عن العشق ونبذ العنصرية - عن العشق ونبذ العنصرية - عن العشق ونبذ العنصرية - عن العشق ونبذ العنصرية - عن العشق ونبذ العنصرية
غبارٌ قادمٌ من الجهة الشرقية، واكادُ اجزمُ أني اسمع صهيلَ خيولٍ من نفس الجهة. لقد أبطلت كل مفاهيم الحياة، والله لقد غَيَّرَت كل القواعد الإجتماعية والإنسانية.
عشت طوال حياتي معتقداً ان لي أُماً واحدة، ولكنها أثبتت لي أنها أُميَ الأولى، وكأن الأنسان يولدُ مرتين، أو يولدُ حتى الاف السنين قبل ولادته الطبيعية.
نعم، هي معشوقتي الاولى، هي أولُ ما رأت عيني، اللتي خلقت منها، هي أولُ من قبّلت قبل بلوغي سنَ الرشد. نعم، أقولها ولن أُخفِيَ مشاعري، لقد ولدتُ ولي ثلاث إخوات ولكني كل ما عددتهنَ وجدتهنَ اربع، هي البكر بينهن، ولدت بزمن طويلٍ قبل ولادتهن.
لا استطيع التعبير عن احساسي، عن حبي، عن عشقي لها. هي أول شيء في حياتي؛ أول أم، اول عشيقة، اول قبلة وأول اخت.
قولوا ما تريدون عني، اعشقها كما تعشق أذن المؤمن صوت الأذان، احبها كما تحب الطفلة دميتها، او كما تحب الطفلة أباها بل اكثر.
رجعت انظر الى الجهة الشرقية، أهي خيول عمر ابن الخطاب، ام خيول صلاح الدين، لم اعد افهم شيئاً. كان كل همي ان أرى من يحرر معشوقتي وحبيبتي وامي، هل هم قادمون حتماً أم هي ثورات من صناعة غربية.
هل سيحررونها من اجلي ام من اجل الملايين، نعم إنها معشوقتهم كلهم، والله لن اغير ولكني ازداد حبا لها.
لم اعد احتمل كل الأصوات القادمة من الجهة الاخرى، هم يشتمونها، يسبون مقدساتها، يعلقون أخطاءهم على شماعتها وكأن حبنا لها صار جريمة، أو كأن الزمان لن يغفر لمن ولد من رحمها أو عشقها. عشقها صار طامةً كبرى على عاشقها. لا أتخيل مسلماً او مسيحياً، عربياً او أعجمياً، شرقياً او غربياً يشتمها، على الجميع ان يقف في حضرتها، يقبل قدميها ويعلن الولاء الاول والأخير لها، ليس لشيء بل لأنها فلسطين.