القدس بين الإنفاق والأنفاق - القدس بين الإنفاق والأنفاق - القدس بين الإنفاق والأنفاق - القدس بين الإنفاق والأنفاق - القدس بين الإنفاق والأنفاق
القدس بين الإنفاق والأنفاق
د.ديمة طارق طهبوب
في جميع مواضع ذكر الجهاد في القرآن الكريم قُرن الجهاد بالنفس مع الجهاد بالمال، وقُدّم الجهاد بالمال في بعض المواطن، وتذكّرنا السيرة كيف أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن الجنة لعثمان بن عفان رضي الله عنه بعد أن جهّز جيش تبوك، عندما كان المسلمون في عسرة وفاقة. والجهاد بالمال هو جهاد القاعدين الذين لا يستطيعون الخروج والقتال، فكان أن فتح لهم الله بابا للأجر بإعداد العدة "من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا"، ولرفع الحرج والحجة عنهم، وبذا تقوم الأمة بقاعديها ومجاهديها بإقامة الفريضة الأعظم في الإسلام كل بحسب طاقته واستطاعته.
وفي وقتنا الحالي، الذي سلبت فيه الأنظمة العربية قدرة شعوبها على الجهاد وأوهنت عزائمهم وأشغلتهم بدنياهم واستخدمت الجيوش في ترويعهم وتصالحت بالمقابل مع عدوّهم، يغدو الجهاد بالمال أعظم أثرا في تمكين قلة مؤمنة توفّرت لها السبل والقدرة لأداء هذه الفريضة الغائبة نيابة عن الأمة.
والحاجة إلى الجهاد بالمال الآن في أوجها في القدس، زهرة المدائن وبوابة السماء، التي تواجه عملية تهويد منظّمة ومبرمجة، يُنفق عليها ما يوازي ميزانية دول مجتمعة، وعملية التهويد لا تقتصر على الإجراءات السياسية بإعلان القدس عاصمة موحّدة وأبدية ل"إسرائيل" فقط والتدخّل والتضييق على الأوقاف الإسلامية في القدس. وفي آخر تقديرات لمؤسسة القدس الدولية تبيّن أنّ حكومة المحتل تنفق ما مجموعه مليار و19 مليون على القدس، وأقل جمعية صهيونية تنفق ما يعادل 15 مليون لتهويد حي سلوان، وهذه المبالغ تتوزّع على قطاعات مختلفة لصبغ المدينة المقدّسة بالطابع اليهودي، ففي مجال الأبنية أقامت "إسرائيل" كنيس الخراب بتكلفة بلغت 15 مليون دولار لتضمن وجود معلم يهودي في صور القدس بجانب المعلمين الإسلامي والمسيحي، وأقامت كنيس قدس الأقداس بتكلفة 7 مليون دولار، وكذلك كلّف كنيس خيمة إسحاق، أمّا في قطاع الفنون والثقافة والتأريخ فقد أقامت المتاحف في كل مناطق القدس تقريبا، ومن هذه المتاحف متحف ايش هتوراة مقابل حائط البراق بتكلفة قدرها 20 مليون دولار، دفع 7 منها الممثل الأمريكي مايكل دوغلاس، أمّا متحف "إسرائيل" في قرية المالحة فقد تمّت توسعته بمبلغ 100 مليون دولار، ومتحف قافلة الأجيال الذي افتتح عام 2006 وكلّف أكثر من 15 مليون، ومتحف التسامح الذي تم المصادقة على مخططاته ليبنى فوق أرض مقبرة مأمن الله الاسلامية التي تم مصادرتها وتجريف مقابرها، ونعم التسامح هذا!، بمساحة 45 دونم وتكلفة تقدّر ب 250 مليون، ومتحف اسرائيل المصغرة mini Israel في حي اللطرون الذي كلّف 80 مليون دولار، وهذا الحرص المسعور على اصطناع التاريخ، بالرغم من أنّ عالم الآثار في جامعة تل أبيب إسرائيل فلنكشتاين، المعروف بأبي الآثار، صرّح أن لا صلة لليهود بالقدس وأنّ كل حملات التنقيب المستمرة لم تستطع إيجاد أثر يربط اليهود بالقدس كما تزعم القصص التوراتية، يهدف إلى التأثير في الأجيال الناشئة بالإضافة إلى ترسيخ الوجود اليهودي في المدينة وبالذات في أذهان السياح الأجانب، حيث وضعت السلطات كذلك اسما عبريا لكل الشوارع بدل العربية.
والصورة المقابلة للإنفاق العربي الشعبي والرسمي في منتهى البؤس، حيث لا تزيد المساهمات العربية الداعمة للقدس عن 40 مليون دولار في العام بحسب تقديرات مؤسسة القدس.
أمّا الأنفاق فالمسجد الأقصى شبه مفرغ من تحته، تمسكه رحمة الله، فتحت المسجد مدينة كاملة و38 نفقا، 13 منها مكتمل ومفتوح للزوار، و15 فيه حفريات نشطة وقيد التتفيذ، كما سمح الحاخامات لليهود بدخول المسجد الأقصى وبأداء الصلاة فيه وأصدروا فتاوى جديدة بهذا الخصوص، وكانوا يمنعونهم قبل ذلك، والآن يطالبون بتقديم القرابين، وحددت سلطات الاحتلال أوقاتا لصلاة المسلمين وأخرى لليهود، وبهذا منع المسلمون من الصلاة متى يريدون، وقلل هذا أعداد المعتكفين في رمضان، كما وفّرت الشرطة حماية للاقتحامات ولا يمكن للمسلمين الوقوف في وجههم، وأيّ معترض يعاقب بالإبعاد 6 أشهر ويمنع من دخول المسجد، وضيّقت على مشروع مصاطب العلم وعلى تواجد ورباط فلسطينيي 48 في المسجد.
والتهويد لا يقتصر على الأرض والمباني والحجارة بل يمتد إلى محاولة تهويد الإنسان، حيث يدرس 60 في المئة من الطلاب المقدسيين في مدارس تابعة للاحتلال، إذ تعتمد المدارس بنسبة 40 في المئة من ميزانيتها على سلطة الاحتلال لعدم وجود مصادر دعم أخرى، وبالمقابل يدعم الاحتلال كل طالب بمبلغ 700 شيكل مقابل تدريس المنهج المجاز من وزارة المعارف الاسرئيلية، والذي أزيل منه كل ما تقول "إسرائيل" أنّه يشجّع العداء ضدّها!
محلّق هو التشدق العربي الرسمي في التمسك بالقدس على شاشات التلفزة، وبائس هو الحال وراء الكواليس من كثرة التفريط والتي كشفت آخر حلقاته الجزيرة، حيث فرّط المفاوض الفلسطيني بالقدس وأعطى لليهود فوق ما يتمنّون بدعوى "الحلول الخلاّقة"! ولكن يبقى الأمل بعد الله بشعوب الربيع العربي التي تسارع بعد الانتهاء من مصائبها الداخلية بالإعلان أنّ القدس هي الموعد القادم وحلم المستقبل، وللآن جمعت القدس في رصيد قوتها ثلاثة شعوب والبقية آتية بإذن الله، ولعلّهم لا يتأخّرون حتى تبقى القدس ربيعنا الدائم حتى وإن حل الخريف.
من المؤسف ان نسمع على لسان المتحدث الفلسطيني القدس الشرقيه و الغربيه
عند استحضار مدينة القدس في اي نقاش
وان نسمع على لسان المتحدث الاسرائيلي القدس الموحده ( اي لا شرقيه ولا غربيه بل القدس كاملة غير مجزءه)
عند الحديث عن تلك المدينة المجيده و المقدسه
كل يوم تخرج اسرائيل علينا بالموافقه ببناء المزيد من المستوطنات في القدس و الشروع على تهويدها بشتى الطرق
و الذي يحزن القلب هو سكوت العرب و سباتهم العميق فيما يتعلق بالقدس و القضيه
وتراهم يهتفون بالمحافل الدوليه و المحليه باسم القدس مجرد كلمات صبيانيه تخرج من افواههم لكسب العاطفه و التأييد
متى تعود القدس حره يحلق بسماها طير الحمام ترفرف فوق مأذنها و كنائسها اعلام فلسطين
و نسمع صيحات الله اكبر تملئ الكون و رنين اجراس كنائسها تهدي لسامعها الحان النصر