حملة بيان عقيدة الإمام المجدد رحمه الله تعالى - حملة بيان عقيدة الإمام المجدد رحمه الله تعالى - حملة بيان عقيدة الإمام المجدد رحمه الله تعالى - حملة بيان عقيدة الإمام المجدد رحمه الله تعالى - حملة بيان عقيدة الإمام المجدد رحمه الله تعالى
إن الحمد لله الواحد الحق يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على النبي الصادق الأمين إمام المرسلين ، ختم الله به الرسالات السماوية ونشر بدعوته آيات الهداية ، وأتم به مكارم الأخلاق ،
وعلى آله وأصحابه الذين فقههم الله في دينه فدعوا الى سبيله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة فهدى الله بهم العباد ، وفتح على أيديهم البلاد وجعلهم أمة يهدون الى الحق بالحق ، فحق الله وعده "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (55) سورة النور، فشكروا ربهم على ما هداهم اليه من هداية بأن بذلوا في سبيل الدعوة إليه النفس وكل نفيس .
فكانوا قدوة للناس عامة ، والعلماء خاصة ، هؤلاء الطائفة التي فقهت الإسلام وشرائعه وآدابه ، وقفوا بالمرصاد أمام أعداء هذا الدين بالقلم واللسان يدفعوا عنه الشبهات ويدحضون الأباطيل .
ونحن هنا في شبكة الصديقه أم المؤمنين رضوان الله عليها رأينا أن نبين منهج أحد هؤلاء العلماء العظام ،الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لما أُثيرمن أباطيل حوله ، كونه نقطة تحول في تاريخ الدعوة ونشرها ، وأنه كان تجديدًا لمعالمها وإحياءً للسنة وإماتة للبدعة بأن دعى الناس للتوحيد فلا يكون هناك معبودٌ إلا الله الواحد القهار .
من خلال حديثنا عن حياته ، وكتبه ، ومنهجه ، وكل ما يثبت بالدليل القاطع أنه على عقيدة التوحيد وعلى الجهاد ، لكي يفضح البِدَع ويبطلها بالحجج والأدلة الواضحة ،وما كان كل الذي أثير من حوله إلا من خصومه الذين أرادوا إظهار فتواه على غير ما أراد تحقيقًا لأهدافهم وتعصبا لأفكارهم ، فازداد خصومه مع ازدياد انتشار علمه وتأثيره رحمه الله .
فرموه وسعوا في حربه ليصدوا الناس عن الحق الذي دعا اليه ، فكادوا له بابتداع عقيدة محدثة ليحققوا غاياتهم وينفذوا أحقادهم بنشر أباطيلهم و شركهم وعبادتهم الأضرحة والعياذ بالله ، فسمّوا من معه من أتباع الحق بالوهابيين نسبة للوهابية تلبيسًا وتضليلًا للناس ليخرجوهم عن جماعة المسلمين إيحاءً بأنه ابتدع دينًا جديدًا ، وهو بريئ من هذا رحمه الله .
نسأل الله أن يعيننا على أن نبين في جهدنا هذا أحقادهم وكذبهم ، وأنه سبحانه سيبطل مكرهم ويدحر باطلهم ، وإن العاقبة للمتقين والعزة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن على بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف التميمي سنة 1115 هجري (1703م )
فأصله ينحدر إلى قبيلة تميم تلك القبيلة التى حافظت على موطنها في إقليم نجد واستقرت واستوطنت وتركت حياة البدو واشتغلت بأوجه النشاط الأخرى من زراعة وتجارة.
تعليمه :
ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية .
وتعلم على أبيه في بلدة العيينة وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه ، وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو مترا تقريبا ، أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب . ولد فيها رحمة الله عليه ونشأ نشأة صالحة . وقرأ القرآن مبكرا .
واجتهد في الدراسة ، والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان - وكان فقيها كبيرا وعالما قديرا ، وكان قاضيا في بلدة العيينة - ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف .
ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، فاجتمع بعلمائها ، وأقام فيها مدة ، وأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت ، وهما : الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ، أصله من المجمعة ، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض ، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة . هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة . ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف .
ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها ، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم ، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة ، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وناقش وذاكر في ذلك ، وناظر هنالك من العلماء ، واشتهر من مشايخه ، هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي ، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى ، فخرج من أجل ذلك وكان من نيته أن يقصد الشام فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية ، فخرج من البصرة إلى الزبير وتوجه من الزبير إلى الإحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين ثم توجه إلى بلاد حريملاء وذلك ( والله أعلم ) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر لأن أباه كان قاضيا في العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية ، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هـ أو بعدها ، واستقر هناك ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم والدعوة في حريملاء حتى مات والده في عام 1153 هجرية فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه ، وهم بعض السفلة بها أن يفتك به . وقيل : إن بعضهم تسور عليه الجدار فعلم بهم بعض الناس فهربوا .
مرَّ المسلمون في القرن الثامن عشر بفترات ظلام وجهل ، جعلت من دينهم عرضة للبدع ، وطريق الضلال ؛ التي دسها المفسدون بين الناس تحت شعار الدين ، فكانت هذه الطريق طريق البدعة والضلالة ، مسلكاً مهلكاً لكل من اتبعه . . . ولا بد من ضوء في هذا الظلام . . . لا بد من شمعة تنير الطريق ، ذلك الطريق الذي يدعو إلى صراط مستقيم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وكان الإمام . . إمام الموحدين . . حامل كلمة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . . كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو الشمعة التي تضئ الطريق في طريق الضلالات والبدع ، فاستبدلها الرجل خيراً ودعوة إلى الحق ، فحدَّث الرجل بقلمه كل من له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد . كاتب دعاةَ الإسلام في كل موضع ومكان . . . كاتبهم لدعوة الناس حكاماً ومحكومين لتصحيح المسيرة . . . مسيرة العقيدة ؛ لتصويب أفكار الناس ، ونفض غبار الجهل من على رؤوسهم . كان الرجل بعيداً كل البعد عن بداية النهضة والعلم في أوربا ، ولكنه كأنما أحس أن البدع قد دخلت عقول المسلمين ، فأغفلتهم عن سلطان العقل وبأسه ودعوة قومهم إلى تغليب سلطان العقل والدين ، فرفع شعار التوحيد ، مصحوباً بضرورة العمل بكتاب الله وسنة رسوله . لم ييأس الرجل ، ولم يكلّ . . ما تقاعس أبداً في سبيل محاربة البدع ، والدعوة الصادقة للجهاد . . جهاد النفس . . والجهاد في سبيل الله . لقد أشعل شمعته ، وانطلق في طريق وعر ، زاد في وعورته جهل القوم ، وتكالب الأعداء حباً في السلطة والتسلط . سنوات قلائل من الجهد والعمل ، هي جهد الرجل ، وكان المحصولُ وافراً طيباً . . . إنها الشريعة الإسلامية وتطبيقها في شبه جزيرة العرب . لقد توحدت الجزيرة على توحيد الله عز وجل ، وأيَّدت دعوة الإمام تأييداً مقنعاً رائعاً ، فلقد سُلطَ الضوء ، وهربت الخفافيش من جماعة إبليس إلى الظلام لقد أضاء الرجل شمعة في ظلام دامس . ولم تكن الشمعة بعمل سهل ، ولم يتلألأ ضوؤها في الجزيرة بيسر وسهولة ، وإنما الذي جعل لنورها مذاقاً رائعاً هو ظلام البدع الحالك ، وجهل القوم بدينهم . . . فلنوقد الشمعة على أول الطريق .
أرجو أن تحدثونا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعن دعوته، وعن سيرته، وأبرز مؤلفاته؟
الشيخ محمد رحمه الله إمام كبير وعلامة شهير منَّ الله عليه بالفقه في الدين والبصيرة في علوم الشريعة، ولا سيما العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة، وكان ذلك في وسط القرن الثاني عشر، تعلم على علماء بلده وسافر إلى مكة والمدينة وأخذ عن بعض علمائهما، ثم رجع إلى بلده الدِّرْعيَّة، ورأى ما الناس فيه من التعلق بالأموات والقبور والشجر والحجر ففتح الله عليه ومنَّ عليه بالقوة والصبر، فدعا إلى الله وأرشد الناس إلى توحيد الله، وعلَّمهم أن التعلق بالقبور والأشجار والأحجار والاستغاثة بها شرك أكبر، وصبر على ذلك وعاداه كثير من أهل زمانه، ولكن الله نصره عليهم، وتابعه جم غفير من أهل العلم والبصيرة من أقاربه وغيرهم وصارت دعوته فتحا عظيماً على المسلمين ورحمة من الله لعباده في هذه الجزيرة العربية، وكانت دعوته أولاً في حريبلاء، ثم انتقل إلى العيينة، كلها قرى متقاربة، ومكث في العيينة مدة أيضا عند أميرها عثمان بن معمر يدعو إلى الله ويعلم الناس شريعة الله ويحذرهم من الشرك بالله وعبادة غيره، وكانت قُبة زيد بن الخطاب في الجبيلة معظمة من دون الله كان يدعى من دون الله ويعبد لأنه قتل في يوم اليمامة في قتال مسيلمة، فصار الناس يعظمون قبره ويدعونه من دون الله، وعليه بلية فأعان الله الشيخ وذهب بجماعة من العيينة وهدموا تلك القبة وبين للناس أن هذا لا يجوز وأن البناء على القبور لا يجوز وأن دعاء الميت والاستغاثة به لا يجوز، ولم يزل في الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى توحيد الله وإلى ما شرعه الله من الأوامر، وإلى ترك ما حرم الله من المعاصي من الزنا والسرقة والربا وشرب المسكرات إلى غير ذلك، وتابعه على ذلك جم غفير من العلماء من أبنائه وأقربائه وغيرهم، فهو بحمد الله نعمة من الله فتح الله به القلوب وفتح الله به البلاد حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً بعدما اتضحت لهم الدعوة وقام آل سعود وناصروه وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود الأمير في زمانه فإنه كان من عيينة أولا، ثم صار بينه وبين عثمان بن معمر بعض الشيء فخرج من العيينة إلى الدرعية، وتلقاه الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية وبايعه على النصرة والجهاد فوفى له بذلك، الإمام محمد وفى بما قال وتساعدا في الدعوة وقام سوق الجهاد في سبيل الله حتى أظهر الله الحق ونصر الحق ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشرت الدعوة إلى هذه الجزيرة ثم فتح الله على آل سعود مكة والمدينة وأظهر فيها العقيدة الصحيحة، وهدم ما على القبور من البنيات من القباب وغير ذلك في مكة والمدينة، وأوضحوا للناس حقيقة التوحيد، وكان فتح مكة والمدينة على آل سعود بعد موت الشيخ رحمه الله في السنة الثامنة عشرة من الهجرة بعد القرن الثاني عشر، سنة ثماني عشرة ومائتين وألف، وكان الشيخ توفي رحمه الله سنة ست ومائتين، والمقصود أن دعوة الشيخ رحمه الله دعوة سلفية دعوة صحيحة وهو إمام محقق فتح الله عليه في هذا الباب ودعا إلى الله وأرشد إلى الله وصبر على الأذى وعلى معاداة من عاداه من أقاربه وغيرهم حتى نصره الله عليهم، وحتى أظهر الله الحق على يديه، ثم على يدي أبنائه بعده وعلى يد الأمراء من آل سعود، فجزاهم الله جميعاً خيرا ورحمهم رحمة واسعة، وضاعف لهم المثوبة. ولم تزل هذه الدعوة -بحمد الله- قائمة على يدي آل الشيخ وآل سعود وعلى يدي العلماء علماء الشريعة علماء العقيدة من علماء الجزيرة يدعون إلى الله ويُعلمون الناس دين الله، وهكذا انتشرت في خارج الجزيرة في الشام والعراق ومصر وفي الهند وغيرها، نقلها العلماء إلى هذه البلدان ونفع الله بها من شاء من العباد، وذلك بتوفيق من الله ورحمة من الله لمن نقلها ولمن نقلت إليه. وهو رحمه الله صبور على الأذى، وهكذا أتباعه صبروا كثيرا وأوذوا كثيرا فقتل من قتل من أتباعه، ولكنهم لم يتأخروا عن جهاد أعداء الله، ولم يتأخروا عن الدعوة بل صبروا وجاهدوا حتى فتح الله عليهم بلاد الجزيرة من أهل النجدية كلها، وهكذا فتح الله عليهم الحجاز والحرمين وبقية بلاد الحجار كل ذلك من فضل الله عليهم، لما نصروا دينه وأرشدوا العباد إلى ما يجب عليهم وصبروا على الأذى فتح الله عليهم ونفع الله بدعوتهم، وانتشرت أيضا في اليمن هذه الدعوة وانتفع بها الكثير من أهل اليمن، وله من المؤلفات رسائل كثيرة جمعت في مجموع الرسائل والفتاوى المسماة (الدرر السنية) المطبوع والموزع بين الناس، وله (كتاب التوحيد) كتاب عظيم ألفه في أول الدعوة وانتشر، وله (الثلاثة الأصول) و(القواعد الأربع) كتاب صغير مفيد جداً، وله أيضاً (كشف الشبهات) أوضح فيها بطلان الشبهات التي يتشبث بها أعداء الله من عباد الأوثان، وله كتاب في الصلاة والزكاة والصيام يسمى (آداب المشي إلى الصلاة)، وله رسائل كثيرة رحمه الله طبعت في المجموعة التي سمعت. الذي هو (الدرر السنية).
- هل هذا -الكتاب- منتشر في كل مكان سماحة الشيخ؟
ج/ نعم منتشر توزعه الحكومة، وتوزعه دار الإفتاء سابقاً، وتوزعه وزارة الشؤون الإسلامية أيضاً.
- هل هو منتشر على نطاق تجاري؟
ج/ نعم منتشر يوزع من مدة طويلة، يوزع من مدة طويلة في الداخل والخارج.
- من أراد شراءه يتمكن سماحة الشيخ؟
ج/ يبيعون منها أولاد الشيخ، أولاد الجامع الشيخ ابن قاسم، أولاده يبيعونه، ودار الإفتاء توزعه، والآن انتقل التوزيع إلى وزارة الشؤون الإسلامية التي يقوم عليها معالي الوزير الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى...
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والتكفير
1 - شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب لا يكفر بالظن :
" من أظهر الإسلام وظننا أنه أتى بناقض لا نكفره بالظن لأن اليقين لا يرفعه الظن، وكذلك لا نكفر من لا نعرف منه الكفر بسبب ناقض ذكر عنه ونحن لم نتحققه " 3/24 الرسائل الشخصية
2 - شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب لا يكفر بالعموم :
" وأما القول إنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم " الرسائل الشخصية 15/101
3 - من الذي يكفره الشيخ وما نسبتهم في الأمة ؟
" وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك.
وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام. " الرسائل الشخصية 5/37
4 - الشيخ لا يكفر كل من لم يواليه ولا يكفر كل جاهل :
" تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه. وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهاراً ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم، وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن الله ورسوله. " الرسائل الشخصية 3/25
5 - الشيخ لا يكفر إلا من كفره جميع العلماء الموثوقين :
" ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم إني أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجييء عندي فهذا أيضا من البهتان ؛ إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت ؛ ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه ؛ وكذلك من عبد الأوثان بعد ما عرف أنها دين للمشركين وزينه للناس ؛ فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلاً معانداً أو جاهلاً " الرسائل الشخصية 9/58
6 - الشيخ يكفر من يرى جواز دعاء غير الله وتكفير أهل التوحيد :
" فإن قال قائلهم إنهم يكفرون بالعموم فنقول : سبحانك هذا بهتان عظيم الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد " . الرسائل الشخصية 7/48
7 - الشيخ لا يكفر من لم تبلغه الحجة :
" من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما نبين له الحجة على بطلان الشرك وكذلك نكفر من حسنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه دون هذه المشاهد التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها وسعى في إزالتها قوله إني أكفر من توسل بالصالحين، وقوله : إني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق، وقوله إني أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لهدمتها ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب، وقوله إني أنكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله إني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم وإني أكفر من يحلف بغير الله فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول : ((سبحانك هذا بهتان عظيم )) " . الرسائل الشخصية 11/64
1. قضت هذه الدعوة المباركة،قضاءاً تاماً ،على ما كان شائعاً في ((نجد)) من الخرافات،وما كان شائعاً من تعظيم القبور والنذر لها،والاعتقاد في بعض الأشجار ، وأحيت معالم الشريعة بعد اندثارها. 2. إن أهل نجد ، قد رجعوا إلى التوحيد الخالص من شوائب الشرك والوثنية،كما رجعوا إلى الكتاب والسنة المطهرة ، وحكموها في جليل الأمور وحقيرها. 3. كانوا متفرقين ، لا تجمعهم رابطة ،ولا يجمعهم حكم شرعي ، ولا قانوني ، بل كانوا مختلفين ومتفرقين ، في المشارب والمنازعات . فوحدت هذه الدعوة كلمتهم ، وجمعت شملهم ، وجعلتهم تحت راية واحدة وأخضعتهم لسلطان واحد ، يسوسهم بكتاب الله المجيد ، وسنة رسوله . 4. كانوا في نهاية من الجهل والغباوة ، إلى حد أن اعتقدوا في الأشجار والغيران فنشرت الدعوة فيهم ، علوم الشريعة المطهرة وآلاتها ، من التفسير ، والحديث ، والتوحيد، والفقه والسير ،والتواريخ، والنحو ، وما إلى ذلك من العلوم وأصبحت الدرعية ، كعبة العلوم والمعارف ، يفد إليها طلاب العلوم من سائر النواحي من أرجاء نجد ،واليمن ، والحجاز ، والخليج العربي ، وانتشر العلم في جميع الطبقات ، حتى قال المؤرخين : أصبح الراعي يرعى المواشي في الفيافي ، ولوح التعليم في عنقه . حتى من قوة انتشار العلم وسريانه ، ظهر العلماء الراسخون ،وألفوا الكتب القيمة في مختلف العلوم ، بعد ذلك الجهل العظيم الذي خيم على أرجاء نجد وتركها تتخبط في دياجير الظلمات والأوهام . 5. انتشر الأمن في جميع أرجاء نجد ، حتى كان الماشي والراكب ، يمشي المسافات الطويلة ، ذات الليالي والأيام، لا يخاف إلا الله ، ولو كان عنده من الأموال ما تنوء بحملها عصبة من الرجال . 6. لم تكن نجد معروفة لدى الأمم، وكانت حقيرة وليس لها حساب ولا ميزان،ولا قيمة ، ولم يكن لها ملك،ولا حاكم معروف ، ما عدا بعض الأمراء الصغار الذين كانوا يحكمون قرية أو قريتين . فأصبحت نجد ببركة هذه الدعوة مملكة موحدة طار صيتها في الآفاق ،ووضعت في صف الأمم . وكانت الدولة إذ ذاك الدولة العثمانية ، حسبت لها ألف حساب وحساب وخافت على سلطتها وسيطرتها من هذه الدولة السعودية المباركة ، حتى جرت الجيوش الجرارة لمحاربتها ، وإماتتها. 7. إنه بقي من آثارها ، هذه الدولة السعودية الحاضرة الممتد سلطانها من الخليج العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً . دولة الكتاب والسنة والتوحيد النقي ، دولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دولة نشرت العدل والأمن والسلام . دولة عززت من مركز العلم ، وقامت بنشره بين جميع أفراد الرعية ، وكل من يفد إليها . فأسست المعاهد العلمية والكليات ، والمدارس وأنفقت الأموال الطائلة للمدرسين والدارسين ، سواء كانوا من الوطنيين ، أو غيرهم . دولة تمثل الصدر الأول والسلف الصالح ، في أحكامها وهيمنتها على الأخلاق ، وتحكيمها للكتاب والسنة. دولة تسهر على مصالح الرعية ، وتعمل لرفاهية الشعب ومحاربة الفقر ، ورفع مستوى المعيشة ، كما تسهر على راحة الحجاج ، وبذل جميع الوسائل لرفاهية الحجاج ، وتذليل جميع العقبات أمامهم ، وترغيبهم في العودة المرة بعد المرة ، إلى الحج بيت الله الحرام ، وزيارة المسجد النبوي ، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام . وبالجملة فهي أحسن الدول العربية في تحكيم الشرع ، ونشر الأمن والعدل والعلم ، ومحاربة أهل البدع والضلال ، والأخذ على أيدي السفهاء والعابثين بالأخلاق ، والمنتهكين الحرمات .أيدها الله ، ووفقها للخير والنفع العام .
العلامة الشيخ أحمد بن حجر بن محمد آل أبو طامي
ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
قال في التعريف بكتاب (( صيانة الإنسان )) بعد أن ذكر فشو البدع بسبب ضعف العلم والعمل بالكتاب والسنة ، ونصر الملوك والحكام لأهلها . وتأييد المعممين لها . قال رحمه الله ما نصه : الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : لم يخل قرن من القرون التي كثر فيها البدع من علماء ربانيين ، يجددون لهذه الأمة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة ، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، كما ورد في الأحاديث . ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي ، من هؤلاء العدول المجددين قام يدعو إلى تجريد التوحيد ، وإخلاص العبادة لله وحده ، بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم . وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة. فنهدت لمناهضته واضطاده ، القُوى الثلاث . قوة الدولة والحكام ، وقوة أنصارها من علماء النفاق ، وقوة العوام الطغاة . وكان أقوى سلاحهم في الرد عليه ، أنه خالف جمهور المسلمين . من هؤلاء المسلمون الذين خالفهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته ؟ هم أعراب في البوادي شر من أهل الجاهلية يعيشون بالسلب والنهب ويستحلون قتل المسلم وغيره ، لأجل الكسب ، ويتحاكمون إلى طواغيتهم في كل أمر،ويجحدون كثيراً من أمور الإسلام المجمع عليها ، التي لا يسع مسلماً جهلها . إلى آخر ما قال ، عليه رحمة الله ذي الجلال .
السيد محمد رشيد رضا
وهنا مقال يختصر كثيراً مما قيل ويجمع بين سيرة الشيخ ورحلاته في طلب العلم والدعوة إلى الله ويرصد بعضا مما قيل عنه إضافة إلى ذكر أسماء مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ونظرا لطوله آثرنا أن نجعله في ملف وورد
توحيد الربوبية : هو الذي أقر به الكفار، كما في قوله تعالى:{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}
وأما توحيد الألوهية : فهو إخلاص العبادة لله وحده،عن جميع الخلق، لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة ; وكانوا يقولون : إن الله سبحانه هو إله الآلهة ، لكن يجعلون معه آلهة أخرى، مثل: الصالحين والملائكة وغيرهم، يقولون: إن الله يرضى هذا، ويشفعون لنا عنده. فإذا عرفت هذا معرفة جيدة، تبين لك غربة الدين.
وقد استدل عليهم سبحانه بإقرارهم بتوحيد الربوبية على بطلان مذهبهم، لأنه، إذا كان هو المدبر وحده، وجميع من سواه لا يملكون مثقال ذرة، فكيف يدعون معه غيره مع إقرارهم بهذا؟
وأما توحيد الصفات : فلا يستقيم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات، لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات.
والله أعلم.
كتاب فتاوى ومسائل
سئل الشيخ رحمه الله: ما قول الشيخ في تسمية المعبودات أرباباً: إذا الرب يطلق على المالك, والمعبود على الإله, وكل اسم من أسمائه جل وعلا له معنى يخصه بالتخصيص دون التداخل بالتعميم!
الجواب: الرب والإله من صفة الله تبارك وتعالى متلازمة غير مترادفة, الرب من الملك والتربية بالنعم, والإله من التأله وهو القصد لجلب النفع ودفع المضرة بالعبادة. ( ولذلك) صارت العرب تطلق الرب على الإله, فسموا معبوداتهم أرباباً من دون الله لأجل ذلك أي لكونهم يسمون الله رباً بمعنى إلهاً.
كتاب فتاوى ومسائل
سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن البناء على القبور فأجاب: أما بناء القباب عليها فيجب هدمها ولا علمت أنه يصل إلى الشرك الأكبر. وسئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى عن حديث هند, وحديث: (( لا تخن من خانك)) فأجاب: هذه تسمى مسألة الظفر فمن الناس من منع مطلقاً واستدل بقوله: (( ولا تخن من خانك)) ومنهم من أباح مطلقاً واستدل بحديث هند ومنهم من فصل وقال : حديث هند له موضع والآخر له موضع, فإن كان سبب الحق ظاهر لا يحتاج لبينة كالنكاح والقرابة وحق الضيف جاز الأخذ بالمعروف كما أذن لهند وأذن للضيف إذا منع أن يعقبهم بقدر قراه، وإن كان سبب الحق خفياً وينسب الآخذ إلى خيانة أمانتة لم يكن له الأخذ وتعريض نفسه للتهمة والخيانة لعل هذا أرجح الأقوال وبه تجتمع الأدلة, وأما إذا قدر على استيفاء حقه من مال الغاصب من غير امانته ولا يمكن رفعه إلى الحاكم فلا أعلم في هذا بأساً, وقد أفتى به سيرين وقرأ قوله تعالى : (( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به).
كتاب فتاوى ومسائل
سُئل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى هل صلاة الكسوف واجبة أو لا؟
فأجاب: وأما صلاة الكسوف فالمشهور عند العلماء أنها غير واجبة وبعضهم يوجبها وهم الأقل .
كتاب فتاوى ومسائل
وسئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عمن عليه دين ينقص النصاب. وحال عليه الحول قبل أن يقضيه. فأجاب: التجارة إن كان صاحبها أوفى قبل الحول فلا زكاة عليه وإن كان ما أوفى الزكاة ولو كان مديوناً. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الذي عنده خمس سوان ما هن للبيع إن رعت أكثر من نصف السنة ففيها شاة, والذي عنده ناقتان أو أكثر أو أقل وهو فلاح وله تجارة وهن للبيع يحسبن مع تجارته.
كتاب فتاوى ومسائل
سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن حديث سبق الفقراء الخ… فأجاب: أما حديث: (( سبق الفقراء بخمسمائة عام)) وفي حديث ((بأربعين عاماً)) فهذا أثبت ولكن لا يدل على فضلهم, بل بعض الأغنياء الذين يدخلون بعدهم يكونون أرفع درجة منهم, وهذا له شواهد كثيرة أن الفضيلة الخاصة لا تدل على الفضيلة والفقر والغنى موكول إلى العرف.
وقوله: إنك إن تذر ورثتك أغنياء الخ لا إشكال فيه أن الرجل إذا أراد أن يتصدق بماله كله قيل له: إنك إن تذر ورثتك أغنياء ما فيه إشكال.
سئل عفا الله عنه عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً)) الخ, وإلى أن قال: (أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا). ومعنى لا يدخل أحد الجنة بعمله. أيضاً ما معنى عقد اللحية, والضرب بالأرض هو الذي نعرف أن بعضهم يخط خطوطاً ثم يعدها: إن ظهرت شفعاً فكذا, وإن ظهرت وتراً فكذا, أم غير ذلك. وتفسير الحسن ((الجبت)) برنة الشيطان, ما رنة الشيطان؟ وحديث: (( من ردته الطيرة فقد أشرك, وكفارة ذلك هو أن تقول: اللهم لا طير إلا طيرك)) الخ, أم كيف يزول ذلك الشرك بهذا اللفظ مع أن الطيرة مخامرة باطنة واللفظ وحده لا يفيد, أو فائدة قليلة؟ وما معنى الفخر والطعن؟ وما معنى مكر الله بالعبد؟ وما الفرق بين الروح والرحمة؟ وما معنى (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب)) ذات أورثتها المتابعة ومعرفة الدين, أو إيثار معرفة متابعة الأمر والنهي عن ورود الشهوات . وأيضاً كسوة المرأة إذا كانت كسوة عرس هل للمرأة أن تطلب من الزوج كسوة بدن أم هي كسوة بدن حتى يحول عليها الحول؟
وأيضاً قيد الكسوة بالحول صواب؟ وأيضاً كان صواباً فهل هو بكل أحد للعالي والمتوسط والداني أم فيها تفصيل؟ وأيضاً إذا عريت قبل مضي الحول يجب على الزوج أن يكسوها أم لا؟ وأيضاً إن مضى بعض الحول؟.
الجواب:
أما حديث معاذ فالمعنى عند السلف على ظاهرة , وهو من الأمور التي يقولون: أمروها كما جاءت, أعني نصوص الوعد والوعيد, ولا يتعرضون للمشكل منه.
وأما قوله: (( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله, فتلك مسألة أخرى على ظاهرها, وهو أن الله لو يستوفى حقه كما يستوفى السيد من عبده لم يدخل أحد الجنة, ولكن كما قال الله تعالى ( ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) الآية.
وعقد اللحية لا أعلمه, لكن ذكر في ((الآداب)) ما ينقضي أنه شيء يفعله بعض الناس في الحرب على وجه التكبر.
وأما الضرب بالأرض فهو مشهور جداً حتى إن بعض الناس يخط فمن وافق خطه فذاك. والذي يبدو للذهن أنه عام في كل أنواع الخط, وخط ذلك النبي عدم لا يوجد من يعرفه. ورنة الشيطان لا أعرف مقصود الحسن, بل عادة السلف يفسرون اللفظ العام ببعض أفراده, وقد يكون السامع يعتقد أن ذلك ليس من أفراده, وهذا كثير في كلامهم جداً ينبغي التفطن له.
وقوله في الطيرة (( وكفارة ذلك أن تقول)) الخ. فالطيرة تعم أنواعاً, منها ما لا إثم فيه, كما قال عبد الله : وما منا إلا, وكلن الله يذهبه بالتوكل فإذا وقع في القلب شيئ وكرهه ولم يعمل به بل خالفه وقال لم يضره فإن قال من الحسنات شيئاً فهو أبلغ وأتم في الكفارة, فلو قدرنا أن تلك الطيرة من الشرك الخفي أو الظاهر ثم تاب وقال هذا الكلام عن طريق التوبة فكذلك.
وأما الفخر بالأحساب, فالأحساب: الذي يذكر من مناقب الآباء السالفين التي نسميها بالمراجل. إذا تقرر هذا ففخر الإنسان بعمله منهي عنه, فكيف افتخاره بعمل غيره؟ وأما الطعن في الأنساب ففسر بالموجود في زماننا: ينتسب إنسان إلى قبيلة ويقول بعض الناس: ليس منهم, من غير بينة, بل الظاهر أنه منهم.
وأما مكر الله فهو أنه إذا عصاه وأغضبه أنعم عليه بأشياء يظن أنها من رضاه عليه
وأما الفرق بين الروح والرحمة فلا أعرفه, ولعله فرق لطيف, لأن الروح فسر بالرحمة في مواضع.
وأما قوله: (( لا يؤمن أحدكم)) الخ, ففسر بأن المراد: اعتقاد ذلك بالقلب, والعمل بذلك الاعتقاد, فإذا كان في القلب ضده وكرهه وصار الكلام والعمل بمقتضى الأمر الممدوح فهو ذلك.
وأما كسوة العرس وتقييد الكسوة بالحول مطلقاً ومقيداً فالذي يفتي به أن هذه الأمور ترجع إلى عرف الناس, وهو مذهب الشيخ وابن القيم, وأظنه المنقول عن السلف, وأما في العدة فعليه الكسوة والنفقة.
والله أعلم. سئل- عفا الله عنه- عن كون الأذان أوله التكبير وختم بالتكبير, كذلك قول الله عز وجل( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة) إلى قوله سبحانه( لا إله إلاهو العزيز الحكيم) ما معنى التكرار! هل هو تأكيد أم غير ذلك! وعن الأيمان والإسلام هل هما نوع واحد أو نوعان! وعن حديث القرض يقال إنه بثمانية عشر ضعفاً صحيح أم لا!
الجواب:
ذكروا أن التكبير مناسب في الأذان لأنه مشروع على الأمكنة العالية, كقوله: (( كنا إذا هبطنا سبحنا وإذا علونا كبرنا)).
وأما قوله: (( شهد الله)) إلى آخره فذكروا في تفسيرها أن الكلمة الأولى إعلام بأنه سبحانه شهد بهذا, كذلك كل عالم يشهد به, وليس هذا ثناء على نفسه مجرداً بل هو قيام بالقسط. وأما الكلمة الثانية فهي تعليم وإرشاد.
وأما الإسلام والإيمان هل هما نوع واحد؟ فذكر العلماء أن الإسلام إذا ذكر وحده دخل فيه الإيمان, كقوله: ( فإن أسلموا فقد اهتدوا) وكذلك الإيمان إذا أفرد, كقوله في الجنة (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) فيدخل فيه الإسلام, وإذا ذكر ذكرا معاً كقوله ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) فالإسلام الأعمال الظاهرة, والإيمان الأعمال الباطنة, كما في الحديث (( الإسلام علانية والإيمان في القلب)). وقوله سبحانه في الحديث (( الإسلام علانية والإيمان في القلب )). وقوله سبحانه في الحديث (( أخرجوا من النار من في قلبه مثقال ذرة)) إلى آخره ما ذكرناه, فإن الإيمان أعلى من الإسلام, فيخرج الإنسان من الإيمان إلى الإسلام, ولا يخرجه من الإسلام إلا الكفر, فيخرج الإنسان من الإيمان إلى الإسلام الذي ينفعه وإن كان ناقصاً كما في آية الحجرات وفيها ( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً) .
وحقيقة الأمر أن الإيمان يستلزم الإسلام قطعاً. وأما الإسلام فقد يستلزمه وقد لا يستلزمه.
وحديث القرض لا يصححه الحفاظ.
والله أعلم.
سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب: هل تجب الزكاة في مال الأيتام الخ.. فأجاب: مال الأيتام ما فيه زكاة حتى يتم لكل واحد منهم نصاب.
وسئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب هل يجوز للوالد أن يفضل أحداً من أولاده في العطية؟ فأجاب: لا يجوز أن يفضل أحداً من أولاده على أحد منهم في العطية.
وأجاب أيضاً الوالد إذا اعطى بعض بنيه عطية وحازها لم يرجعوا عليه.
أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره ، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا ألحد في أسمائه وآياته ، ولا أكيف ، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه لأنه تعالى لا سميَّ له ولا كفؤ ، ولا ند له ، ولا يقاس بخلقه فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً فنزه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل : وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال : { سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ . وَسَلامٌ عَلى المُرْسلين والحمْدُ لله رَبّ العالمين } والفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين القدرية والجبرية ، وهم في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية ؛ وهم وسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة ، وبين المرجئة والجهمية ، وهم وسط في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج . وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ؛ وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وأومن بأن الله فعال لما يريد ، ولا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المحدود ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور . وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فأومن بفتنة القبر ونعيمه ، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد ، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا تدنو منهم الشمس ، وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله . وأومن بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعرصة القيامة ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، وأومن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم . وأومن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع ، ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ، ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى كما قال تعالى :{ وَلا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنْ ارْتَضى } ، وقال تعالى : { مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بإذنه } ، وقال تعالى : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ في السّمَوَاتِ لا تُغْني شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إلا مِنْ بَعْدِ أنْ يَأذَنَ اللهُ لمن يشاءُ ويَرْضى } وهو لا يرضى إلا التوحيد ؛ ولا يأذن إلا لأهله ، وأما المشركون فليس لهم من الشفاعة نصيب ؛ كما قال تعالى : { فَمَا تَنْفَعُهُمُ شَفَاعَةُ الشّافِعِين } . وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان ، وأنهما اليوم موجودتان ، وأنهما لا يفنيان ؛ وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته . وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ؛ وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضي ، ثم بقية العشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم . وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم وأترضى عنهم وأستغفر لهم وأكف عن مساويهم وأسكت عما شجر بينهم ، وأعتقد فضلهم عملا بقوله تعالى :{ والّذينَ جَاؤُا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنا ولإخْوَانِنا الّذين سَبَقُونا بالإيمان وَلا تَجْعَلْ في قُلوبِنا غِلاًّ للّذينَ آمَنُوا رَبّنا إنّكَ رَؤفٌ رَحيمٌ }وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء وأقرّ بكرامات الأولياء ومالهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئاً ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ، ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء ، ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب ، ولا أخرجه من دائرة الإسلام ، وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام براً كان أو فاجراً وصلاة الجماعة خلفهم جائزة ، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل ، وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الخروج عليه ، وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله ، وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة . وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة . فهذه عقيدة وجيزة حررتها وأنا مشتغل البال لتطلعوا على ما عندي والله على ما نقول وكيل . ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم والله يعلم أن الرجل افترى عليَّ أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي . ( فمنها ) قوله : إني مبطل كتب المذاهب الأربعة ، وإني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء وإني أدعي الاجتهاد ، وإني خارج عن التقليد وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة ، وإني أكفر من توسل بالصالحين ، وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق ، وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها ، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب ، وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما ، وإني أكفر من حلف بغير الله ، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي ، وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين . جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم . وقبله من بهت محمداً صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور . قال تعالى : { إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله } الآية . بهتوه صلى الله عليه وسلم بأنه يقول إن الملائكة وعيسى وعزيراً في النار . فأنزل الله في ذلك : { إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون } . وأما المسائل الأخر وهي أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله وأني أعرّف من يأتيني بمعناها وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله وأخذ النذر لأجل ذلك ، وأن الذبح لغير الله كفر والذبيحة حرام . فهذه المسائل حق وأنا قائل بها . ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله ، ومن أقوال العلماء المتبعين كالأئمة الأربعة وإذا سهل الله تعالى بسطت الجواب عليها في رسالة مستقلة إن شاء الله تعالى . ثم اعلموا وتدبروا قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا إنْ جاءَكُم فَاسِق بِنَبَأٍ فَتَبَيّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ } الآية .
الإمام محمد بن عبدالوهاب وهذه رسالة أرسلها إلى السويدي عالم من أهل العراق وكان قد أرسل له كتاباً وسأله عما يقول الناس فيه فأجابه بهذه الرسالة وهي : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الوهاب إلى عبد الرحمن بن عبد الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد : فقد وصل كتابك وسر الخاطر جعلك الله من أئمة المتقين ومن الدعاة إلى دين سيد المرسلين وأخبرك أني ولله الحمد متبع ولست بمبتدع عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة لكني بينت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين، وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله الذي لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة، وبينت لهم أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون علياً وغيره ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، وأنا صاحب منصب في قريتي مسموع الكلمة فأنكر هذا بعض الرؤساء لأنه خالف عادة نشأوا عليها وأيضاً ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وغير ذلك من فرائض الله، ونهيتم عن الربا وشرب المسكر، وأنواع من المنكرات فلم يمكن الرؤساء القدح في هذا وعيبه لكونه مستحسناً عند العوام فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمر به من التوحيد وأنهى عنه من الشرك، ولبسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس وكبرت الفتنة جداً، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلا عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة. ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون، وكذلك قولهم إنه يقول لو أقدر أهدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم لهدمتها. وأما ( دلائل الخيرات ) فله سبب وذلك أني أشرت على من قبل نصيحتي من إخواني أن لا يصير في قلبه أجل من كتاب الله ويظن أن القراءة فيه أجل من قراءة القرآن، وأما إحراقه والنهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ كان فهذا من البهتان. والحاصل أن ما ذكر عنا من الأسباب غير دعوة الناس إلى التوحيد والنهي عن الشرك فكله من البهتان، وهذا لو خفي على غيركم فلا يخفى على حضرتكم، ولو أن رجلا من أهل بلدكم ولو كان أحب الخلق إلى الناس قام يلزم الناس بالإخلاص ويمنعهم من أهل القبور وله أعداء وحساد أشد منه رياسة وأكثر أتباعاً وقاموا يرمونه بما تسمع ويوهمون الناس أن هذا تنقص بالصالحين وأن دعوتهم من إجلالهم واحترامهم تعلمون كيف يجري عليه ومع هذا وأضعافه فلا بد من الإيمان بما جاء به الرسول ونصرته كما أخذ الله على الأنبياء قبله وأنهم في قوله تعالى :(وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه )، فلما فرض الله الإيمان لم يجز ترك ذلك وأنا أرجو أن يكرمك الله بنصر دينه ونبيه وذلك بمقتضى الاستطاعة ولو بالقلب والدعاء وقد قال صلى الله عليه وسلم :(إذا أُمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )فإن رأيت عرض كلامي على من ظننت أنه يقبل من إخواننا فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ومن أعجب ما أجرى من الرؤساء المخالفين أني لما بينت لهم كلام الله وما ذكر أهل التفسير في قوله ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ) وقوله :(ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) وقوله :( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) وما ذكر الله من إقرار الكفار في قوله : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض) الآية وغير ذلك، قالوا القرآن لا يجوز العمل به لنا ولأمثالنا ولا بكلام الرسول ولا بكلام المتقدمين، ولا نطيع إلا ما ذكره المتأخرون، قلت لهم أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية والمالكي والشافعي والحنبلي كل أخاصمه بكتب المتأخرين من علمائهم الذين يعتمدون عليهم، فلما أبو ذلك نقلت لهم كلام العلماء من كل مذهب وذكرت ما قالوا بعد ما حدثت الدعوة عند القبور والنذر لها فصرفوا ذلك وتحققوه ولم يزدهم إلا نفوراً. وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك. وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام.
رسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى والي مكة الشريف أحمد بن الشريف سعيد حملها لهوالي مكة الشيخ عبدالعزيز الحصين
وفى سنة 1184هـ أرسل الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى والي مكة الشيخ عبد العزيز الحصين وكتبا إلى الوالي المذكور رسالة هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم المعروض لديك، أدام الله أفضل نعمه عليك، حضرة الشريف أحمد بن الشريف سعيد أعزه الله في الدارين وأعز به دين جده سيد الثقلين. إن الكتاب لما وصل إلى الخادم وتأمل ما فيه الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف لما كان قصده نصر الشريعة المحمدية ومن تبعها وعداوة من خرج عنها، وهذا هو الواجب على ولاة الأمور ولما طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا الأمر وهو واصل إليكم، ويجلس في مجلس الشريف أعزه الله هو وعلماء مكة، فإن اجتمعوا فالحمد لله على ذلك، وإن اختلفوا أحضر الشريف كتبهم وكتب الحنابلة والواجب على الكل منا ومنكم أنه يقصد بعلمه وجه الله ونصر رسوله كما قال تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمن به ولتنصرنه )) فإذا كان سبحانه قد أخذ الميثاق على الأنبياء إن أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم على الإيمان به ونصرته فكيف بنا يا أمته ؟ فلا بد من الإيمان به ولابد من نصرته لا يكفي أحدهما عن الآخر، وأحق الناس بذلك وأولاهم به أهل البيت الذي بعثه الله منهم وشرفهم على أهل الأرض، وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته صلى الله عليه وسلم والسلام.
المصدر : الرسائل الشخصية للإمام محمد بن عبدالوهاب صيد الفوائد _ نقلا عن موقع الدرر السنية
السؤال : محمد بن عبدالوهاب هل هو من أهل الضلال كما يقول البعض، وجزاكم الله خيرا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشيخ محمد بن عبد الوهاب: أحد العلماء المجددين، والقادة المصلحين، شهد له العلماء المنصفون بالعلم والديانة والاستقامة، بل عده كثير منهم مجدد القرن الثاني عشر الهجري. وفي ذلك يقول الشيخ محمد رشيد رضا (كان الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مجدداً للإسلام في بلاد نجد، بإرجاع أهله عن الشرك والبدع التي فشت فيهم إلى التوحيد والسنة).
وقال (ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي من هؤلاء العدول المجددين، قام يدعو إلى تجريد التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، بما شرعه في كتابه، وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وترك البدع والمعاصي، وإقامة شعائر الإسلام المتروكة، وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة).
ومن عرف حال نجد والجزيرة، قبل انتشار دعوة الشيخ من انتشار البدع والخرافات، وأنواع الجهالات، أدرك ما لهذه الدعوة من الآثار الحميدة، والخصال الفاضلة، والدور العظيم في إحياء السنة، وإماتة البدعة.
ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة وخمس عشرة (1115هـ) من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في بلدة العيينة، في أسرة معروفة بالعلم والصلاح، وتعلم القرآن وحفظه قبل بلوغه عشر سنين، وكان حاد الفهم وقاد الذهن سريع الحفظ، قرأ على أبيه الفقه ورحل إلى ما يليه من الأقطار، فأتى البصرة والإحساء والحجاز وغيرها.
وللشيخ ـ رحمه الله ـ مؤلفات نافعة منها: كتاب التوحيد، ومختصر السيرة، وغيرهما من المؤلفات النافعة التي تدل على علمه وفضله، على عكس ما يدعيه خصومه ومناوئوا دعوته.
ولنذكر هنا طرفا من ثناء العلماء عليه رحمه الله:
قال علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه: حياة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 200 (ليس للوهابية ولا للإمام محمد بن عبد الوهاب مذهب خاص، ولكنه رحمه الله كان مجدداً لدعوة الإسلام، ومتبعاً لمذهب أحمد بن محمد بن حنبل).
وممن أثنى عليه ثناء عاطرا الإمامان الصنعاني والشوكاني من أهل اليمن، ومما قال الصنعاني بين يدي قصيدة يمدح بها الشيخ (لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يقال له: محمد بن عبد الوهاب ووصل إلينا بعض تلاميذه وأخبرنا عن حقائق أحواله وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ.
وأرسلناها من طريق مكة المشرفة.. وجاء في قصيدته:
محمد الهادي لسنة أحمد فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
ومنها:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهراً ما طوى كل جاهل ومبتدع منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادما مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
ومما قال الشوكاني رحمه الله في كتابه: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/7.
(وفي سنة 1215هـ وصل من صاحب نجد المذكور مجلدان لطيفان أرسل بهما إليّ حضرة مولانا الإمام حفظه الله، أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة… إلخ).
وللشوكاني قصيدة بليغة مؤثرة، في رثاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أكثر من مائة بيت ومنها :
إمام الورى علامة العصر قدوتي وشيخ الشيوخ الحبر فرد الفضائل
(محمد) ذو المجد الذي عز دركه وجل مقاماً عن لحوقه المطاول
إلى (عبد الوهاب) يعزى وإنه سلالة أنجاب زكي الخصائل
ومنها: لقد أشرقت نجد بنور خبائه وقام مقامات الهدى بالدلائل
وممن أثنى عليه علامة الهند المحدث محمد بشير السهواني، في كتابه: صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان، وفيه (والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب، أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد العمل والعبادات مجمع عليه عند المسلمين، لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم، كالجهمية والمعتزلة، وغلاة عباد القبور، بل قوله مما اجتمعت عليه الرسل، واتفقت عليه الكتب، كما يعلم ذلك بالضرورة من عرف ما جاء به وتصوره.. ألخ).
وممن أثنى على أحفاد الشيخ وأتباعه الجبرتي المؤرخ المصري المشهور في كتابه: عجائب الآثار، وكذلك العلامة نعمان خير الدين الأموي، والعلامة محمود شكري الألوسي، والأمير شكيب أرسلان، وغيرهم من أهل الإنصاف الذين طالعوا كتب الشيخ، وكتب أبنائه وأحفاده.
والله أعلم.
السؤال : من هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولماذا له مذهب يسمى به وما هي أفكار مذهبه وهل حقا خرج على الخلافة وكان من أسباب تداعيها، وما هى سيرته إذن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ترجمنا للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وتكلمنا على دعوته في الفتوى رقم: 5408.
ولم يخرج الشيخ محمد عبد الوهاب على الخلافة العثمانية، هذا كذب محض واختلاق، فمعلوم لكل من قرأ شيئاً من التاريخ أن الأشراف في مكة كانوا هم نواب السلطان العثماني في بلاد الحجاز، وهؤلاء الأشراف ما كادوا يسمعون بدعوة ابن عبد الوهاب في الجزيرة حتى خافوا على أنفسم منها، ورأوا أنها ستسلبهم الإتاوات والسحت الذي يأخذونه من القبور المقامة في بلاد الحجاز، وعلموا أن من دعوة ابن عبد الوهاب هدم القبور وتحريم الذبح لها والصلاة عندها، ولذلك سيروا جيوشهم الجيش تلو الجيش يحارب ابن عبد الوهاب في نجد، ولم يقم الشيخ بأكثر من رد العدوان عن نفسه وعن دعوته.. فأين كان في هذا خارجاً على السلطان!؟ ومع ذلك أرسل الشيخ محمد عبد الوهاب بوفد إلى الشريف أحمد بن سعيد شريف مكة، وكان على رأس هذا الوفد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وكان مع هذا الوفد هدايا وتحف كثيرة، وكتب الشيخ ابن عبد الوهاب مع هذا الوفد كتاباً للشريف أحمد قال فيه بالنص: المعروض لديك أدام الله فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحمد بن الشريف سعيد أعزه الله في الدارين، وأعز به دين جده سيد الثقلين أن الكتاب لما وصل إلى الخادم "يعني نفسه"، وتأمل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف لما كان قصده نصر الشريعة المحمدية ومن تبعها، وعداوة من خرج، وهذا هو الواجب على ولاة الأمور. ، ثم يقول في ختام رسالته: فإذا كان الله سبحانه قد أخذ ميثاق الأنبياء إن أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم على الإيمان به ونصرته، فكيف بنا يا أمته؟ فلا بد من الإيمان به، ولا بد من نصرته، لا يكفي أحدهما عن الآخر، وأحق الناس بذلك وأولاهم أهل البيت الذي بعثه الله منهم، وشرفهم على أهل الأرض به، وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك يعلم الشريف أعزه الله أن غلمانك من جملة الخدام، ثم أنتم في حفظ الله وحسن رعايته. انظر حياة محمد عبد الوهاب ص322، فإذا كان الشيخ يجعل نفسه من جملة خدام الأشراف، فكيف يكون خارجاً على السلطان؟!.
والله أعلم.
دعوة الشيخ رحمه الله :
هل هي دعوة تعريفية بالإسلام ؟ أم هي حركية تهدف إلى تطبيق - أو : حمل الناس - على العمل بالإسلام ؟
بل هي دعوة إصلاحية تجديدية , تهدف إلى تصحيح واقع المسلمين , و بيان التوحيد الخالص , و وجوب إفراد الله – تعالى - بالعبادة , و التحذير من الشرك و ذرائعه , و التكفير و القتال لمن حارب التوحيد و أبغضه , حتى لا تكون فتنة , و يكون الدين كله لله – تعالى - . ( ينظر : مؤلفات الشيخ 5/24, 25 )
فهي دعوة تهدف إلى تغيير جذري لواقع المسلمين , كما أنها حركة ذات برنامج عملي يتمثل في إقامة دين الله – تعالى – و تبليغه , و إحياء شعيرة الجهاد في سبيل الله – تعالى - .
الشيخ الدكتور / عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ما حكم من قام بالتهجم والافتراء على الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وعلى دعوته ووصفه بأنه مبتدع وقد جاء بمذهب خامس، ووصف أتباعه بالوهابيين وغير ذلك من الصفات التي قد يلقيها أعداء هذه الدعوة على الإمام؟ هذا من جهل الجاهلين فالذين عادوا الشيخ قسمان: قسم على الشرك، فعادوه؛ لأنه دعا إلى التوحيد وهم مشركون ضالون. وقسم آخر: جهال غرهم دعاة الباطل، فهم جهال قلدوا جهالاً، أو قلدوا مغرضين، والمشركون عادوا الرسل وحاربوا دعوة الرسل جهلاً وضلالاً، وقوم آخرون -عن بصيرة كاليهود وأشباههم- عادوا الرسل وعادوا ما جاء به الرسل عن بصيرة حسداً وبغياً وطاعة للهوى نسأل الله العافية.
نشرت في جريدة المدينة في 23/10/1416 هـ عدد (24)، (12) - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.
يقول الإمام الصنعاني رحمه الله:
يـذكـرني مسراك نجـداً وأهلـه *** لقد زادني مسراك وجـداً على وجد
قفي واسـألي عن عالم حلّ سوحها *** به يهتدي من ضلَّ عن منهـج الرشد
محـمـد الـهادي لـسنة أحمـد *** فيا حبذا الهادي ويـا حبـذا المهدي
مات - رحمه الله - , بعد أن أظهر التوحيد , و حارب الشرك , و نشر السنة , و قمع البدعة , و لم يخلّف حين و فاته ديناراً و لا درهماً , فلم يوزع بين ورثته مال و لم يقسم , إذ كان لا يرد سائلاً و لا محروماً , و كان يوم جنازته مشهوداً , إذ تزاحم الناس , و خرج الصغير و الكبير . فاللهم اغفر للشيخ الإمام و ارفع درجته في المهديين .
الشيخ الدكتور/ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 هـ ) توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، قال ابن غنام في الروضة (2/154 ) : كان ابتداء المرض به في شوال ، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر .
وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20 ) ، أما ابن بشر فيقول : كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة . عنوان المجد (1/95 ) . وقول ابن غنام أرجح ؛ لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه .
وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم . انظر : روضة ابن غنام (2/155 ) .