لكلٍ منا قصصٌ وذكريات.. يحتفظ بها في نفسه ...بعضها حصلت معه ....وبعضها مرت عليه في شريط حياته
بعضها تركت أثراً يعشقه ...وبعضها تركت حزناً لا تمحوه الأيام...
بعضها من السهل أن يتركها جانباً ....وبعضها يضعها أمامه ..يتفحصها ...يفكر بها..يتأمل ...عله يجد ما يحيره بتفاصيلها......
موضوعنا مختلف بعض الشيء هذه المرة...والفكرة بسيطة...حدثنا عن قصه حصلت معك...أو مرت عليك ..ترجمها بأسلوبك ...ولنتشارك النقاش في معطياتها ..أسبابها...
علنا نستفيد من تجارب الجميع هنا...علنا نتعلم شيئاً جديداً في حياتنا..
بعض روادنا الأعزاء...يملكون الكثير من تجارب الحياة ...وبعضهم بجعبته الكثير من قصص الماضي ...
فلنطرح ما بجعبتنا هنا..بأسلوب أدبي بسيط نتبادل من خلاله متعة النقاش الجاد والمفيد للمتلقي ..سنقوم بطرح قصة كل أسبوع إن شاء الله....
احكيلنا شو صار معك
أتمنى أن تروق لكم الفكرة وأن نتفاعل معها جميعاً
سأقوم بطرح الحلقة الأولى تبسيطاً للفكرة وحتى تطلعوا عليها ...
ومن جديد أجدد شكري وامتناني للأخ منيب ..وحداتي قريوتي على تصاميمه الرائعة التي يخص بها المنتدى الأدبي
تاريخ التسجيل : Jan 2011
المشاركات : 1,278
رقم العضوية : 13511
هذه قصة حقيقية وليس للأماكن دور تعبيري انما أرويها كما حدثت.
بحكم عملي فانا دائم الحل والترحال ، قدر الله لي ان ازور بقاع من الارض لم أتخيل انها اصلاٍ موجودة في الواقع ، كنت في زيارة عمل في مدينة (بالتيمور) بولاية ميريلاند (الامريكية) وذات مساء جميل اردت الذهاب الى مركز المدينة والذي يبعد عن مكان اقامتي حوالي الكيلومترات الثلاث ، جمال الطقس اوحي لي بالسير على الاقدام بدلاً من استخدام المواصلات وهكذا كان.
كنت اسير على يمين الشارع مستمتعاً ببعض النغمات الصادرة من هنا وهنا ولفت انتباهي هلى الجهة الاخرى من الشارع شيء ما لم استوضح معالمه ولكنه بدى كورود ملقاة على طرف الشارع ، ساقني الفضول وساقتني قدماي الى تلك البقعة فشاهدت طوقاً من الورود مثبت بالارض ، ورود يغلب عليها اللون الأصفر ، دنوت أكثر باندهاش ودققت بوسط هذا الاكليل من الورود لأقرأ كلمات كُتبت بوضوح على ارضية الشارع وبوسط ذلك الاكليل (أعتذر منك ايها الكلب الحبيب وليسامحني الرب فانا لم ارك عندما دهستك .... تشارلز) ، تسمرت في مكاني أحاول ان استوعب ما الذي يجري لا ادري ان كنت مصدوما من نص الرسالة ام طبيعة الحدث ، اكملت طريقي وقد علقت بمخيلتي تلك الكلمات وأحسست بنوع من التعاطف مع (تشارلز) هذا الذي لا أعرف من يكون.
ليس ببعيد من ذلك قفلت عائداً الى الاردن واذكر يومها انه تم تحويل الطائرة للهبوط بمطار عمان الدولي (ماركا) بدلاً من مطار الملكة علياء الدولي ووصلت المطار ليلا وصعدت بسيارة الاجرة قاصداً بيتي بمادبا ، وكما هي العادة ولقتل رتابة الطريق دخلت انا والسائق بحوارات ليس لها معنى ويغلب عليها طابع المجاملة ، وقبل وصولنا لمادبا وتحديدا بمنطقة ام العمد شاهدت انوارا دوارة من بعيد تبدو وكأنها سيارات اسعاف او دورية شرطة ولما اقتربنا اكثر شاهدت سيارة نقل صغيرة الحجم مفتوحة الابواب ودورية للشرطة وسيارة للمختبر الجنائي حاولنا الوقوف للاستطلاع ولكن طُلب من متابعة المسير ، دققت النظر بجانب السياة فشاهدت رجلا ممداً ويبدو كمن فارق الحياة والدماء تغطي وجهه ، امتثلنا لأوامر الشرطة وتابعنا المسير.
بعد يومين قرأت وعلى صفحة الحوادث باحدى الصحف الخبر التالي (القاء القبض على سائق حافلة بعد ان دهس بسيارتة مواطنا ولاذ بعدها بالفرار في منطقة ام العمد مساء امس الاول مما ادى الى وفاة ذلك المواطن وفي تقرير للشرطة يبدو ان المتوفى كان يقف بجانب حافلته سيارته في محاولة لأصلاح عطل بها) ، لا ادري لماذا عندها قفز الى ذاكرتي ذلك الاكليل من الورود الملقي على طرف الشارع وتذكرت كم تعاطفت مع (تشارلز) ذاك الذي لا أعرفه.
الموضوع متشابك
ففيه تلمس قيم الاحترام و الوفاء
و بالمقابل يتضح جليا قيم الخسه و النذاله و عدم الاحترام للنفس البشرية
سبحان الله
كل القيم الحميده و النبيبلة موجودة بالاسلام و حري باهل الاسلام ان يطبقوها فقد ارشدنا اليها الاسلام و دلنا عليها و علمنا ضرورة احترام النفس البشرية و الارتقاء بها و خصها بمزيد عناية
ايضا هناك قيم عالمية بين البشر لا يمكن ان يحتكرها شخص معين او ان ينسبها اليه
أو أنني إلى جانبك في سيارة الأجرة، لدرجة أنني دققت النظر كما دققته أنت لترى تفاصيل الحادث
رائعة أخرى من روائع حبيبنا أبو عدي بغض النظر عن المحتوى المأساوي
أذكر أنني في بلاد غير الأردن كنت أستمع من خلال الراديو لإتصال قام به المذيع مع شرطي في قسم العلاقات العامة لشرطة المرور، يشرح بها عن حيثيات حادث كبير حدث في تلك المنطقة، ما أصابني بالذهول و ما صدمني أن الشرطي قال بكل حمق:
" الحمد لله الإصابات كلها من الوافدين و ليس بينها أي مواطن"
فشتان بين من يحزن على كلب و يخلص له و بين هذا الأرعن
كم يحز في النفس عندما نقرأ قصص كالتي بين ايدينا ...ونقارن ما هم عليه وما نحن اصبحنا عليه ...مع ان المفروض اننا أمة زُرعت بها قيم الرحمة والعطف ان نكون المثل بين الأمم .... ولكن الانحدار عندما يأتي فهو يكون على جميع الاصعدة
نقطة اخرى ...المجتمعات الغربية تطبق قيم العدل والمساواة وحقوق الانسان والحيوان داخليا فقط ..وهذه القيم تصبح معكوسة وغير ذات قيمة عندما يخص الامر من هم خارج مجتمعاتهم
سرد القصّة جميل جداً ومؤثر وجاذب...وهنا أتساءل من الذي نظم القصة؟
بالنسبة للقصة في امريكا...نعم سادت القيم الانسانية ذاك المجتمع بشكل ملاحظ ولكن يعيبها أن منشأها ودافعها مادي أما في مجتمعاتنا فهي من باعث ديني -والحمد لله - وهو أقوى بالطبع.
للحيوان قيمة لا نظير لها في أمريكا والسبب ما ذكرت سابقاً،فضعف العلاقات الاجتماعية بسبب المادة جعل البشر هناك يتجهون نحو الثقة بالحيوان حيث لا اعتبار للمادة عنده.
كنت كلما ازور احد اصدقائي يأتي والده و يجلس معنا ثم يسرد لنا من خبرته و كان بكل مجلس يكرر علي اياك ثم اياك ان رأيت شخص مصاب على الارض ان تقف له و دع ذلك لغيرك و هو يتحدث عن قصة مع احد اقاربه حيث وجد شخصا مصاب بحادث سير فما كان منه الا ان توقف و حمله للمستشفى و لكن الرجل دخل بغيبوبة و على الاثر احتجزت الشرطة المسعف و زجته بالسجن لمدة اسبوع
الى ان افاق الرجل و قال ما يفيد باطلاق سراح الرجل
و بالفعل قلت لنفسي لن التفت لما يجري حولي فهناك اسعاف و دفاع مدني
اختصر أسلوب السرد هنا كل المسافات وكل الأوقات التي حدث فيها ما حدث ، أي أن الكاتب كتب فأوجز وأوصل الفكرة والمضمون بكامل الأناقة التي ينبغي أن تصلا فيها.
أما عن المقارنة التي أوردت في هذه القصة فأنا أرفضها تماما وبغض النظر عن طبيعة الشعوب العربية " الآيلة للسقوط " إلا من رحم ربي. فمثل هذه الحالات لا تعبر عن مجتمع وإنما عن شخص من قام بذلك الفعل.
أحد أصدقائي كان له شقيق يعيش في أمريكا ، وفي فترة زمنية ما كان والد هذا الرجل في زيارة له ، وقد حدث أن أركن سيارته في مكان ما بصحبة أبيه ، وعندما عادا إلى السيارة وجدا مجموعة من الشباب وهم يقومون بنزع الإطارات عن السيارة ، فأراد والده أن ينقض عليهم ، فأوقفه ابنه قائلا له : اتركهم ليفعلوا ما يريدون ، وعندما سأله والده عن السبب قال له : حياتنا أغلى من الإطارات.
تخيل يا رعاك الله ! إما أن يأخذوا الإطارات أو يقتلوا الأب وابنه !!!!
والبقية عندك.
الموضوع متشابك
ففيه تلمس قيم الاحترام و الوفاء
و بالمقابل يتضح جليا قيم الخسه و النذاله و عدم الاحترام للنفس البشرية
سبحان الله
كل القيم الحميده و النبيبلة موجودة بالاسلام و حري باهل الاسلام ان يطبقوها فقد ارشدنا اليها الاسلام و دلنا عليها و علمنا ضرورة احترام النفس البشرية و الارتقاء بها و خصها بمزيد عناية
ايضا هناك قيم عالمية بين البشر لا يمكن ان يحتكرها شخص معين او ان ينسبها اليه
أظنك أخي لاحظت انني ابتدأت (الخاطرة) بجملة (هذه قصة حقيقية وليس للأماكن دور تعبيري انما أرويها كما حدثت) وقد عنيت بذلك الا يتم تحميل المكان ما لا يحتمل ، للأسف وبعد كثير من الحل والترحال بت مقتنعا بما قاله محمد عبدع بعد عودته من فرنسا الى مصر حيث قال (كنت في بلدي ارى المسلمين ولا ارى الاسلام وذهبت الى فرنسا فرأيت الاسلام ولم أرى المسلمين) ، بكل أسف فقدنا الكثير من القيم الاسلامية وندعي الغيرة على الدين في كل محفل.
سرد القصّة جميل جداً ومؤثر وجاذب...وهنا أتساءل من الذي نظم القصة؟
بالنسبة للقصة في امريكا...نعم سادت القيم الانسانية ذاك المجتمع بشكل ملاحظ ولكن يعيبها أن منشأها ودافعها مادي أما في مجتمعاتنا فهي من باعث ديني -والحمد لله - وهو أقوى بالطبع.
للحيوان قيمة لا نظير لها في أمريكا والسبب ما ذكرت سابقاً،فضعف العلاقات الاجتماعية بسبب المادة جعل البشر هناك يتجهون نحو الثقة بالحيوان حيث لا اعتبار للمادة عنده.
شكراً أبا عديّ
للأسف انا انظر للموضوع بشكل مغاير وارى ان وازعنا الديني (بكل أسف) يتلاشى ، تعايشت مع المجتمع الغربي لردح من الزمان واستطيع ان اؤكد لك انهم يهتمون بالانسان والحيوان على حد سواء ويبقى السؤال هل نحن كذلك؟