المسجد الأقصى والهيكل المزعوم,,, - المسجد الأقصى والهيكل المزعوم,,, - المسجد الأقصى والهيكل المزعوم,,, - المسجد الأقصى والهيكل المزعوم,,, - المسجد الأقصى والهيكل المزعوم,,,
نصرة الأقصى المبارك تبدأ من هنا - نصرة الأقصى المبارك تبدأ من هنا - نصرة الأقصى المبارك تبدأ من هنا - نصرة الأقصى المبارك تبدأ من هنا - نصرة الأقصى المبارك تبدأ من هنا
نصرة الأقصى المبارك تبدأ من هنا
قال تعالى في محكم كتابه: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [سورة محمد:7]، فكيف ينصر المؤمنون الله، حتَّى يقوموا بالشرط وينالوا ما شرط لهم من النصر والتثبيت ؟
يقول صاحب الظلال: ".. وأن تُحكّم النفوسُ اللهَ في رغباتها ونزواتها وحركاتها وسكناتها، وسرّها وعلانيتها، ونشاطها كله وخلجاتها . . فهذا نصر الله في ذوات النفوس"، وجاء في تفسير السعدي: "إن تنصروا دين الله بالجهاد في سبيله، والحكم بكتابه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ينصركم الله على أعدائكم، ويثبت أقدامكم عند القتال"، أي: إنَّ كلَّ فرد مسلم تقع على عاتقه مسؤولية في تحقيق النَّصر تتمثل في امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، فإذا أردت نصر الله، فانتصر لدينه على نفسك، وعلى شهواتك، وعلى نزواتك، فالمعصية ليست بالأمر الهيّن، حتى ولو كانت تخص الفرد بنفسه، لأن أثرها يتجاوز الفرد إلى الجماعة.
ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة، فعندما هزم المسلمون في غزوة أحد، وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قلّة من الصَّحابة، وكاد يقتل عليه الصَّلاة والسَّلام، واستشهد سبعين من خيرة أصحاب رسول الله، خاطب الله عزَّ وجل بعضا من الصَّحابة فقال: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}، فقوله تعالى {استزلهم الشيطان}: أي أوقعهم في الزلل، والزلل هنا الهزيمة وعدم الثبات في المعركة، أي تعطيل النصر وعدم تحقيقه، ثم قال: {ببعض ما كسبوا} أي لقد كان للشيطان عليهم سبيل بأن حقق فيهم الهزيمة بسبب أعمالهم وذنوبهم. وهكذا هي سنة الله الجارية في المسلمين، وهي سنة لا تتخلف ولا تتعطل.
يقول سيّد قطب: "النفس البشرية حين ترتكب الخطيئة، فتفقد ثقتها في قوّتها، ويضعف بالله ارتباطها، ويختل توازنها وتماسكها، وتصبح عرضة للوساوس والهواجس، بسبب تخلخل صلتها بالله وثقتها من رضاه ! وعندئذ يجد الشيطان طريقه إلى هذه النفس، فيقودها إلى الزلة بعد الزلة، وهي بعيدة عن الحمى الآمن، والركن الركين".
وفي سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه نجد تأكيده على أهمية هذا الأمر وخطورته، فيوصي جيشه في العراق بقيادة سعد بن أبي وقاص قائلاً: "أمَّا بعد، فإنّي آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كلِّ حال، فإنَّ تقوى الله عزَّ وجل أفضل العدَّة على العدو، وأقوى العدّة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشدَّ احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإنَّ ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوّهم، وإنَّما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عُدَّتنا كعدتهم، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإن لا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا".
والقدس اليوم هي أحوج ما تكون فيه منّا إلى التقرّب إلى الله نصرة لها، هي أحوج ما تكون إلى التائبين، هي أحوج ما تكون إلى الرّاجعين إلى الله، إلى من ينصر الله في نفسه، فيكف عن الذنوب ويستغفر من المعاصي ويعاهد الله على نصرة دينه في نفسه على الأقل والدائرة المحيطة به كلّ بحسب قدرته وطاقته حتى يساهم بتوبته في تحرير المسجد الأقصى،
نسأل الله أن يجعلنا أسباب نصر لا أسباب هزيمة ومفاتيح عزّ للإسلام والمسلمين.
يا سليلَ المجد ماذا غيرك *** أنت للمجد وهذا المجد لك
كيف تغفو يا فتى الإسلام هل *** هيّأ الأعداء في الدّرب الشّرك
يا سليلَ المجد هلاّ قلت لي *** أيّ ذنب بالمخازي ضيّعك ؟
أيّها السَّادرُ في لذَّاته *** هل ترى عيشَ المعاصي أعجبك؟
أمتي قد علقت فيك المنى *** فاستفق وانهض وغادر مضجعك
عُد إلى الرَّحمن في طهر تجد *** مركب النَّصر إلى العليا معك
قد كفانا ما مضى من بؤسنا *** ربنا فاكشف ما بنا فالأمر لك
هل يمكن أن يُهدم الأقصى ؟!
2010-03-16
د. راغب السرجاني
انشغل المسلمون في الأسابيع السابقة بقضية الأقصى، وثارت تساؤلات خطيرة بين أوساط عموم المسلمين، وكان من أهمها: هل من الممكن أن يُهدم الأقصى؟ ولماذا يُحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ وهل الوسيلة الفعالة لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من المحتمل أن تُلقى عليه قنبلة أو يُقذف بدبابة؟ وما المتوقع أن يحدث إذا هُدم الأقصى بالفعل؟
إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود، وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يُحَرِّرَ الأقصى.
إن هدم الأقصى عمل له آثار هائلة وضخمة، وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته؛ ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يُحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم، ويُسَرِّبون إلى الجرائد والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى؛ كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة؛ لعل من أهمها هدفين:
أما الهدف الأول: فهو تعويد المسلمين على مسألة هدم الأقصى، فكلما طرقت قضية هدم الأقصى مسامع المسلمين تعوَّدوا عليها، وصارت الكلمة مألوفة وغير مستهجنة، فإذا حدث الهدم الحقيقي للأقصى لم يُحَرِّك ذلك المسلمين بالصورة المطلوبة,,,
هذا هدف..
أما الهدف الثاني: فهو قياس رد فعل المسلمين عند إثارة القضية؛ فاليهود يخشون
من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يُسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون.
ولذلك فإن المسلمين جميعًا مطالبون بإظهار ردِّ فعل قوي وبارز، بل ومبالغ فيه؛ حتى يرهب اليهود ويردعهم، ويُؤَجِّل خططهم أو يُفَشِّلها، وبغير هذا التفاعل فإن فكرة هدم الأقصى ستتزايد في أذهان اليهود، حتى تتحول إلى أمر واقعي نراه جميعًا..
ولعل سائلاً يسأل: ولماذا يريد اليهود هدم الأقصى تحديدًا؟ ولماذا يُهَيِّجُون عليهم أمة الإسلام؟ وهل لا يكفيهم احتلال فلسطين بكاملها، حتى يفكروا في هدم الأقصى كذلك؟!
إن الحجة المعلنة للعالم أنهم يبحثون عن هيكلهم تحت المسجد الأقصى، وانشغل العالم والمسلمون معهم بتوقع مكان الهيكل، وهل هو موجود فعلاً تحت المسجد الأقصى، أم إنه موجود تحت مسجد قبة الصخرة، أم إنه موجود على جبل الهيكل، أم غير ذلك من الأماكن التي يطرحها الباحثون والمحللون.
وواقع الأمر - الذي أقتنع به تمامًا- هو أنه ليس هناك هيكل من الأساس!! فليس هناك أي دليل علمي يُثبت وجود هذه الأسطورة اليهودية، وليست التوراة المحرفة بدليل؛ فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً، كما إنه من المعلوم أن الأقصى قديم جدًّا، وأنه بُني بعد الكعبة بأربعين سنة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قال: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ". قال ثم أي؟ قال: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى". قال: كم بينهما؟ قال: "أَرْبَعُونَ سَنَةً"[1].
والعلماء يختلفون في بداية بناء الكعبة، ومن ثم الأقصى، ولكنه على كل حال قديم جدًّا، وقد يكون من بناء الملائكة، أو آدم ، أو إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولذا فالأقصى كان موجودًا حتمًا في زمن داود وسليمان -عليهما السلام- وهو دار عبادة للموحدين والمؤمنين، وليس من المعقول أن يترك داود أو سليمان -عليهما السلام- هذا المكان المقدس ليبنيا مكانًا خلافه لعبادة الله فيه، وأما الحديث الذي رواه النسائي وأحمد وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقال فيه: إن رسول الله قال: " لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللهَ ثَلاثًا..."[2]. إلى آخر الحديث، فإن هذا الحديث يتحدَّث عن تجديد سليمان لبناء الأقصى، الذي مرَّت سنوات عديدة وطويلة على بنائه، وهو تصريح من رسول الله أن سليمان بني بيت المقدس ولم يَبْنِ هيكلاً خاصًّا.. وكلام رسولنا مُقَدَّم عندنا على التوراة المحرفة، ومع ذلك فنحن نعلم أن اليهود لن يُصَدِّقوا بهذا، ولو صدقوه لن يعلنوا هذا التصديق، وتبقى القوة هي العامل الوحيد الذي يحافظ على الحقوق، فنحن نقول: إنه مسجدنا. وهم يقولون: بل هو هيكلهم. ولا مجال هناك للوثائق التاريخية أو البحوث الأثرية، إنما الأمر في الأساس أمر عقائدي، وستنجح خطة الأقوى عقيدة في هذا المجال..
ونعود للسؤال: لماذا يريد اليهود هدم الأقصى؛ إذا كانوا يعلمون في حقيقة الأمر أنه لا وجود للهيكل، لا في هذا المكان ولا في غيره؟!
والواقع أن اليهود يعلمون أن الأقصى بالنسبة للمسلمين كالراية بالنسبة للجيش؛ فالراية في الجيوش تُعْطَى لأشجع الشجعان، ولأقوى الأفراد والقبائل؛ لأن استمرار ارتفاع الراية فيه تحميس وتشجيع للجيش كله، أما سقوط الراية فهو يهزُّ الجيش كله، وليست القضية سقوط جندي من الجنود له بدائل كثيرة في الجيش، إنما القضية قضية رمز كبير وقع، وإن كان الجيش قَبِلَ بسقوط الراية فهو سيقبل بما هو بعد ذلك في غالب الأمر، وكذلك الأقصى؛ فلو سقط الأقصى يتوقع اليهود أن تنهار معنويات المسلمين، ومن ثَمَّ يمكن أن تسقط كل مقاومة في فلسطين، بل وتسقط مقاومة المسلمين للمشروع الصهيوني في كل أنحاء العالم الإسلامي، ولا ننسى أن احتلال المسجد الأقصى في بداية الحروب الصليبية أدى إلى انهيار معنويات المسلمين لعدة عشرات من السنين، وهذا ما يتوقع اليهود ويسعون في تحقيقه الآن..
والسؤال الذي سيتبادر إلى الذهن مباشرة هو: هل يمكن أن يُهدم الأقصى فعلاً؟
والإجابة الصادمة للكثيرين: إنه يمكن أن يُهدم فعلاً :’( ، بل إن هذا أمر وارد جدًّا! وليس هذا من قبيل التشاؤم والإحباط، ولكن من قبيل قراءة الأحداث واستقراء المستقبل، وكذلك لدراسة الوسائل التي تمنع من حدوث هذه الكارثة المهولة..
إننا -أيها الأخوة والأخوات- لسنا في زمان أبرهة.. لقد هاجم أبرهة الكعبة بجيشه؛ فأرسل الله الطير الأبابيل لتحمي البيت الحرام، أما وضعنا بعد بعثة رسول الله فمختلف؛ فالطير الأبابيل أو الجنود التي يُرسلها رب العالمين - أيًّا كانت هذه الجنود- لن تأتي إلا إذا قَدَّم المسلمون جهدًا وجهادًا، وبذلاً وعطاءً، ومالاً ونفسًا، وغاليًا ونفيسًا..
إن السُّنَّة الماضية الآن هي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وبغير هذا الشرط لن تتحقق النتائج، وإن تقاعسنا عن نصرة دين الله ، فإن الكوارث ستحلُّ علينا من كل جانب، وعندها يمكن أن يُهدم الأقصى، ويمكن أن يُطْرَد المسلمون من القدس بكاملها، ويمكن أن تُصبح القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويمكن أن يطول الاحتلال ويستمر لعشرات سنين أخرى، ولقد هاجم القرامطة الملاحدة الكعبة بيت الله الحرام في عام 317 هجرية، ونجحوا في سرقة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسلوه إلى عاصمتهم هجر (بالمنطقة الشرقية في السعودية الآن)، وظل الحجر الأسود مسروقًا لمدة 22 سنة كاملة، حتى سنة 339 هجرية!
إن تَقَاعُسَ المسلمين أدَّى إلى إصابتهم في سويداء قلوبهم، فدُمرت الكعبة، وسُرق الحجر الأسود، وعُطلت شريعة الحج عدة سنوات، وبعدها في أواخر القرن الخامس الهجري سقط الأقصى في براثن الصليبيين، وتحول إلى إسطبل للخيول، ثم إلى مخزن للغلال، وظل في هذا الأسر البغيض أكثر من تسعين سنة متصلة..
إذًا وارد جدًّا أن يُهدم الأقصى..
نقولها بكل الألم.. بل إنني أقول: إنه لولا الجُبن الذي اشتهر به اليهود لكان هدمه قد حدث منذ عدة سنوات..
إنني أعلم أن هذا الكلام سيؤلم الجميع، لكنني لا أحب التخدير الفارغ، كما لا أحب الرقود والاستكانة والذل والإحباط..إنني أقول هذه الكلمات الصريحة؛ لأَخْلُص إلى بعض النقاط، التي أحسبها في غاية الأهمية للأمة في هذه المرحلة:
أما النقطة الأولى: فهي أنه ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بقضية الأقصى؛ فالأقصى، بل والقدس، بل وفلسطين بكاملها، ليست كلها قيمة فلسطينية فقط، إنما قيمة إسلامية عالية جدًّا، ولا بُدَّ أن يعلم المسلمون جميعًا أن المساس بهذه المقدسات هو مساس بكرامة الأمة الإسلامية كلها، وأن الله سيسأل الأمة بكاملها رجالاً ونساءً، حكامًا ومحكومين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، عربًا وعجمًا.. سيسألهم جميعًا عن هذه القضية المحورية في حياة الأمة..
وأما النقطة الثانية: فإننا وإن كنا نعطي هذه القيمة الكبيرة للمسجد الأقصى، إلا أن هناك قيمة أعلى لا بُدَّ أن نثور للمساس بها، ولتكن ثورتنا هذه أعظم من ثورتنا للمسجد الأقصى، وهذه القيمة هي أرواح المسلمين التي تُزهق في فلسطين صباح مساء!
إن الدماء التي تسيل بغزارة في أرض فلسطين لهي أغلى عند الله وأثمن من المسجد الأقصى، بل ومن المسجد الحرام! وليس هذا كلامي إنما كلام رسول الله ومن بعده
الصحابة الكرام.. فقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: رأيت رسول الله يطوف بالكعبة، ويقول: "مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا"[3] . ونفس الكلام نُقل من كلام عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- نفسه[4]، فلا يجوز لنا إذًا أن نهتزَّ لحفر الأنفاق تحت الأقصى فقط، ولكن يجب أن يكون اهتزازنا أشدَّ وأقوى إذا رأينا أكثر من 360 مسلمًا يموتون في غزة من سنة 2007م إلى الآن من جرَّاء الحصار، والآلاف يموتون في قصف غزة في حربها الأخيرة، بل يجب أن يكون ردُّ فعلنا شديدًا ومهولاً إذا أُزهقت رُوح واحدة بريئة في أرض فلسطين، أو في غيرها من بقاع العالم، ولا أدري كيف يطيب لنا عيش، وكيف نستمتع بطعام وشراب، وكيف يغلبنا النعاس، ونحن نسمع ونشاهد ما يجري لإخواننا وأخواتنا وأبناء عقيدتنا، وهم يُطحنون بالآلة اليهودية المجرمة..
يقول رسول الله فيما يرويه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"[5].
فلا بُدَّ لنا أن نعي وزن الأمور بميزان الإسلام، وبمعايير رسول الله ، وعندها ستتضح لنا الرؤية، وتظهر لنا الحقائق..
والنقطة الثالثة: التي أودُّ الإشارة إليها، هي أنه مهما ساءت الأوضاع، وأظلمت الدنيا فإن العاقبة في النهاية للمتقين، وسيأتي زمان يعود فيه الأقصى حرًّا للمسلمين، بل ستعود فلسطين بكاملها بإذن الله.. لا نَشُكُّ في ذلك قيد أنملة، بل إننا نرى أن الشك في هذا الأمر خطيئة لا تغتفر، فالله يقول في كتابه: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15]. إن الشك في نصر الله شكٌّ في قدرة الله، وهو خلل عقائدي غير مقبول من مؤمن، ولا نتوقعه من صالح..
أما النقطة الرابعة والأخيرة في هذا المقال: فهي أن الكرة في ملعب المسلمين، وليست أبدًا في ملعب اليهود؛ فالذي يؤثِّر في الأحداث ويُسَيِّرها ليس الجبروت اليهودي ولا القوة الصهيونية، إنما العامل الرئيس والأساس يعود إلى المسلمين أنفسهم، فنحن لا نُهزم بقوتهم ولكن بضعفنا، ولو عدنا إلى الله عودة كاملة لنصرنا الله نصرًا مؤزَّرًا، ولرأينا أضعاف أضعاف ما نتمنى من انتصارات ونجاحات، ولانتهى الكابوس اليهودي، الذي أزعجنا في هذه السنوات السابقة..
ولست أعني بالعودة إلى الله اللجوء إلى المساجد فقط، أو الاعتماد على الدعاء وكفى، أو حتى الجهاد بالمال ومقاطعة البضائع اليهودية والأمريكية، إنما أقصد عقيدة سليمة، وأخلاقًا حميدة، ونية صادقة، وعملاً صالحًا، وعلمًا نافعًا، وجهادًا مستمرًا، ووحدة لا شقاق فيها، وأملاً لا يأس فيه.
إن الأقصى لا يُحَرَّر بقوم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، إنما يُحَرَّر بقوم باعوا دنياهم، واشتروا الجنة، وأعرضوا عن رضا الناس، وبحثوا عن رضا الله، وتركوا مباهج الدنيا، وتمسكوا بالقرآن والسُّنَّة، وهؤلاء لا يخلو منهم -بإذن الله- زمن من الأزمان، فأبشروا أيها المؤمنون، فإن نصر الله قريب، ودين الله غالب، ولو كره المشركون.
ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين
قال تعالى في محكم كتابه: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [سورة محمد:7]، فكيف ينصر المؤمنون الله، حتَّى يقوموا بالشرط وينالوا ما شرط لهم من النصر والتثبيت ؟
يقول صاحب الظلال: ".. وأن تُحكّم النفوسُ اللهَ في رغباتها ونزواتها وحركاتها وسكناتها، وسرّها وعلانيتها، ونشاطها كله وخلجاتها . . فهذا نصر الله في ذوات النفوس"، وجاء في تفسير السعدي: "إن تنصروا دين الله بالجهاد في سبيله، والحكم بكتابه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ينصركم الله على أعدائكم، ويثبت أقدامكم عند القتال"، أي: إنَّ كلَّ فرد مسلم تقع على عاتقه مسؤولية في تحقيق النَّصر تتمثل في امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، فإذا أردت نصر الله، فانتصر لدينه على نفسك، وعلى شهواتك، وعلى نزواتك، فالمعصية ليست بالأمر الهيّن، حتى ولو كانت تخص الفرد بنفسه، لأن أثرها يتجاوز الفرد إلى الجماعة.
ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة، فعندما هزم المسلمون في غزوة أحد، وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قلّة من الصَّحابة، وكاد يقتل عليه الصَّلاة والسَّلام، واستشهد سبعين من خيرة أصحاب رسول الله، خاطب الله عزَّ وجل بعضا من الصَّحابة فقال: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}، فقوله تعالى {استزلهم الشيطان}: أي أوقعهم في الزلل، والزلل هنا الهزيمة وعدم الثبات في المعركة، أي تعطيل النصر وعدم تحقيقه، ثم قال: {ببعض ما كسبوا} أي لقد كان للشيطان عليهم سبيل بأن حقق فيهم الهزيمة بسبب أعمالهم وذنوبهم. وهكذا هي سنة الله الجارية في المسلمين، وهي سنة لا تتخلف ولا تتعطل.
يقول سيّد قطب: "النفس البشرية حين ترتكب الخطيئة، فتفقد ثقتها في قوّتها، ويضعف بالله ارتباطها، ويختل توازنها وتماسكها، وتصبح عرضة للوساوس والهواجس، بسبب تخلخل صلتها بالله وثقتها من رضاه ! وعندئذ يجد الشيطان طريقه إلى هذه النفس، فيقودها إلى الزلة بعد الزلة، وهي بعيدة عن الحمى الآمن، والركن الركين".
وفي سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه نجد تأكيده على أهمية هذا الأمر وخطورته، فيوصي جيشه في العراق بقيادة سعد بن أبي وقاص قائلاً: "أمَّا بعد، فإنّي آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كلِّ حال، فإنَّ تقوى الله عزَّ وجل أفضل العدَّة على العدو، وأقوى العدّة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشدَّ احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإنَّ ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوّهم، وإنَّما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عُدَّتنا كعدتهم، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإن لا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا".
والقدس اليوم هي أحوج ما تكون فيه منّا إلى التقرّب إلى الله نصرة لها، هي أحوج ما تكون إلى التائبين، هي أحوج ما تكون إلى الرّاجعين إلى الله، إلى من ينصر الله في نفسه، فيكف عن الذنوب ويستغفر من المعاصي ويعاهد الله على نصرة دينه في نفسه على الأقل والدائرة المحيطة به كلّ بحسب قدرته وطاقته حتى يساهم بتوبته في تحرير المسجد الأقصى،
نسأل الله أن يجعلنا أسباب نصر لا أسباب هزيمة ومفاتيح عزّ للإسلام والمسلمين.
يا سليلَ المجد ماذا غيرك *** أنت للمجد وهذا المجد لك
كيف تغفو يا فتى الإسلام هل *** هيّأ الأعداء في الدّرب الشّرك
يا سليلَ المجد هلاّ قلت لي *** أيّ ذنب بالمخازي ضيّعك ؟
أيّها السَّادرُ في لذَّاته *** هل ترى عيشَ المعاصي أعجبك؟
أمتي قد علقت فيك المنى *** فاستفق وانهض وغادر مضجعك
عُد إلى الرَّحمن في طهر تجد *** مركب النَّصر إلى العليا معك
قد كفانا ما مضى من بؤسنا *** ربنا فاكشف ما بنا فالأمر لك
المصدر: موقع بصائر أون لاين
ونبقى بين ألمٍ و أمل,,,
بوركت أخي الكريم لإثرائك الموضوع ,,,
ولكن يبقى سؤالي : هل صحيح أنهم يعتقدون في بناء هيكلهم المزعوم أنه عرش المسيح الدجّال ؟؟؟
كلمة للتاريخ :الأقصى مسجدنا لا هيكلهم - كلمة للتاريخ :الأقصى مسجدنا لا هيكلهم - كلمة للتاريخ :الأقصى مسجدنا لا هيكلهم - كلمة للتاريخ :الأقصى مسجدنا لا هيكلهم - كلمة للتاريخ :الأقصى مسجدنا لا هيكلهم
كلمة للتاريخ :الأقصى مسجدنا لا هيكلهم
موقع الراشدون
الأقصى مسجدنا لا هيكلهم
في الأسبوع الماضي قامت جماعات متطرفة باقتحام للأقصى المبارك وبحماية جيش الاحتلال وتم الاعتداء على المتحصنين هناك دفاعا عن الأقصى .
و في مثل هذا اليوم من كل عام يتم اقتحام الأقصى في عيدهم "عيد الغفران" تحت بدعة زيارة الهيكل المزعوم .
ولا ننسى أنه قبل تسع سنوات أقدم شارون على دخول الأقصى لتتفجر الانتفاضة الثالثة.
والذي نحاول أن نتكلم عنه إحقاقا للحق هو
هل هناك حقيقة تاريخية لما يسمى هيكل سليمان المزعوم ؟
وقبل أن أجيب ينبغي أن نعرِّف أولا بمكانة المسجد الأقصى عند المسلمين ثم نعرج على تاريخ إنشائه
مكانة المسجد الأقصى
المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة الإسراء والمعراج
ومن مكانة الأقصى في الإسلام وفضله على باقي المساجد في الأرض بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن الصلاة فيه تعد بخمسمائة صلاة فيما سواه، قال صلى الله عليه وسلم: «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» (حديث حسن رواه الطبراني).
والمسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها للحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». رواه البخاري ومسلم
والمسجد الأقصى كان القبلة الأولى للمسلمينَ، فهو أولى القبلتينِ حيثُ صلَّى المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهرًا قبل أن يَتَحَوَّلوا إلى الكعبة ويتخذوها قبلتهم
وتوثقت مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين بحادثة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة التي اختص بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].
لماذا لم يعرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) مباشرة من المسجد الحرام إلى السموات العلا؟
هذا يدلنا على أن المرور ببيت المقدس، كان مقصوداً، والصلاة بالأنبياء الذين استقبلوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيت المقدس، هذا له معناه ودلالته، أن القيادة قد انتقلت إلى أمة جديدة وإلى نبوة جديدة، إلى نبوة عالمية ليست كالنبوات السابقة التي أرسل فيها كل نبي لقومه .
هذا الربط بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ليشعرالمسلم أن لكلا المسجدين قدسيته، وأن التفريط في المسجد الأقصى كالتفريط في المسجد الحرام .
تاريخ بناء المسجد الأقصى
بداية سأتحدث عن بداية بناء الأقصى المبارك عبر تاريخه الطويل ، مبيناً بالدليل الواضح أن القول بوجود هيكل كان تحت الأقصى المبارك ما هو إلا أسطورة وزعم كاذب عن سبق إصرار يهدف إلى تأسيس حق سياسي باطل لليهود في الأقصى المبارك !!
. روى البخاري في صحيحه : " عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة " .
كما هو واضح من هذا الحديث الصحيح أن بناء المسجد الأقصى تم بعد بناء المسجد الحرام بأربعين عام ، فإذا حددنا زمن بناء المسجد الحرام فإننا نستطيع أن نحدد زمن بناء المسجد الأقصى
فمن الذي بنى المسجد الحرام ؟
ومتى بني المسجد الحرام ؟
هناك روايات تؤكد أن أول من بنى المسجد الحرام هو آدم عليه السلام ، وعليه فإن أول بناء كان للمسجد الأقصى على عهد آدم عليه السلام ، أو في عهد أبنائه .
يقول القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ( ج4 ص148 ) : " واختلف في أول من أسس بيت المقدس، فروي أن أول من بنى البيت – يعني البيت الحرام – آدم عليه السلام، فيجوز أن يكون ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً، ويجوز أن تكون الملائكة أيضاً بنته بعد بنائها البيت بإذن الله، وكل محتمل والله أعلم.
قال ابن حجر : " فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم ثم أنتشر ولده في الأرض ، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس "
وقال : " وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال : أن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين ، فذكر ابن هشام في كتاب " التيجان " أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس ، وأن يبنيه ، فبناه ونسك فيه " ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى بني قبل إبراهيم وداود وسليمان عليهم السلام ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى كان أول بناء بني في كل أرض الشام بشكل عام وكان أول بناء بني على أرض القدس الشريف بشكل خاص ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى بني في القدس الشريف قبل وجود أي كنيس أو كنيسة أو مسجد فيها ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى كان قبل وجود تاريخ بني إسرائيل بشكل عام .
وهذا يعني أن المستحيل في تفكير كل عاقل أن يكون هناك بناء حجر أو بناء كان تحت المسجد الأقصى .
- قد يظن ظان أن أول من بنى المسجد الحرام هو نبي الله إبراهيم عليه السلام ، قد يفهم أن المسجد الأقصى بني على عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام .
بل على العكس نجد أن الأدلة تؤكد أن نبي الله إبراهيم عليه السلام ، كان بعد بناء المسجد الحرام أي بعد بناء المسجد الأقصى ، وأن ما قام به نبي الله إبراهيم عليه السلام هو رفع قواعد المسجد الحرام التي كانت موجودة من قبل ، بمعنى أنه لم يكن أول من بنى المسجد الحرام وبمعنى آخر أنه لم يكن هو الذي بنى المسجد الأقصى .
روى البخاري في الصحيح عن ابن عباس حديثاً طويلاً مرفوعاً ، في قصة هاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام ، ومن ضمن ما ورد في هذا الحديث الطويل : " فأنطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه واستقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال : { ربنا أني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم .. }
فالسياق يدل كما هو واضح أن إبراهيم عليه السلام دعا ربه بهذا الدعاء يوم أن ترك ابنه إسماعيل رضيعاً ، ونصوص القرآن تثبت أن رفع القواعد من البيت كان بعد أن وصل إسماعيل سن الشباب ، حيث ساعد أباه في البناء ، فقوله : { عند بيتك المحرم .. } يدل على أن البيت كان موجوداً يوم وضع إبراهيم ابنه إسماعيل – عليهما السلام – رضيعاً ، بمعنى أن هذا الدليل يؤكد أن المسجد الحرام كان قبل إبراهيم عليه السلام ، مما يؤكد أن المسجد الأقصى كان قبل إبراهيم عليه السلام كذلك .
ومن ضمن ما ورد في هذا الحديث الطويل " فإذا هي– أي هاجر – بالملك عند موضع زمزم ، فبحثه بعقبه ، أو قال : بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف … قال : فشربت وأرضعت ولدها .. وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذه عن يمينه وشماله "
فقوله وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية " يدل على أن المسجد الحرام كان قبل إبراهيم عليه السلام ، مما يؤكد أن المسجد الأقصى كان قبل إبراهيم عليه السلام كذلك .
ومن الواضح لكل عاقل أن كل ذلك يعني أن المسجد الأقصى كان قبل سليمان وداود عليهما السلام ، وكان قبل تاريخ بني إسرائيل .
وأما ما رواه النسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثاً:
- حكماً يصادف حكمه
- وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده
-وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- : " أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة" .
قال النووي في شرح مسلم: ورد أن واضع المسجدين آدم – عليه السلام – وبه يندفع الإشكال بأن إبراهيم بنى المسجد الحرام، وسليمان بنى بيت المقدس، وبينهما أكثر من أربعين عاماً، بلا ريب فإنما هما مجددان.
وواضح أن الرواية تعود وتؤكد على مصطلح " المسجد " ، وهذا يعني أن نبي الله سليمان عليه السلام قام ببناء وتوسعة للمسجد الأقصى الذي كان قائماً منذ آدم عليه السلام ، ولم يقم نبي الله سليمان عليه السلام ببناء تأسيسي للمسجد الأقصى المبارك ، فكما أن إبراهيم عليه السلام قام برفع قواعد المسجد الحرام بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام ، فإن سليمان عليه السلام قام بتجديد وتوسعة للمسجد الأقصى بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام .
. وعليه أؤكد بوضوح لا غموض فيه أن كل إدعاء بوجود هيكل أول أو ثان تحت المسجد الأقصى هو ادعاء باطل ، وكل ادعاء بوجود حق لغير المسلمين في المسجد الأقصى هو ادعاء باطل ، وكل ادعاء بوجود بقايا بناء آخر تحت المسجد الأقصى أو في حرمه هو ادعاء باطل سواء سموا هذا الادعاء الباطل باسم " حائط المبكى " أو سموا هذا الادعاء الباطل باسم " باب خلدة " أو باسم " نفق الحشمونائيم " ، فكل هذه الادعاءات باطلة ، فحائط المبكى في تسميته الصحيحة هو " حائط البراق " وباب خلدة هو أحد أبواب الأقصى المبارك ، وكذلك " نفق الحشمونائيم " تسمية باطلة لا تثبت حقاً لغير المسلمين .
ويقول الإمام البغوي في تفسيره: " قالوا : فلم يزل بيت المقدس على ما بناه سليمان حتى غزاه بختنصر، فخرب المدينة، وهدمها ونقض المسجد، وأخذ ما كان في سقوفه وحيطانه من الذهب والفضة والدر والياقوت وسائر الجواهر، فحمله إلى دار مملكته من أرض العراق" .
ومما سبق يتبين أن ما قام به سليمان – عليه السلام- في بيت المقدس، لم يكن بناءً لهيكل، وإنما هو تجديد للمسجد الأقصى المبارك كما فعل إبراهيم – عليه السلام- في المسجد الحرام، فهو قبل سليمان وموسى ويعقوب وإبراهيم – عليهم السلام- ليكون مسجداً للأمة المسلمة
وطبقاً لما ذكرته المصادر التاريخية، فقد تم بناء المسجد وهدمه ثلاث مرات، فقد تم تدمير مدينة القدس والمسجد عام 587 ق.م على يد نبوخذ نصر ملك بابل وسُبى أكثر سكانها
وأعيد بناء المسجد حوالي 520-515 ق.م
وهُدم المسجد للمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام 170ق.م
وأعيد بناه المسجد مرة ثالثة على يد هيرودوس الذي أصبح ملكاً على اليهود عام 40 ق.م بمساعدة الرومان.
وهدم المسجد للمرة الثالثة على يد الرومان عام 70م ودمروا القدس بأسرها
وفي عام 135 م قام اليهود بثورة في زمن الإمبراطور الروماني أدريانوس الذي دمر أورشليم و بنى مكان المسجد معبدا لجوبيتير وغير أورشليم إلى إيليا كابي تولينا و تخلص من اليهود بالقتل والتعذيب والنفي وبدأ ما يعرف بعصر الشتات أو الدياسبورا .
بحيث بقي مكان المسجد خالياً تماماً ، باستثناء بقايا السور ومنه الجزء الأكثر شهرة الحائط الغربي أوحائط البراق الذي ربط فيه النبي البراق ليلة الإسراء والمعراج
والذي يسميه الصهاينة حائط المبكى .
فأين هي آثار الهيكل؟
لا توجد صورة حقيقية للهيكل، وإنما صور مزعومة يروجها اليهود ليهدموا المسجد الأقصى ويقيموا الهيكل المزعوم مكانه.
أما مرادهم من احتلال فلسطين فإنهم يرونها –حسب مزاعمهم-أرض الميعاد- و الأرض التي سوف يأتيهم فيها (المنتظر) الذي يقاتلون به الناس وينتصرون ،وهو المعروف عند المسلمين بالأعور الدجال كما ثبت ذلك في نصوص صحيحة صريحة.
كما أن الغرب رأى في وجود اليهود في فلسطين فائدة كبيرة لكسر شوكة المسلمين وإذلالهم وجعلهم تحت الهيمنة اليهودية، وتحت سقف التفوق العسكري اليهودي، وبعضهم يرى وجود اليهود حتمية دينية نصرانية ،كما يرى ذلك الآن من يعرف بالنصارى المتصهينين .
الفاروق ومقاليد بيت المَقْدس
كان الفتح الإسلامي لبيت المَقدس سنة 15هـ/ 636م، عندما دَخَلَها الخليفة عمر بن الخطاب سلمًا، وأعطى لأهلها الأمان من خلال وثيقته التي عُرِفَتْ بالعهدة العُمَريَّة،
وبعد تسلمه مفاتيح مدينة القُدس من بطريرك الروم صفرنيوس، سار الفاروق عمر إلى منطقة الحرم الشريف التي كانت خرابًا تامًّا في ذلك الوقت، وزار موقع الصخرة المشرفة وأمر بتنظيفها كما أمر بإقامة مسجدٍ في الجهة الجنوبية منَ الحَرَم الشريف.
والذي ينسب إليه ويعرف بمسجد عمر بن الخطاب
الأُمَوِيُّون وعمارة الأقصى
وتم تعمير الأقصىمرة أخرى في عهد الدولة الأموية ، حيث نُفذهذا في عهدي الخليفة عبدالملك بن مروان وابنه الخليفة الوليد، الذي اشتمل على بناء قبة الصخرة المشرفة وقبة السلسلة في عهد الخليفة عبدالملك، وبناء المسجد الأقصى ودار الإمارة والأبواب ومعالم أخرى عديدة اندثرت جراء الهزَّات الأرضيَّة العنيفة التي حدثت في بيت المقدس وفِلَسطين .
وقبة الصخرة هي المبنى ذو القبة الذهبية، وموقعها بالنسبة للمسجد الأقصى ككل كموقع القلب من جسد الإنسان أي أنها تقع في وسطه إلى اليسار قليلاً.
وهذه القبة تعتبر هي قبة المسجد ككل، وهي من أقدم وأعظم المعالم الإسلامية المتميزة.
سميت بهذا الإسم نسبة إلى الصخرة التي تقع داخل المبنى والتي عرج منها النبي إلى السماء على بعض الأقوال لأن الصخرة هي أعلى بقعة في المسجد الأقصى.
وقبة الصخرة هي حالياً مصلى النساء في المسجد الأقصى.
والصخرة غير معلقة كما يعتقد عامة الناس، لكنه يوجد اسفلها مغارة صغيرة.
صلاح الدين واستعادة المسجد الأقصى
عاد الطَّابَع المعماري للمسجد الأقصى المبارَك في هذه الفترة بعد تحريره وتطهيره من الصليبيينَ الذين عَبِثوا به وغَيَّروا بعض ملامحه، فقد آلى صلاح الدين الأيوبي على نفسه ألا يبتسم حتى يحرر بيت المقدس من سيطرة الصَّليبيين، وكان له ما أراد بنصر الله في عام 583 هـ (4 يوليو 1187م)، وتَمَّ فتح بيت المقدس في 27 رجب من عام 573هـ (2 أكتوبر 1187م) بعد استعمار صليبي دام 88 عامًا؛ حيث قام المسلمون بإرجاعه إلى ما كان عليه قبل الغزو الصليبي وإصلاحه وتعميره وإضافة بعض المنشآت إليه.
الأقصى في خطر
لقد ابتليتِ الأمة الإسلامية بهيمنة الاستعمار الغربي بعد سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م فكانت الأردن وفِلَسطين ومصر من نصيب المستعمر البريطاني الذي عمد إلى منح اليهود وعد بلفور عام 1917م بتمكينهم من احتلال فِلَسطين، وقد كان لهم ماخَطَّطوا بإقامة الدولة العبرية عام 1948م على أرض المسلمين المباركة وابتلعوا القدس الشريفة.
ومنذ الاحتلال الصِّهْيَونِي لفِلَسطين والمحاولات حثيثة ودؤوبة لتدمير المسجد الأقصى وإزالته وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وهم يعملون على تحقيق ذلكَ بشَتَّى الطُّرق والحِيَل والمُخَطَّطَات.. فكان الحريق الإجرامي الشهير الذي وقع للمسجد
في صباح يوم الخميس 21-8-1969م حيث تعرَّض المسجد الأقصى لعملية إحراق متعمدة، هدفت إلى إزالة هذا المسجد المبارك عن الوجود تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وهبّ أهل القدس يطفئون نيران الحقد الصهيونية التي طالت مسجدهم المبارك وأقدس مقدسات المسلمين.
وأتت النيران على "منبر صلاح الدين الأيوبي"، ومحراب زكريا عليه السلام وجانب كبير من المسجد الأقصى حيث اشتعلت النار في سطحه الجنوبي، كما التهمت النيران سقف ثلاثة أروقة وجزء كبير من هذا القسم، بفعل أيد مجرمة تعمدت الجريمة مع سبق الإصرار.
وأدعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن مرتكب الجريمة اليهودي الأسترالي مايكل دينيس روهان (28 سنة) معتوه؟!!!!!!
وما لبثت أن أطلقت سراحه وأبعدته إلى بلاده.
وقال المجرم روهان لدى اعتقاله عقب نشوب الحريق : ان ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله.
وأضاف أنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله، وعليه فإن هذا الحريق قد تم عن قصد وتعمد وسبق إصرار .
وقبله وبعده العديد من الاختراقات التي قام بها متطرّفون صهاينة في حماية سلطات الاحتلال، وكل عام تدعو جماعة أبناء الهيكل إلى اقتِحام المسجد والتمهيد لإقامة الهيكل، وربما يعد التهديد الأخطر الذي يتعرض له هذه الحفريات المستمرة تحت الأقصى بزعم البحث عن الهيكل نفسه.
إلا أن الخطر الأكبر الذي يتهدد المسجد الأقصى هو تلك الحفريات المنظمة والأنفاق في أساساته وتلك "الإجراءات" التي تمارس تحت الأرض, والتي أثارت شكوكا حقيقية في طبيعة النوايا والدوافع التي تقف وراء مثل هذه الإجراءات التي يرى المسلمون فيها أنها قد تحدث خلخلة في أساساته يمكن أن تؤدي لا قدر الله إلى تصدعه وانهياره.
وفي ذات السياق ففي العام 1996 وتحديدا في شهر أيلول حدث انتهاك خطير على مستوى إسرائيلي رسمي في المسجد الأقصى ممثلا بافتتاح النفق الكائن تحته سياحيا الأمر الذي أدى يومها إلى "انتفاضة النفق", وسقوط عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين احتجاجا على هذا التصرف الإسرائيلي.
إلا أن الحديث عن جماعة "أمناء الهيكل" يصور قمة الخطر الذي يتربص بالمسجد الأقصى. فهذه الجماعة قد أعدت الخرائط الهيكلية لبناء ما تزعم أنه "الهيكل الثالث". ولكي تعطي انطباعا بالجدية والتصميم فقد أعدت حجرا ضخما أطلقت عليه "حجر الاساس" حاولت قبل عامين أن تقتحم رحاب المسجد الأقصى لكي ترسيه في باحته وتجعل منه حجر أساس لبناء هذا الهيكل المزعوم.
إلا أنها فشلت بذلك فطافت به على متن شاحنة في شوارع مدينة القدس مدللة بذلك على أنها لن تتراجع عن نواياها ومتحدية كل المشاعر الإسلامية.
إن هذا المسلسل من الانتهاكات والاعتداءات والنوايا المبيتة لا يقف عند حد.
ويأتي قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي العام الفائت بالسماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى تطورا خطيرا للغاية في السياسة الإسرائيلية الرسمية المعلنة تجاه الأقصى.
وهو قرار من منظومة قرارات, استكمالا لسياسة التحكم والمنع التي تفرضها إسرائيل على زيارة المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه وبخاصة الفئات الشابة.
ويتساءل المسلمون في هذا الصدد فيما إذا كان هذا القرار مقدمة لفرض سياسة "المقاسمة" التي تتبعها في المسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن.
إن القرار الإسرائيلي وكل القرارات السابقة له تأتي استفزازا للمشاعر الدينية الإسلامية ومساسا بحرمة مكان من أقدس الأماكن للمسلمين في العالم.
ومما هو جدير بالذكر أن الصهيونية المسيحية تعتقد أن ثلاث إشارات ينبغي أن تسبق عودة المسيح :
1-الإشارة الأولى هي: قيام إسرائيل، وقد قامت سنة (1948 م).
2-والإشارة الثانية هي: احتلال مدينة القدس، وقد احتلت سنة (1967 م).
3-و الإشارة الثالثة هي: إعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى.وهذا ما تعمل له إسرائيل منذ زمن، وما تقوم به من حفريات تحت بنيان المسجد الأقصى، بحجة البحث عن آثار يهودية مطموسة، وفي مقدمتها الهيكل المزعوم.
و لقد نشرت الصحف منذ سنوات تصريحا للجنرال الإسرائيلي المعروف موشي ديان يبرر به ضم القدس إلى إسرائيل وإنشاء مستوطنات جديدة فيقول: إن على الذين يعارضون هذه السياسة مراجعة موقفهم من الإنجيل والتوراة !).
إنَّ الأمة مَدْعُوَّة اليوم أن تهبَّ لمُنَاصَرة الأقصى وحمايته منَ التَّدنيس والتدمير والعدوان المستمر.
نسأل الله أن يحفظ المسجد الأقصى من مكر الصهاينة وأذنابهم
وأن يجعل تدبيرهم في تدميرهم وأن يثبت المرابطين في المسجد الأقصى
وأن يرزقنا صلاة فيه قبل الممات
اللهم آمين
بوركت بوركت " ام العلاء " على جهودك الرائعة
وللمناسبة الرائعة أيضا اليوم 20 ربيع الأول من عام 15 للهجرة ذكرى دخول الفاروق عمر رضي الله عنه مدينة القدس فاتحا
قذائف رائد صلاح - قذائف رائد صلاح - قذائف رائد صلاح - قذائف رائد صلاح - قذائف رائد صلاح
قذائف رائد صلاح
قذائف الحق تدك كيان الباطل ، قال تعالى : {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق}
قذيفة الكلمة اخطر من قذيفة الصاروخ .
اللغة التي نحتاجها في هذا الزمان هي لغة القوة والتحدي ، ولا تنفع مع الاعداء لغة الدبلوماسية او اللغة الضعيفة او اللغة المائعة ، يجب علينا ان نتكلم باللغة القوية التي تعتبر ((قذائف للحق)) ، وتدمر معنويات الاعداء ، وتحطم نفسياتهم ، هذه اللغة القوية هي التي تحيي الامة .
وان لغة امير المجاهدين شيخ الاقصى رائد صلاح تمثل هذه اللغة القوية وكلامه قذائف الحق توجه الى كيان الباطل وان اليهود المحتلين يحسبون الف حساب لكل قذيفة تخرج من فمه المبارك ، بينما لا يهتمون بساعات طويلة يتكلم فيها الاخرون كلاماً تافها مائعاً لا لون له ولا طعم ولا رائحة . ولقد تكلم الشيخ رائد صلاح –آسف اطلق قذائفه- الايمانية بالامس في مدينة الزرقاء ووجه هذه القذائف الى الكيان اليهودي على ارض فلسطين ، ففي الوقت الذي ملأ فيه قلوب شباب هذه الامة يقيناً وثباتاً وتحدياً فقد حطم معنويات اليهود كعادته بتلك القذائف ومن روائع ما قاله بالامس :
ان زوال الاحتلال صار قريباً . والقدس عاصمة الربيع العربي . والصراع على ارض فلسطين بين وعد الله بالنصر ووعد بلفور لليهود ولا يتحقق الا وعد الله تعالى . وأبشري يا قدس فحطين قادمة . ونحفظ قذيفته الدائمة .. ان باقون ما بقي الزعتر والزيتون.
كثّر الله من امثال هذه القذائف الايمانية ، وبارك الله في الافواه الطيبة التي تخرج هذه القذائف من القلب الحي الى كيان الباطل لتدمغه فاذا هو زاهق .