نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً يقول: "حذرت أشهر العرَّافات اللبنانيات الرئيس محمد مرسي من اغتياله والغدر به على يد المحيطين القريبين منه! وطالبته بأخْذ الحذر والحيطة ممن حوله، كما تنبأت باغتيال معارض شهير رفضت ذكر اسمه، ولكنها قالت إن أول اسم له سيبدأ بحرف الياء". وأثناء لقائها أكدت العرافة خوفها على حياة الإعلامي عمرو أديب والدكتور محمد البرادعي وعمرو موسى، كما حذرت الإعلامي إبراهيم عيسى والدكتور باسم يوسف، وأكدت العرَّافة أن بعض القنوات سيتم حرقها وهروب العاملين بداخلها خوفاً من القتل، محذرة من حدوث خلافات بين الأقباط والسلفيين قريباً، وحدوث عمليات نهب وسلب وعمليات تخريبية مما سيجعل للجيش دوراً كبيراً في مصر.
هذه بعض الأجزاء من تصريح العرافة. وهذا الخبر يؤكد العديد من الحقائق أولها أن معظم إعلامنا العربي أصبح مجالاً لاستقبال العرَّافِين والدجَّالين والراقصين والراقصات والمخربين، وبدلاً من الدور الإعلامي الشريف باستضافة العلماء والمربين يتم استقبال الجهلة والمفسدين، وفتح المجال لهم عبر الفضائيات، في خطة إعلامية مدروسة وخبيثة لإلهاء الشعوب العربية وتسطيح فكر أبنائها، وصرْفِهم عن دينهم وعقيدتهم التوحيدية التي جاء بها خير البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء والرُّسُل، الشيء الذي ميَّز المنطقة العربية وجعلها مهد التوحيد الخالص وعدم الشرك بالله واليقين بأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له.. رب كل شيء ومَلِيكه، وأنه إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإنْ استطاع أنْ يغرسها فلْيغرسها، وأنه ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه الطير أو الإنسان أو البهيمة إلا كُتِب له به عمل صالح.
تلك المفاهيم والسلوكيات هي التي جعلت من المسلمين قادة للعالم لألف عام أو يزيد، وهي المفاهيم والسلوكيات التي بذل الاستعمار كل جهده لتفريغها من حياة المسلمين، ومحو حب العلماء من حياتهم وغرْس حب الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات والعرَّافين والعرَّافات قادة التجهيل والفساد في البلاد الإسلامية.
وثاني الحقائق التي يؤكدها الخبر أن هناك أيادي خفية تخطط لزرْع الفتنة والفساد في البلاد، وهذه الأيادي تدير أجهزة مسؤولة عن أمن البلاد، وتستغل بعض الأصناف من الناس للترويج لمخططاتهم قبل وقوعها، حتى يقول الناس صدقت نبوءة العرَّافة ولا يفكرون في الأحداث ومَن يقف خلفها. إنها عملية تضليل وتمويه مدروسة بعناية مِن قِبَل بعض الجهات الأمنية.
والحقيقة الثالثة التي يؤكدها الخبر أن معظم الإعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء أصبح مِعولاً للهدم بدلاً من أن يكون منبراً للعلم والتنوير، هذا الإعلام الذي يموله سارقو أموال الشعوب من المقربين من المتنفذين وصُنَّاع القرار الذين وزعوا عليهم الأراضي بلا ثمن، وأعفوهم من الضرائب، وأفسدوا الصناعات المحلية، وأوقفوها من أجل تمكينهم من الاستيراد وإغراق الأسواق بالبضاعة الأجنبية، بما يحطم الصناعات الوطنية والشرفاء من التجار وأصحاب المصانع ويحطمون الفنيين والعمال المهرة ويسرحونهم بالمعاش المبكر في عملية تجريف للخبرات دعامة النهضة العربية.
والحقيقة الرابعة أن معظم فضائيات رجال الأعمال وصحفهم فتحت أبوابها للشيوعيين وخريجي المدارس والجامعات التبشيرية (التنصيرية) التي أوجدت طبقة من الخريجين يتكلمون اللغات الأجنبية ويجهلون اللغة العربية، ويُتقِنون فن الاختلاط المهين ويكرهون المتدينين، ويؤمنون بمفاهيم الحرية في الممارسات الجنسية الشاذة والمخادنة، وأن الدِّين أفيون الشعوب، والحجاب سجن للمرأة، والتدين تخلف.
لقد صنعوا من هؤلاء الفسقة نجوماً فضائية يرتدون أغلى الملابس وأربطة العنق والساعات الظاهرية، ويبطنون في عقولهم وصدورهم وقلوبهم أقذر السلوكيات والمعتقدات، والتي جعلتهم يسبون الدين في الفضائيات، ويمثلون كيف يضعون أصابعهم في أدبارهم بلا خجل وحياء.
وعندما قال الرئيس مرسي سنقطع عنق من يمد أصبعه للعبث بأمن مصر، فإن إحدى المذيعات - وللأسف - جعلت مِن وضْع الأصبع في الدُّبُر مادة للتعليق على هذه العبارة، ورأينا أحدهم يقول عن نفسه (أنا صايع) والآخر يزعق كالغراب ويلهث كالكلب وينهق كالحمار ويصدر أصوات الخراف والذئاب في الفضائيات، وبعضهم يشير بيديه في إيماءات وإيحاءات يعرفها السَّوقة والسفلة، ولا يعرفها أولاد التربية الخلقية.
وبعضهم اتخذ من السخرية مادة لمهاجمة الدين والتجرؤ على رب العالمين، وهؤلاء رأيناهم وقت الثورة يسبون الثوار ويتهمونهم بأفظع وأقذع العبارات والألفاظ، وبكوا على أيام النهب والسلب التي أسكنتهم أفخم العمارات، وأركبتهم آخر موديلات السيارات الفارهة، وبعد خلْع المخلوع وسِجن السُّرَّاق وجدناهم يُسَبِّحون بحمد الثورة والثوار! ولم يلبثوا أنْ ينكصوا على أدبارهم بعدما استشعروا الأمل في عودة أيام الفساد والمفسدين، وشرعوا في فتح الفضائيات للعرَّافين والعرَّافات، ينبئون الناس بعودة الفوضى وشيوع القتل والنهب والسلب وعودة حكم العسكر إلى البلاد. ولنعلم أن:
* هؤلاء يقودون ثورة إعلامية مضادة للاستقرار والتنمية، ويساعدهم في ذلك ويؤازرهم حفنة من السياسيين والمثقفين الذين تخرجوا من نفس المدارس والجامعات العَلمانية.
* هؤلاء يجهلون ربما أن الإسلام لا يعترف بالعرَافة والدَّجل، وأن مَن جلس أمام عرَّاف وصدَّقه فقد كفر بما أُنزِل على محمد، ومَن جلس أمام عرَّاف ولم يُصَدِّقه لاتُقبَل منه صلاة أربعين يوماً.
* هؤلاء لا يعلمون شيئاً عن قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة 90).
* هؤلاء يتجاهلون أن الكلمة أمانة وأن حصائد الألسنة تَكُبُّ الناس على مناخيرهم في جهنم يوم القيامة، والله تعالى يقول: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً{36} وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً{37} كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً{38} " الإسراء.
إننا نُذَكِّرهم بالآيات القرآنية عساهم أن يعودوا إلى ربهم ويتوبوا عن أقوالهم وأعمالهم السيئة، ويدركوا أن ما يقومون به من جرائم خلقية وتربوية وإعلامية كبائر شرعية لا تكفرها سفريات العمرة السياحية في رفقة دعاة السوء من بعض (الدعاة) الذين يظهرون معهم في البرامج والحلقات ويُزَيِّنون لهم أعمالهم الشيطانية ويحللون لهم الحرام ويُحَرِّمون عليهم الحلال، والعياذ بالله.
أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى
جريدة النبأ – الأربعاء 22جمادى الأولى 1434هـ -3 ابريل 2013م
والحقيقة الرابعة أن معظم فضائيات رجال الأعمال وصحفهم فتحت أبوابها للشيوعيين وخريجي المدارس والجامعات التبشيرية (التنصيرية) التي أوجدت طبقة من الخريجين يتكلمون اللغات الأجنبية ويجهلون اللغة العربية، ويُتقِنون فن الاختلاط المهين ويكرهون المتدينين، ويؤمنون بمفاهيم الحرية في الممارسات الجنسية الشاذة والمخادنة، وأن الدِّين أفيون الشعوب، والحجاب سجن للمرأة، والتدين تخلف.
لقد صنعوا من هؤلاء الفسقة نجوماً فضائية يرتدون أغلى الملابس وأربطة العنق والساعات الظاهرية، ويبطنون في عقولهم وصدورهم وقلوبهم أقذر السلوكيات والمعتقدات، والتي جعلتهم يسبون الدين في الفضائيات، ويمثلون كيف يضعون أصابعهم في أدبارهم بلا خجل وحياء.
-----------------------
يا الله وصف دقيق وبش الغل .. فساق وفجار .. بسلوكياتهم وانحلالهم وشذوذهم وانحرافهم يجعلونهم قدوة للجيل الناشئ وللاسف الشديد ...