الشهيد عماد عقل<الحلقة الثانية من رجال في الارض> - الشهيد عماد عقل<الحلقة الثانية من رجال في الارض> - الشهيد عماد عقل<الحلقة الثانية من رجال في الارض> - الشهيد عماد عقل<الحلقة الثانية من رجال في الارض> - الشهيد عماد عقل<الحلقة الثانية من رجال في الارض>
عماد الأسطورة .. عماد الإسم الذي أرعب اليهود وقذف في قلوبهم الرعب ..قهر اليهود بجراته و قوة قلبه و فاجاهم حين كان يباغتهم في عملياته العسكرية النوعية .. عماد جنرال كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة و القطاع ،
ذلك الشاب الذي خرج من تحت الركام و الأنقاض ليحول حياة اليهود جهنما . تحدث عنه القادة و الجنرالات الصهاينة وتحدث عنه المجرم اسحاق رابين نفسه ووصفه بالأسطورة .. و مهما كتبنا و مهما تحدثنا عن هذا القائد والأسطورة فلن نعطيه حقه ولن تتسع المساحات لنتحدث عن مشواره الجهادي الذي خاضه ضد الجيش الصهيوني و جنوده فحطم اسطورة هذا الجيش الذي قيل عنه انه الجيش الذي لا يقهر . وبعد مرو عشرة أعوام على استشهاده لا تزال ازقة وشوارع مخيم جباليا وكذلك مدينة غزة تتذكر عماد عقل الفارس القسامي . امتنع عن السفر واختار المطاردة ؟! في بيت بسيط صغير المساحة متواضع البناء ومكون من غرفة واحدة ، قريب من الشارع العام في منطقة الفالوجا"معسكر جباليا" جلس والد الشهيد القائد القسامي عماد "أبا حسين" ، وقد بدت عليه علامات كبر السن ، وسبقت حديثه بسمة ارتسمت على وجهه ثم بدأ حديثه وقال:"كان عماد ناجح في دراسته قبل ان يصبح مطلوباً لجيش الإحتلال ، واتصل على اخيه في عمان ليجهز له الحياة هناك لأنه اراد ان يواصل دراسته ، في الجامعات الأردنية ، فأنهى اجراءات السفر وقطع الجواز وقبل سفره بأيام وصل له خبر قلب حياته رأساً على عقب ، واخبرني عماد بانه تراجع عن السفر لأن احد زملائه تم اعتقاله وخشي عماد أن يكون صاحبه قد ذكر اسمه أثناء التحقيق معه ، فخشي ان يعتقل من قبل الجيش أثناء مروره على المعبر " وأضاف:" حاولت ان أقنعه بأن يسافر قبل أن يعترف عليه زميله المعتقل ويستغل الوقت فرد علي قائلاً: لن أسافر وانا منذ هذه اللحظة مطارد لجيش الإحتلال فخرج من المنزل ولم يكن معه أية قطعة سلاح يحمي بها نفسه وأكد لي عماد قبل خروجه انه لن يسلم نفسه واختار اما النصر او الشهادة ، و بعد فترة من المطاردة تمكن من الحصول على قطعة سلاح و بدأ يجاهد بها ونفذ العديد من العمليات الجهادية ضد الجنود و المغتصبين الصهاينة فقتل و أصاب العديد منهم في قطاع غزة". وبدأت المطاردة ؟! وبدأت مطاردة القسامي عماد حين تم اعتقال المجاهد مجدي حماد و المجاهد محسن العايدي حين ارادوا التسلل عبر الحدود المصرية في الأول من ديسمبر 1991م ونتيجة التعذيب القاسي الذي تعرض له المجاهدين في سجن السرايا بغزة على أيدي المحققين الصهاينة اضطر المجاهدين للإعتراف على أعضاء مجموعة الشهداء القسامية واعترفوا للمحققين بان الشهيد عماد هو ضابط اتصال المجموعة . وذكر الوالد:" أن ابنه حين انكشف امره للعدو و جيشه وكثرة عمليات التفتيش و المداهمة و البحث عنه قرر الخروج من غزة للضفة الغربية حفاظاً على نفسه من الإعتقال ، ونجح مع اثنين من المطلوبين ، بالوصول إلى الضفة وامضى عدة اشهر " . انتقل إلى الضفة ؟؟ وجاء في سيرة الشهيد التي نشرت على موقع القسام عبر شبكة الإنترنت أن الشهيد عماد انتقل عن طريق حاجز ايريز وهو المعبر الوحيد الذي يربط قطاع غزة بفلسطين المحتلة عام 1948م إلى الضفة الغربية في الثاني و العشرين من آيار "مايو" 1992م واستقر في مدينة القدس وما هي إلا أيام قليلة حتى تبع الشهيد إلى القدس و بنفس الطريقة بقية أفراد المجموعة حيث تم استئجار شقتين في رام الله . وبعد ان عقد المجموعة تم ترتيب اتصال مجموعة الشهداء بمسؤل كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية حيث طلبت المجموعة تزويدها بالسلاح الحديث . نجا من الإعتقال؟! واشار الوالد أن ابنه عماد نجا من محاولة اعتقال حين قامت القوات الخاصة و الجيش الصهيوني بإقتحام الشقة التي نزل فيها مع اخوانه المجاهدين ، و لحسن الحظ لم يكن عماد في الشقة و تم اعتقال محمد أبو العطايا و محمد ابو عياش ومحمد حرز ،وكانت هذه ضربة قاسية تلقتها كتائب القسام في الضفة الغربية . وبعد هذه الضربة انتقل عماد مع باقي اخوانه الى الخليل ومن ثم عاد الى قطاع غزة بعد ستة أشهر ". عاد من الضفة إلى غزة؟! وعن الطريقة التي عاد بها عماد إلى غزة قال الوالد :" استقل عماد سيارة تحمل لوحة أرقام صهيونية ودخل بها عن طريق معبر بيت حانون "ايريز" ، وعند اقتراب اليسارة من الحاجز نزل السائق وهو يحمل معه أوراقه وتصريحه ليقدمها للجنود في غرفة المراقبة على الحاجز ، وبقي عماد يجلس في الكرسي الخلفي داخل السيارة وكان يخفي مسدسه الشخصي تحت ملابسه و يضع تحته سلاحه الآلي و كأنه على جهوزية تامة للإشتباك مع الجيش في حال انكشاف امره . وحين كان يجلس عماد في السيارة اقترب احد الجنود منه وطلب منه هويته الشخصية ، فأخرج عماد من جيبه هوية صهيونية مزورة باسم مستعار ، وبعد ان نظر الجندي في الهوية خاطب السائق باللغة العبرية و طلب منه المرور عن الحاجز ليدخل غزة ". لقاءات الأب بابنه طوال فترة المطاردة ؟! وبعد ان دخل عماد قطاع غزة لم تمضي الأيام ، حتى جاء أحد المجاهدين أرسله عماد ليحضر له والده ليقابله ، وتحدث الوالد وكادت الدموع تنزل من عينيه فقال:"كنت جالساً في المنزل فحضر أحد الشباب وطرق باب المنزل ، وبعد أن فتحت الباب له أخبرني انه قادم من طرف ابني عماد وقال لي أنه يريد رؤيتي ، فاتفقنا على الموعد وعلى الطريقة التي يحضر بها لأخذي . وجاء الموعد وحضرالشاب في السيارة وركبت معه وسار بي في اكثر من شارع وطريق و فجاة توقفت السيارة ودخلنا أحد المنازل ودخلت احدى الغرف فيه واذا بابني عماد امامي فاستقبلني بإبتسامة وأخذ يعانقني و يقبل يدي و رأسي و بدأت أسأله عن صحته وحاله واوصيته بأن يدير باله على نفسه ، وحدثته عن كثرة اقتحام الجنود الصهاينة للمنزل بحثاًعنه وعن كثرة المضايقات التي نتعرض لها من قبل الجيش ، ومن ثم غادرت المنزل و اعادي الشاب من حيث اخذني ". وعن مدة لقائه بعماد طوال فترة مطاردته قال:" بلغت اللقاءات التي قابلته طوال فترة مطاردته إلى خمسة مرات ، وكان مدة كل لقاء تتفاوت بعدد الأشهر الفاصلة بينها وكان يقابله مرة لوحده و مرة أخرى بصحبة والدته ، وحين ألتقي به مرة يكون لوحده و مرة اخرى يكون مع عدد من المجاهدين الذين يعملون معه ". الوالد يتحدث عن أول عملياته ؟! وتحدث الوالد عن أول العمليات التي قام بها ولده ضد الموقع العسكري للجيش في معسكر جباليا .وقال:"كنت جالس في المنزل بعد صلاة الظهر وفجاة سمعت اطلاق نار كثيف وكأن المكان تحول إلى ساحة حرب وحين سمعت الرصاص شعرت بأن عماد له صلة بإطلاق النار فخرجت إلى الشارع لأطمئن عليه وبعد لحظات توقف اطلاق النار. و بدأت أسأل الشباب عن مصدر إطلاق النار فاخبرني احد الشباب القريبين من مكان الإشتباك ان شابين مسلحين تمركزوا على تلة محاذية لصحراء الفالوجا " المقبرة " وقاموا بإطلاق الرصاص على مركز الجيش وبعد ان انهوا اشتباكهم خرجوا من المقبرة مسرعين إلى الشارع العام وصعدوا في سيارة كانت تنتظرهم على الشارع العام وغادرت السيارة بأقصى سرعتها المكان . ومضى الوالد يقول :" وبعد ان انتهى الإشتباك تجمع الأطفال و الشباب من اهل الحي على الشارع العام و اخذوا يهتفون بإسم عماد عقل وقالوا انه الذي اشتبك مع الجيش داخل المركز . وماهي إلا دقائق حتى انتشر الجيش في المكان و انتشر الدوريات الراجلة وأخذوا يمشطون المنطقة بحثاً عن المجاهدين ". السياسة الإجرامية والإرهابية ؟! ووصف الوالد الصابر سياسة الجيش ومعاملته للأسرة حين كانوا يقتحمون المنزل بحثاً عن عماد بانها سياسة اجرامية و ارهابية . و قال : في بداية الأمر كان الجيش يطرق باب المنزل وأقوم وأفتح لهم الباب فيدخلوا ويقوموا بتفتيش المنزل بالكامل و يكسروا محتوياته و الملابس و الأغطية ، وفجأة أصبح الجيش يقتحم المنزل فجأة من فوق الجدران . وقال الوالد :"سألت الضابط الصهيوني لماذا تتسلقون الجدران دون ان تطرقوا الباب فرد علي قائلاً اننا ندخل المنزل فجأة عن طريق الجدران حتى لا يقتلنا عماد برصاصه اذا كان موجود في المنزل " . وبعد كثرة عملياته الجهادية الناجحة وقتله لعدد كبير من جنود الجيش أصبح اسم عماد عقل يرعب الجنود ومن شدة خوفهم و حقدهم على عماد ، أصبح الجيش يتعرض لأي شاب اسمه عماد وينهال الجنود عليه بالضرب . وذكر أبوعماد انه ذهب لأداء مناسك الحج منذ عامين وحين وصل للأراضي السعودية انهال عليه الحجاج من جميع الأقطار العربية و الدولية ليسلموا عليه وتارة يحضنونه و يقبلونه و تارة اخرى يحملونه على الأكتاف . رسالة إلى الشباب المسلم ؟؟ ووجه والد الشهيد القسامي عماد رسالة لأبناء الإسلام العظيم في فلسطين و جميع المجاهدين .وخاطبهم عبر رسالته قائلاً :" انصح كل شاب فلسطيني ، و كل مجاهد بأن يسير على درب عماد و يمضي في طريق الجهاد و الشهادة في سبيل الله ، و أقول له لا تلتفت خلفت من اجل مصلحة ووظيفة دنيوية ، وواصل طريقك حتى تصل إلى الجنة . وحتى تصل إلى الجنة لابد من الخوف و الرعب و وعيشة المطاردة قبل الإستشهاد . وأكد في رسالته أن الجنة تاتي بعد تضحيات و عذاب ، ولابد من عذاب الدنيا حتى نعيش في الجنة فأمضوا في الطريق التي سار بها عماد . إلى أمهات الشهداء ؟؟ وتوجه في حديثه مخاطباً أمهات الشهداء قائلاً:" أقول لكل أم استشهد ابنها لا تحزن عليه و لا تغضب ، بل يجب عليها ان تفرح لأن ابنها نال الشهادة ، وسيكون ان شاء الله شفيعاً لها عند الله سبحانه و تعالى . وولد الشهيد عماد عقل في مخيم جباليا 19/6/1971م و نشأ و ترعرع في اسرة فلسطينية مهجرة من موطنها الأصلي "قرية برير" وتعلم في مدارس الخيم التابعة لوكالة الغوث الدولية ، وله ثلاثة اخوة ويقع ترتيبه الثالث . اعتقل في 23/9/1988م في السجون الصهيونية بتهمة انتمائه لحركة المقاومة الإسلامية حماسومشاركته الفعالة في انتفاضة الشعب الفلسطيني و التي انطلقت عام 1987م. واستشهد القسامي عماد يوم الأربعاء 24/11/1993م في منزل الشهيدين القساميين نضال ومحمد فرحات ، وكان يومها قد حضر لتناول طعام الإفطار مع أبناء العائلة ، ويقع المنزل في منطقة الشجاعية و بالقرب من مسجد صلاح الدين .وبعد لحظات من دخوله المنزل شعرت بانتشار عدد كبير من القوات الخاصة و قوات الجيش التي تحاصر المكان ، فقال لمن حوله حان الآن موعد استشهادي فقفز شهيدنا البطل من فوق سطح المنزل صارخاً الله اكبر بعد ان صلى ركعتي الشهادة . موعد مع الجنان روت أم نضال فرحات " خنساء فلسطين " في حديث خاص مع موقع القسام اللحظات الأخيرة في حياة القائد القسامي عماد عقل، قائلة: "جاء عماد إلى المنزل قبل المغرب بساعة لكي يأخذ غرضا من الغرفة الخاصة به والمجاهدين على أن تأتي السيارة لتقله بعد ساعة، وجلس مع أبنائي كعادته، ودخلت سلمت عليه وسألته عن أحواله -فإذا بي أرى نورا يشع من وجهه لم أره من قبل- وعلمت حينها أنه صائم فأبينا عليه الخروج إلا بعد الإفطار عندنا فجلس وأخذوا يتبادلون الحديث". وأشارت هنا إلى أن أبناءها أخذوا يحدثونه عن الشهادة وكأنهم على علم بأنه سيلقى الله بعد لحظات، موضحة أن ابنها مؤمن قال لعماد في تلك اللحظات: والله يا عماد إنني رأيتك الليلة وقد استشهدت، فتأثر عماد بالكلمات وقام ووقف بزاوية الغرفة ودعا دعاءً طويلاً وبعدها أخذ ينظر في كل زاوية من زوايا الغرفة التي كان يجلس بها والمجاهدين ويتذكر الأسرى منهم والشهداء، وبعدها أتيت بالطعام وأفطر وأثناء ذلك وقبل استشهاد بلحظات قال له نضال: متى ستستشهد يا عماد وأحمل جسدك وهو مخردق بالرصاص؟". وتابعت أم نضال: "بعدما انتهى من تناول طعام الإفطار أراد مغادرة المنزل، فقلت له اشرب الشاي ومن ثم اخرج وكنت حينها أرتدي ملابس الصلاة وصليت المغرب وما أن سلمت من الصلاة حتى كان صوت المكان يبعث عن وجود شيء، فنظر نضال من النافذة ليجد الوحدات الخاصة وجيش كامل محاصراً المنزل من جميع الجهات، حيث أننا حاولنا أن نخرجه من الباب الخلفي فوجدناهم عنده وحاولنا أن نذهب به إلى الغرفة المختصة (الخندق) وإذا بالجنود بالقرب منها، وأخذنا نسعى إلى وسيلة لإنقاذ عماد، ماذا نفعل وأين نذهب بك يا عماد؟، وتشير هناك إلى أنه في تلك اللحظة لم أفكر في أحد من أبنائي سوى الحفاظ على حياة عماد رحمه الله وحينها أحسست الأرض وكأنها ضاقت علينا بما رحبت". أصعب اللحظات وبصوت تخنقه العبرات بعد تذكرها لتلك اللحظات قالت: "لقد كان الموقف صعب جداً، فبعد استنفاذ كل الوسائل جاء نضال وقال لعماد ليس لك إلا الشهادة، فاحتضنوا بعضهم وأوصى نضال بأن يبلغ الشباب بسداد الدين عنه، وصلى ركعتين في صالة البيت ودعا ومن ثم خرج إلى أعلى المنزل، فخرجت وبناتي خلفه وأخذنا نكبر ولكن دون جدوى، فودع أولادي ودعا دعاء ونظر إلينا وكبر ونزل عن سور المنزل وهو يكبر وكان هناك اثنين من العملاء فأطلق عليهم النار أصابتهم والجنود، وما أن رآه جنود الاحتلال حتى قاموا بإطلاق النار الكثيف باتجاهه وظننا حينها أنه استشهد ولكنه رغم ذلك زحف حتى شجرة الزيتون خلف المنزل فرآه مجموعة أخرى من جنود الاحتلال فأفرغوا كل ما في مخازنهم النارية الحاقدة في جسده حتى سقط شهيدا". ولفتت أم نضال إلى أن تلك المعركة استمرت خمس ساعات، وبعدها طلبوا منهم فتح باب المنزل، وتقول: "يومها تحديتهم وفتحت الباب وخرجت فأخذوا يقولون امرأة امرأة ارجع، وقالوا نريد رجل فخرج لهم نضال، وطلبوا منه خلع ملابسه الخارجية خوفا منه، وقالوا له احمل عماد وائتي به إلينا ومن ثم اعتقلوا أبنائي وأخرجونا نحن النساء من المنزل الذي دخلوه وعاثوا فيه فسادا ليقصفوا جزءاً منه، قاتلهم الله". وتؤكد أم نضال أن الشهيد عماد عقل كان يشكل هاجساً لبني صهيون، "حتى رئيس وزرائهم أعلن عن مليون دولار لمن يعرفهم بمكانه".
لعل قصيدة الشاعر كنعان عبد الله في الشهيد عماد عقل نستطيع أن نستنطقها من عنوانها فـ ( مراثي الكبار ) اسم متميز لرثاء مجاهد من نوعية عماد عقل مع أن قناعتي المتواضعة أن الرثاء الحقيقي يجب أن يكون علينا نحن الأحياء أما للشهداء " فلتنطلق أحلى زغاريد النساء " كما قال شاعر آخر ، الأبيات سلسة وعذبة تتناسب في صورها مع الحديث الموجه للشهيد ..حديث الشوق والألم على الفراق ووجع الرحيل الذي ما كان له أن يكون مثلما يقول الشاعر، خاصة أن عتابه يمتد ليعاتب حماس التي أغرته بالرحيل إلى الجنان :
لم تثنك البنادق الشدادْ
ما فت في العزيمة والتوقيع والطرادْ
ما نال منها البرد أو وعورة النجادْ
لكنني – في الحق – يا عمادْ
معاتب وغاضب...
حديث الشوق الألم على الفراق ووجع الرحيل الذي ما كان له أن يكون مثلما يقول الشاعر خاصة أن عتابه يمتد ليعاتب حماس التي أغرته بالرحيل إلى الجنان :
أهكذا حماس علمتك يا عمادْ؟
أهكذا تدير عنا وجهك النحيلْ؟
ترفعاً، كأننا والرجس من قبيلْ؟
وفيم يا عماد؟
وفيم لا تطيل ...مكوثك الجميل؟
وفيم يا صديقنا...عجلت بالرحيل؟
ولعل أجمل ما في القصيدة ذلك الختام الذي يقر فيه الشاعر برحيل من أحب ..بل إنه ينتصر للدم الذي انسكب على درب النبي محمد عليه السلام وصحبه الكرام ، إنه ينتقل من حالة الوجع والأنات إلى حث الشهيد على الرحيل ليلقى الأحبة!!! فلإن غادر ساحات الجهاد فإن الجماهير ستقوم على دربه ليأتي من بعده ألف شهيد ، ويوقدون من دمائه ألف شعله :