و تبقى الاسود اسودا ... - و تبقى الاسود اسودا ... - و تبقى الاسود اسودا ... - و تبقى الاسود اسودا ... - و تبقى الاسود اسودا ...
منفضة بالية معلقة على الحائط...طاولة صغيرة مع ثلاثة كراسي .... كأس تبقى فيه قليل من الشاي لا تستطيع ان تميز ان كان كأسا ام مطفئة سجائر فلقد أطفئت به 20 سيجارة ... سقف من "زينكو" تعزف عليه قطرات المطر سيمفونية عناء و مشقة تفوق روائع بيكاسو و فان جوخ...
أمرأة عجوز بحجرها ينام شاب عشريني..واصابعها التي قست عليها الايام تتراقص بين شعيرات رأسه التي بدأ الموج الابيض يتدفق بها رغم صغر سنه...فجأة كسر هذا الشاب صمت المكان و قال: جدتي...اني اسف يا جدتي...فأنا لم اصغي اليكي سابقا
نظرت اليه جدته و بعيناها تساؤلات كثيرة ولكنها لم تقو على السؤال...فكسر الشاب فضولها و قال: جدتي هل تذكرين قصة قتال الضباع مع الثعالب...الحكاية التي كنتي ترددينها لي في كل ليلة قبل النوم...الحكاية التي كنتي تصرين عليها كي اتعظ منها وتكون منارة لأيامي...جدتي للاسف مضت السنون و انا افكر ما الفائدة من حكاية اسد مغوار يحكم الغابة بيد من حديد...ويحيط به ثلة من ضباع و ثعالب...تتقاتل فيما بينها على ما يبقى من طرائده و صيده...اسد كانت غطرسته عليهم تبقيهم كالنعاج مطئطئة رؤوسها امام حضوره...وكيف بيوم من الايام عندما ظن ذلك الاسد بأن هؤلاء الضباع يكنون المودة و الطاعة له...حاولوا مع ابناء عمومتهم من ثعالب ان يسقطوا عرش السباع و ان يسلبوا من سيدهم كرسيه و حقه...كل هذا و عيني الجدة تنظر الى دمعة تترقرق بعيني حفيدها...فعندها نطقت تلك العجوز قائلة...يا بني...وهل تظن بأن الاسد قد يخنع لثعلب ضال او ضبع شارد؟ يا بني...قد تتحالف الضباع مع الثعالب ولكن يبقى زئير السبع قادرا على زلزلة الارض من تحت اقدامهم...مهما طال الزمان فسيأتي يوما يقف فيه هؤلاء امام سيدهم...وعندها سيعود الزمان كما كان و سيعودوا هؤلاء لينبشوا بلحوم بعضهم...يا بني...انها لبضعة ايام من شهر عسل قصير يرقص به الثعلب مع الضبع على موسيقى رومانسية حالمة...ولكن عندما يطمئن احدهم للاخر فسيغرز انيابه برقبة اخيه فهم خلقوا ليكونوا اتباعا للاسد و التابع لا يقوى الا على اخيه التابع...يا بني...ان الله عندما خلق الكائنات زرع بكل مخلوق صفة...وجمع المخلوقات كل بما يشتركون به من صفات...فكما جمع الله بين الصقر و النسر لعشقهم للسماء...وبين الاسد و النمر لأنفتهم...فلقد جمع و اخا بين الثعلب و الضبع لغدرهم و خنوعهم و تابعيتهم...
يا بني...مهما طال الزمان...سيعود اليوم الذي يأتي به الثعلب و الضبع الى سيدهم طالبين منه المغفرة و راجين منه الامر كي يغدروا ببعضهم...فالأيام دول يا بني...
يا بني...لا تحزن لغدرهم ولا تهتم بقتالهم...فهم بالنهاية اتباعا و انت سيدهم...يا بني... دعهم يفرحون بأيامهم هذه فالقادم اسود عليهم كسواد قلوبهم.....
عندها قفز الشاب من حجر جدته...ارتدى قميصه الاخضر...ركض بشوارع المخيم...قفز بأحدى الحافلات ليجد نفسه ضمن الوفا مؤلفة تهتف بصوت واحد لأسد كان و امسى و سيبقى سيدا على هذا الزمان...
يا بني...وهل تظن بأن الاسد قد يخنع لثعلب ضال او ضبع شارد؟ يا بني...قد تتحالف الضباع مع الثعالب ولكن يبقى زئير السبع قادرا على زلزلة الارض من تحت اقدامهم...
الحمد لله على نعمة الاسلام وهي ما يجعلنا نفرح بهداياهم لنا من الحسنات فقد وصل لسمع التابعي الجليل الحسن البصري ان احدهم يسبه ويغتابه فما كان منه الا ان ارسل له بطبق حلوى فلما سالوه كيف تفعل ذلك قال الا اشكره رجل يهديني كل حسناته افلا اهديه طبق حلوى