميته وليس كما كان في السابق، فالكتاب مع الحدث، خاصة الكتب التي تتحدث حول حقائق وليست حول معلومات مزيفة.
· حدثنا كيف كانت عمّان حين بدأت في بيع الصحف؟
o في شارع فيصل كان يوجد مقابل البنك العربي البنك العثماني، وفوقه كان يوجد مركز صحي لوزارة الصحة (مكان مركز أمن المدينة حالياً) وبجانبه كان يوجد مقهى العاصمة وكان أكثر الأدباء والمثقفين الأردنيين يتواجدون فيه، وكان في الجهة الأخرى لشارع فيصل مقر للسيارات والباصات التي تنقل الركاب من عمان الى الضفة الغربية وبالعكس، بالإضافة إلى ذلك كان موقف سيارات الأجرة لماركا والمحطة في شارع الشابسوع بجوار بنك القاهرة عمان حالياً.. وعمّان قديماً كان النادي الأهلي مكان مقر أمانة عمّان الحالي.
· هنا حيث تبيع الصحف والمجلات والكتب هل كان يوجد بائعين غيرك في ذلك الوقت؟
o نعم.. كان هناك مكتبة البسطامي وحالياً (مكتبة الملك طلال) وهناك عادل اخوان من البائعين القدماء، وكان أيضاً أحد الشباب يبيع الصحف توفي فسار في جنازته المرحوم وزير الثقافة الأسبق جمعة حمّاد.. وأتذكر ذلك تماماً حيث دنى "جمعة حماد" من هذا الشاب وقبّله من خديه.
· بحكم تواجدك هنا وفي هذه المهنة، برأيك من كان أكثر اهتمامًا في شراء الصحف جيل الأمس أم جيل اليوم؟
o في السابق كان من السهل الحصول على كتاب أو مجلة فقد كانت أسعار المجلات والصحف ضئيلة جداً فالمجلة كان سعرها (4) قروش أو (5) قروش، أما الآن فسعر المجلة ليس أقل من دينار، بل دينار ونصف الدينار، وكذلك الحال بالنسبة للكتب فالأسعار المرتفعة حالياً حدّت من شراء الكتب في حين كان سعر الكتاب في السابق نصف دينار أو 600 فلس فقط، بل إن في بعض الأحيان كانت تباع الأربعة كتب بدينار.. أما الآن فكما تعلم سعر الكتاب يصل الى (4) أو (5) أو (7) دنانير.. وهذا أدى الى تراجع شراء الكتاب، وكذلك من أحد الأسباب لتراجع شراء الكتب حالياً هو وجود الستالايت والانترنت، التي أصبحت وسائل أسرع للحصول على المعلومة.. وجيل الأمس يختلف عن جيل اليوم وأعتقد أن جيل الأمس كان أكثر ثقافة، الآن إذا جئت لطالب جامعي وسألته عن بعض الأدباء الأردنيين المعروفين تتفاجأ في كونه لا يعرفهم بل ولم يسمع بهم!!.
· حالياً.. من يشتري الكتب أكثر الرجال أم النساء .. الصغار أم الكبار؟
o لكلٍ مجاله.. فالرجل مثلاً لا يشتري مجلات نسائية كسيدتي وزهرة الخليج والشبكة والموعد، فهذه تشتريها النساء، أما الرجال فلهم مجالات أخرى يتابعونها، أما إذا كان حدث هام فالمجلة أو الصحيفة أو الكتاب عرضة للشراء من الجميع، من الرجال ومن النساء.. فالأحداث الحالية التي تتعلق بالعراق والقتل وانتهاكات حقوق الإنسان في السجون العراقية تجعل الجميع يتابعون ما يجري، ولا يوجد فرق بين رجل أو امرأة، في تناول صحيفة ما أو مجلة تتحدث عن هذا الأمر.
· ما نوع الكتب الأكثر مبيعاً بغض النظر عن كتب الأحداث الساخنة هل هي الكتب الثقافية أم الفنية أم السياسية أم الترفيهية؟
o أنا ألاحظ أن الروايات لها سوقها، فمثلاً عبدالرحمن منيف بعد وفاته صارت مبيعات رواياته أكثر.
· حالياً.. وقياساً بكشك أبوعلي أي الصحف الأكثر مبيعاً محلياً، وعربياً؟
o محلياً.. على مستوى الأردن الرأي والدستور.. و القدس والحياة فهما الأكثر مبيعاً من بين الصحف العربية القادمة من خارج الاردن.
·
__________________
واكب كل تطور طرأ في مبانيها وشوارعها
حسن أبوعلي أشهر وأقدم بائع صحف في وسط عمّان
· عملي في بيع الصحف عرّفني بأدباء وكتاب كبار
· شباب الامس أكثر ثقافة من شباب اليوم
· من يقرأ كتاباً لا يفقه في شؤون الحياة شيئاً
عمان - محمود الداوود:
اعتاد المارة في قلب العاصمة الأردنية عمّان على كشك "حسن أبوعلي" القابع الى جوار المركز الرئيسي للبنك العربي في منتصف شارع الملك فيصل حيث يحظى هذا الكشك بنوع مميز من "الزبائن" الذين يأتون إليه من أماكن مختلفة من عمان لشراء صحفهم اليومية أو للاطلاع على آخر الكتب أو لشراء المجلات المختلفة.
ورغم أن ساحة فيصل فيها عدة أكشاك لبيع الصحف إلا أن لكشك "حسن أبوعلي" خصوصية مميزة ذلك لأن حسن أبوعلي شخصياً رجل له ثقافته، وله رواده من كبار الشخصيات وهو الأقدم في هذا الشارع، فهو إذن يحظى بالاهتمام، فقد انطلق يبيع الكتب والمجلات من نفس مكانه الحالي منذ عام 1956 حتى الآن.. مع أشهر وأقدم بائع صحف في قلب عمّان حسن أبوعلي كان لنا هذا اللقاء:
· حدثنا عن بدايتك في التعامل مع بيه الصحف والكتب؟
o بدأت العمل في سنة 1956 عندما كانت جرائد "الدفاع" و"الجهاد" و"فلسطين" تأتي من الضفة الغربية من القدس وكانت في الأردن تصدر جريدة "الاردن" لإبراهيم نصر وأخاه، وكان ثمن جريدة الأردن (قرش واحد-10 فلوس) وكان سعر الصحف الفلسطينية (قرش ونصف – 15 فلساً) من 1956 الى 1967، وبعد 1967 احتلت الضفة الغربية وصدرت صحيفتي "الدستور" و"الراي" من الاردن، وكان ثمن الجريدة (25 فلساً) وعندما بدأت العمل كنت أبيع الصحف فقط بالاضافة الى مجلات "المصور" و"آخر ساعة" و"روز اليوسف" وبدأت في شارع الملك فيصل منذ ذلك التاريخ في 1956 حتى الآن وفي نفس المكان.
· ماذا حقق لك بيع الصحف والمجلات والكتب على الصعيد الشخصي؟
o حققت لي هذا التواصل مع الأدباء والكتاب سواء كانوا من داخل الأردن أو من خارجه، ومن صحيفتين أيضاً، وعلاقتي بالأدباء ليست مجرد علاقة أديب ببائع صحف أو كتب، فأنا لست تاجراً للكتب أو للمجلات ولكن علاقتي بهم علاقة إنسانية بل وعائلية مع الكثيرين، والأدباء كانوا يؤلفون كتبهم ويأتون إليّ فأشتري منهم عدة نسخ وأدفع لهم مقدماً أثمان نسخ أخرى لأروج لأدبهم وفكرهم (وكان سعر الكتاب 70-80 قرشاً "700-800 فلس")، ففي السابق لم يكن هناك أي دعم للأدباء والكتاب وكان الأدباء يعتمدون على أنفسهم في ترويج كتبهم، ولكن في عمّان الآن اهتمام رسمي بالكتاب والأدباء سواء من وزارة الثقافة أو من قبل أمانة عمّان الكبرى ورابطة الكتّاب مع وجود تنسيق كامل بين هذه الجهات وجهات ثقافية أخرى عديدة.
· كم كتاباً قرأت حتى الآن؟ وما المجالات التي قرأت فيها؟
o لا يمكن حصرهم، وقرأت بالأدب والقصص والروايات، وأي كتاب ياعلق بأهم حدث يمر بنا، فمثلاً الآن أقرأ كل ما يتعلق بالعراق أو فلسطين، فالكتاب السياسي حالياً له أهميته وليس كما كان في السابق، فالكتاب مع الحدث، خاصة الكتب التي تتحدث حول حقائق وليست حول معلومات مزيفة.
· حدثنا كيف كانت عمّان حين بدأت في بيع الصحف؟
o في شارع فيصل كان يوجد مقابل البنك العربي البنك العثماني، وفوقه كان يوجد مركز صحي لوزارة الصحة (مكان مركز أمن المدينة حالياً) وبجانبه كان يوجد مقهى العاصمة وكان أكثر الأدباء والمثقفين الأردنيين يتواجدون فيه، وكان في الجهة الأخرى لشارع فيصل مقر للسيارات والباصات التي تنقل الركاب من عمان الى الضفة الغربية وبالعكس، بالإضافة إلى ذلك كان موقف سيارات الأجرة لماركا والمحطة في شارع الشابسوع بجوار بنك القاهرة عمان حالياً.. وعمّان قديماً كان النادي الأهلي مكان مقر أمانة عمّان الحالي.
· هنا حيث تبيع الصحف والمجلات والكتب هل كان يوجد بائعين غيرك في ذلك الوقت؟
o نعم.. كان هناك مكتبة البسطامي وحالياً (مكتبة الملك طلال) وهناك عادل اخوان من البائعين القدماء، وكان أيضاً أحد الشباب يبيع الصحف توفي فسار في جنازته المرحوم وزير الثقافة الأسبق جمعة حمّاد.. وأتذكر ذلك تماماً حيث دنى "جمعة حماد" من هذا الشاب وقبّله من خديه.
· بحكم تواجدك هنا وفي هذه المهنة، برأيك من كان أكثر اهتمامًا في شراء الصحف جيل الأمس أم جيل اليوم؟
o في السابق كان من السهل الحصول على كتاب أو مجلة فقد كانت أسعار المجلات والصحف ضئيلة جداً فالمجلة كان سعرها (4) قروش أو (5) قروش، أما الآن فسعر المجلة ليس أقل من دينار، بل دينار ونصف الدينار، وكذلك الحال بالنسبة للكتب فالأسعار المرتفعة حالياً حدّت من شراء الكتب في حين كان سعر الكتاب في السابق نصف دينار أو 600 فلس فقط، بل إن في بعض الأحيان كانت تباع الأربعة كتب بدينار.. أما الآن فكما تعلم سعر الكتاب يصل الى (4) أو (5) أو (7) دنانير.. وهذا أدى الى تراجع شراء الكتاب، وكذلك من أحد الأسباب لتراجع شراء الكتب حالياً هو وجود الستالايت والانترنت، التي أصبحت وسائل أسرع للحصول على المعلومة.. وجيل الأمس يختلف عن جيل اليوم وأعتقد أن جيل الأمس كان أكثر ثقافة، الآن إذا جئت لطالب جامعي وسألته عن بعض الأدباء الأردنيين المعروفين تتفاجأ في كونه لا يعرفهم بل ولم يسمع بهم!!.
· حالياً.. من يشتري الكتب أكثر الرجال أم النساء .. الصغار أم الكبار؟
o لكلٍ مجاله.. فالرجل مثلاً لا يشتري مجلات نسائية كسيدتي وزهرة الخليج والشبكة والموعد، فهذه تشتريها النساء، أما الرجال فلهم مجالات أخرى يتابعونها، أما إذا كان حدث هام فالمجلة أو الصحيفة أو الكتاب عرضة للشراء من الجميع، من الرجال ومن النساء.. فالأحداث الحالية التي تتعلق بالعراق والقتل وانتهاكات حقوق الإنسان في السجون العراقية تجعل الجميع يتابعون ما يجري، ولا يوجد فرق بين رجل أو امرأة، في تناول صحيفة ما أو مجلة تتحدث عن هذا الأمر.
· ما نوع الكتب الأكثر مبيعاً بغض النظر عن كتب الأحداث الساخنة هل هي الكتب الثقافية أم الفنية أم السياسية أم الترفيهية؟
o أنا ألاحظ أن الروايات لها سوقها، فمثلاً عبدالرحمن منيف بعد وفاته صارت مبيعات رواياته أكثر.
· حالياً.. وقياساً بكشك أبوعلي أي الصحف الأكثر مبيعاً محلياً، وعربياً؟
o محلياً.. على مستوى الأردن الرأي والدستور.. و القدس والحياة فهما الأكثر مبيعاً من بين الصحف العربية القادمة من خارج الاردن.
·
__________________
عندما يتقدم الطفل بالسن ، ويصبح ارتباطه بأبناء الحي ورفاق المدرسة أكثر من مكوثه في البيت بين أفراد الأسرة . ويمكن أن نسمي هذه الفترة أيضاً ( الطفولة المدرسية ) ، تتنوع ألعابه وتأخذ طابعاً جديداً من حيث الوسائل وتعدد اللاعبين ، وطبيعة اللعب .
وتبدأ الألعاب تتميز حسب الجنس ، وتتدرج هذه الألعاب بالتطور مع تقدم السن حتى مرحلة الشباب ، فالطفل يغدو في هذه المرحلة أصلب عوداً وأكثر تفكيراً . ويبحث عن ألعاب تحتاج إلى فن خاص في الأداء تظهر معها مهاراته وقدراته ، لتبدأ مرحلة التنافس مع الآخرين وتمييز الذات . أو تأخذ طابع العنف والقوة تمهيداً لظهور رجولته وقوته ، وتتطور المهارات والعنف مع تقدم السن حتى يبلغ مبلغ الرجال .
أما البنات فتتميز ألعابهن بالحيوية والنشاط ، وتفتقر إلى الخشونة والعراك ، بل تأخذ طابع المسالمة والوداعة والألفة ، وتوجد بعض الألعاب المشتركة التي يمارسها الذكور والإناث على حد سواء . علماً بأنه لابد أن يمارس كل جنس أحياناً بعض ألعاب الجنس الآخر أو يشتركون معاً ، وتتدرج هذه الألعاب مع تقدم السن وتختلف أحياناً حسب البيئة .
عمان في القلب أنت الجمر والجاه
ببالي عودي مري مثلما الآه
لو تعرفين وهل إلاك عارفة
هموم قلبي بمن بروا وما باهوا
من السيوف ان اهوى بنفسجة
خفيفة الطول يوم الشعر تياه
سكنت عينيك يا عمان فألتفتت
إلي من عطش الصحراء امواه
وكأس ماء أوان الحر ما فتئت
ألذ من قبل تاهت بمن تاهو
أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين
فاهتز المجد وقبلها بين العينين
بارك يا مجد منازلها والاحبابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا
عمان عمان
عمان عمان
عمان اختالي بجمالك
وازدادي تيهاً بدلالك
يا فرساً لا تثنيه الريح .......سلمت لعيني خيالك
يا رمحاً عربي القامة قرشي الحد
زهر إيمانا وشهامة واكبر واشتد
وانشر يا مجد براءتها فوق الأطفال
لبست عمان عباءتها وزهت بالشال
لبست عمان عباءتها وزهت بالشال
عمان عمان
عمان عمان
عمان اختالي بجمالك وتباهي بصمود رجالك
وامتدي امتدي فوق الغيم وطولي النجم بآمالك
بارك يا مجد منازلها والاحبابا وازرع بالورد مداخلها بابا بابا
7aidar ma7mood