عندما كنّا صغاراً يافعين و عند بلوغنا سن الحب كان يمتلك كل واحد فينا دفتراً للحب وهو إما أجندة قديمة أو دفتر أربعة وستين أكل عليه الدهر وشرب و كان دفتر الحب لميسوري الحال هو دفترآ مخصصآ لذلك و يشرى من المكتبات و كان زهري اللون للبنات و كان للأطفال مثلنا مرسومآ عليه صورة لمركبة أو كرة او لوحة سريالية غير مفهومة إمعانآ في الثقافة .
كان دفتر الحب تقليد أعمى عند جيلنا الموغل في التعب و الحب الإفتراضي و كان دفتري الخاص بالحب هو عبارة عن إجندة كنت قد أخذتها من أشياء أبي و قد خسرت من أولها عشر صفحات و أغلبها مكتوب فيها كلمات و حسابات لم افهم أغلبها ولكن تذكرت منها أجور عمال و ثمن محروقات و أجور مواصلات و أشياء اخرى شبيهه .
كان هناك تقليد لدفتر الحب و هو وضع وردة جورية تتوسط أوراقه و على إعتبار أنها هدية من الحبيبة و كنا نتفاخر أمام أصدقائنا بأن هذة الوردة من حبيبة ما و لا نذكر الأسم ليبقى الشك في قلب الصديق و الحسد و الغيرة و كان دفتري يحتوي على خمس وردات موزعات بين الأوراق و كان يحتوي على ريشة نعام كنت قد سللتها من منفظة غبار في دكان ابوتوفيق و لا أدري ما سبب وجودها و ما هو لزومها إلا أنني شاهدتها في دفتر صديق و قال لي ذات كذبة أنها هدية من فاطمة و فاطمة بنت سمراء ناعمة تسكن طرف الحي و كنا نتسابق على الأفتراء على علاقة معها .
و دفتر الحب عند البنات كان له طابع خاص فهو معطر ناعم زهري اللون و فيه كثيرآ من الكذب كدفاترنا و أذكر مرة أن حصلت على دفترآ لإحدى البنات بمحض الصدفة ، حيث وجدت الدفتر في قمامتهم و كنت هاويا و محترفآ في فن البحث في أكياس القمامة وكان أن هربت بالدفتر كمن وجد كنزآ ، فتحت الدفتر على أغصان تينتنا و بعيدآ عن أعين حسادي من الأطفال الأشقياء ، و وجدت فيه طعمآ للحب الحقيقي الذي نتمناه و كان في كل صفحة خاطرة و قد ذيلت بأسمها المشرف ( عاشقة من فلسطين ) و عندما انهيت قراءة دفترها أصابتني غصة في القلب و حمة في البال و خبأت دفترها على صدري و ذهبت لأحضر دفتري الغبي الوضيع و مزقت أوراقه و قررت منذ ذلك اليوم أن تكون معشوقتي فلسطين .
كانت هذا نقطة تحول في حياتي و حفظت كل خواطر هذا الدفتر و كلماته حيث كان دفترآ ثوريآ وطنيآ و توسط اوراقه صورة لجيفارة و اخرى لخليل الوزير و شعارآ جميلآ لمنظمة التحرير .
كان دفتر تلك العاشقة التي تربت على حب فلسطين هو الذي جعلني أعيد حسابات طفولتي المـشـاغبة و بدأت عندي مرحلة جديدة و مسار أخر بدء مبكرآ و تعشعش الحنين للوطن منذ ذلك الحين و خربشت على الجدران في كل مكان احرف فلسطين و أعلنت أنتمائي للجرحى و الأسرى و الشهداء و سجلت في دفترها كلمة اخيرة . . . انا ( عاشق من فلسطين ) . . . وأحرقت دفترها بعد زمن خوفآ عليها من الحساد و العابثين الأبرياء ، و حجزت لي مقعدآ مبكرآ مع جيل الشباب و لم يتجاوز عمري بعد الأحد عشر عامآ .
سلامآ عليك يا عاشقة من فلسطين
سلامآ عليك حيث كنتي و حيث تصنعين جيلآ كاملآ من الثوار و تزرعين حب فلسطين في قلوبنا منذ الصغر
سلامآ عليك
وكلامك صحيح يعني انت تكتب ذكريات من قرأها يظن انك تكتب ذكرياته في كثير من مواضيعك التي قرأتها
اظن ان احد اصدقائي المقربين هو من يقول لك اكتب ذلك لابوعمار او حتى اظن انك انت من اصدقائي المقربين
وشدني موضوع جبل اللويبده كثيرا لاني كنت من محبي ذلك الجبل ومن محبي ارتياد منتزه اللويبده
واليوم وانت تكتب عن دفتر الحب فعلا ظننت ان تكتب عن دفتري رغم ان المواصفات تختلف فدفتري كان عباره عن دفتر مذكرات صغير اشتريته بخمسة قروش من مكتبة شعبان على شارع مادبا قبل ما تصل الباديه بشويه ولا ادري ان كانت تلك المكتبه موجوده لغاية الان ام انها ذهبت كمن ذهب
دفتري هذا حوى الكثير الكثير من عبارات الحب الكاذب كما تفضلت الى عبارات الحب الحقيقي لفلسطين وللوحدات فلا تكاد صفحه منه تخلو في رأسها من عباره لفلسطين ولنادي الوحدات
ولان المدارس في زماننا كانت تختلف عن اليوم فقد كنا نتغنى بالحب ونحن صغار بشكل عفوي فما ان يتحدث احد الاخوه عن فتاه الا وهب الجميع من الاخوان للحديث عن مغامراته وما يدونه في دفتره عن فتاة احلامه فلانه وفلانه هذه في الاصل ليست موجوده ولكن حب الظهور يدفعنا للحديث عن الحب
ولا تستغرب اذا قلت لك بان دفتري هذا موجود لغاية الان عندي واحتفظ به وقرأته زوجتي لاني اعتبره
ارشيف بالنسبة لي كلما اردت ان اعود للزمن الجميل افتح دفتري الذي اكل عليه الدهر وشرب وكلمات ممحيه ومحربش الى جانبها بعض الكلمات الغير مفهومه
شكرا لك لانك تثير في نفسي اشياء كثيره كلما قرأت لك موضوع وموضوعك هذا الذي ذكرني بشباب الحاره
اخي الكبير جنيدي
ان طفولتي و طفولتك و طفولة كل لاجيء فلسطيني طموح متشابهه لحد كبير بل هي نفس النسخة و كربونة لنفس الاحداث
شرفني جداً مرورك و تعليقك واثراء مقالي هنا
انا كان عندي دفتر كان حقه 15 قرش اشتريته من مكتية النرجس والله كلامك كله صحيح انا كنت معبيه رسومات كل ما اشوف رسمه حلوه احاول ارسمها وخاصه الورود وقلوب الحب ................ وكثير شغلات زي ما قالوا الشباب ..................
بس انا كان عندي دفتر ثاني للوحدات زي ما بتعرفوا قبل لا كان إنترنت ولا ما يحزنون كنت اجمع الشلن على الشلن عشان اشتري جريدة الوحدات وهذا كله من حبي الشديد للوحدات واقُص الصور واكتب تحت الصوره شو ما يخطر ببالي .................مثل اهلاً وسهلاً في الدوري الاخضر .........الدوري اللنا .....
شكراً
لا اذكر ان كان عندي مثل هذا الدفتر
كانت اهتماماتي اكبر من اخترق من الوهم خيالا إلي لابحث عن الرجل
الرجل اسقط من حساباتي منذ كنت طفلة
لا اعتقد يوما لفت انتباهي احد من الجنس الآخر
كنت اعشق ابي لدرجة ملأ هذا الفراغ بالبحث عن الآخر
واي مقارنة بينه وبين الكثير كان بجانبه صور متناثرة
وكنت اشعر أن جميع الاشخاص حولي اصغر مني عقلا
برغم جميعهم من سني
بخصوص الفتاة عاشقة فلسطين
فأن أمن ان الرجل يخلق بداخله بذرة الشر والخير
والمرأة هي الوحيدة القادرة على ان تنبت داخل الرجل الشر او الخير
فتزرع داخله الشر
او تزرع بداخله الخير
انا كان عندي دفتر كان حقه 15 قرش اشتريته من مكتية النرجس والله كلامك كله صحيح انا كنت معبيه رسومات كل ما اشوف رسمه حلوه احاول ارسمها وخاصه الورود وقلوب الحب ................ وكثير شغلات زي ما قالوا الشباب ..................
بس انا كان عندي دفتر ثاني للوحدات زي ما بتعرفوا قبل لا كان إنترنت ولا ما يحزنون كنت اجمع الشلن على الشلن عشان اشتري جريدة الوحدات وهذا كله من حبي الشديد للوحدات واقُص الصور واكتب تحت الصوره شو ما يخطر ببالي .................مثل اهلاً وسهلاً في الدوري الاخضر .........الدوري اللنا .....
شكراً
هلا يا بلادينا بالمصري
حيث اني وانت من دورا الخليل
لا اذكر ان كان عندي مثل هذا الدفتر
كانت اهتماماتي اكبر من اخترق من الوهم خيالا إلي لابحث عن الرجل
الرجل اسقط من حساباتي منذ كنت طفلة
لا اعتقد يوما لفت انتباهي احد من الجنس الآخر
كنت اعشق ابي لدرجة ملأ هذا الفراغ بالبحث عن الآخر
واي مقارنة بينه وبين الكثير كان بجانبه صور متناثرة
وكنت اشعر أن جميع الاشخاص حولي اصغر مني عقلا
برغم جميعهم من سني
بخصوص الفتاة عاشقة فلسطين
فأن أمن ان الرجل يخلق بداخله بذرة الشر والخير
والمرأة هي الوحيدة القادرة على ان تنبت داخل الرجل الشر او الخير
فتزرع داخله الشر
او تزرع بداخله الخير
اهلا نابلسيه
بصراحة ردكـِ فاق الخيال واعجز عن ان ارد عليه بما يليق
انه كبرياء الفلسطينية الشامخة
وكبرياء العفيفات الشريفات
احيي فيكـِ هذه الروح وهذه القوة