براء يحيى عيّاش يكتب عن والده في ذكرى رحيله السابعة عشر
براء يحيى عيّاش يكتب عن والده في ذكرى رحيله السابعة عشر - براء يحيى عيّاش يكتب عن والده في ذكرى رحيله السابعة عشر - براء يحيى عيّاش يكتب عن والده في ذكرى رحيله السابعة عشر - براء يحيى عيّاش يكتب عن والده في ذكرى رحيله السابعة عشر - براء يحيى عيّاش يكتب عن والده في ذكرى رحيله السابعة عشر
أمسكُ القلم لأكتبَ عنكَ يا يحيى , هذه أول مرة سأكتب فيها ... , لطالما إعتقدت أن من عايشوا أبي هم أحق مني بالكتابة لأمورٍ كثيرة , فأنا عندما أستشهد أبي كان عمري ثلاث سنوات فقط , فكلّ ما أعرفه عن أبي هو ما يقوله لي من عايشوه , فقد عرفتُ عيّاش الإبن البار من كلام جدتي عنه , فلا أرقى من تلك الأوقات التي أقضيها في القرية بجانب جدي وجدتي عندما تتكلم جدتي عن أبي بكلّ عفوية , كيف كان يهتم بالمنزل وبالطابون وكيف كان يبرّها ولم يزعجها في يوم من الأيام , وأمّا عياش الحنون المحب فقد عرفته من كلام أمّي عنه , وأما عياش الثائر الغاضب فقد عرفته من أفعاله .. , الكثير من الناس عرفوا عياش من خلال المسلسل الشهير , الكثير يسألونني عن بعض المقاطع الذي حصلت فيه , إن عمل مسلسل عن يحيى عياش لهو دليل على أن حياته الجهادية كانت مليئة بالأفعال , لكن كأهل للشهيد كان لدينا تعقيب على المسلسل , فقد أظهر يحيى عياش في غزة , كالإنسان الفارغ من الهموم , الذي كان ينتظر زوجته وولده على الشاطئ , لكن الحقيقة هي أن عياش كان يعيش في غزة في سجن كبير , كانت حياته في المطاردة صعبة جداً , من منزل إلى منزل , لم نعرف طعم الإستقرار أو الراحة , كنا مطاردين معه , ونحتسب هذا أجراً من عند الله عز وجل , الامر الآخر هي الطريقة التي سافر فيها إلى غزة , فالمعروف لدى الناس أن عياش لبس مثل الحاخامات وإنطلق من الحاجز امام عيون الجنود , لكن هذا الكلام خاطئ , فالطريقة التي تسلل بها عياش كانت عن طريق شاحنة من الخضرة , معبئة بالخضروات , كان عياش مع صديق له مدفون في تلك الخضروات , اصابعهم على الزناد , جاهزين للإستشهاد في أي لحظة أثناء المرور عن الحاجز , كادوا يموتون خنقاً , وما أن ابتعدوا امتار عن الحاجز حتى قاموا بالقفر من شاحنة الخضروات !! , عيّاش قد بدأ مسيرته الجهادية بالحجر ! , قال لي أحدهم وقد كان يسكن في قرية مجاورة , ان يحيى عياش قد حضر في ليلة ماطرة وعاصفة من قريتنا إلى قريته مشياً على الأقدام ليوصل 3 بيانات لحركة حماس ! , كان يقوم في بيته بخياطة أعلام حماس وكتابة لا اله الا الله عليها , كان جندياً قبل ان يكون قائداً .
سلاحه المشهور " غاليلو " كان سبب شرائه إياه هي بسبب عملية قام بها , فقد كان يملك سلاح صغير يسمى " أوزي " , وقد ذهب به إلى أريحا ليقوم بقتل بعض الجنود , فقام بنصب الكمين , وما أن بدأ بإطلاق النار حتى أصاب احد الجنود ومن ثم تعطلّ السلاح وتمكن من الإنسحاب ليقرر بعد ذلك شراء الغاليلو من ماله الخاص .
عيّاش بالنسبة لي هو فكرة قبل أن يكون شخص , هي فكرة المقاومة , فكرة أن الشعب كلّه عياش , لهذا الطريق قام حسن سلامة بعمليات الثأر المقدس , لهذه الشعلة قام عبدالله البرغوثي بإكمال طريق المهندس , لهذا رأينا ما حدث في غزة , والإنتصارات الرائعة التي لو كان عيّاش هنا لرفع رأسه عالياً بها ..
نم قرير العين يا عيّاش , فقد كانت أمنيتك أن تزرع في الشعب شيئاً لا يستطيعون إقتلاعه , أنا أطمئنك اليوم , أنهم لن يستطيعوا إقتلاعك من قلوبنا , وفكرتك تنبت فينا وها قد أثمرت يا عيّاش .. نم قرير العين