وُلدتُ من رحمِ الأرضِ أنا
أنا وردُ الجبالِ
وعشب السهولِ
أنا سنابلُ القمحِ
وشواهدِ الشهداءِ على المداخل
أنا سروةٌ ..احتضنت تراب الأرض
ورأسها عنان السماءِ يطاول
وأنتَ حنظلُ الدنيا
وشوك الحقول
ولا بد بمنجلِ الحقِ زائل
سئموك شايلوك
وألقوا بك على باب البيت لقيطاً
ولفظوك كجيفةٍ
وقالوا تقاسموا معه التين والزيتون
وقمح السنابل
أنا الوشمُ على جبين الأرض
وأنت اسمٌ خُطَّ على الرمالِ
بقشةِ وهمٍ
وإن هبت الريحُ
لابد زائل
أنا الحقُ قضيي
وأنت ما اجترح الأوغادُ
بكل عهر الكون باطل
أنا شرفُ السلاحِ
لأجلِ أطفالي أقاتل
وأنت بما تملكُ
من اّلةِ القتلِ ...سافل
أحبُ الحياة
وأنّي لذاك ولأطفالي أقاتل
وأنت يا وغدُ ...قاتل
ماذا لديك هنا
غير الخوفِ من الاّتي
وهمج الرصاصِ
وجبن القنابل
ما ضرك ... أن تنامَ بنصفِ عينٍ
كما الذئبُ منتعلاً
خوذةٌ على الرأسِ
وسبابةٌ على الزناد
أنت أصنامُ خيبر
وبأيدِ الأطفالِ
حجارة الصوان ....معاول
زيتُ السراجِ
بظلامِ الليلِ دمي
وعظامي للدربِ الطويلِ ...مشاعل
انتَ مأجورٌ ...وأنا المناضل
ندركُ ....لن تذهب بلا مقابل
وذالك قد يكون روحي وأولادي
ومهما كان ... فإلى مزابل التاريخ
أنت راحل
وستلفظُ الأرضُ حتّى رفاتك
فخذها على كتفيك حين تمضي
فأرضٌ ضمت أنبياء الله
لن تحتمل النجس يدنسها
وإن كنت لاتدري
فإن للتاريخ
لأمثالك ورفاتهم
مزابل