الله تبارك وتعالى أمر بطاعتهم:
قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾[النساء:59] أن أولو الأمر هم العلماء على قول أكثر المفسرين. - أوجب الله سبحانه وتعالى على الناس الرجوع إليهم وسؤالهم فهم أهل الذكر: قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[الأنبياء:7] - أشهدهم على أعظم مشهود: وكفى بهذا دليلاً على مكانتهم وعلو منزلتهم: قال سبحانه وتعالى: ﴿ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[آل عمران:18] - هم أهل الخشية: قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾[فاطر:28]، لذلك هم المؤهلون إلى حمل الهدي والعلم إلى الناس.
اخي الكريم ارجو توضيح المقصود بأولي الامر
هل هم فعلا العلماء؟ فالعلماء اشخاص قد يخطأ بعضهم اي انهم غير معصومون
وقد قرنت الاية الكريمة طاعة اولي الامر بطاعة الله ورسوله
ونحن نعلم انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والاية الكريمة لم تحدد بل هي طاعة مطلقة لأولي الامر
وشكرا
اخي الكريم ارجو توضيح المقصود بأولي الامر
هل هم فعلا العلماء؟ فالعلماء اشخاص قد يخطأ بعضهم اي انهم غير معصومون
وقد قرنت الاية الكريمة طاعة اولي الامر بطاعة الله ورسوله
ونحن نعلم انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والاية الكريمة لم تحدد بل هي طاعة مطلقة لأولي الامر
وشكرا
هم العلماء والامراء ... هذا الصحيح .. واقتصار الامر على العلماء دون الامراء خطأ واضح
طاعة الامير في المعروف حتى لو كرهته انفسنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اسمع واطع ولو ضرب ظهرك واخذ مالك "
اخي الكريم ارجو توضيح المقصود بأولي الامر
هل هم فعلا العلماء؟ فالعلماء اشخاص قد يخطأ بعضهم اي انهم غير معصومون
وقد قرنت الاية الكريمة طاعة اولي الامر بطاعة الله ورسوله
ونحن نعلم انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والاية الكريمة لم تحدد بل هي طاعة مطلقة لأولي الامر
وشكرا
ما جاء في "الصحيحين" أيضاً عن علي رضي الله عنه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية، فاستعمل رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب، فقال: أليس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: فاجمعوا لي حطباً، فجمعوا، فقال: أوقدوا ناراً، فأوقدوها، فقال: ادخلوها، فهمُّوا، وجعل بعضهم يمسك بعضاً، ويقولون: فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار، فما زالوا حتى خمدت النار. فسكن غضبه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ( لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف ). وهذه الرواية توضح
طاعة ولي ألمر المسلم مقيدة لأن الله قال (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).. ففي حق الله وحق الرسول قال وأطيعوا , وهذا يدل على ان طاعة الله ورسوله مطلقة نطيع الله ورسوله في كل شيء دون تردد او توقف ,
وأما أولي الأمر فلم يقل في الآية وأطيعوا أولي الأمر بل قال (وأولي الأمر منكم), فعطف طاعتهم على طاعة الله ورسوله فإن وافقت طاعتهم طاعة الله ورسوله أطيعوا وإن خالفت طاعتهم طاعة الله ورسوله لم يطاعوا..
ويشهد لهذا المعنى أحاديث كثيرة منها ماثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره مالم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)..
وقال صلى الله عليه وسلم (إنما الطاعة في المعروف لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق)..
بل قرر شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله أن من اعتقد أن أحدا يطاع في المعاصي فإنه كافر..
وقال رحمه الله من اعتقد أن احدا يتبع اتباعا مطلقا غير النبي صلى الله عليه وسلم- ولو كان من الائمة الاربعة- فإنه ضال ..
وأما أولي الأمر فلم يقل في الآية وأطيعوا أولي الأمر بل قال (وأولي الأمر منكم), فعطف طاعتهم على طاعة الله ورسوله فإن وافقت طاعتهم طاعة الله ورسوله أطيعوا وإن خالفت طاعتهم طاعة الله ورسوله لم يطاعوا..
بارك الله فيك على هذا التوضيح وعلى العوام ان يفهموا ان ولى الامر ليس معصوماً ويجب عليه طاعة الله ورسوله حتى تطيعه رعيته
وأما أولي الأمر فلم يقل في الآية وأطيعوا أولي الأمر بل قال (وأولي الأمر منكم), فعطف طاعتهم على طاعة الله ورسوله فإن وافقت طاعتهم طاعة الله ورسوله أطيعوا وإن خالفت طاعتهم طاعة الله ورسوله لم يطاعوا..
بارك الله فيك على هذا التوضيح وعلى العوام ان يفهموا ان ولى الامر ليس معصوماً ويجب عليه طاعة الله ورسوله حتى تطيعه رعيته
اخي ابو عمارة
في مسلم من حديث حذيفه
سيكون امراء قلوبهم قلوب الشياطين في جثامين انس
لا يهدون بهديي ولا يستنون بسنتي
قال حذيفه : ماذا نصنع يا رسول الله ان ادركناهم ؟
قال صلى الله عليه وسلم :" اسمع واطع ولو ضرب ظهرك واخذ مالك "
الطاعه لولاة الامور تكون عامه ،،، الا ان امرك في معصية الله عز وجل ، فلا طاعه لمخلوق في معصية الخالق
لا يشترط لطاعة الامير ان يكون صالحا
حتى لو كان الامير فاجرا وجبت طاعته
(وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)
قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)( ).
يأمر الله المؤمنين بطاعة الله وبطاعة الرسول عليه السلام، وبطاعة أولي الأمر من المسلمين. وإذا حصل اختلاف وتنازع بين المسلمين، فعليهم –إن أرادوا الوصول إلى الحق- أن يحتكموا إلى الله ورسوله، وذلك بأن يردوا الأمر المختلف فيه إلى الكتاب والسنة، فإن فعلوا ذلك كانوا مؤمنين بالله واليوم الآخر، ونالوا الخير والتوفيق والرضوان.
لكننا قد نسمع –أو نقرأ- لبعض المسلمين، وهم يحرّفون معنى هذه الآية، وهم يستشهدون بها في غير ما توحي به، ولا تدل عليه.
إن هؤلاء يجعلون من الآية حجة على وجوب طاعة أولي الأمر، مهما كانت صلته بدين الله وتطبيقه لأوامر الله، وحكمه بما أنزل الله، إنهم يوردون هذه الآية في معرض استدلالهم على طاعة الحاكمين والسلاطين، وتنفيذ أوامرهم المخالفة لتعاليم الإسلام، كأن يكون فيها منع أداء حق، أو أمر بمعصية ومنكر، أو إيذاء لآخرين وأكل لحقوقهم.
إنهم يعتبرون أنفسهم مجرد موظفين عند المسؤولين، وما عليهم إلا التنفيذ والالتزام والسمع والطاعة. إنهم يُلغون شخصياتهم، ويتنازلون عن حريتهم وكرامتهم، ويتحولون إلى مجرد أدوات توجّه هنا وهناك، بدون إرادة أو اختيار.
والعجيب أنهم يموّهون على أنفسهم وعلى الآخرين، فيعتبرون تصرفاتهم الشائنة التزاماً بهذه الآية، ويُضْفون عليها معنى العبادة والتقرب إلى الله، ويزعمون أنهم يطيعون أولي الأمر الذين أمرت الآية بطاعتهم. إنه لضلال عريض أن نتلاعب مع القرآن، وأن نقوم بتحريف معاني آياته، وإنه لضلال عريض أن نجعل من الذل والضعف والجبن والمسكنة عبادة لله، وأن نجعل من التنازل عن الحرية والإرادة والشخصية تقرباً إلى الله سبحانه، وأن نجعل من آيات القرآن حجة لهذا ودليلاً عليه. ولا يجوز أن ننسى كلاماً رائعاً عظيماً للإمام الشافعي –رضي الله عنه- حيث نقول:
أنا إن عِشْتُ لست أعْدِمُ قوتاً وإذا مِتُّ لست أعْدِم قبراً
همتي همة الملوك، ونفسي نفسُ حُر ترى المذلّةَ كُفْراً
الآية –موضوع البحث- ليست دليلاً على وجوب طاعة أولي الأمر إذا كانوا ظالمين، وإذا أمروا بما يتعارض مع دين الله، ولكنها دليل على عدم طاعتهم في هذه الحالة، وحرمة هذه الطاعة، وتعرُّض فاعلها لغضب الله وعذابه.
إن طاعة أولي الأمر –التي أمرت بها الآية- طاعة مبصرة واعية رشيدة، وليست طاعة عمياء، تتم بغفلة وسذاجة. وهي طاعة مقيدة بالتزام أولي الأمر بمنهج الله، وليست مطلقة تجب لهم مهما كان وضعهم.
إننا عندما نمعن النظر في الآية، نستخرج منها عدة دلالات:
1- طاعة الله مطلقة، لأنه تجب له الطاعة دائماً، باعتباره لا يأمر إلا بالخير، ولا ينهى إلا عن المنكر والشر، وهو الحكيم العليم الخبير.
2- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقة كذلك، لأنه الرسول عليه السلام، لا يأمر بمعصية، ولا ينهى عن خير، فهو معصوم بعصمة الله له من الذنوب والمعاصي والأخطاء، وقد جعل القرآن طاعة الرسول عليه السلام طاعة لله، فقال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)( ).
3- إن طاعة الله وطاعة رسوله مستقلتان، وكلاً منهما تكوِّن وحدة خاصة، ومجموعة محددة، فأصبحتا طاعتين وكيانين ومظهرين وحقيقتين، بينهما تداخل واتصال وارتباط، لذلك كرر فعل الأمر فيهما فقال: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ). فتكرار فعل الأمر يوحي بأنهما طاعتان متكاملتان.
4- طاعة أولي الأمر في الآية مقيدة وليست مطلقة، ونأخذ هذا التقييد من صياغة الآية: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، فقد عطف أولي الأمر على رسول الله عليه السلام، فكانت طاعتهم مستمدة من طاعة رسول الله عليه السلام، ولو كانت طاعتهم مستقلة مطلقة عامة لكرر فعل الأمر كما كرره عند الأمر بطاعة رسول الله عليه السلام.
5- أولو الأمر في الآية مخصوصون متميزون بصفات خاصة، منها:
(أ) هم مطيعون لله ومطيعون لرسوله وهم منفذون لأوامر الله، مطبقون لسنة رسوله عليه السلام، وهم يستمدون حقهم على الناس في وجوب طاعتهم من طاعتهم هم لرسول الله.
(ب) هم من المؤمنين المسلمين المطيعين لله ولرسوله، ولا يكونون منهم إذا هم عصوا أوامر الله ورسوله، أو حكموا بغير شرع الله وسنة رسوله (وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ).
6- إن طاعة المؤمنين لأولياء الأمور العادلين الصالحين طاعة مبصرة، ويجوز أن يتوقف المؤمنون –أحياناً- في طاعة الحاكمين المؤمنين، ويجوز أن ينازعوهم ويخالفوهم، ويجوز أن يعارضوهم ويختلفوا معهم لأن الآية تقول: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ). وكثيراً ما كان المسلمون السابقون وأولو الحل والعقد فيهم يخالفون حكامهم وينازعونهم ويناقشونهم.
7- تُبين الآية للحكام والمحكومين طريق حل النزاع بينهم، وتدلهم على المرجع الذي يرجعون إليه ويحتكمون، عند الاختلاف والتنازع، إنها توجب عليهم جميعاً رد الأمر المختلَف فيه إلى الله ورسوله، أي إلى كتاب الله وسنة رسوله.
ولا تمنح الآية الحكام حق إعلان حالة الطوارئ، وفتْح أبواب السجون والمعتقلات، وكبت الحريات، وتكميم الأفواه، وتعطيل القوانين، والقبض على المخالفين والمعارضين، وتعذيبهم، ومحاربتهم في إنسانيتهم وحريتهم ورزقهم وأولادهم وأعراضهم، واغتيالهم وإعدامهم، بل توجب عليهم سماع الرأي المخالف، والاحتكام مع صاحبه إلى الحق، والرجوع عن الخطأ إلى الصواب، ولو كان عند المخالف.
8- هذا هو الخير والصواب، وهذا هو طريق السعادة والعدل، إن الحاكم عندما يلتزم بتوجيهات الآية، يكون حاكماً صالحاً عادلاً، ويكون حكمه خيراً له وللمحكومين.
قال الإمام أبو الأعلى المودودي عن هذه الآية:
"إنها تحدد المبادئ التي يقوم عليها دستور الدولة، حيث توضح ست نكات دستورية هي:
1- طاعة الله ورسوله مقدَّمة على أية طاعة أخرى.
2- طاعة أولي الأمر تأتي تحت طاعة الله ورسوله.
3- أن يكون أولو الأمر من المؤمنين.
4- للناس حق منازعة الحكام والحكومة.
5- إن الفصل في النزاع هو قانون الله ورسوله.
6- ضرورة أن توجد في نظام الخلافة هيئة حرة، مستقلة عن نفوذ الشعب وتأثير الحكام، لتقضي في النزاعات طبق القانون الأعلى قانون الله ورسوله"( ).
وذكر الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس في كتابه "النظام السياسي في الإسلام" ثلاثة شروط لا بد من توفرها عند الحكام لتجب طاعتهم، وعندها نطبق الآية عليهم:
1- أن يكونوا مطبقين لأحكام الشريعة. فإذا لم يطبقوها فلا طاعة لهم، بل تحرم طاعتهم.
2- أن يحكموا بالعدل بين الناس. فإذا لم يفعلوا ذلك فلا طاعة لهم.
3- ألا يأمروا الناس بمعصية. فإذا أمروا بمعصية فلا سمع لهم ولا طاعة.
ونقل أبو فارس قول الإمام ابن حجر في فتح الباري: "ومن بديع الجواب قول بعض الناس التابعين، لبعض الأمراء من بني أمية لما قال له: أليس الله أمركم أن تطيعونا في قوله: (وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، فقال له: أليس قد نزعت عنكم الطاعة إذا خالفتم الحق بقوله: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)".
وقال الطيبي: أعاد الفعل في قوله: (وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ) إشارة إلى استقلال الرسول عليه السلام بالطاعة، ولم يُعده في أولي الأمر، إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته، ثم بين ذلك بقوله: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ). كأنه قيل: فإن لم يعملوا بالحق فلا تطيعوهم، وردوا ما تخالفتم فيه إلى حكم الله ورسوله.
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "حق على الإمام أن يَحكم بما أنزل الله ويؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك، فحقه على الرعية أن يسمعوا ويطيعوا"( ).
وقال الأستاذ سيد قطب في تفسير الآية: "والنص يجعل طاعة الله أصلاً، وطاعة رسوله أصلاً كذلك، بما أنه مرسل منه، ويجعل طاعة أولي الأمر منكم تبعاً لطاعة الله وطاعة رسوله، فلا يكرر لفظ الطاعة عند ذكرهم، كما كررها عند ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ليقرر أن طاعتهم مستمدة من طاعة الله وطاعة رسوله، بعد أن قرر أنهم منكم بقيد الإيمان وشروطه.
وطاعة أولي الأمر منكم بعد هذه الآية والتقريرات كلها في حدود المعروف من شرع الله، والذي لم يرد نصّ بحرمته، ولا يكون من المحرم عندما يُرَد إلى مبادئ شريعته عند الاختلاف فيه، والسنة تقرر حدود هذه الطاعة على وجه الجزم واليقين.
في الصحيحين من حديث الأعمش: "إنما الطاعة في المعروف".
وفيهما من حديث يحيى القطان: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب أو كره ما لم يُؤمر بمعصية، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
وأخرج مسلم من حديث أم الحصين: "ولو استعمل عليكم عبد، يقوكم بكتاب الله اسمعوا له وأطيعوا".
بهذا يجعل الإسلام كل فرد أميناً على شريعة الله وسنة رسوله، أميناً على دينه، أميناً على نفسه، ويجعله أميناً على مصيره في الدنيا والآخرة. ولا يجعله بهيمة في القطيع تُزجر من هنا أو من هنا فتسمع وتطيع"( ).