يقول المثل الشعبي " اللي سلمك مذبحه لا تذبحه" وهذه هي رسالتي إلى الصحف الكويتية , فمنذ فترة ونحن نطالع كل يوم حربا مشتعلة بينها في التسابق على إدراج خبر المدرب الكرواتي دراغان تالايتش , وكأنها أصبحت سلعة ناجحة لتسويق أنفسهم لدى جماهير المارد الأخضر .
أمر غريب يتبادر إلى ذهني فبعد أن أنجز الوحدات مهمته الآسيوية في الدور الأول من بطولة كأس الإتحاد الآسيوي , وتحديدا عقب نهاية مباراة الوحدات أمام فريق الكويت الكويتي وتغلبه عليه بنتيجة الذهاب والإياب , بدأت هذه السلسلة من الضخ الإعلامي المتواصل على أخبار التعاقد مع المدرب دراغان تالايتش , وبدأت هذه الحملة جريدة القبس الكويتية التي يملك بها نادي الكويت الكويتي أسهما كبيرة !!! وخرجت علينا جريدة القبس بأول أخبارها حول نية النادي التعاقد مع دراغان بديلا لروماو , ضمن حملة نفسية منظمة ضد جماهير المارد الأخضر .
الخبر الأول لاقى صدا واسعا عند جماهير الوحدات وبدأت بتناقله بشكل كبير وواسع مما يعني نجاح المرحلة الأولى من الحرب النفسية , ولماذا لا نسميها حربا نفسية إذا كان النادي الكويتي يسعى لتعثر مسيرة الوحدات في المباريات المتبقية كي يكون له فرصة بصدارة المجموعة ؟ الخبر الأول كان قنبلة البداية ثم تتالت الأخبار من الصحف الكويتية فتارة دراغان يريد التعاقد مع نادي الكويت وتارة مع النصر وتارة مع القادسية , وأصبح الجمهور الوحداتي في حالة محزنة بسبب تعلقهم بمدربهم الكرواتي دراغان تالايتش , وشعورهم بأن العروض المقدمة له خيالة ولا يمكن مجاراتها .
خطة اعلامية واضحة لمن يعرف اللعبة الإعلامية تتركز على ثلاثة محاور , الأول : تباين الأخبار وعدم التركيز على نادِ بعينه ( الكويت . النصر , القادسية ) , الثاني : رفع قيمة العقود لدرجة لا يمكن مقارنتها مع العقود التي من الممكن أن تعرض بالأردن ( 600 ألف , 350 ألف ) , الثالث : تنويع أماكن نزول الخبر في أكثر من صحيفة وعلى فترات متقطعة كل يومين أو ثلاثة , عدى أن جميع الأخبار التي تم توجيهها وضخها نحو جمهور الوحدات كانت دوما بدون مصدر واضح وبدون تصريح رسمي من رئيس النادي أو نائبه , وبدون تصريح حتى من المدرب دراغان ولو حتى عن رأيه في هذه العروض المقدمة .
أسلوب إعلامي مكشوف وحرب نفسية مدروسة تمكن من إدارتها بشكل متقن إداري في نادي الكويت الكويتي , حيث واظب طوال فترة الثلاثة أسابيع المنصرمة على الاتصال الدائم بأشخاص مقربين من النادي , وسؤالهم عن أحوال النادي وأحوال جماهيره كما أنه حاول إقناعهم , بأهمية أن يفوز الوحدات على فريق الطلبة العراقي وذلك خلال المباراة وتحديدا بين الشوطين وعدم الإبقاء على نتيجة التعادل , وحتى لا أظلمه فاعتقد انه كان ينوي إشعال حرب بين الجماهير والمدرب في المرحلة الأولى من كاس الاتحاد الآسيوي , ولكنها فيما بعد أصبح خبر دراغان مهما للصحف الكويتية التي تريد تحقيق متابعة لها خارج الدولة .
البعض قد يقول الآن أنني قد أظلم هذه الصحف , ولكن إذا كنت أظلمهم فلماذا لم تكتب مثلا الصحف القطرية عن نية نادي قطري بالتعاقد مع المدرب دراغان ؟ ولما لم تفعل ذات الشيء الصحف الإماراتية ؟ لماذا كان هذا الضخ الإعلامي كله موجه من الصحف الكويتية , وكلها بدون أي مصدر رسمي ؟؟ وما سر بدء صحيفة القبس بهذه الكوكبة من الأخبار المتتالية الموجهة بالدرجة الأولى نحو جماهير الوحدات .
إدارة نادي الوحدات شاركت في الحقيقة بهذا التخبط الحاصل وإرهاق الجماهير الخضراء , فلم نشاهد الناطق الإعلامي يقوم بدوره الذي من المفترض أن يقوم به طوال هذه المدة المرهقة والمتعبة لجماهير النادي , وبقي الرد الرسمي للنادي مغيبا وابتعدت الإدارة الجديدة برئاسة الدكتور فهد البياري عن هذه الجماهير الوفية , وبقيت في برجها العاجي تشاهد سوء الأحوال ولكن دون أي ردة فعل ايجابية لإيقاف هذه المعمعة , وهذا الكم المتزايد من الأخبار مع عدم وضوح الرؤية لأبسط مطالب الجماهير بالتجديد لمدرب فريقهم , الذي تمكن من لعب 42 مباراة بدون خسارة بمساعدة جهازه الفني , المكون من مساعده عبد الله ابو زمع ومدرب الحراس عثمان برهومة وبقية الكادر الطبي .
وختاما لا يسعني إلا أن أطالب الصحف الكويتية بالكف عن جمهور الوحدات , وان كان هناك خبر لديهم فليرفقوه بتصريحات رسمية , وأعود لأؤكد على هذا المثل " اللي سلمك مذبحه لا تذبحه " لأنني أنا أيضا استطيع القول الآن مثلا وبدون مصدر " حسام حسن يوقد مع احد الأندية الأردنية مقابل 600 ألف دولار " وحينها أنا متأكدة أن جماهير نادي الزمالك سوف تتناقل الخبر وسيصبح حديث الشارع الرياضي المصري , وعلى إدارة الوحدات أن ترحم الجماهير هي أيضا وتلبي مطالبهم لأنهم وجدوا ليتحملوا مسؤولياتهم , وهذه المرحلة المزدهرة التي يعيش بها الفريق ليست بحاجة إلى تركيز الاهتمام على تصفية الحسابات الشخصية فمصلحة الفريق أولا وأخيرا