استلقى محمد داخل خيمته يطالع بسرور الجرة الفخارية المعلقة على احد اعمدة الخيمة والتي تحتوي على ما صنعته امه من السمن البلدي واخذ يفكر كيف سيذهب بالغد الى السوق ويبيع ما لديه من السمن ويشتري بثمنها نعجة او اثنتين ليضيفها الى العدد القليل مما لديه من النعاج وكيف ان انتاج الحليب والسمن سيزداد لديه في المرة القادمة وسيبيع كمية اكبر منه ويشتري نعاجا اضافية يضيفها لقطيعه المتكاثر .....وهكذا الى ان يصبح لديه قطيع كبير من الغنم يشتري ويبيع ويتاجر وتجري الاموال بين يديه. وابتسم عندما سرح بفكره الى فكرة الزواج من بنت من بنات القبيلة ذات الحسب والنسب وانه سيصبح محط انظار كل افراد القبيلة .... وتمنى ان يرزقه الله بولد صالح يعلمه فنون الفروسية والصيد وركوب الخيل وان يكون الولد مطيعا لابويه ....... وفجأة تجهم وجهه وقال لنفسه : ماذا لو لم يكن الولد مطيعاً ولا يسمع كلام والده ....وعندها قفز واقفاً وقال : والله لو لم يكن ابني مطيعا لأضربه بهذه العصا على رأسه ولوح بالعصاة في الهواء مستحضراً كيف سيضرب ابنه فارتطمت العصاة بجرة السمن وكسرتها فانساب على الارض وانسابت معه احلام محمد.