يبدو أن توافر المساحات للتعليق على مواقع الصحف، والتواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية، وكذا المواقع الخفيفة، ثم تطور ذلك لإنشاء المدونات الشخصية، ثم صفحات الفيسبوك، .. كل ذلك ألغى المسافة بين القارئ والكاتب. ولكن على نحوين؛ الأول سهولة التواصل والتفاعل و"تمتين" العلاقة بين الكاتب والقارئ، وتجسيرها، حيث صار سهلا إزاحة أي سوء فهم بين القارئ والفكرة، وأتاح للكاتب التوضيح والتفسير، فيما سابقا كان القارئ يأخذ موقفا من كاتب ويقاطعه لسنوات لأنه فهم مقالة له بشكل خاطئ. أما النحو الثاني فهو إلغاء المسافة بين تعريف الطرفين؛ حيث لم نعد نجد تعريفاً للكاتب المحترف وصار ثلاثة أرباع الناس كُتّابا، وصار يكفي أن يجامل أحدهم قارئا بعبارتين رقيقتين ممتدحاً تعليقاً كتبه، ليبدأ هذا البحث مباشرة عن صحيفةٍ توفر له زاوية يومية يكتب فيها!
وهذا يعيدنا للفكرة التقليدية أن ثقافتنا العربية، غالباً لم تنتج المتلقي المكتفي والقانع بدوره؛ ففي الأمسية الشعرية غالبا ما يفكر كل واحد من الجمهور بسؤال: لماذا هو الذي على المنصة وليس أنا!! وفي المعرض التشكيلي كل واحد يتمتم لرفيقه (بشرفك مش رسماتي أحلى؟) وفي المسرحية تجد ملاحظات إخراجية عند جميع المتفرجين! وحتى كنترول الباص حين يقف سائقه في الأزمة تجده يختار أي راكب بشكل عشوائي ويقول له بملء الشماتة في عينيه (نصحته ما يجي من هالطريق)!!
وعلى موقع الفيسبوك لا تجد قارئاً أبداً، فالكل شعراء، والبنت الجميلة التي ضحك عليها أحدهم بعبارة انها (بتكتب حلو) تصير في اليوم التالي شاعرة، رغم أنها تخطئ إملائيا ونحوياً في كل عبارة .. وتدريجياً ينقرض الجمهور تماماً!!
وهذا يذكرنا بموجة مطربات الفيديو كليب حين صارت كل بنات الوطن العربي يحلمن بتصوير ولو أغنية واحدة!
وهذا الفيسبوك مكتظ بالشعراء أكثر من الحمَام في سوق الحمَام، وكلهم يتبادلون 4 أو 5 كلمات ويعيدون ترتيبها في كل مرة (النبيذ، الحرير، شفتيك، غزة، النوارس .. الخ الخ ) رغم أن كثيرا من الفتيات لم يشربن غير الشاي في حياتهن لكنهن مغرمات بوصف النبيذ، وكثيرا من الشباب لم يمروا بجانب بحر ولو مرة واحدة لكنهم يتقنون وصف طباع النوارس!!
وسيتصدى هؤلاء الآن لي بوصفي أريد احتكار الكتابة، وأنني أغار من ولادة المبدعين، وأنني من جيل الديناصورات الذين يحاربون الشباب، لكنني أؤكد لكم أنا لا أتحدث عن أي شخص يملك ربع موهبة يمكن تنميتها، بل عن أولئك الذين لا يملكون لغة ولا ثقافة ولا مخيلة ولا نحواً ولا إملاء، ومنهم مثلاً من كتبت نصا شعريا كانت فيه كلمة (لا) بالألف المقصورة (لى)، وكتب أنظر( أنضر) وكلمة بيتنا أيضاً على هذا الشكل (بيتنى)، لكنها تلقت التشجيع من أدباء كبار وأنها تملك موهبة فريدة!!!
والمصيبة الأطرف، في زمن الربيع العربي، تفريخ المحللين السياسيين، (البعض غالبا يجمع الصفتين: محللا سياسيا وشاعرا)، وتجده مبحوح الصوت لفرط التنظير و(قراءة الموقف السياسي) وتحليل (اللحظة الراهنة)، وغالبا لا يحتاج الأمر على الفيسبوك سوى أن تسهر يوم الثلاثاء على (الاتجاه المعاكس) ثم تأتي محمّلاً بمؤونة تكفيك أسبوعاً للتحليل!
أما المعارضة فتلك أسهل المواقع، وأكثرها شعبية، وتضمن لك البطولة في أسبوع، وهي أن تشتم، أن تشتم بلا حساب، وبلا سبب، فلا أحد سيدقق وراءك، وحين تخرج على الناس بالقول إن "محمود عباس" باع فلسطين.. لن يرسل أحد مسّاح خرائط ليتأكد من قولك، وهكذا صرت بطلاً يا صديقي!!
المصدر: هذا المقال منقول من جريدة الغد
لاتحرمونا من ارائكم!!
للنقاش:
هل أنت مع ما تفضل به الكاتب في المقال أعلاه؟
هل تعتبر الهدف من هذا المقال هو إحباط الشباب والبنات الراغبين في الكتابة؟
تعقيباً على النقطة الأخيرة التي أشار إليها الكاتب!!!
لماذا نحن "الشعب العربي" في أغلب الأحيان لا نتقصى الأخبار؟!! "توضيح" تصديق أغلب المواد التي نراها على المنتديات أو المواقع الاجتماعية أو الويكيبيديا"!
في منه الكلام وبنسبه عاليه وبالذات النقطه الاخيره التي ذكرها الكاتب عن بيع فلسطين ساقول لك اخي الكريم قبل استشهاد القائد ابو جهاد رحمه الله قرأت مقال لا اذكر كاتبه بالضيط ولكن ان بنت ابو جهاد تتسوق بباريس وولندن ووو وتسافر وتعمل السبعه وذمتها لا حول ولا قوة الا بالله وعندما استشهد ابو جهاد قبل اكثر من عشرين عاما واذا باكبر بناته عمرها 12 سنه طبعا من لا يعرف وقرأ المقال صدق بدون البحث والسؤال ومن يعرف عرف بان هذا افتراء على قائد اتشويه سمعته
وايضا ساقول بالصف الخامس الابتدائي كان في كتاب العربي عنا قصه عنوانه القره والصياد لا اريد الاطاله واسرد القصه ولكن هناك بنهاية القصه عبر منها لا تصدق مالا يقبله العقل ولا تندم على ما فات
طبعا النقاش والمشاركه بهذا الموضوع يحتاج الى الكثير من التفكير لذلك لي عوده ان شاء الله
مشكور على مرورك الرائع عم أبو عمار...
هنالك الكثير من الحالات المشابهة...لطالما تعرض الكثير من الشرفاء لهجمة شعواء من أشباه الكتاب. وكما أشباه الكتاب أو الاعلاميين يملكون أقلاماً ومحطات فضائية نحن كبشر عاديين نمتلك العقل ولكن النقطة هي في كيفية استخدامه.
لي عودة "متوجه لصلاة الجمعة"
وهذا الفيسبوك مكتظ بالشعراء أكثر من الحمَام في سوق الحمَام، وكلهم يتبادلون 4 أو 5 كلمات ويعيدون ترتيبها في كل مرة (النبيذ، الحرير، شفتيك، غزة، النوارس .. الخ الخ ) رغم أن كثيرا من الفتيات لم يشربن غير الشاي في حياتهن لكنهن مغرمات بوصف النبيذ، وكثيرا من الشباب لم يمروا بجانب بحر ولو مرة واحدة لكنهم يتقنون وصف طباع النوارس!!
وسيتصدى هؤلاء الآن لي بوصفي أريد احتكار الكتابة، وأنني أغار من ولادة المبدعين، وأنني من جيل الديناصورات الذين يحاربون الشباب، لكنني أؤكد لكم أنا لا أتحدث عن أي شخص يملك ربع موهبة يمكن تنميتها، بل عن أولئك الذين لا يملكون لغة ولا ثقافة ولا مخيلة ولا نحواً ولا إملاء، ومنهم مثلاً من كتبت نصا شعريا كانت فيه كلمة (لا) بالألف المقصورة (لى)، وكتب أنظر( أنضر) وكلمة بيتنا أيضاً على هذا الشكل (بيتنى)، لكنها تلقت التشجيع من أدباء كبار وأنها تملك موهبة فريدة!!!
علينا أن نأخذ بيد الأقلام الطرية و ننميها .. وهي من واجب كل مسؤل أو مهتم أدبي ..أو ناقد أدبي و قادر على الاخذ بيد المبتدئين و توجيههم ...
أعجبني هذا الموضوع ولي عودة ان شاء الله ...
شكراً لاختيارك اخي الكريم ...
وهذا الفيسبوك مكتظ بالشعراء أكثر من الحمَام في سوق الحمَام، وكلهم يتبادلون 4 أو 5 كلمات ويعيدون ترتيبها في كل مرة (النبيذ، الحرير، شفتيك، غزة، النوارس .. الخ الخ ) رغم أن كثيرا من الفتيات لم يشربن غير الشاي في حياتهن لكنهن مغرمات بوصف النبيذ، وكثيرا من الشباب لم يمروا بجانب بحر ولو مرة واحدة لكنهم يتقنون وصف طباع النوارس!!
وسيتصدى هؤلاء الآن لي بوصفي أريد احتكار الكتابة، وأنني أغار من ولادة المبدعين، وأنني من جيل الديناصورات الذين يحاربون الشباب، لكنني أؤكد لكم أنا لا أتحدث عن أي شخص يملك ربع موهبة يمكن تنميتها، بل عن أولئك الذين لا يملكون لغة ولا ثقافة ولا مخيلة ولا نحواً ولا إملاء، ومنهم مثلاً من كتبت نصا شعريا كانت فيه كلمة (لا) بالألف المقصورة (لى)، وكتب أنظر( أنضر) وكلمة بيتنا أيضاً على هذا الشكل (بيتنى)، لكنها تلقت التشجيع من أدباء كبار وأنها تملك موهبة فريدة!!!
علينا أن نأخذ بيد الأقلام الطرية و ننميها .. وهي من واجب كل مسؤل أو مهتم أدبي ..أو ناقد أدبي و قادر على الاخذ بيد المبتدئين و توجيههم ...
أعجبني هذا الموضوع ولي عودة ان شاء الله ...
شكراً لاختيارك اخي الكريم ...
هذا شيء أكيد أستاذ دياب
مرورك على الموضوع زاده جمالاً
أن كثيرا من الفتيات لم يشربن غير الشاي في حياتهن لكنهن مغرمات بوصف النبيذ، وكثيرا من الشباب لم يمروا بجانب بحر ولو مرة واحدة لكنهم يتقنون وصف طباع النوارس!!
وسيتصدى هؤلاء الآن لي بوصفي أريد احتكار الكتابة، وأنني أغار من ولادة المبدعين، وأنني من جيل الديناصورات الذين يحاربون الشباب، لكنني أؤكد لكم أنا لا أتحدث عن أي شخص يملك ربع موهبة يمكن تنميتها،
حبيت هاي الفقره
فعلا اخي والله مره بحكي لماما
انه كل الشعب صاروا شعراء مره وحده
سرت اشك بحالي
بس فعلا شكرا للفيس ع خدمه
الكوبي بيست الي خلت كل
الناس شعراء
فعلا اخي والله مره بحكي لماما
انه كل الشعب صاروا شعراء مره وحده
سرت اشك بحالي
بس فعلا شكرا للفيس ع خدمه
الكوبي بيست الي خلت كل
الناس شعراء
وشكرا الك خيي ع الطرح
الموضوع
مشكورة على مرورك أخت رنين
المشكلة الكبرى أنهم أصبحوا شعاراً على حساب الشعر نفسه
فعندما تسألي شخص منهم، ما المقصود ببحور الشعر؟
فترينه عاجز يترنح أمامك باحثاً عن إجابة