لطالما افتخر الوحدات بأن لديه أكبر مدرسة كروية بين جميع أندية البلد ولطالما سيطر النادي على معظم بطولات الفئات العمرية في السنوات الأخيرة. جيش من اللاعبين كانوا النواة الأساسية لمنتخبات الفئات العمرية حتى أن المنتخب الأولمبي ضمّ في بعض الفترات عشرة لاعبين من الوحدات والحال ينسحب على منتخبات الفئات الأخرى. هذه الكنز الاستراتيجي من اللاعبين كان يثير الغبطة والحسد لدى جميع المنافسين لأن المدرسة الوحداتية حالة فريدة جعلت النادي يحتكر ويهيمن على أغلب بطولات الفئات وكانت المباريات تنتهي بارقام من خانتين في كثير من الأحيان وكان الجمهور لا يسأل هل سيفوز فريق سن 18 او سن 16 بل كان السؤال كم سيفوز؟
بطولات كثيرة حصدتها الفئات وثروة من اللاعبين رفدت منتخبات الفئات فهل استفاد الوحدات فعلياً من هذه الثروة الضائعة؟ بطولات الفئات لا تحسب في سجلات البطولات للنادي لأن ما يسجل ويحصى هي بطولات الفريق الأول وهذا لا يقلل من قيمة المدرسة الكروية لأن الفوز ببطولات الفئات هو المؤشر الحقيقي على صحة مسار الفريق الأول لأن ذلك يعني أن هناك طوابير من اللاعبين قادمة في الطريق لرفد الفريق وهذه الفئات هي المضخة الرئيسية التي تزود الفريق الأول باحتياجاته وهي التي ستسد النقص في حالات احتراف اللاعبين وهي التي تبقي الحيوية والمنافسة بين اللاعبين وهي التي تضخ الدماء الجديدة وهي أيضاً ورقة استثمار مهمة يمكن استغلالها ان وجد هناك من يحسن الاستغلال والاستثمار.
ظاهرياً يتميّز الوحدات بمدرسته الكروية وظاهرياً أيضاً تبدو هذه الظاهرة صحية وفريدة من نوعها ولكن الواقع يقول غير ذلك! الواقع والحقيقة المّرة ان استفادة الوحدات من فئاته كانت في حدها الأدنى وكانت المدرسة الكروية الأكبر والأميز مجرد طاقة مهدورة في معظمها لم تستغل بالطريقة المثلى فصارت مدرسة الوحدات رافداً أساسياً للفرق الأخرى حتى يخيل للمشاهد في بعض الأحيان أن الوحدات يلعب مع رديفه وليس مع فريق منافس. السبب الرئيسي لذلك سوء الإدارة التي تمّيز إدارة نادي الوحدات فلو كانت المدرسة الكروية للوحدات متوفرة لأي نادي اخر لقام هذا النادي باحتكار كافة الالقاب على مستوى الفريق الأول ولكان النادي الأول محلياً على المستوى المالي. منتخبات الفئات والفرق المنافسة هي التي استفادت بالدرجة الأولى من مدرسة الوحدات بينما بقي الوحدات تحت رحمة التعاقدات الفاشلة والصفقات غير الموفقة التي أهدرت فيها الأموال وضُيعت فيها المواهب على دكة البدلاء لدرجة أن الإدارة كانت تتعاقد في بعض المواسم مع ثمانية لاعبين دفعة واحدة متجاهلة كل المواهب التي تكتظ بها المدرسة الوحداتية ومصدرة حكماً بالاعدام على خامات جاهزة لا تحتاج فقط الا للصقل والتطوير وأخذ الفرصة، مع العلم أن نسبة نجاح صفقات المحترفين لا تصل إلى 5% فقط وهذه الخمسة بالمئة يلعب فيها الحظ دوراً كبيراً كما حصل مع توريس المهاجم البرازيلي، لأن بين علاء ابراهيم وتوريس أكثر من عشر صفقات فاشلة لمهاجمين لم يقدموا اي اضافة بل كانوا عبئاً وهماً وخسارة مادية للنادي.
بطولة درع 2008 فاز فيها الوحدات بفريق رديف أمام فرق لعبت كلها بفريقها الأول، والمفارقة الغريبة أن هذا الفريق لم يتبقَ منه إلا لاعب واحد هو محمد الدميري بالاضافة للغائب الحاضر رامي الردايدة فأين ذهب بقية الشباب؟ ولماذا أهدرت هذه المواهب؟ ولماذا لم يتم تطويرها وصقلها؟
منذ التعاقد مع محمد جمال لاعب الارتكاز المميز فشلت مدرسة الوحدات الكروية في توفير لاعب ارتكاز (عليه العين) يخلف محمد جمال حتى وجدت الادارة ضالتها في فادي عوض والذي تم التعاقد معه لأشهر وربما تفشل الاداراة في تجديد التعاقد معه، وحتى محمد جمال نفسه لم يكن خريج مدرسة الوحدات بل جاء من البقعة، وحتى الشباب الذين برزوا في هذا المركز اختفوا وتفرقوا بين الأندية نتيجة لسوء الإدارة فلماذا فشلت مدرسة الوحدات في ترفيع لاعب ارتكاز مميز لمدة تزيد عن عشر سنوات؟ وأين ذهبت الاسماء التي برزت في هذا المركز؟.
قلوب الدفاع الوحداتية في المواسم الأخيرة كلهم من خارج مدرسة الوحدات، من الباشا الى البهداري الى هيلدر الى محمد مصطفى ولم تنجح مدرسة الوحدات في اخراج مدافع يلعب في هذا المركز باستثناء طيب الذكر طارق خطاب الذي تم اكتشافه في المنتخب قبل الوحدات، ويبقى السؤال أين اختفى جيش الدفاع الوحداتي الذي كانت تحتشد فيه فرق الفئات ولماذا تسربت المواهب بهذه الطريقة المحزنة ولماذا قدمت على طبق من ذهب للفرق الأخرى؟ من المسؤول عن تشتت هؤلاء اللاعبين بين الفرق؟
بعد جهاد عبد المنعم ومحمود شلباية لم تستطع مدرسة الوحدات تقديم خليفة حقيقي لهذه الظواهر التي أرادت تسليم الراية فلم تجد بعدها من يحمل راية الهجوم الوحداتي وكل ما قدمته المدرسة الكروية الوحداتية مهاجمين متواضعين يسجل الواحد فيهم اهداف لا تتجاوز عدد أصابعه في موسم كامل، فمن المسؤول عن ضعف الانتاج الهجومي في مدرسة الوحدات؟ ومن المسؤول عن ضعف صقل هذه المواهب وتطويرها؟ ومن المسؤول عن هروب المهاجمين؟ ولماذا يحصل لاعبو الفئات على صدارة الهدافين في فئاتهم بينما يصبحون أسرى مقاعد الاحتياط في الفريق الأول؟ أو يخرجون من الباب الخلفي للفريق الأول إلى أندية أخرى وبلا رجعة؟ العيب بالتأكيد ليس في هذه المواهب ولكن العيب الأساسي في مدربين خاضعين لهيمنة الادارة وتغولها على الشؤون الفنية للفريق ... ادارة تتعاقد كل عام مع مهاجم جديد دون الالتفات للشباب القادمين من مدراسها الكروية ودون ايلاء المهاجمين العناية الكافية فكيف لمهاجم ان يتطور مستواه وهو يقضي معظم وقته على دكة البدلاء او على المدرجات لان مهاجما محترفا بنفس مستواه أخذ مكانه.
بعد فيصل ابراهيم لم يأت ظهير أيمن بنصف مستوى فيصل وحتى المواهب التي تبرز في الفئات في هذا المركز يتم قتلها بشكل بطيء من خلال اجلاسها على مقاعد الاحتياط لفترات طويلة او يتم تطفيشهم بشكل متعمد للفرق الأخرى او يتم الاستعانة بمحترفين لموسم واحد وغالبا يكونون بمستوى متواضع حتى أن الظهير العادي في الوقت الحالي فراس شلباية ليس ظهيرا في الاصل وتم الزج به في هذا المركز بالقوة الجبرية مع وضع سياج محكم حول هذا المركز يمنع الاقتراب منه بأي حال من الأحوال. الظهير الايسرأيضاً لم يتم ايجاد بديل حقيقي له من المدرسة الكروية ليقوم المدرب بتجريب نصف الفريق في هذا المركز عندما يغيب الدميري فأين مواهب المدرسة الكروية؟
الدوري الاردني فيه ثلاثة حراس من مدرسة الوحدات : فراس صالح وحماد الأسمر ومالك شلبية، بينما لم تقدم مدرسة الوحدات خليفة حقيقي لعامر شفيع. محمود قنديل ليس صغيرا في السن واعتزاله سيكون موازياً زمنياً لاعتزال عامر شفيع ، وجميع المواهب الاخرى التي ذهبت للأندية لم يتم استغلالها والمداورة بينها للوصول الى خليفة حقيقي لعامر شفيع حتى جاء الوقت الذي اصبح فيه الوحدات تحت رحمة انخفاض مستوى شفيع وشروده في كثير من المواقف الحاسمة، كان الاولى ان يتم العمل بشكل جدي على تجهيز حارس قادر على سد جزء من مستوى شفيع او على الاقل اعطاء فرصة لقنديل ليبقى جاهزا دائما. المواهب التي خسرها النادي لصالح الاندية الأخرى كان بالامكان استغلال احدها وتجهيزه بشكل جدي ليكون بديلا يشغل الفراغ الذي سيعانيه الوحدات بعد اعتزال شفيع وقنديل. فعليا وبعد باسم تيم وناصر غندور لم يكن هناك حارس وحداتي حقيقي من انتاج المدرسة الكروية لان شفيع نفسه تم شراؤه من نادي اليرموك.
مواهب المدرسة الوحداتية التي تم الاستفادة منها كانت في خط الوسط الذي ورغم كثافة اللاعبين في هذا المركز يبقى من اضعف الخطوط في الفريق لغياب الثبات والانسجام ولم يأت للان مدرب قادر على ايجاد الخلطة السرية التي يتم من خلالها استغلال افضل أربعة لاعبين في مراكزهم وهم رجائي وصالح والياس وسريوة.
مدرسة الوحدات الكروية قادرة على تزويد الفريق الاول بفريق رديف لا يقل قوة ومستوى عن الفريق الاول وقادرة على تجهيز لاعبين لكل مركز وقادرة على ايجاد استثمار حقيقي ودخل معتبر للنادي من خلال الاعارة والاحتراف ولكن كل هذه الامنيات تبقى اسيرة للفشل الاداري وتبقى تحت رحمة اعضاء ادارة لا يحملون من الادارة سوى اسمها ، السبب الرئيسي لفشل مدرسة الوحدات يكمن في أجهزة فنية تدار بريموت كنترول ويتم التحكم بها كما يُتحكم بالدمى في مسرح العرائس، فشل المدرسة الكروية التي اصبح خيرها لغيرها يكمن في إدارة غير محترفة كرست عملها الاداري لتصفية الحسابات وادارة المؤامرات وتطفيش المواهب. مواهب وخامات مدرسة الوحدات الكروية اندثرت في معظمها وهرب كثير منها لأن الادارة تبحث عن لاعبين جاهزين من اندية اخرى ومن خارج البلد ورغم فشلها الدائم في ادارة ملف المحترفين الا انها تصر على معاودة الكرة كل مرة بدون اي مراجعة او اعتراف بذنبها وفشلها، ولأن الإدارة تريد فرض بعض اللاعبين على حساب مواهب احق واقدر على الظهور في الفريق الاولى، الادارة اضاعت المواهب الكروية وهي تصر على سياسة التعاقد مع مدربين لسنة واحدة همهم تحصيل بطولة باي ثمن من خلال طلب لاعبين محترفين او من خلال الاصرار على اسماء (ختيرت) لانها تخاف المغامرة بزج الشباب واعطاءهم الفرصة. ان كان الأمر في ظاهره تتحمله الأجهزة الفنية لكن الحقيقة وجوهر المشكلة يكمن في الإدارة التي تتداخل وتتدخل في عمل الاجهزة الفنية بطريقة مباشرة وغير مباشرة ، سياسة الادارة التي تغير ثلاثة مدربين في نفس الموسم وتختار المدرب الارخص دوما مسؤولة بشكل رئيسي عن ضياع مواهب المدرسة الوحداتية.
الحقائق المؤلمة في نادي الوحدات كثيرة والمسؤول الرئيسي عنها مجلس إدارة يختطف النادي ، النقد ليس هواية ومهاجمة الادارة ليست حرفة ومتعة ، هناك حقائق تدفع المتابع للكتابة مٌكرهاً ومجبراً وليس حباً في النقد، وما ذُكر أعلاه ليس إلا جزءاً بسيطاً مما يمكن الحديث عنه.
الله يعطيك العافيه يا صوت العقل
احسنت كتبت فأبدعت
كنت وما زلت من اشد المعارضين لفكرة المحترفين وقلت دائما علينا استغلال لاعبينا الشباب في كل المراكز ولدينا جيش من اللاعبين
نستطيع بناء فريق قوي يعطينا لعشر سنوات فعلا وبقوه وايضا ممكن الاستثمار في بعض اللاعبين
قد يكون لغياب اللجان المتخصصه دور في هدر هذه المواهب فلو كان هناك لجنه للاستثمار في اللاعبين لرفدنا الخزينه بمبالغ كبيره من جراء بيع او اعارة الشباب
ولو كان هناك لجنه رياضيه محترفه لاستغلال المواهب الوحداتيه لاستفاد الفريق الاول منها
هناك نقطه مهمه يجب وجود مدير فني قوي الشخصيه لا يخضع لاملاءات من احد يتصرف من عقله وحسب المصلحه العامه سواء كان ابن نادي او محلي او اجنبي
الفئات تنتج لاعبين على سويه عاليه والفريق الاول يهدرها بسهوله ويسر
تشخيص المشكلة سهل ولكن الصعب طرح الحلول المناسبة لهذه المشكلة ... الحل الأمثل أن تترك معظم الاسماء الحالية مواقعها في مجلس الادارة وترك أمر ادارة النادي وفريق كرة القدم لأصحاب الاختصاص وأصحاب الكفاءة والدراية ... ادارة النشاط الكروي وادارة ملف الاحتراف تحتاج لخبير وهذا غير متوفر في معظم الموجودين... إذا لم يتنازل هؤلاء عن مناصبهم فالحل أن يتم إجبارهم بالطرق المشروعة
الوحدات يستحق ادارة افضل
الله يعطيك العافيه اخي العزيز على التحليل الرائع
ولكن هل تعلم ان الوحدات اكبر محرقة لللاعبين
ومشكله تكمن حالياً في الوحدات انه لا يعمل على تجربة رديف لكل لاعب ليبقى التنافس بينهم
مشكلة المحسوبية لا زالت موجوده من الثمانين ولكن زادة مع وجود اداره فاشله
اخي العزيز يجب ان نعترف ان هناك ايضا خلل في مدربي الفئات العمرية فاللاعب الذي يصل الى الفريق الاول غير مجهز بدنيا وينقصه الكثير من المهارات الاساسية لكرة القدم وواضح انه لا يوجد تنسيق بين المدير الفني للفريق الاول وكذلك المدير الفني للفئات العمرية انا لو صاحب راي وقرار بجيب مدير فني اجنبي للفريق الاول وكذلك مدير فني اجنبي للفئات العمرية واضع امامهم شرط التنسيق من اجل تعزيز الفريق الاول بالمراكز التي يحناجها وعمل خطة طموحة لمدة سنتين او ثلاثة لا فيها واسطة ولا محسوبيات
مقال مميز ومنطقي وتساؤلات مشروعة
ما تفضلت به أخي سائد مشكلة وعلى ما أعتقد وحسب معرفتي أن هذه مشكلة عالمية وليست وحداتية .. ولي أن أتساءل هنا: كم لاعب من مدرسة ريال مدريد (أبناء نادي الريال) في فريق الريال .. وكم لاعب من مدرسة برشلونة (أبناء نادي برشلونة) في فريق برشلونة .. أعتقد أن ذات المشكلة موجودة عند الفرق العغالمية الكبيرة وهذا ينطبق على الأندية الكبيرة في الدوري الانجليزي وكذلك الايطالي .. أظن أن نسبة المتواجدين في الفريق الأول من أبناء أي نادي (الأندية الكبيرة في بلدانها) هي نفس النسبة في نادي الوحدات .
لكن لماذا ؟ رغم أن هذه الأندية صاحبة أكبر المدارس الكروية ..أظن أن المشكلة تكمن في أن مثل هذه الأندية الكبيرة صاحبة المدارس الكروية في بلدانها ومنها الوحدات على مستوى الأردن دائما ما تسعى إلى حيازة الألقاب في كل موسم مما يجعلها تعتمد على اللاعب الجاهز ، لأن الزج باللاعبين الشباب في الفريق الأول يحتاج إلى صبر والنتائج غير مضمونة وهي مغامرة ، وغالبا ما يكون (ابن النادي) في هذه الفرق هو بديل .
أما الحل الذي سألت عنه في مداخلتك فليس موجودا عند الأندية .. الحل بيد اتحاد كرة القدم في هذه البلدان .. وعلى مستوى الأردن أتسائل لما لا يسمح الإتحاد للأندية بتشكيل الفريق "ب" للنادي ..هذا الفريق كأن نقول فريق الوحدات "ب" الذي ينافس في الدرجة الأولى ـ أو فريق الفيصلي "ب" الذي ينافس في الدرجة الثانية .. وهكذا يمكن لمن يثبت نفسه في الفريق "ب" لأي نادي أن ينتقل إلى الفريق "أ" لنفس النادي... لا أ‘لم إن كانت هذه الفكرة مطبقة في بعض البلدان بهذه الطريقة أم لا ؟ مما يتيح للأندية الإستفادة من مجارسها الكروية دون تأثرها بالمنافسة على البطولات.
تشخيص المشكلة سهل ولكن الصعب طرح الحلول المناسبة لهذه المشكلة ... الحل الأمثل أن تترك معظم الاسماء الحالية مواقعها في مجلس الادارة وترك أمر ادارة النادي وفريق كرة القدم لأصحاب الاختصاص وأصحاب الكفاءة والدراية ... ادارة النشاط الكروي وادارة ملف الاحتراف تحتاج لخبير وهذا غير متوفر في معظم الموجودين... إذا لم يتنازل هؤلاء عن مناصبهم فالحل أن يتم إجبارهم بالطرق المشروعة
الوحدات يستحق ادارة افضل
يعطيك العافية على هذا الطرح ...
التشخيص لا يقل صعوبة عن إيجاد الحلول وتطبيقها. لكن مأخذي على الحل المقترح هو انه يظهر وكان المقال كُتب فقط لمهاجمة مجلس الادارة وليس لتشخيص المشكلة لإيجاد الحلول. اخي الكريم، اذا كانت المشكلة هي فعلا مجلس الادارة فإذا يجب البحث عن آلية تكوين مجلس الادارة مما يأخذنا الى الانتخابات والكتل وطرائق التصويت والتي بدورها تأخذنا الى القانون الداخلي للنادي ... والذي بدوره لا يمكن تغييره لسبب ما.
اذا أردنا ان نذهب في ذلك الاتجاه فذلك يجبرنا ان نطرح سؤالا مهما عن النادي ... هل كبر النادي ليصبح اكبر من حجمه، وبالتالي قانونه لا يفي بطموحاته؟ ام اننا حدنا عن هدف النادي ورؤيته وأصبحت المنافسة والبطولات هي بوصلتنا ولكننا نتعامل معها بعقلية لا تتناسب وذاك الهدف وتلك الرؤية؟ هل النادي مؤسسه ربحية مادية ام مؤسسه خيرية لخدمة المجتمع المحلي بالدرجة الاولى؟
قد تكون المشكلة في مدرب ما، قد تكون في طريقة اختيار المواهب، قد تكون في طريقة التواصل بين مختلف الأجهزة الفنية، وقد لا يكون هناك مشكلة من الأساس وانما قضية عرض وطلب، او سوء تقدير هنا او هناك! لا ادري، ولا اظن ان احدا يدري، دون اجراء دراسة متخصصة للوقوف على الوضع كما هو الان وعلى التجربة الكروية ككل.
موضوع قيّم ومهم لطرح التساؤلات للوصول لتجزئة المشاكل للوصول الى أصل كل جزئية، وبالتالي نبدأ بطرح الحلول لكل جزئية للوصول لحل شامل لكافة المشاكل.
لطالما افتخر الوحدات بأن لديه أكبر مدرسة كروية بين جميع أندية البلد ولطالما سيطر النادي على معظم بطولات الفئات العمرية في السنوات الأخيرة. جيش من اللاعبين كانوا النواة الأساسية لمنتخبات الفئات العمرية حتى أن المنتخب الأولمبي ضمّ في بعض الفترات عشرة لاعبين من الوحدات والحال ينسحب على منتخبات الفئات الأخرى. هذه الكنز الاستراتيجي من اللاعبين كان يثير الغبطة والحسد لدى جميع المنافسين لأن المدرسة الوحداتية حالة فريدة جعلت النادي يحتكر ويهيمن على أغلب بطولات الفئات وكانت المباريات تنتهي بارقام من خانتين في كثير من الأحيان وكان الجمهور لا يسأل هل سيفوز فريق سن 18 او سن 16 بل كان السؤال كم سيفوز؟
بطولات كثيرة حصدتها الفئات وثروة من اللاعبين رفدت منتخبات الفئات فهل استفاد الوحدات فعلياً من هذه الثروة الضائعة؟ بطولات الفئات لا تحسب في سجلات البطولات للنادي لأن ما يسجل ويحصى هي بطولات الفريق الأول وهذا لا يقلل من قيمة المدرسة الكروية لأن الفوز ببطولات الفئات هو المؤشر الحقيقي على صحة مسار الفريق الأول لأن ذلك يعني أن هناك طوابير من اللاعبين قادمة في الطريق لرفد الفريق وهذه الفئات هي المضخة الرئيسية التي تزود الفريق الأول باحتياجاته وهي التي ستسد النقص في حالات احتراف اللاعبين وهي التي تبقي الحيوية والمنافسة بين اللاعبين وهي التي تضخ الدماء الجديدة وهي أيضاً ورقة استثمار مهمة يمكن استغلالها ان وجد هناك من يحسن الاستغلال والاستثمار.
ظاهرياً يتميّز الوحدات بمدرسته الكروية وظاهرياً أيضاً تبدو هذه الظاهرة صحية وفريدة من نوعها ولكن الواقع يقول غير ذلك! الواقع والحقيقة المّرة ان استفادة الوحدات من فئاته كانت في حدها الأدنى وكانت المدرسة الكروية الأكبر والأميز مجرد طاقة مهدورة في معظمها لم تستغل بالطريقة المثلى فصارت مدرسة الوحدات رافداً أساسياً للفرق الأخرى حتى يخيل للمشاهد في بعض الأحيان أن الوحدات يلعب مع رديفه وليس مع فريق منافس. السبب الرئيسي لذلك سوء الإدارة التي تمّيز إدارة نادي الوحدات فلو كانت المدرسة الكروية للوحدات متوفرة لأي نادي اخر لقام هذا النادي باحتكار كافة الالقاب على مستوى الفريق الأول ولكان النادي الأول محلياً على المستوى المالي. منتخبات الفئات والفرق المنافسة هي التي استفادت بالدرجة الأولى من مدرسة الوحدات بينما بقي الوحدات تحت رحمة التعاقدات الفاشلة والصفقات غير الموفقة التي أهدرت فيها الأموال وضُيعت فيها المواهب على دكة البدلاء لدرجة أن الإدارة كانت تتعاقد في بعض المواسم مع ثمانية لاعبين دفعة واحدة متجاهلة كل المواهب التي تكتظ بها المدرسة الوحداتية ومصدرة حكماً بالاعدام على خامات جاهزة لا تحتاج فقط الا للصقل والتطوير وأخذ الفرصة، مع العلم أن نسبة نجاح صفقات المحترفين لا تصل إلى 5% فقط وهذه الخمسة بالمئة يلعب فيها الحظ دوراً كبيراً كما حصل مع توريس المهاجم البرازيلي، لأن بين علاء ابراهيم وتوريس أكثر من عشر صفقات فاشلة لمهاجمين لم يقدموا اي اضافة بل كانوا عبئاً وهماً وخسارة مادية للنادي.
بطولة درع 2008 فاز فيها الوحدات بفريق رديف أمام فرق لعبت كلها بفريقها الأول، والمفارقة الغريبة أن هذا الفريق لم يتبقَ منه إلا لاعب واحد هو محمد الدميري بالاضافة للغائب الحاضر رامي الردايدة فأين ذهب بقية الشباب؟ ولماذا أهدرت هذه المواهب؟ ولماذا لم يتم تطويرها وصقلها؟
منذ التعاقد مع محمد جمال لاعب الارتكاز المميز فشلت مدرسة الوحدات الكروية في توفير لاعب ارتكاز (عليه العين) يخلف محمد جمال حتى وجدت الادارة ضالتها في فادي عوض والذي تم التعاقد معه لأشهر وربما تفشل الاداراة في تجديد التعاقد معه، وحتى محمد جمال نفسه لم يكن خريج مدرسة الوحدات بل جاء من البقعة، وحتى الشباب الذين برزوا في هذا المركز اختفوا وتفرقوا بين الأندية نتيجة لسوء الإدارة فلماذا فشلت مدرسة الوحدات في ترفيع لاعب ارتكاز مميز لمدة تزيد عن عشر سنوات؟ وأين ذهبت الاسماء التي برزت في هذا المركز؟.
قلوب الدفاع الوحداتية في المواسم الأخيرة كلهم من خارج مدرسة الوحدات، من الباشا الى البهداري الى هيلدر الى محمد مصطفى ولم تنجح مدرسة الوحدات في اخراج مدافع يلعب في هذا المركز باستثناء طيب الذكر طارق خطاب الذي تم اكتشافه في المنتخب قبل الوحدات، ويبقى السؤال أين اختفى جيش الدفاع الوحداتي الذي كانت تحتشد فيه فرق الفئات ولماذا تسربت المواهب بهذه الطريقة المحزنة ولماذا قدمت على طبق من ذهب للفرق الأخرى؟ من المسؤول عن تشتت هؤلاء اللاعبين بين الفرق؟
بعد جهاد عبد المنعم ومحمود شلباية لم تستطع مدرسة الوحدات تقديم خليفة حقيقي لهذه الظواهر التي أرادت تسليم الراية فلم تجد بعدها من يحمل راية الهجوم الوحداتي وكل ما قدمته المدرسة الكروية الوحداتية مهاجمين متواضعين يسجل الواحد فيهم اهداف لا تتجاوز عدد أصابعه في موسم كامل، فمن المسؤول عن ضعف الانتاج الهجومي في مدرسة الوحدات؟ ومن المسؤول عن ضعف صقل هذه المواهب وتطويرها؟ ومن المسؤول عن هروب المهاجمين؟ ولماذا يحصل لاعبو الفئات على صدارة الهدافين في فئاتهم بينما يصبحون أسرى مقاعد الاحتياط في الفريق الأول؟ أو يخرجون من الباب الخلفي للفريق الأول إلى أندية أخرى وبلا رجعة؟ العيب بالتأكيد ليس في هذه المواهب ولكن العيب الأساسي في مدربين خاضعين لهيمنة الادارة وتغولها على الشؤون الفنية للفريق ... ادارة تتعاقد كل عام مع مهاجم جديد دون الالتفات للشباب القادمين من مدراسها الكروية ودون ايلاء المهاجمين العناية الكافية فكيف لمهاجم ان يتطور مستواه وهو يقضي معظم وقته على دكة البدلاء او على المدرجات لان مهاجما محترفا بنفس مستواه أخذ مكانه.
بعد فيصل ابراهيم لم يأت ظهير أيمن بنصف مستوى فيصل وحتى المواهب التي تبرز في الفئات في هذا المركز يتم قتلها بشكل بطيء من خلال اجلاسها على مقاعد الاحتياط لفترات طويلة او يتم تطفيشهم بشكل متعمد للفرق الأخرى او يتم الاستعانة بمحترفين لموسم واحد وغالبا يكونون بمستوى متواضع حتى أن الظهير العادي في الوقت الحالي فراس شلباية ليس ظهيرا في الاصل وتم الزج به في هذا المركز بالقوة الجبرية مع وضع سياج محكم حول هذا المركز يمنع الاقتراب منه بأي حال من الأحوال. الظهير الايسرأيضاً لم يتم ايجاد بديل حقيقي له من المدرسة الكروية ليقوم المدرب بتجريب نصف الفريق في هذا المركز عندما يغيب الدميري فأين مواهب المدرسة الكروية؟
الدوري الاردني فيه ثلاثة حراس من مدرسة الوحدات : فراس صالح وحماد الأسمر ومالك شلبية، بينما لم تقدم مدرسة الوحدات خليفة حقيقي لعامر شفيع. محمود قنديل ليس صغيرا في السن واعتزاله سيكون موازياً زمنياً لاعتزال عامر شفيع ، وجميع المواهب الاخرى التي ذهبت للأندية لم يتم استغلالها والمداورة بينها للوصول الى خليفة حقيقي لعامر شفيع حتى جاء الوقت الذي اصبح فيه الوحدات تحت رحمة انخفاض مستوى شفيع وشروده في كثير من المواقف الحاسمة، كان الاولى ان يتم العمل بشكل جدي على تجهيز حارس قادر على سد جزء من مستوى شفيع او على الاقل اعطاء فرصة لقنديل ليبقى جاهزا دائما. المواهب التي خسرها النادي لصالح الاندية الأخرى كان بالامكان استغلال احدها وتجهيزه بشكل جدي ليكون بديلا يشغل الفراغ الذي سيعانيه الوحدات بعد اعتزال شفيع وقنديل. فعليا وبعد باسم تيم وناصر غندور لم يكن هناك حارس وحداتي حقيقي من انتاج المدرسة الكروية لان شفيع نفسه تم شراؤه من نادي اليرموك.
مواهب المدرسة الوحداتية التي تم الاستفادة منها كانت في خط الوسط الذي ورغم كثافة اللاعبين في هذا المركز يبقى من اضعف الخطوط في الفريق لغياب الثبات والانسجام ولم يأت للان مدرب قادر على ايجاد الخلطة السرية التي يتم من خلالها استغلال افضل أربعة لاعبين في مراكزهم وهم رجائي وصالح والياس وسريوة.
مدرسة الوحدات الكروية قادرة على تزويد الفريق الاول بفريق رديف لا يقل قوة ومستوى عن الفريق الاول وقادرة على تجهيز لاعبين لكل مركز وقادرة على ايجاد استثمار حقيقي ودخل معتبر للنادي من خلال الاعارة والاحتراف ولكن كل هذه الامنيات تبقى اسيرة للفشل الاداري وتبقى تحت رحمة اعضاء ادارة لا يحملون من الادارة سوى اسمها ، السبب الرئيسي لفشل مدرسة الوحدات يكمن في أجهزة فنية تدار بريموت كنترول ويتم التحكم بها كما يُتحكم بالدمى في مسرح العرائس، فشل المدرسة الكروية التي اصبح خيرها لغيرها يكمن في إدارة غير محترفة كرست عملها الاداري لتصفية الحسابات وادارة المؤامرات وتطفيش المواهب. مواهب وخامات مدرسة الوحدات الكروية اندثرت في معظمها وهرب كثير منها لأن الادارة تبحث عن لاعبين جاهزين من اندية اخرى ومن خارج البلد ورغم فشلها الدائم في ادارة ملف المحترفين الا انها تصر على معاودة الكرة كل مرة بدون اي مراجعة او اعتراف بذنبها وفشلها، ولأن الإدارة تريد فرض بعض اللاعبين على حساب مواهب احق واقدر على الظهور في الفريق الاولى، الادارة اضاعت المواهب الكروية وهي تصر على سياسة التعاقد مع مدربين لسنة واحدة همهم تحصيل بطولة باي ثمن من خلال طلب لاعبين محترفين او من خلال الاصرار على اسماء (ختيرت) لانها تخاف المغامرة بزج الشباب واعطاءهم الفرصة. ان كان الأمر في ظاهره تتحمله الأجهزة الفنية لكن الحقيقة وجوهر المشكلة يكمن في الإدارة التي تتداخل وتتدخل في عمل الاجهزة الفنية بطريقة مباشرة وغير مباشرة ، سياسة الادارة التي تغير ثلاثة مدربين في نفس الموسم وتختار المدرب الارخص دوما مسؤولة بشكل رئيسي عن ضياع مواهب المدرسة الوحداتية.
الحقائق المؤلمة في نادي الوحدات كثيرة والمسؤول الرئيسي عنها مجلس إدارة يختطف النادي ، النقد ليس هواية ومهاجمة الادارة ليست حرفة ومتعة ، هناك حقائق تدفع المتابع للكتابة مٌكرهاً ومجبراً وليس حباً في النقد، وما ذُكر أعلاه ليس إلا جزءاً بسيطاً مما يمكن الحديث عنه.
احسنت وما زلنا نتغنى باننا افضل فريق وان مدرسه الوحدات عامره ونصف الفريق او 80 % من خارج الوحدات
مقال مميز ومنطقي وتساؤلات مشروعة
ما تفضلت به أخي سائد مشكلة وعلى ما أعتقد وحسب معرفتي أن هذه مشكلة عالمية وليست وحداتية .. ولي أن أتساءل هنا: كم لاعب من مدرسة ريال مدريد (أبناء نادي الريال) في فريق الريال .. وكم لاعب من مدرسة برشلونة (أبناء نادي برشلونة) في فريق برشلونة .. أعتقد أن ذات المشكلة موجودة عند الفرق العغالمية الكبيرة وهذا ينطبق على الأندية الكبيرة في الدوري الانجليزي وكذلك الايطالي .. أظن أن نسبة المتواجدين في الفريق الأول من أبناء أي نادي (الأندية الكبيرة في بلدانها) هي نفس النسبة في نادي الوحدات .
لكن لماذا ؟ رغم أن هذه الأندية صاحبة أكبر المدارس الكروية ..أظن أن المشكلة تكمن في أن مثل هذه الأندية الكبيرة صاحبة المدارس الكروية في بلدانها ومنها الوحدات على مستوى الأردن دائما ما تسعى إلى حيازة الألقاب في كل موسم مما يجعلها تعتمد على اللاعب الجاهز ، لأن الزج باللاعبين الشباب في الفريق الأول يحتاج إلى صبر والنتائج غير مضمونة وهي مغامرة ، وغالبا ما يكون (ابن النادي) في هذه الفرق هو بديل .
أما الحل الذي سألت عنه في مداخلتك فليس موجودا عند الأندية .. الحل بيد اتحاد كرة القدم في هذه البلدان .. وعلى مستوى الأردن أتسائل لما لا يسمح الإتحاد للأندية بتشكيل الفريق "ب" للنادي ..هذا الفريق كأن نقول فريق الوحدات "ب" الذي ينافس في الدرجة الأولى ـ أو فريق الفيصلي "ب" الذي ينافس في الدرجة الثانية .. وهكذا يمكن لمن يثبت نفسه في الفريق "ب" لأي نادي أن ينتقل إلى الفريق "أ" لنفس النادي... لا أ‘لم إن كانت هذه الفكرة مطبقة في بعض البلدان بهذه الطريقة أم لا ؟ مما يتيح للأندية الإستفادة من مجارسها الكروية دون تأثرها بالمنافسة على البطولات.
صديقي العزيز : المشكلة موجودة في كل مكان هذا صحيح ولكن التعاطي معها مختلف فالمقارنة تبدو ظالمة بيننا وبينهم ... اللاعب لديهم إذا لم يجد مكانا في الفريق الأول فسيجد مكانا في فرق أخرى قوية وسيتم بيعه وإعادته بمبلغ محترم يعني أن المدرسة الكروية لديهم مصدر دخل وتربح... من ناحية أخرى الفرق العالمية دائما تبحث عن محترفين قادرين على المنافسة في بطولات عالمية قوية جدا وغالبا يتم استقطاب اللاعبين بناء على أدائهم وسمعتهم وشهرتهم بينما نحن تستقطب لاعبين مغمورين ويكون الحظ غالبا هو ما نعتمد عليه... هم مضطرون لجلب اللاعبين للمنافسة كون القوانين عندهم تسمح باعتبار أي لاعب أوروبي كأنه لاعب محلي لذلك تجد معظم الفريق محترف لقوة المنافسة في سوق الانتقالات ... نحن نختلف عنهم في كل شيء وإذا أردنا تقليدهم يجب أن نكون محترفين مثلهم .... المشكلة الكبرى أن معظم المحترفين لدينا أقل مستوى من لاعبينا ونسبة نجاح الصفقات المحترمة لا تتعدى 1 من 20