في ذات صباح .. خرجت من "جنين"، واخترقت التحصينات إلى أن وصلت إلى "حيفا".
ولجت إلى الداخل .. نحو الهدف مطعم "مكسيم"، جلست في منتصف المطعم، تناولت طعامها وحمدت الله وتمتمت بالشهادة وصاحت مكبرة: "الله أكبر" ليدوي الانفجار وتعلن إذاعة الكيان الغاصب عن مقتل 21 صهيونياً وتساقط عشرات الجرحى.
إنها حكاية المجاهدة "هنادي جرادات" .
ولدت مجاهدتنا في 22-9-1975 بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتبدأ فصول الحكاية عندما شاهدت "هنادي" مع آخرين جريمة صهيونية بشعة يكررها جنود الاحتلال، وكانت هذه الجريمة بحق أخيها وابن عمها "صالح"؛ في ذلك المساء من يوم الخميس 13/6/2003 حيث حضرت زوجة المجاهد "صالح جرادات"، وهو من قادة سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وتسكن قرية "السيلة الحارثية" إحدى قرى جنين للاطمئنان عليه ومشاهدته مع طفلها الذي لم يشاهده سوى مرات معدودة.
وبعد أن جلس يداعب طفله ويطمئن على أحوال زوجه تقدمت سيارة بيضاء اللون وخرج منها شخصان وأطلقوا النار على صالح، وبلمح البصر حضرت سيارة أخرى تحمل لوحة أرقام عربية وانضمت لإطلاق النار!، وتقول المجاهدة هنادي ارتمينا أرضاً وحملت زوجة صالح الطفل وهربت داخل البيت، أما أخي فادي فوقع أرضاً.. شاهدته ينزف، فأمسكت بيده وبدأت أسحبه خلف الكنبة التي كنا نجلس عليها لنتقي الرصاص وبدأت أصرخ: فادي.. صالح، وسمعت فادي يتحدث بصعوبة: ساعديني .. أنقذيني، ثم هاجمنا أحد المسلحين وألقاني أرضاً وانتزع فادي مني وقال: ادخلي البيت وإلا سأقتلك.
وتقول هنادي: أجبروني على النوم على وجهي وشتموني وقالوا: سنقتلك معهم، ووضعوا سلاحهم على رأسي، ثم قال أحدهم لمجموعة أخرى: اسحبهم وكوِّمهم.. فثارت أعصابي ولم أتحمل، حاولت مقاومتهم فألقوني أرضا، وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجدداً.
لم تكتف قوات الاحتلال بجريمة القتل، بل أتت قوات إضافية إلى الموقع واحتجزت هنادي وعائلتها وانتشرت حول المنزل وقامت بتفتيشه ثم صادرت الجثمانين، ولدى تسليمهما تبيّن أنهما تعرضا لإطلاق نار في سائر أنحاء جسديهما.
وقال والد هنادي عند سماعة نبأ استشهادها: "الحمد لله.. الحمد لله". وشعر باعتزاز
أما شقيقتها "فادية" فتصف الليلة الأخيرة لها في المنزل، إن والدها طلب من هنادي أن تخلد إلى النوم بعد أن سهرت كثيرًا على غير عادتها، فردت عليه قائلة: "سأنام فقط بعد أن أختم الجزء الأخير من القرآن الكريم للمرة السابعة في حياتي". لقد قضت ليلتها تصلي وتقرأ القرآن.
حين تعلو هامة الشهداء.. يصمت القلم.. لتعلو راية الجهاد..!
القدس ترنو بالفخار هنادي *** قامت بحيفا بالعلاء تنادى
لا تجعلوهم ينعمون بأرضنا *** فالقدس قدس الأهل والأولاد
طغت اليهود فمن يرد غرورهم *** إلا هنادي في خطى الإرشاد
محمد فرحات ابن خنساء ( أم نضال ) فلسطين والتى أدهشت العالم كله بوداع ابنها وتحريضها له بتنفيذ العملية والقيام
بدوره الجهادي تجاه دينه ووطنه، وتقول أم نضال إنها تقدم أبنائها وتحثهم على السير بدرب الجهاد لأنه المخلص لهم في الآخرة من
العواقب وهى تختار الأفضل لأبنائها لأنها تتمنى لهم حياة سعيدة في جنان الخلود.
أم محمد فرحات أول امرأة فلسطينية تودع ابنها قبل ذهابه لتنفيذ عملية استشهادية، لتوصف بعد ذلك بـ "خنساء فلسطين".
قبل العملية بساعات
تروى أم نضال أنها كانت تجلس مع محمد قبل العملية بيومين وتستمع له أثناء قراءته للوصية ولكنها كانت تجهش بالبكاء
وكانت تحاول ألا تظهر له ذلك.
وتذكر أن محمد نام آخر ليلة معها على السرير ولما أفاق من نومه روى رؤية لها بأن الحور العين تنتظره وتستعد لاستقباله.
ومن ثم ودعها وانطلق على بركة الله وكانت هناك اتصالات هاتفية قبل تنفيذ العملية وهو في الطريق ثم قال لها سأنقطع
الآن وآخر من كلمه كان عماد ابن أخيه الشهيد نضال فرحات.
تفاصيل العملية البطولية والجريئة:
تمكن محمد فتحي فرحات (19 عاما) من اقتحام كافة حصون الاحتلال وإجراءاته الأمنية المشددة في ساعة متأخرة
من ليل الخميس 7/3/2002 ، ليضرب نظرية الأمن الصهيونية التي بدأت تترنح من ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة.
حيث خرج صائما ومحتسبا بنية خالصة واستطاع ببندقية من نوع كلاشن كوف وتسعة أمشاط من الذخيرة وسبعة عشر قنبلة
من النوع الحارق والمتميز وبحجم جديد والتى أعدها له الشهيد القائد عدنان الغول واستطاع أن يقتحم مستعمرة "عتصمونا"
الواقعة ضمن تجمع مستوطنات "غوش قطيف" المقامة على الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، وخاض فيها معركة لمدة 25 دقيقة أسفرت
عن استشهاده ومصرع سبعة صهاينة وجرح أكثر من عشرين آخرين، حسب ما اكتفى الاحتلال في الاعتراف به، وبعد أشهر ذكرت
مصادر صحفية إسرائيلية أن عملية عتصمونا أدت إلى مقتل 11 من المتدربين والجنود في المستوطنة.
وفي تفاصيل العملية البطولية نجح الاستشهادي فرحات في النفاذ من سلسلة حواجز أمنية وعسكرية صهيونية ووصل إلى مستعمرة
عتصمونا ، حيث اشتبك مع دورية عسكرية كانت مكلفة بالحراسة مكونة من ثلاثة جنود هناك فقتل جميع أفرادها، ثم دخل إلى مدرسة
للمتطرفين اليهود كان طلبتها تحت الإعداد للالتحاق بصفوف جيش الاحتلال ، وفتح نيران بندقيته صوبهم ملقياً عدداً من
القنابل اليدوية التي كانت بحوزته وقد دخل إلى غرفهم وألقى عليهم القنابل وأثناء هجومه على المعهد الديني المتخصص بتعليم
التوراة للشبان الذين يلتحقون بالجيش الإسرائيلي وصلت الإمدادات العسكرية الإسرائيلية إلى هناك، واشتبك مجدداً مع قوات
الاحتلال حتى استشهد بعد نفاذ ذخيرته وعاد شهيدا بإذن الله.
شهادات الصهاينة من أرض العملية:
تتجلى قدرة الله في العملية البطولية، فقد ذكرت إحدى الصحف الصهيونية على لسان احد جنود جيش الاحتلال الذي كان يقف
فى برج المراقبة انه "شاهد احد المقاتلين بعد تسلله وشاهده يقطع السلك المحيط بالمستوطنة"، ورغم أن الجندي كان بحوزته
رشاش وباستطاعته أن يسدد نحو الشهيد محمد إلا أن قدرة الله تتجلى وقد أصيب بالإرباك وألقى رشاشه أرضاً وأصبح يرتجف خوفا.
أحد الصهاينة الناجين من العملية يقول: "شاهدناه دخل علينا الغرفة واخذ زجاجة الماء وشرب منها ثم واصل إطلاق النار
ونحن نعتصر رعبا ورهبة".
ردّات الفعل:
بعض السياسيين الكبار فى أوروبا: هذه المرأة قلبها قاس وتدفع ابنها للانتحار.
مواقع بريطانية تصفها بغير العاقلة وأنها تعانى من مشاكل نفسية.
الجمهور المسلم: هذا مشهد للخنساء يتكرر فى أيامنا هذه.
رد فعل الشارع الفلسطيني: العديد من الأهالي كانوا يعارضون أبناءهم للانضمام فى إطار المقاومة، ولكن بعد هذا المشهد، الكثيرون
غيروا آرائهم وأيّدوا العمليات أكثر، وتكرر المشهد لعدد من الأمهات فقد ودعن أبناءهن قبل الاستشهاد.
رد أم نضال أم الشهيد: "نحن نمتلك عقيدة الإسلام التي ترشدنا إلى الطريق الصواب ولأنّي أحب ولدى اخترت له ما هو أفضل
من الحياة الدنيا وليهنأ بسعادة الآخرة".
عندما كانت نفسه تتقاعس عن القيام لصلاة الفجر كان الشهيد رفيق محمد زياد قنيبي يعاقبها بأن يربط يديه في السرير ثم يضع ساعة المنبه فوق رأسه ويعيرها على آذان الفجر وعندما كانت الساعة المنبه ترن على الميعاد كان يقوم رفيق ويفك قيده وبعدها يكون النوم قد هجر مآقيه ثم يذهب إلى صلاة الفجر راضيا عن نفسه.
وقد سمعنا في الأثر أن من لا يجاهد نفسه في صلاة الفجر لا يمكن لنفسه أن تشهر سلاحا أو أن تطلق في وجه المحتل طلقة واحدة …
من هنا أدركنا كيف جاءت الجرأة الفائقة للشهيد قنيبي حتى استطاع الدخول إلى البؤرة الاستيطانية تل الرميدة وسط مدينة الخليل وهي من أكثر البؤر الاستيطانية تحصينا واستنفارا.
رجل البيت
ولد الشهيد رفيق قنيبي في مدينة الخليل بتاريخ 22/4/1980م وهو من سكان حي الحاووز الثاني جنوب غرب المدينة، لم يحالفه الحظ بالدراسة حيث درس للتوجيهي ثم أتجه للعمل في (الدهان) ولشدة قلق أهله عليه حاولوا إقناعه بالزواج وقاموا بقراءة الفاتحة على إحدى قريباته ولكن الشهيد كان يقول دوما أنه لا يطمح الا إلى الجنة ولا يرغب الا بحياة الحور العين.
كان الشهيد يحمل مسؤولية البيت خاصة وأن والده كان يعمل في الليل وينام في النهار فكان أبناءه لا يشاهدونه الا قليلا من الوقت وهذا ما جعل الشهيد يحمل مسؤولية العائلة كاملة وكان يعمل طوال وقته ويشرف على تربية إخوانه وتقول والدته (أم رفيق) أنه كان أبنها البكر وكان دائما يقول لها: يا أمي عليك أن تلزمي إخواني وأخواتي بالصلاة في المساجد لأنها تربيهم على الأخلاق والآداب والدين والله لولا المساجد وشباب المساجد لما كنا على هذه الأخلاق.
أخلاقه
وتتحدث أم رفيق عن طفولته قائلة أنه كان هادئا منذ صغره وقد التزم بالصلاة في المساجد وكان إذا قدم هدية إلى أحد كان يحرص أن تكون الهدية لها علاقة بالدين والالتزام به أمثال الزي الشرعي والأشرطة الإسلامية وأشرطة القرآن المرتل، وكان يصوم كل اثنين وخميس من كل أسبوع، وكان دوما يقرأ القرآن ويستخدم أدعية خاصة وفي ليلة الجمعة كان يقرأ سورة الكهف.
وقد طلبت شقيقته منه شريط قرآن فأحضر لها المصحف الشريف كالملا ومرتلا
وصيته
ترك الشهيد وصية كتبها لأهله وإخوانه وأصدقائه وأقاربه جاء فيها أنه يعتذر من والديه لأنه لم يستطع أن يلبي رغبتهم بالتراجع عن طريق الجهاد والاستشهاد وأقسم بالله العظيم ثلاثا أنه لا يستطيع أن يسلم نفسه ولن يسلم نفسه لأعدائه لأنه قرر أن يعيش باقي عمره بعزة وكرامة، وأضاف أنه سوف يشفي غليله من أبناء يهود بأشلائه ودمه وأقسم بأن أبناء يهود لن يمسوا شعرة من رأسه مادام حيا.
وتقول شقيقته رباب أن الشهيد كان تواقا للجنة ولقاء الشهداء عز الدين مسك وباسل القواسمي وأحمد عثمان ورائد مسك والكثير الكثير منهم، وتضيف لقد كان يعلق صورهم في غرفته وكان يدخل في هذه الغرفة ساعات طويلة ويغلق الباب على نفسه ويبقى يتأمل فيها وتضيف أنه تأثر كثيرا بعد استشهاد باسل القواسمي وقد ظل طريح الفراش عدة أيام وأصبح جسده هزيلا وامتنع عن تناول الطعام وكان يغلق الباب على نفسه.
وكان كثيرا ما يتأثر بأحداث الانتفاضة والاغتيالات وسقوط الشهداء والأطفال.
المطاردة
تقول والدة الشهيد أنه كان يشارك بقوة في الانتفاضة وقد اعتقل لدى الجانب الصهيوني أربع مرات قضى في المرة الأولى (6) أيام تحقيق وفي الثانية (40)يوما وفي الثالثة (3) أشهر أما الرابعة فقد قضى فيها (6) أشهر وخرج في شهر رمضان من العام الماضي.
وكانت تهمته في كل مرة إيواء مطاردين وإلقاء الحجارة وزجاجات فارغة على دبابات الاحتلال.
وتضيف الوالدة أن الشهيد لم يكن مطاردا غير أن القوات الصهيونية كانت تحضر إلى البيت عدة مرات وتقوم بأعمال تفتيش وتخريب في أثاث المنزل وفي كل مرة كانوا لا يجدون فيها رفيق في المنزل، كانوا يتركون له بلاغ عسكري للذهاب إلى ضابط المخابرات ولكن رفيق كان يرفض أن يسلم نفسه للاحتلال مهما كان الثمن.
وقبل استشهاده بأسبوع كان الشهيد يجلس في شقة جده يستمع لمحاضرة لعمرو خالد وفي هذه الأثناء انتقل الشهيد إلى شقته وإذا به يشاهد مجموعة كبيرة من جنود الاحتلال تأخذ مواقعها في محيط المنزل في منطقة الحاووز الثاني وعندها هرب رفيق من الباب الخلفي ثم اختفى عن الأنظار وعندما دخل الجنود إلى المنزل ولم يجدوه أخذوا يحطمون في الأثاث ويكسرون في محتويات المنزل وقالوا لوالدته عليه أن يسلم نفسه.
وتضيف شقيقته رباب أنها تتبعت الشهيد ووجدته في أحد المنازل وكان نائما يشع وجهه نورا فقالت لإحدى قريباتها هذا نوم شهيد وبعد أن استيقظ رفيق عانقته بحرارة ولكن قال لي لو حصل لي شيء لا يوجد علي ديون لأحد بل يوجد لي على بعض الذين عملت معهم مبالغا من النقود وسمى لي الأشخاص والمبالغ المطلوبة.
وبعد ذهاب الجنود من المنزل عاد رفيق إلى المنزل ليطمأن على حالة الأسرة فقامت أمه وأبيه بمناشدته لتسليم نفسه وتضيف أم رفيق أنها قالت له فكر في حال الأسرة كيف سيغدو بعدك وكيف سيهدم المنزل ولكي اثنيه عن نيته قلت له (لن أرضى عنك إذا أنت فعلت أي شيء أنا لا أرضاه ) وهنا تبكي أم رفيق بحرارة وتقول ليتني لم اقل له هذا الكلام لأنه خلال الأيام القلية التي أعاشها مطاردا كان يتألم بسببها وقد أشار إلى ألمه في وصيته ولكن رفيق كان على عجل من أمره ولا يريد أن يعتقله اليهود حتى يحافظ على سر إخوانه الشهداء ودعوته ويحافظ على كرامته خلال الأيام القليلة المتبقية له، وتقول أن أخر عبارة قالها لها لكم الله يا أمي وعليكم أن تصلوا صلاة الاستخارة وتدعون الله لي.
وتضيف رباب أن رفيق كان لا يطمح الا للشهادة وقد ابلغنا بذلك عدة مرات ولكن لم نتوقع أن يدخل إلى تل الرميدة ويقوم بما قام به وتشير إلى أنها رأت رؤيا قبل استشهاده بأيام قليلة حيث شاهدت رفيق مع أحد أصدقاءه يطلقون النار باتجاه جنود الاحتلال من بناية غير مسكونة وكان الشهيد يطلق النار ويركض باتجاه الجنود وهو يبتسم فعرفت أنه سوف يستشهد أما أم رفيق فقالت أنها صلت الاستخارة ولكنها شاهدت في المنام أن والدها أهداها عدد من (قدر اللحم) وقد وضعت في الثلاجة وهي ملفوفة باكياس بلاستيك فأدركت أن رفيق سوف يستشهد.
قصة الاستشهاد
وبتاريخ 22/10/2003م وبعد صلاة الظهر ليوم الأربعاء كان الشهيد يخفي رشاشه تحت جاكيت كان يرتديه وكان يسير بالقرب من تربة اليهود عل أعلى تلة الرميدة وبحسب روايات شهود عيان فأن الشهيد سأل طالبة جامعية كانت تسير في الشارع إذا كان في أسفل الشارع جنود صهاينة أم لا فأجابته الطالبة نعم هناك جنود ينتشرون في الشارع ولكنها نصحته بأن يخلع الجاكيت حتى لا يقوم اليهود بإيقافه وتفتيشه ولكنه طلب منها أن تبتعد من المكان ثم صادف عدد من طالبات المدارس عائدات إلى المنازل في نفس الشارع واخبرنه بوجود الجنود بكثرة ولكنه قال لهن عليكن أن تبتعدن من هنا.
وفي لحظات سريعة كان الشهيد يقتلع الجاكيت ويضع عصبة خضراء على جبينه بحسب روايات أصحاب المنازل الفلسطينية المحتلة في الموقع وقد اعتقد الناس أنه أحد المستوطنين يقلد الاستشهاديين لأن المستوطنون يقلدون الفلسطينيين (استهزاء) بهم في الكثير من الأحيان في الحي المذكور ولم تمض الا دقائق معدودة حتى انطلق الرصاص ينهمر على رؤوس الجنود الذين تواجدوا بالقرب من البؤرة الاستيطانية فأصاب من كانوا على الأرض ثم أخذ يطلق النار باتجاه مجموعة من الجنود كانوا يتمركزون في الأعلى وقد أصيب الشهيد بالرصاص في قدمه ولكنه ركع على ركبتيه وظل يطلق النار حتى استشهد.
وتقول أم رفيق أنها حينما سمعت أن استشهاديا دخل إلى حي تل الرميدة أحست بداخلها أن الإستشهادي هو رفيق، وكانت حينها في أحدى العيادات من أجل علاج طفلها الصغير وقد أخذت تبكي بحرارة وأحست بألم حاد في المعدة ولكنها عادت مسرعة إلى البيت وتقول أخذت أجهزة أمتعت الأولاد وملابسهم وبعض الحاجيات الضرورية وبدأت أخرجها من المنزل وقد جاء أبو رفيق وقال بأن الشهيد من كتائب الأقصى ولم يخبره أحد أنه رفيق وتقول لم يطمئن قلبي وبعد ساعات قليلة حضر جنود الاحتلال إلى المنزل وقاموا بأعمال عربدة وتكسير واعتقلوا أبو رفيق وصهره ونقلوهم إلى جهة غير معلومة، وفي منتصف الليل حضروا إلى المنزل الذي هو ملك لجد الشهيد وقاموا بإخراج كافة من في المنزل وقاموا بتفجيره.
وتقول أم الشهيد أن من أخبرها باستشهاد رفيق كان شقيقها وقد أخذت تهتف الله أكبر ولله الحمد ولم تبك بل ذهبت لصلاة ركعتي شكر لله تعالى.
وتتساءل أم الشهيد هل يكتب لنا الأجر لصبرنا على أبناءنا والله أني أشعر بأن الله أكرمني باستشهاد رفيق حتى أماثل أمهات الشهداء في الصبر والعطاء.
واحتراما لبطولته أقامت الحركة الإسلامية والوطنية له مهرجانا كبيرا تحدث عنه القاصي والداني.
لم تفهم الطفلة ايمان حجو ابنة الاربعة اشهر أي معنى للانفجارات التي تدوي في كل مكان ولكن شعرت بحالة التغيير والارباك التي اصابت والدتها وجدتها وخالاتها اللواتي كن متحلقات حولها يلاعبنها.. ويلبسنها الملابس الجديدة التي اشتراها جدها مصطفى لحفيدته التي جاءت مع والدتها لزيارته والاطمئنان على الاسرة اثر تعرضهم للقصف عدة مرات خلال الايام الاخيرة.
وكردة فعل لحالة الارباك ودوي الانفجارات صرخت الطفلة بكل قوة فحملتها والدتها سوزان –22 عاماً-وضمتها بقوة الى صدرها لتسارع مع باقي افراد العائلة للخروج من المنزل خشية اصابته بالقذائف خاصة بعد ان سقطت احدى القذائف في سوق البلدية القريب ودمرت اجزاء كبيرة منه.
لحظات من الخوف والهلع تصاعدت مع قوة دوي القذائف التي تطلقها الدبابات الاحتلالية في كل مكان ليسبق القدر وتطلق احدى الدبابات المتمركزة في الموقع العسكري المطل على المنزل بحي الامل قذائفها القاتلة لتسقط ثلاث منها على بوابة المنزل حيث كانت العائلة تهم بمغادرة المكان على امل النجاة من جحيم الموت والقصف الاحتلالي الذي اخذ يزرع الدمار والخراب في كل مكان لتستشهد على الفور الطفلة ايمان وهي في احضان والدتها وتتناثر اشلاؤها في كل مكان على الجدران والطريق لتبقى شاهداً على دموية الاحتلال واستهدافه للمنازل السكنية والمنشآت المدنية.
مشهد استشهاد الطفلة بين احضان والدتها ذكر المواطنين الذين شاهدوا الجريمة التي غابت عنها عدسة الكاميرا بحادثة استشهاد الطفل محمد الدرة بين احضان والده الذي هز ضمير العالم.
سوزان الام المسكينة التي اصابتها ايضاً شظية بجروح بالغة في جنبها لم تكن تشعر باصابتها واحتضنت طفلتها بقوة وخرجت تبحث عن مغيث في الوقت الذي كانت آلام ابنتها ودماؤها واشلاؤها التي تناثرت في كل مكان تزيد من آلام جراحها.
وتخضب المكان بالدماء الطاهرة
وتحول المكان الذي اصيبت فيه ايضاً جدة الشهيدة سامية حجو –38 عاماً- وطفلاها دينا –6 اعوام- ومحمود –عام ونصف العام- بجروح بالغة الى مزار للمواطنين الذين اصيب بعضهم بحالات اغماء لهول مشهد الدماء واشلاء الطفلة البريئة الغضة المتناثرة.
والد الشهيدة اصيب في الانتفاضة
الوالدة المكلومة التي تخضع للعلاج في العناية المركزة بمستشفى ناصر لم تكن تعلم عندما جاءت لزيارة اسرتها في حي الامل والاطمئنان عليها بعد تعرضها لقصف متكرر خلال الايام الاخيرة ان القدر يخبئ لها هذا الحادث المفجع فآلامها ومعاناتها من اصابة زوجها ووالد الشهيدة محمد حجو الذي يعمل في الاستخبارات العسكرية مستمرة منذ اصابته اثناء ادائه واجبه في محافظة اريحا بالضفة الغربية في الاشهر الاولى لانتفاضة الاقصى بجروح وكسور لم يتماثل للشفاء منها حتى الآن حيث ركب له جهاز طبي في رجله وهو مقعد في بيته ولم يتمكن من مشاركة زوجته وابنته هذه الزيارة التي انتهت بهذه الكارثة.
ساعات ما قبل الجريمة
مصطفى حجو –40 عاماً- جد الشهيدة الذي تعاني زوجته وثلاثة من ابنائهما من جراح بالغة بدا في حالة ذهول وصدمة شديدة وهو يتذكر الساعات الاولى من الصباح حيث اجتمعت الاسرة وتحلقت بسعادة حول الطفلة ايمان التي تعتبر اصغر شهداء الانتفاضة قبل ان يغادر هو وزوجته لشراء هدية من الملابس لحفيدته وابنته الزائرة وعقب عودتهما سمع في حوالي الساعة الثانية عشرة انفجارات فخرج من البيت ليعرف ما يحدث حيث شاهد الدمار الذي حل بسوق البلدية القريب فعاد مسرعاً لاخراج افراد اسرته من المنزل خشية سقوط قذائف عليه ليشاهدهم فعلاً يحاولون الخروج من المنزل قبل ان تسقط ثلاث قذائف بينهم ادت الى وقوع الحادثة وانهمرت دموعه بشدة وهو يتحدث عن هذه اللحظات الاليمة، مشيراً الى ان عدداً من المواطنين سارعوا لمساعدته في نقل المصابين الى مستشفى ناصر حيث استشهدت الطفلة واخضع الباقون لعمليات جراحية ووضعوا في العناية المركزة.
فماذا نقول لك يا ايمان يا شهيدة الطفولة المعذبة ايتها النور والحياة التي سلبونا اياها وبماذا سيبرر الصهاينة جريمتهم التي تضاف الى سجل حافل بالمجازر والدموية .. كلماتنا اصغر من ان تعبر عن الجريمة التي حلت بك وعارهم اكبر ان لم يتحركوا لوقف العدوان الذي يطال الابرياء ويغتال الطفولة.
الرفيق القائد/ محمد محمود مصلح الأسود (جيفارا غزة)
ولد الشهيد محمد محمود مصلح الأسود (جيفارا غزة) في 6/1/1946 في مدينة حيفا وخرج مع أسرته بعد النكبة 1948 نازحا إلى قطاع غزة وسكن في إحدي مخيمات وكالة الغوث ، وحاول إكمال دراسته الجامعية في مصر ولكن عائلته لم تستطع مساعدته فترك الدراسة وعاد للقطاع بعد سنة واحدة حيث عمل هناك موظفاً بسيطاً.
انضم الرفيق الى حركة القوميين العرب فى عام 1963 وأخذ ينشط فى كل المجالات فكريا وتنظيميا وأصبح من عناصر التنظيم النشطة فى القطاع.
بعد نكسة حزيران 1967 أصبح قائداً لإحدى المجموعات المقاتلة فى منظمة (طلائع المقاومة الشعبية) ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونفذ مع مجموعته عدة عمليات جريئة خلال بدايات العمل المسلح. قام بعدة عمليات ناجحة أوقفت سيل الزوار الصهاينة لقطاع غزة ومحاولاتهم عن طريق أساليب الفسق والفجور واغواء شباب القطاع لدمجهم في المجتمع الصهيونى.
اعتقل الرفيق الشهيد جيفارا فى 15/1/1968 وبقى فى السجن لمدة سنتين ونصف حين أطلق سراحه في تموز 1970.
واصل نضاله بعد خروجه من السجن مباشرة في صفوف الجبهة الشعبية ، وقام بنشاط مكثف في اعداد المجموعات العسكرية وتدريبها وتثقيفها.
تدرج بجدارة في موقعه التنظيمي لما بذله من نشاط وانضباطية عالية وجدية وتقدير للمسؤولية وقدرة على الابداع والمبادرة حتى اصبح نائب المسؤول العسكرى ، ثم تولي المسؤولية العسكرية بعد استشهاد رفيقه وتسلم قيادة العمل العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة حتي استشهاده بعد أكثر من سنتين.
في جو المطاردة واستشراس العدو قاد جيفارا غزة رفاقه الثوار بشكل ديناميكى لا يعرف اليأس ، واستطاع بسرعة ربط التنظيم السياسي والعسكري ، واهتم بانشاء اللجان العمالية والنسائية والاجتماعية ورعاية أسر الشهداء وحتى ترتيب مكتبة مركزية ومكتبات فرعية فى القطاع للتثقيف السياسي والحزبي وكان مثالا في صبره واجتهاده لكل الرفاق.
استطاع "جيفارا غزة" ان يكسب ثقة ابناء غزة حين تصدى لمؤامرات الصهاينة فى تهجير سكان غزة بأن نظم مظاهراتهم واضرابهم الكبير. كما عاقب الخونة والعملاء للعدو بعد ان حاكمهم محاكمة عادلة وحذرهم قبل ذلك من التمادى في الخيانة ، ووضع شعاراً لمحكمة الثورة هو "ان الثورة لاتظلم ... لكنها لاترحم".
فكرياُ كان جيفارا غزة يهتم في ظروف العمل العسكري والواجبات التنظيمية اليومية والعمليات الفدائية ، يهتم اهتماما كبيرا نتيجة قدراته وامكانياته النظرية ويلتهم ما يصل اليه من كتب بذهنية وتركيز شديدين ، وكان يلتزم تماما بالنقد والنقد الذاتي في العمل التنظيمي.
يوم استشهد فقدت جماهير غزة ابناً باراً لها وقائداً عظيماً لنظالاتها ، وفقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بفقده أحد قادتها الابطال. استشهد بعد معركة بطولية خاضها مع رفاقه في قطاع غزة يوم 9/3/1973.
جيفارا القائد والمعلم والإنسان
ان المهمات الضخمة التى كان يقوم بها الرفيق محمد الأسود "جيفارا غزة" من قيادة للعمل سياسياً وعسكرياً والجهد الجبار الذى كان يبذله في متابعة كل القضايا التنظيمية وبناء الحزب والاتصال والتفاعل مع كافة نشاطات الثورة في الداخل والخارج وبرغم الجهد الكبير الذى كان يبذله للتخفى والانتقال من مكان الى آخر باستمرار.
الا أن هذا كله لم يعقه من الاطلاع والدراسة فى شتى ميادين العلوم السياسية والعسكرية ، فقد كان يلتهم الكتاب الذى يصل اليه التهاما ، انه يمتلك قوة ذهنية رهيبة وقدرة على الاستيعاب والتذكر ، ولا ننسى يوما عندما كان يخاطب رفاقه المقاتلين حول الانضباطية اللزمة لكل ثائر ، "تعلموا من تجارب رفاقنا الذين سبقونا فى النضال".
وعند حدوث أى خطأ يقع فيه ويأخذ أى رفيق فى محاسبته أو عندما كان يأتيه نقد من قيادتنا خارج فلسطين المحتلة كان الرفيق محمد الأسود "جيفارا غزة" يتصرف كحزبى ممتاز مطبقا مبدأ النقد والنقد الذاتي وكلماته المأثورة فى هذا الصدد "فبالنقد والنقد الذاتي نستطيع أن نحول الخطأ إلى صواب والسلبيات الى ايجابيات".
ولقد كان يتقبل النقد بكل رحابة صدر بل ويشعر بالارتياح لأن رفاقه واعين متابعين كل شئ وكان يقول "أتمنى دائما أن توجهوا لى النقد البنّاء ، وأعترف أنني أخطأت".
لقد كان الرفيق جيفارا يهتم كثيرا برفاقه المعتقلين وأسرهم وأسر رفاقه الشهداء انه محب بطبعه فقد أحب الناس وأحبته الجماهير فقد كان اسمه على كل لسان الرجال والنساء والأطفال لقد كان والد الجميع يحس أحاسيسهم ويشعر بما فى نفوسهم ويسهر على راحتهم ويعمل المستحيل لرعايتهم ولقد كان دائما يوصى رفاقه ويقول "لا تنسوا رفاقكم الشهداء ، لا تنسوا رفاقكم المعتقلين ، لا تنسوا أن علينا واجب توفير كل قرش لاعانه أسر رفاقنا ، ان صراخ اليتامي والارامل فى وجهي ، ان الصور كلها تمر أمامى ، الوجوه تصرخ بكل ما يرتسم عليها من آلام ، لا تنسوا شعبنا الذى يقاسى آلام التشرد والضياع ، شعبنا الذى يضع فى ثورته كل الآمال".
ان رفيقنا جيفارا محب ، محب لشعبه ، محب لرفاقه ، يحرص على كل واحد منهم حرصه على نفسه ، انه وهو المجرب وقد علمته السنون خبرة واسعة فهو يريد كل رفيق ان يكون على مستوى الثائر الذى يحافظ على نفسه ليعيش أطول فترة فى خدمة ثورته وكثيرا ما كان يخاطب رفاقه المقاتلين قائلا على كل مقاتل ان يتحرك بعقل وحكمة وأن يعمل بسرية تامة ، ويحصن نفسه بقواعد غير مكشوفة ، لا يتحرك بأى مظهر عسكرى الا عند القيام لتنفيذ عملية وبأمر مسبق من المسؤول حافظوا على علاقتكم بالجماهير فهى سلاحكم وسندكم ، تقيدوا بتعاليم الحرب السرية ، التزموا بذلك وتقيدوا به جيداً ، وعندها لن تستطيع قوة مهما عظمت الوصول اليكم ، المهم أن نبتعد عن المسلكية العاطفية ، بل تجردوا من العواطف الا من حبكم وتقديركم لثورتكم ، ومثله كان دائما من لا يحافظ على نفسه لا يحافظ علي ثورته ، وبالتالى تجب محاكمته ، وايماننا ايها الرفاق هو : إنك لن تموت الا إذا أخطأت.
جيفارا عسكريا
"جيفارا غزة" مبتكر العديد من وسائل التخفى التى كانت تسهل عليه الافلات من قبضة العدو مرارا.
انه الاسطورة للفدائى العنيد المسلح بالخبرة الطويلة والحنكة النادرة ، ويكفى ان نسجل هنا أنه بقى أربع سنوات مطارداً للعدو داخل قطاع غزة السهلى حيث لا تساعد طبيعته الجغرافيه على سهولة الاختباء ، ظل جيفارا لغزا محيرا للعدو طوال أربع سنوات كان يقود نضال الجبهة طوال آخر ثلاث سنوات.
جيفارا الديناميكى الذى لا تمضى عليه أربع ساعات فى مكان واحد ، أوجد له ملجأ فى كل مكان من قطاع غزة الضيق ، لقد أحبته الجماهير وفتحت بيوتها له ، ولقد جن جنون العدو يوم أن قام باحتلال غزة عسكرياً ، أكثر من عشرين ألف جندى مجهزين بكل وسائل التحرك والاتصال الحديثة مستخدماً العديد من الطائرات الطوافة بحثاً عنه وعن رفاقه ، لم يتركوا مدينة ولا قرية ولا حارة ولا زقاقا ولا بستانا بل لم يترك العدو شبراً فى قطاع غزة الا ودخله ولكن خابت آمالهم وفشلت خططهم أمام عبقرية جيفارا العسكرية.
جيفارا واضع تكتيك إضرب عدوك ضربات سريعة متلاحقة وفى أماكن عدة متباعدة وفى نفس الوقت ، حتى يفقد العدو صوابه وحتى لا يترك له مجالا للبطش بمنطقة منفردة.
لقد كان اسلوب العدو وبعد كل ضربة توجه إليه القيام بفرض حصار شامل على منطقة الحدث يبقى فيها أهالى تلك المنطقة لاكثر من أسبوع يعانون فيها أقصى أنواع التعذيب الوحشي وحيث لا مأكل ولا مشرب أجياناً ، وحيث اقتحام البيوت وتحطيم كل شئ وسرقة ما يجدونه.
لقد أجبرهم جيفارا غزة على ترك هذا الاسلوب عندما كان يوجه للعدو عدة ضربات متفرقة وفى نفس الوقت. بل وكان يحدث أن تقوم مجموعات خاصة بمفاجأة تجمعات العدو المستخدمة فى الحصار ، ان حادث يوم 6/7/1971 شاهد علي ذلك عندما اقتحمت مجموعة من رفاق جيفارا منطقة الحصار وقذفوا تجمعات العدو بالقنابل وأمطروهم الرشاشات مما أدى الى مقتل أربعة جنود اسرائيليين وجرح العديد منهم وكان ذلك على مرأى الجماهير المحاصرة مما سبب في إرباك العدو ورفع معنويات جماهيرنا المحاصرة.
لقد تراجع العدو مرغما عن اسلوب العقاب الجماعي واقتصروا بعد ذلك على فرض حصار جزئى على منطقة الحادث ولمدة ساعات فقط وأحياناً بدون إجراء.
جيفارا واضع خطط استدراج العدو حيث المكان والزمان يحددهما جيفارا وحيث يقع العدو فى المصيدة وهناك العديد من العمليات يؤكد ذلك وما حادث وادى غزة الا دليلاً على ذلك ، فقد نصب ثوارنا كميناً لدورية للعدو وفى نفس الوقت كانت مجموعات خاصة تنتظر قوات نجدة العدو التى تأتى عادة بعد كل حادث وفاجأوها بوابل من الرصاص والقنابل مما أفقد العدو صوابه وخلخل انضباطه العسكري وتفتت قواته ، ولقد فقد أحد سائقى عربة لوري محملة بالجنود أعصابه وتدهورت العربة فى وادى غزة من فوق الجسر.
جيفارا اتبع اسلوب الكر والفر ، فبعد كل ضربة توجه الينا وبعد كل عملية بطش وتصفية وملاحقة كان الرفيق جيفارا يأمر بالتريث واعطاء أنفسنا فرصة للمراقبة والمتابعة واعطاء فرصة توهم العدو بأن الثورة إنتهت ، كما يعطى الأمان للعملاء والمطلوبين لمحكمة الثورة فيأخذون بالظهور من جديد وبعدها يكون جيفارا قد أعاد ترتيب أوضاعنا التنظيمية والعسكرية وانتهى من وضع مخططات عملنا مستقبلاً حيث لا يتوقع العدو ولا عملاؤه ذلك.
ولد الشهيد وديع حداد في مدينة صفد في العام 1927 ، وكان والده يعمل مدرساً للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا ، وبحكم وجود والده في مدينة حيفا فقد تلقي تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في هذه المدينة ، وأثناء وجوده على مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة تميّز الشهيد وديع بذكائه المتقد ونشاطيته المميزة وتفوقه في مادة الرياضيات ، كما أنه كان شابا رياضياً يمارس رياضة الجري وأنشطة رياضية أخري.
ونتيجة للمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة النكبة عام 48 ، اضطر الشهيد وديع للهجرة من وطنه ولجوئه مع عائلته ووالده إلي مدينة بيروت حيث استقر بهم المآل هناك ، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ليدرس الطب.
لقد ولّدت النكبة داخل الشهيد وديع شعوراً عالياً بالمسؤولية تجاه شعبه وقضيته التي إزدادت مأساوية علي ضوء النكبة ، الأمر الذي عكس نفسه علي اهتماماته وتوجهاته المستقبلية ، ودفعت به باتجاه الإنخراط الفعلي في الفعل الوطني الكفاحي للشعب الفلسطيني ، وقد تجلّت بواكير هذه التوجهات خلال انخراطه وهو ما يزال علي مقاعد الدراسة في اغاثة أبناء شعبه المشردين جراء النكبة ، ولاحقاً عبر انخراطه في جمعية "العروة الوثقي" التي بدأت بلعب دور سياسي بعد انخراط الشباب القومي المتحمس للعمل السياسي بها ، وتولي الشهيد وديع موقعاً قيادياً في هذه الجمعية.
وما أن أعلن عن تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل" والتي تم تشكيلها من قبل "الشباب العربي القومي" تصدّر الشهيد وديع الأنشطة السياسية التي كانت تقوم بها هذه الهيئة كعضو قيادي فيها ، وكانت هذه الهيئة تقوم بأنشطة عديدة لمناهضة الصلح تمثلت بالمظاهرات والمنشورات ، الى جانب دورية "الثأر" ، ويمكن القول أن الشهيد وديع بدأ عمله السياسي كمحترف وقائد سياسي وجماهيري بعد تخرجه كطبيب من الجامعة الأمريكية وانتقاله الى ساحة الاردن والتحاقه برفيق دربه الدكتور جورج حبش الذي كان قد سبقه الي هناك ، ليشكلا معاً العيادة المجانية إلي جانب عيادتيهما ، معتبرين نشاطهما الأساسي والرئيسي ، النشاط الوطني والقومي وليس الطبي.
وفي سبيل تعميق وتجذير التوجه الذي اختطّاه في العيادة الطبية ، قاما بإنشاء صفوف تدريس لمحو الأمية لكبار السن ، كما استطاعا وعبر رفاق اردنيين أعضاء في الحركة النفاذ إلي نادي "المنتدي العربي" واعتباره أحد المنابر التي إنطلق نشاط الحركة من خلاله.
وقد تتوجت تلك التوجهات ببلورة نواة كحركة القوميين العرب في الأردن ، استطاعت وبزمن قياسي أن تساهم بشكل أساسي في المواجهات التي خاضتها الحركة الوطنية الأردنية في مواجهة "تمبلر" ومشروع حلف بغداد واسقاط حكومة هزاع المجالى وتالياً تدريب قيادة الجيش رحيل كلوب باشا ، وقد مثلت هذه التوجهات بداية نهوض وطني عام في الأردن.
وعلي ضوء هذه المعارك والمواجهات والدور الملموس الذي لعبته الحركة خلالها ، أصبحت تحظي بدور وسمعة جماهيرية عالية وكبيرة ، وبرز الشهيد وديع بوصفه الدينامو المحرك والموجه لفعلها الميداني المتنامي.
لكن النظام الأردني لم يسلم بالهزيمة التي لحقت به ، وقام بهجوم معاكس تمثل بانقلابه الأسود في نيسان عام 1957 ضد حكومة النابلسي الوطنية ، واتبعها بحملة اعتقالات واسعة طالت رموز وقيادات الحركة الوطنية ونشطائها ، وكان من ضمن الذين ألقي القبض عليهم الدكتور وديع الذي أودع في المعتقل الصحراوي المعروف "بسجن الجفر".
ومكث الدكتور وديع حداد ثلاث سنوات في معتقل الجفر الصحراوي ، وبعد جهود مكثفة افرجت السلطات الاردنية عنه ، وخلال وجوده في المعتقل مثل الدكتور وديع نموذجاً وقدوة لكافة القوي ، ولم ينس رسالته الانسانية والجماهيرية ، حيث قام وخلال سجنه باغاثة وعلاج أبناء العشائر البدوية المقيمين في المنطقة بشكل طوعي ومجاني.
التحق الدكتور وديع فوراً بمقر الحركة في دمشق بعد تحرره ، وهناك وعلي ضوء العلاقة الجيدة بين الحركة وقيادة الجمهورية العربية المتحدة وعبد النصار ، ونظراً لاندماجه في المواضيع العملية ، انخرط في دورة عسكرية في دمشق وكان المسؤول الأول عن هذه الدورة ، ولاحقاً أسندت له الحركة مسؤولية العمل الفلسطيني والذي كان حتي ذلك الوقت ممثلاً برأس قيادي في إطار الحركة ولم يكن فرعاً متكاملاً.
وعلي ضوء عملية الانفصال التي حصلت بين مصر وسوريا ، انتقل وديع الى بيروت واستمر في تولي مسؤوليته القيادية للجانب الفلسطيني ، وفي مرحلة لاحقة تولي مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب حيثما تواجدت ، حيث أسندت له مهمة الإعداد للعمل الفدائي فلسطينياً وعربياً (اليمن - ليبيا - وأقطار أخري) وعلي المستوي الفلسطيني كان الشهيد وديع من أكثر المتحمسين لبدء العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني.
وجاءت هزيمة حزيران 1967 لتزيد اندفاعته وحماسه في ممارسة الكفاح المسلح ، خصوصاً وبعدما تأكد عجز الأنظمة العربية وقصور برامجها ، وكان الشهيد وديع مشدوداً لانشاء جبهة فلسطينية كاملة تضم كل القوى المسلحة على الساحة الفلسطينية علي شاكلة الجبهة التي تشكلت في الجزائر ، ولاخراج هذه الفكرة إلي حيز الوجود الفعلي ، قام الشهيد وديع مندوباً عن الحركة بفتح حوار مع كل من حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية ، و "طلائع حرب التحرير الشعبية" (الصاعقة) وفشلت المحاولة بسبب موقف قيادة فتح من مسألة الجبهة الوطنية.
وفي ظل الأجواء الملبدة بغيوم الهزيمة العربية الرسمية في حزيران 67 ، وفي ظل الشعور المتزايد لدي قيادة حركة القوميين العرب أن النضال القومي قد غيّب الخاص الفلسطيني ، فقد اتجهت الجهود نحو تشكيل أداة فلسطينية تكون مهمتها النضال من أجل تحرير فلسطين ، عبر تبنيها لأشكال نضال ووسائل كفاحية تتخطي وتتجاوز الأشكال والأساليب التى اتبعتها الأنظمة العربية الرسمية ، والتي ثبت عجزها علي مواجهة التوسع الصهيوني واسترداد فلسطين ، وتم تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية وعدد من الشخصيات والرموز الوطنية القومية الناصرية.
ومنذ التأسيس تولي الدكتور وديع مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي ، وأثبت الرفيق الشهيد من خلالهما قدرات قيادية وعملية جديرة بالاحترام والتقدير ، حيث جسد شعار "وراء العدو في كل مكان" بطريقة فاعلة.
ومهما تكن وجهات النظر التي طرحت سابقاً وربما تطرح الآن بخصوص هذا الشكل الكفاحي ، فإن العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة ، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع كانت في حينه ضرورة من ضرورات اشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بقضية هذا الشعب ومعاناته جراء الغزوة الصهيونية الغاشمة التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.
لسنوات مضت قبل استشهاد وديع عاشت قيادة الجبهة مع الشهيد خلافاً تنظيمياً تلمس رفاق الشهيد د. وديع حداد الدور الكفاحي الذي لعبه علي المستويين الوطني والقومي ، وأعاد المؤتمر الوطني الخامس الإعتبار التنظيمي له ، باعتباره رمزاً وطنياً وفلسطينياً فذاً قدم كل شئ في سبيل فلسطين التي حلم وعمل دائماً من أجل الوصول إليها بأقرب الآجال وبأقصر الطرق.
الشهيد بإذن الله عبد الباسط عوده
شابا يرتدي معطفا ومفتوحاً أقرب للسواد ، وشعره طويل، وعلى ما يبدو أن الشعر اصطناعي، ونظارات صفراء. وقد تجول في اللوبي (الصالة ) داخل الفندق بضعة دقائق، وكانت يداه طوال الوقت في جيبيه وكأنه مرتاحًا جدًا، تجول بكل أريحيته في باحة الفندق قبل أن تحين الفرصة وينشغل حارس بوابة الفندق مع أحد الحاضرين لينسل القسامي الى داخل الفندق الذي احتشد فيه اكثر من 250 صهيونيا جاؤا ليحتفلوا بعيد الفصح اليهودي بعد أن انهوا صلاتهم في كنيسهم الواقع بالقرب من الفندق وما هي إلا لحظات حتى دوت سلسلة من الانفجارات ناتجة عن سيل من القنابل اليدوية التي ألقاها القسامي عبد الباسط قبل أن تضع كتائب القسام بصمتها التفجيرية المعهودة ! انفجار عنيف جدا هز جنبات منازل وأحياء نتانيا ولم يكن من الفندق بداً إلا أن تنهار جنباته أمام هذه العبوة الكبيرة وتتناثر بعدها أشلاء اكثر من وعشرين صهيونيا واصابة اكثر من 145 آخرين جراح اكثر من 40 منهم خطيرة جدا منهم 13 في حالة موت سريري في عملية وضعت صاحبها على عرش أرقام القسام القياسية في عدد القتلى والجرحى .
لم لا فالشهيد القسامي البطل عبد الباسط محمد قاسم عودة قد ولد وترعرع في بيت متدين وقد عرف الشهيد طريقه الى بيوت الله مبكرا فقد كان أحد أشبال حركة حماس في الانتفاضة الكبرى وكان أحد نشطاءها الذين تمرسوا على رمي الحجارة على الجنود الصهاينة ورضع الشجاعة من سِير الصحابة رضوان الله عليهم بعد أن اعتاد على حضور دروس المسجد التي يلقيها الشباب المسلم من أبناء الحركة الإسلامية على مسامع أشبال الحي الذين كان منهم عبد الباسط في تلك الأيام فقد ولد القسامي البطل أسد الثأر المقدس عبد الباسط عودة في مدينة طولكرم بتاريخ 29/3/1977م ويعود مسقط رأسه الى قرية " خربش" قرب مدينة كفر قاسم العربية الواقعة داخل مناطق المحتلة عام 48م .
وله من الاخوة سبعة : ثلاث أشقاء ثلاثة و أربعة شقيقات وترتيبه فيما بينهم الخامس من حيث العمر وقد أنهى دراسته مبكرا وانطلق نحو العمل ومساعدة والده في تجارة الفواكه و عمل سائقا على سيارة لنقل الركاب داخل المدينة .وبالإضافة الى تاريخه النضالي المعبق برائحة الشهادة فقد كان في الانتفاضة الكبرى الأولى عام 87 من نشطاء حركة المقاومة الإسلامية حماس قطاع الأشبال ، وكان مميزا بجرأته وشجاعته في المواجهات والتصدي للقوات والجنود الصهاينة ، وقد اعتقل خلال الانتفاضة الأولى لمدة خمسة شهور علاوة على أصابته بشظايا في رأسه .
ورغم هدوء الوضع السياسي والمواجهات المباشرة ما بين الفلسطينيين والقوات الصهيونية في الفترة الأولية لقدوم السلطة إلا أن الشهادة والاستشهاد كان ديدن الشهيد البطل ويعتقد مقربون منه انه عمل في خلية ضمت الشهيد عامر الحضيري المجاهد المعتقل نهاد أبو كشك وبقيت أمنيته في الشهادة حبيسة ضلوعه . والمقربين جدا منه في الكتائب إلى أن فضح أمره بعد اعتقال المجاهد القسامي نهاد أبو كشك حيث وجدت
القوا ت الصهيونية معه وصية تعود الى أحد الاستشهاديين فمن كان يا ترى ، نعم كان المجاهد عبد الباسط محمد عودة وبعد تحقيق شديد تعرض له المجاهد القسامي نهاد أبو كشك توصلت أجهزة الأمن الصهيونية الى اعترافات مفادها أن عبد الباسط كان جاهزا لتنفيذ عملية استشهادية ولكن استشهاد عامر واعتقال نهاد حال دون ذلك ، ومن هذا التاريخ أي منذ بداية آب 2001 توارى مجاهدنا عن الأنظار نهائيا ولم يعد يظهر في المدينة أو في أي مكان آخر .بعد أن أدرج اسمه ضمن لوائح المطلوبين للتصفية أو الاعتقال لقوات الاحتلال في أكثر من صحيفة صهيونية . بعد اتهامه حسب الصحف الإسرائيلية بالوقوف خلف عمليتي كتائب القسام في مدينة نتانيا في شهري آذار وأيار واللاتي نفذهما احمد عليان ومحمود مرمش واللاتي أوقعن تسعة قتلى وعشرات الجرحى ، وكان ضمن الهيكل القيادي المحتمل لأفراد الكتائب الذي نشرته الصحف الفلسطينية نقلا عن الصحيفة العبرية ( يدعوت أحرنوت ) .
لذلك اختفى مجاهدنا من حينها مدة عام ونصف عن الأنظار نهائيا ولم يظهر إلا في مدينة نتانيا في الساعة السابعة والنصف مساء يوم الأربعاء الموافق 27/3/2002م بعد أن استطاع المجاهد المُطَارِد القسامي عبد الباسط عودة من اختراق كامل التحصينات الصهيونية التي انتشرت في كافة المناطق المحتلة وعلى مفترقات الطرقات وعلى الحدود ليصل الى عمق مستوطنة نتانيا الساحلية متوجها الى فندق بارك بكامل عتاده لفتح جبهة عسكرية مع المغتصبين ويرسم بجسده الطاهر صورة جديدة للبطولات القسامية.
وصية الاستشهادي القسامي عبد الباسط محمد قاسم عودة :-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد :-
إنني أعلم آن الفراق صعب ولكنها سنة الله عز وجل في خلقه ، وأن هذه الدنيا لا يخلد فيها أحد فإن تسببت لكم ببعض المتاعب والمشاق لكنها ستكون إن شاء الله رخيصة في سبيل الله ، وتكون عند الله عظيمة الأجر والثواب ،واعلموا أن الله عز وجل يبتلي المؤمنين على قدر إيمانهم
الى الوالدة الغالية والى الوالد الصالح المحتسب والى الأخوة والأخوات الأحبة :-
عند سماعكم نبأ استشهادي فارفعوا رؤوسكم عاليا لتعانق عنان السماء ، لأن ابنكم أحب لقاء الله عز وجل فأكرمه الله بميتة كريمة شريفة .
أوصيكم بتقوى الله عز وجل و التقرب إليه في كل الأحوال وكونوا على ثقة بالله أنه لن يضيعكم .
وأسمحي لي وليسمح لي باقي الأعضاء بإضافة الشهيد البطل ( عبد الستار جميل بدير ) وهو أخي وترتيبه الثاني في العائله
والذي أستشهد بتاريخ 6\6\1982 في ثاني أيام الأجتياح الإسرائيلي الغادر لجنوب لبنان وسأقوم بعد إذنكم بإضافة موضوع كامل عنه في ذكرى إستشهاده أي بعد أسبوعين من الآن مدعم بالصور مع نبذه شامله عن الشهيد البطل
وأسمحي لي وليسمح لي باقي الأعضاء بإضافة الشهيد البطل ( عبد الستار جميل بدير ) وهو أخي وترتيبه الثاني في العائله
والذي أستشهد بتاريخ 6\6\1982 في ثاني أيام الأجتياح الإسرائيلي الغادر لجنوب لبنان وسأقوم بعد إذنكم بإضافة موضوع كامل عنه في ذكرى إستشهاده أي بعد أسبوعين من الآن مدعم بالصور مع نبذه شامله عن الشهيد البطل
وأسمحي لي وليسمح لي باقي الأعضاء بإضافة الشهيد البطل ( عبد الستار جميل بدير ) وهو أخي وترتيبه الثاني في العائله
والذي أستشهد بتاريخ 6\6\1982 في ثاني أيام الأجتياح الإسرائيلي الغادر لجنوب لبنان وسأقوم بعد إذنكم بإضافة موضوع كامل عنه في ذكرى إستشهاده أي بعد أسبوعين من الآن مدعم بالصور مع نبذه شامله عن الشهيد البطل
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
اتمنى ذلك اخي الكريم وبانتظار المشاركة
احدى خنساوات فلسطين ام إبراهيم الدحدوح والدة الشهداء ( أيمن ومحمد وخالد
أكدت الفلسطينية الحاجة أم إبراهيم الدحدوح والدة الشهداء ( أيمن وخالد ومحمد) و حماة الشهيد القائد أمين الدحدوح و جميعهم من قادة سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي ، أنها تفتخر بأن قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء في سبيل الله و فداءً للدين و للوطن .
اعلنت ذلك هذه المرأة المجاهدة ، وهي إحدى خنساوات فلسطين، كا استطلعنا آراء عددٍ من الفلسطينيين بمناسبة عيد الفطر السعيد حيث اكدوا انهم ينشدون وحدة الكلمة و الموقف لدى الجميع و الابتهال والتضرع إلى الله أن يأتي العيد المقبل و قد تطهرت الأرض و المقدسات السليبة من دنس المحتلين الصهاينة .
و تحدثت خنساء الجهاد و المقاومة عن شعورها في يوم العيد المبارك و ماذا الذي تتمناه ، فأجابت بكل قوة و بحنجرة الواثق بالله :
"شعوري كشعور كافة أمهات الشهداء .. الحمد لله رب العالمين .. إنني افتخر أن قدمت ثلاثة من أبنائي شهداء في سبيل الله و فداءً للدين وللوطن كما أمرنا الله، ومستعدة أن أضحي بالخمسة الباقين لأجل ذلك ؛ فما يهمنا هو رضا الله" .
و استكمالاً للسؤال الذي طرحناه عليها تابعت الحاجة الدحدوح : "ما أتمناه أن يتوحد الشعب الفلسطيني كله صفاً واحداً و يستمر في جهاده على درب الشهداء لأن ذلك واجبٌ شرعي مقدس" .
و رداً على سؤال عن ماذا تخطط أن تفعل يوم العيد ؟ ، قالت هذه الأم الصابرة : "سأعود أولادي في المقبرة و أقرأ عليهم الفاتحة و أدعو الله لهم أن يبلغوا الفردوس و يصحبوني برفقتهم إلى الجنة" .
و أضافت : "كما سأزور الحاجة أم رضوان الشيخ خليل - وهي خنساءٌ أخرى من خنساوات الجهاد المقاومة و خنساوات هذا الشعب الصامد اللاتي قدمن أبناءهن على درب الحرية و الكرامة حيث ارتقى أربعة من فلذات أكبادها شهداء على هذا الدرب وهم ( شرف، أشرف، محمد، محمود) وجميعهم من مجاهدي وقادة الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي أيضاً" .
و تفتخر الحاجة أم إبراهيم بعلاقاتها الوثيقة مع الحاجة أم رضوان ، حيث تقول : "أنا و الحاجة أم رضوان شقيقتان في الصبر و الاحتساب بالدنيا ، و أسأل الله أن نكون شقيقتان في النعيم والخلود بالجنة برفقة أبنائنا ومحبينا وكل المظلومين من هذا الشعب ومن أمتنا".
و اختتمت الحاجة أم إبراهيم الدحدوح حديثها قائلةً : "فلسطين تحتاج رجالاً لا يعرفون للنوم طعماً ولا للراحة مكاناً"، مبشرةً بوعد الله في النصر والتمكين حيث أخذت تردد قول الله تعالى :" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين" .
و بهذا اختتمنا زيارتنا لعائلة الشهداء ، و كلنا عزيمة وأمل زرعتها في قلوبنا خنساء الجهاد الحاجة أم إبراهيم الدحدوح الأم التي تحملت عناء أكثر من 30 عاماً وهي تربي أولادها منذ صغرهم وتعلمهم كيف ينقشون من أجسادهم وأشلاءهم خارطة فلسطين العزة والإباء .
فقد زرناها و رأيناها كيف توزع الحلوى على الذين يؤمون بيتها من أحبة و أصدقاء و رفاق أبنائها الشهداء ، لأداء واجبهم في مواساتها .