المرأة .. الرجل .. الحب .. والخيانة " ( كلمات تائهة )
المرأة .. الرجل .. الحب .. والخيانة " ( كلمات تائهة ) - المرأة .. الرجل .. الحب .. والخيانة " ( كلمات تائهة ) - المرأة .. الرجل .. الحب .. والخيانة " ( كلمات تائهة ) - المرأة .. الرجل .. الحب .. والخيانة " ( كلمات تائهة ) - المرأة .. الرجل .. الحب .. والخيانة " ( كلمات تائهة )
[COLOR="rgb(65, 105, 225)"]منذ الطفولة ,,
ومنذ عهود الصبا ,,
حدثنا شيوخ القبيلة وشعرائها عن الحب ..
سمعنا منهم عن قيس في زمن البراءة ,,
وعن عشقه العذري قبل أن نعرف معنى كلمة " العذرية " ,,
وحدثنا الجميع عن عنترة ,,
ولذة الشعور بالحب التي تغنى بها " كثير عزه " ,,
حتى تعلقت قلوبنا الغضة بالحب ,,
وبدأنا نتخيل فردوسه ,,
ونمنى النفس ببلوغ مرحلته ..
كنا بسبب ذلك التاريخ الوردي و الجميل متحفزين لمغامرة " العشق " ,,
وعلى استعداد لنعيشه واقعاً عذباً ,,
مع " محبوبة " لا تشبه إلا ليلى ..
في ذلك الزمن ,,
زعم شاعر من القبيلة :
" أن قلب الرجل قد يتسع لأكثر من واحدة " ,,
ففرحنا لسماع ذلك ,,
وأصبحت أحلامنا تتسع لليلى وعبلة وعزه ,,
وهكذا نجح ذلك الشاعر في أن يبذر البذرة الأولى للخيانة ,,
قبل أن نعي معناها ..
في مسجد الحي ,,
رفض الشيخ حديث الشاعر ,,
وقال لنا :
" إن الفتاة التي تبحث عن الحب قد خلعت رداء الفضيلة ,,
ولن تجني إلا العار ,,
فالرجال المتربصون في الخارج ,,
ليسوا إلا ذئاب متحفزة ,,
سينقضون عليها كنعجة ضالة ,,
و سيمررون لحمها على موائدهم حتى يجهزون عليها .. "
تشوهت بعدها صورة ليلى قليلاً في ذاكرتي ,,
وسألت نفسي يومها :
" ترى هل كان قيس ذئباً خائناً !! "
" وهل كانت ليلى صورة قديمة " لنعجة غبية ضالة !! "
بعدها بزمن قرأت لإحداهن :
" إن الحب الحقيقي هو الذي يطرق باب الفتاة ,,
ففي الخارج لا يوجد إلا السراب ,,
وأحلام تتحطم على صخرة الحقيقة .. "
وحينها قلت في حيرة :
" أ يعقل أن يكون الرجل " ذئباً " يتربص بفريسته !! "
" وهل المشاعر لا تعدو كونها سيلاً جارفاً من الغرائز !! "
و بعد زمن ليس بالطويل ,,
تعلمت القراءة لنزار ,,
فعاش معي في أحلامي ,,
وعشت معه بعضاً من عبثه و نزاوته ,,
التي كانت تتجلى أحياناً في مراقصته لفتيات لسن من القبيلة ,,
وفي تقبيله لسيدات لا يشبهن ليلى ,,
ولم يسمعن باسمها يوماً ..
وحين بلغت مرحلة النضج ,,
توقفت عن الحلم وعن سماع أحاديث الآخرين ,,
فأسطورة الحب قد تحطمت ,,
ولم يبق من رسومها في وجداني ,,
إلا ذلك الصراع والتناقض ,,
بين تراث حالم و واقع رديء ..
اليوم ,,
وعندما أضع رأسي على وسادتي ,,
أشعر بخزي كبير ,,
وأنا أتذكر أنني قد صدقت قيس وتبعت خطواته ,,
فهو لم يقدني لمدائن العشق ,,
ولم أجد في طريقه إلا أطيافاً ليس بوسعي تذكر ملامحها ,,
كانت في مهمة بحث زائفة عن الحب ..
ترى ,,
أين الحقيقة في كل ذلك !!
هل كذب علينا التاريخ !!
أم نحن من أفسد الحلم والواقع !!
المرأة ,,
الرجل ,,
الحب ,,
والخيانة ,,
مجرد حيرة ,,
وكلمات تائهة ..
[/COLOR]