لَم أنْسَ «بلْقيس» * * حيدر محمود - لَم أنْسَ «بلْقيس» * * حيدر محمود - لَم أنْسَ «بلْقيس» * * حيدر محمود - لَم أنْسَ «بلْقيس» * * حيدر محمود - لَم أنْسَ «بلْقيس» * * حيدر محمود
لَم أنْسَ «بلْقيس» * * حيدر محمود
(1)
دمَشْقُ، يا «جُرحيَ» الدّامي، ويا وَجَعي
ما زِلْتُ – رُغْمَ مُقامي فيكِ – مُغْتَِربا!
لم أَنْسَ «بَلْقيسَ»، والأيدي التي سَرَقَتْ
منّي «الجَديلةَ»، وٍالعَيْنَيْنِ»، و»الهُدُبا»..
وأبْعَدَتْ مُهْجَتي عَنْ حِضْنِ داليَتي
فَلَمْ أُطِقْ بَعْدَها ظِلاًّ، ولا عِنَباً
قتَلْتِني مرَّةً حيّاً .. وثانيةً
مَيْتاً .. ولكنَني لا أَعْرِفُ السَّببا؟!
كُلُّ الرُّؤوسِ أَرادَتْني لها، فأبى
«جَمْرُ القَصيدَةٍ» أنْ أغدو «لَهُمْ» ذَنَبا!
(2)
دِمَشْقُ، يا أُمّيَ المكْسورَ خاطِرُها
لا تَسْمَعي الشِّعْرَ مَكْسوراً، ومُضْطَرِبا!
قولي لِمَنْ زَوَّروا تاريخ أُمّتِنا
وَعَهَّروهُ: بأنَّ المَوْعِدَ اقْتَرَبا!
كما أتى سوفَ يَمْضي كلُّ طاغيةٍ
إلى «جَهَنَّمَ» مَذْعوراً وَمُرْتَعِبا..
أنا الدِّمَشْقيُّ.. لي في كُلِّ زاوِيةٍ
مِنْها: «مَقامُ بَياتٍ» أو «مَقامُ صَبا»!
وياسَمينٌ.. وريحانٌ.. وجارُ رِضا
أحبَّني وأحَبَّ الفنَّ والأدَبا..
هُنا أَبي.. وَهُنا أُمّي، وكُلُّ بني
قَوْمي، وأَسْكَنْتُ في أَشْعاريَ العَرَبا
(3)
يا شامَ «فَيْصَلَ» كُلُّ الشامِ واحِدةٌ
فَأرْجِعي ذلكَ المَجْدَ الذي ذَهَبا
قد ماتَ «سايكْسُ»، وَ»بيكو»، غير أنّهما
حَيّانِ.. في رَأْسِ منْ – يَوْمَ الوَغى - هَرَبا
ولا يُمانعُ – مِنْ أَجْلِ البَقاءِ على
كُرْسِيِّهِ –أنْ يَظَلَّ القَلْبُ مُغْتَصَبا!
لكنَّ شَعْبَكِ، يا أمَّ الزمانِ، ويا
أُمَّ المكانِ.. سَيَمْحو كُلَّ ما كُتِبا!
ويَكْتُب الصَّفْحَةَ الأُلى بِدَفْتَرِهِ:
ما كانت الشّامُ يَوْماً للذي غَلَبا!
ولَنْ تكونَ لِغَيْرِ المُؤْمنينَ بِها
والعاشِقينَ لَها: أُمّاً لَهُمْ وأبا
يا شامُ.. صيحي بِوَجْهِ المُدَّعي نَسباً
إليكِ: لا يَدَّعي مَنْ يَمْلِكُ النَّسَبا؟!
* غضب نزار قباني في قبره غضبا شديدا، عندما سمع بشار الجعفري يقرأ قصيدته الأقرب الى قلبه، ويرتكب كل تلك الاخطاء: لغة ،وسياقا.. فقرر ان يردّ.
التاريخ : 26-03-2