الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام التامان الأكملان على سيد الخلق وأشرفهم سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى وصحبه أجمعين ، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أضع بين أيديكم أيها الأحبة مقتطفات من الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم ، هي في مجملها ما لم تكن كلها مأخوذة من كتاب " لمسات بيانية " للدكتور فاضل السامرائي ، اسمه فاضل وهو بعون الله - تعالى - من الفاضلين .
ومن له باب في هذا الحقل ، ولا تخلو مكتبته من موضوعه ، فلا يبخل علينا بما تجود به أنامله.
،
،
”تسطع" و"تستطع"
وردت هاتان الكلمتان في قصة موسى والخضر، حيث رافق موسى الخضر وأمره بعدم سؤاله عما يفعله ، فكان يفعل أموراً يرى موسى أن الخضر مخالف فيها ، فينكر عليه، فقال له بعد إنكاره الفعل الثالث:"قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا "(الكهف :78)،بإثبات التاء.ثم نبأه بتأويل أفعاله وأخبره أنه لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه"وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي"،ثم قال له:"ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا"(الكهف:82) بحذف التاء.
فما سر حذف حرف التاء في الفعل الأول ، وإثباته في الفعل الثاني ؟
،،،،،،
في المرة الأولى كان موسى في قلق محيِّر جرّاء أفعال الخضر ، فراعى السياق القرآني الثقل النفسي الذي يعيشه موسى عليه السلام فأثبت التاء ليتناسب مع الثقل النفسي لموسى الثقلُ في نطق الكلمة بزيادة الحرف.
وحذفه في المرة الثانية بعد زوال الحيرة وخفة الهم عن موسى لتتناسب خفة الهم مع خفة الكلمة بحذف الحرف الذي ليس من أصل الكلمة.
جاءت هاتان الكلمتان في سورة الكهف في الحديث عن السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج ،وأنّه بعد أن بناه عليهم كي يمنع فسادهم أرادوا الخروج فحاولوا تسلق السد فلم يفلحوا ثم حاولوا أن ينقبوه أو يخربوه فلم يستطيعوا كذلك، قال تعالى:"فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا" [الكهف:97].
فلماذا حذف التاء في الأولى وأثبتها في الثانية ؟
يظهر والله أعلم أنّ ذلك ليتناسب مع السياق ؛فتسلّق السد شيء لطيف يحتاج إلى لطف وخفة ، فناسب حذف التاء.
والنقب والخراب شيء ثقيل يحتاج إلى جهد وقوة ومعدات ثقيلة فناسب ذكر التاء ليكون ثقل الكلمة مناسباً لثقل الفعل وخفة الكلمة مناسبا لخفة الفعل.
أقولها وبالفم المليء ولوجه الله - تعالى -
نحن بحاجة لمادة كهذه لتكون من ضمن أولويات تدريس النصوص في مادة اللغة العربية في مناهج الوطن العربي .فهي خير لنا بكثير من نص لفلان أو لفلان .
والله ما وجدت متعة ولا لذة في كل قراءاتي كما وجدتها في تقليب صفحات الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك الشذي هو عين الحقيقة ولذلك لم أتسرع في الرد بشكل موسع لضيق وقتي الآن
ولكنني سأعود لأن الموضوع لا يستحق منا مرور الكرام فقط، إذ يجب التوغل في أسراره وسبر أغواره إن شاء الله تعالى!
أقولها وبالفم المليء ولوجه الله - تعالى - نحن بحاجة لمادة كهذه لتكون من ضمن أولويات تدريس النصوص في مادة اللغة العربية في مناهج الوطن العربي .فهي خير لنا بكثير من نص لفلان أو لفلان .
والله ما وجدت متعة ولا لذة في كل قراءاتي كما وجدتها في تقليب صفحات الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم.
يتبع إن كان في العمر بقية ،،
موضوع رائع بالفعل .. وأنا اخترتُ مداخلتك هذه للحديث بما يجول في خاطري تجاه مضمونها ..
إن فهم المعنى أهم من الصرف والنحو والإعراب في الكثير من النصوص .. لأن فهم المعنى يقودنا للتمكن في الإعراب والنحو والصرف .. وأذكر في هذا المقام حادثة حقيقية حصلت معي وبعض الأخوة أثناء تذاكرنا كتاب الله تعالى وتلاوة سورة " بني إسرائيل " أو التوبة أو براءة .. وعند قوله تعالى :
" وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسولُه "..
حيث جاء الرسم القرآني بضم لام رسوله الأخيرة .. والمعروف أن الواو فيها لابتداء واستئناف جملة جديدة وأن إعراب كلمة " رسولُه " هو مبتدأ مرفوع .. وتفسير الآية وفهم المعنى " ورسولُه كذلك بريءٌ منهم في جملة جديدة .. وهذا ما بحثنا عنه ووجدناه في التفسير .. وما جعلنا ندقق في ذلك هو خطأ في التلاوة من أحد الأخوة في هذه الكلمة وقرأها " ورسولَه " ..
دفعني الفضول لسؤال الشيخ " سليم الزهد " وكان إمام مسجدنا ومن المتمكنين حفظًا ولغةً .. ماذا لو قرأنا لام رسوله بالفتح والكسر ؟؟
فقال : وما حجتك في ذلك ؟؟..
قلتُ : فهم المعنى .. وهي قاعدة ودرس ونصيحة اختصنا بها معلمو اللغة العربية في مدارس وكالة الغوث في المرحلة الإعدادية .. وهنا أثني على كلام الأخ حسن :
" نحن بحاجة لمادة كهذه لتكون من ضمن أولويات تدريس النصوص في مادة اللغة العربية في مناهج الوطن العربي .فهي خير لنا بكثير من نص لفلان أو لفلان . "
قال : وما المعنى الذي فهمتَه من النص القرآني في حالتي الفتح والكسر ؟؟
قلتُ : في حالة الفتح فإن " رسولَه " معطوفة على لفظ الجلالة " أن اللهَ بريءٌ من المشركين " ..
وفي حالة الكسر " ورسولِه " : يقسم ربنا برسوله " عليه الصلاة والسلام " فالواو للقسم و " رسوله " اسم مجرور ..
وفي حالة الكسر " ورسولِه " : يقسم ربنا برسوله " عليه الصلاة والسلام " فالواو للقسم و " رسوله " اسم مجرور ..
ألا تبحث لنا يا أخ حسن عن تفسير لذلك ؟؟..
كل ما تقدمت به في مشاركتك في قلبي وعقلي.
ولكن ما لفت انتباهي فيها وبقوة هو ما اقتبسته أنا .
بصريح العبارة هذه المرة الأولى التي أسمع فيها بذلك.
أعطني فسحة من الوقت وسأعود بعون الله - تعالى - بالخبر اليقين.
الأول : الابتداء , والواو استنافية ,والخبر محذوف معلوم من سابقه ,
والتقدير : ورسوله بريء من المشركين , أو ورسوله كذلك ..
الثاني : العطف على الضمير المستكن ( المستتر) في بريء ,
والتقدير : بريء هو ورسوله .
الثالث : العطف على محل اسم " إنّ " أو على محل " إن مع اسمها " على خلاف فيه
بين النحاة .
القراءات الشاذة :
(1) قريء بالنصب , وتأولوه بوجهين :
الأول : العطف على " الله " اسم إن .
الثاني : مفعول معه .
(2) قريء بالجر , وتأولوه على وجهين :
الأول : القسم ,
الثاني : الجر بالمجاورة .
وقد رد هذه القراءة غير واحد ,وقال بعدم ثبوتها أصلا عن الحسن ,
ورد غير واحد التأويل على القسم عند ثبوتها عن الحسن , لأنه لا يجوز لمخلوق
القسم إلا بالله تعالى أو بصفة من صفاته كما هو مقرر باعتقاد أهل السنة .
،،،،،،
،،،،،،
،،،،،،
الواو عاطفة (أذان) مبتدأ مرفوع (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (أذان) الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور والهاء ضمير مضاف إليه (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (الحجّ) مضاف إليه (الأكبر) نعت للحجّ مجرور (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (بريء) خبر مرفوع (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (بريء) الواو عاطفة (رسول) مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه.. والخبر محذوف تقديره بريء.
،،،،،
،،،،،
،،،،،
وفي مشكل إعراب القرآن الكريم :
قوله "وأذان": الواو عاطفة، "أذان" خبر لمبتدأ محذوف أي: وهذا أذان، والجملة معطوفة على جملة "هذه براءة" لا محل لها، والجارّ "من الله" متعلق بنعت لـ "أذان"، والجار "إلى الناس" متعلق بنعت ثان لـ "أذان"، والظرف "يوم" متعلق بنعت ثالث لـ "أذان"، والمصدر "أن الله بريء" منصوب على نـزع الخافض الباء. وقوله "ورسوله": الواو عاطفة، ومبتدأ، خبره محذوف، أي: ورسوله بريء كذلك، والجملة معطوفة على المفرد "بريء" في محل رفع، من قبيل عطف الجملة على المفرد، فقد أخبر عن الله بخبرين، الأول: براءته من المشركين، والثاني براءة رسوله.جملة "فإن تبتم" مستأنفة. المصدر "أنكم غير معجزي" سدّ مسدّ مفعولَيْ علم. وجملة "وبشِّر" مستأنفة.
،،،،،
،،،،،
،،،،،
وهذا ما جاء في التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري:
قوله تعالى : ( وأذان ) : مثل " براءة " . و " إلى الناس " متعلق بأذان أو خبر له . ( أن الله بريء ) : المشهور بفتح الهمزة وفيه وجهان : أحدهما : هو خبر الأذان ؛ أي : الإعلام من الله براءته من المشركين . والثاني : هو صفة ؛ أي : وأذان كائن بالبراءة ، وقيل التقدير : وإعلام من الله بالبراءة ، فالباء متعلقة بنفس المصدر . ( ورسوله ) : يقرأ بالرفع ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : هو معطوف على الضمير في بريء ، وما بينهما يجري مجرى التوكيد ، فلذلك ساغ العطف . والثاني : هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : ورسوله بريء . والثالث : هو معطوف على موضع الابتداء ، وهو عند المحققين غير جائز ؛ لأن المفتوحة لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة ، ويقرأ بالنصب عطفا على اسم إن .
هذا ما توصلت إليه وأرجو أن تعم الفائدة على الجميع
حياك يا أبا أحمد
وقد رد هذه القراءة غير واحد ,وقال بعدم ثبوتها أصلا عن الحسن ,
ورد غير واحد التأويل على القسم عند ثبوتها عن الحسن , لأنه لا يجوز لمخلوق
القسم إلا بالله تعالى أو بصفة من صفاته كما هو مقرر باعتقاد أهل السنة .
لكن السؤال الأول : الله الخالق سبحانه وتعالى هو الذي يقسم وليس المخلوق ، وقد أقسم في غير موضع بالكثير من مخلوقاته ؟؟
السؤال الثاني : ليش بتعيط ؟؟ ههههه ..
أعلم أنك تبذل جهدًا لفائدة الجميع " ويمكن اللي في المشاركه مش عياط .. بس مطلعين عينك ومغلبينك يا حسن "
، فيا حبذا لو تستطيع أن تحصل على توضيح وتفسير لسؤالي الأول .. وجزاك الله خيرًا ..
لكن السؤال الأول : الله الخالق سبحانه وتعالى هو الذي يقسم وليس المخلوق ، وقد أقسم في غير موضع بالكثير من مخلوقاته ؟؟
لحظة قراءتي لمشاركتك الأولى قمت بالبحث عن إجابة لاستفسارك فلم أجد ما هو ثابت ، وقمت أيضا بالاتصال بأحد الإخوة من المتمكنين في هذا الموضوع فأجابني بالنفي ، وما زال الحبل على الجرار بعون الله - تعالى - .
السؤال الثاني : ليش بتعيط ؟؟ ههههه ..
هههههههههه
ما بعيط بس فحجت وانا بدور ع جواب لسؤالك ههههههههههههه
أعلم أنك تبذل جهدًا لفائدة الجميع " ويمكن اللي في المشاركه مش عياط .. بس مطلعين عينك ومغلبينك يا حسن "
، فيا حبذا لو تستطيع أن تحصل على توضيح وتفسير لسؤالي الأول .. وجزاك الله خيرًا ..
من جهة مطلعين عيني فهنّ طالعات من قبل
هههههههههههههههههههههههههههههههه
وما زالت الاتصالات جارية
اسمح لي أخي حسن بأن أثني على كلامك وحسن توضيحه بما قاله عالمنا الجليل الشيخ صالح المغامسي في هذا الشأن:
"والمؤمن الذي يكثر من تلاوة القرآن ويقف عند هذه المعالم البيانية لابد أن تؤثر على لسانه فيصبح أكثر سليقة وأقرب إلى الفصاحة والبيان والعلم بالبلاغة واللغة من غيره لأن القرآن في أصله كما قال الله (قرآنا عربيا غير ذي عوج)"
وهنا لا بد لي أن أعرج على طرح الأستاذ جمال وتبيانه لما قد يغفل الكثير منا عنه فيخلط به الأوراق دون قصد وذلك إن لم ننعم النظر فيما نتلو من آيات بينات وتدبر معانيها!
فجزاكما الله عنا خير الجزاء
***
وفي هذا السياق اسمحوا لي بأن أضع بين أيديكم والأعضاء كافة واحدة من أجمل لطائف القرآن الكريم:
قال الله تعالى في سورة الروم:
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ(54) ".
يجب التذكير بالقاعدة البيانية: النكرة إذا تكررت فإنها في كل مرة تفيد معنى جديداً.
( ضعف ) نكرة تكرارها في نفس الموضع يفيد أن الضعف الأول غير الثاني وغير الثالث.
المراد بالضعف الأول: النطفة ( ضعيفة فهي ماء مهين ).
والضعف الثاني: الطفولة ( لأنه بحاجة إلى رعاية أمه في مرحلة الرضاع وعناية خاصة حتى يجتاز مرحلة المراهقة ويصل البلوغ ).
والضعف الثالث: الشيخوخة ( لأنه يعود في مرحلة الشيخوخة ضعيفا عاجزا.. ضعيف الفكر.. ضعيف الحركة والسعي والنشاط ).
واللطيف في الآية أن ( قوة ) وردت نكرة وكررت مرتين.
إذاً.. القوة غير القوة .
القوة الأولى: قوة فترة الصبا ( الصبي قوي مندفع كثير الحركة ).
القوة الثانية: قوة الشباب ( قوة الجسم والمشاعر والأحاسيس والهمة والعزيمة والانطلاق في الفكر والأحلام والطموح ).
" ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا " ،القوة الأولى تقود إلى القوة الثانية.
هذه الآية الكريمة تلخص حياة الإنسان على الأرض وتبين أنها تقوم على خمس مراحل:
1.الضعف : وهو جنين في بطن أمه .
2.الضعف : وهو رضيع في حضن أمه .
3.القوة : وهو صبي مندفع .
4.القوة : وهو شاب نشيط فاعل .
5.الضعف : وهو شيخ عجوز هرم ..
هنا روعة الإعجاز البياني القرآني .. التعبير الحق البليغ .. عن أدق التفاصيل .. بأقل عدد من الكلمات.. في نظم محكم بديع.. دون أن يخل بالسياق ... في جرس موسيقي يأخذ بالألباب !
اللهــــم اجعل القرآن الكريـــم ربيـــع قلوبنا