(!)..من أي الطائفتين أنت؟..(!) - (!)..من أي الطائفتين أنت؟..(!) - (!)..من أي الطائفتين أنت؟..(!) - (!)..من أي الطائفتين أنت؟..(!) - (!)..من أي الطائفتين أنت؟..(!)
(!)..من أي الطائفتين أنت؟..(!)
طائفتان لا ثالث لهما
إحداهما في الجنة
نسأل الله أن نكون وإياكم من أهلها وأن يجمعنا وإياكم بنبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن يجمعنا وإياكم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفقيًا.
والأخرى في النار
نعوذ بالله العلي العظيم منها ونسأله أن يباعد بيننا وبينها كما باعد بين المشرق والمغرب
آمين
يتساءل البعض حول مصير المسلمين وفيما إذا كان سيدخل جميع المسلمين، بمن فيهم المنافقون وتاركو الصلاة ومن يقومون بالشرك، الجنة، بعد قضاء مدة في جهنم والعياذ بالله!
الحمد لله
ينبغي أن نعلم جيدا الأصل العام في هذا الباب، باب دخول الجنة، والخلود في النار، وهو أمر مختصر ميسر، موضح في حديث مختصر، رواه مسلم في صحيحه (135) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ :
"أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟"
قال النووي رحمه الله :" َأَمَّا قَوْله ( مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ ) فَمَعْنَاهُ الْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلْجَنَّةِ , وَالْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلنَّارِ " انتهى.
فقد بين هذا الحديث أن الذي يوجب للعبد أن يدخل الجنة ، هو موته على التوحيد.
والذي يوجب له الخلود في النار : هو موته على الشرك.
وهو أصل قطعي ، معلوم من دين الإسلام بالضرورة ، وقد تواترت النصوص على تقريره وتأكيده . قال الله تعالى :
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" النساء/48 .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة ، وأحوال العصاة في جهنم ، أنه لا يخرج من النار إلا من مات على التوحيد، شهادة بلسانه، وكان في قلبه شيء من الإيمان :
" يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّة." رواه البخاري (6861) ومسلم (285) .
وبناء على ذلك يمكننا أن نعلم أحوال من ورد ذكره في تساؤل البعض:
1- فمن وقع في الشرك الأكبر، سواء كان مشركًا أصليًا، كاليهود والنصارى والبوذيين، وغيرهم من أصناف الكفار، أو كان مسلما ثم ارتد عن الإسلام بوقوعه في الشرك الأكبر، وهذا هو المسؤول عنه، فإنه لا ينفعه انتسابه للإسلام، ولا تسميه بأسماء المسلمين، ولا ما يقوم به من أعمال الخير وغيرها، إذا وقع في الشرك الأكبر، ومات عليه من غير توبة. قال الله تعالى :
"وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" الزمر/65-66 .
2-وتارك الصلاة بالكلية أي متعمدًا ومنكرًا لها، فلا يصليها لا في بيته ولا في مسجده ، ولا يشهد جمعة ولا جماعة ، هذا أيضا قد أبطل عمله، ووقع في الكفر بتركه للصلاة بالكلية. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ـ أي الصفة الفارقة بين المسلمين والكفار ـ : الصَّلَاةُ ؛ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ " رواه الترمذي (2545) والنسائي (459) وصححه الألباني.
3-وأما المنافقون ، فإن كان المراد بهم أهل النفاق الأكبر ، الذين يظهرون في الدنيا أنهم من المؤمنين ، في حين أنهم يسرون الكفر في قلوبهم ، ويخفونه عن الناس ؛ فهؤلاء شر حالا من الكفار والمشركين ، ولذلك فمصيرهم في أسفل دركات جهنم ، كما قال الله تعالى :
"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" النساء/145 .
4-وأما إن كان المراد بالمنافقين : من وقع في شيء من النفاق العملي، كالكذب في شيء من حديثه، أو خيانة الأمانة، أو الغدر في الوعد، أو وقع في شيء من الشرك الأصغر، كيسير الرياء، أو الحلف بغير الله، أو وقع في شيء من المعاصي الكبيرة، أو الصغيرة، فهذا لا يكفر بمجرد ذلك، ولا يخرج به من الإسلام، ولا يخلد به في جهنم، إذا مات على التوحيد، بل أمره إلى الله، إما يعذبه بذنبه، ثم يدخله الجنة بما معه من التوحيد، وإما أن يتفضل عليه ابتداء، فيدخله الجنة، ويعفو له عن ذنبه الذي وقع فيه - والله عفوٌ يحب العفو. روى البخاري (6933) ومسلم (1655) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"... ذَاكَ جِبْرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ، فَقَالَ : بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ !! فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ."
الله يبارك فيك أخي الكريم ويجزيك الخير على هذه الموعظة الحسنة
ونسأله سبحانه وتعالى الجنة وما قرب اليها من قول أو عمل ونعوذ به من النار وما قرب اليها من قول أو عمل