"سليم حمدان" على عهدك ماضون ..(مقالي في جريدة الوحدات الرياضي في ذكرى تأبين الراحل حمدان)
"سليم حمدان" على عهدك ماضون ..(مقالي في جريدة الوحدات الرياضي في ذكرى تأبين الراحل حمدان) - "سليم حمدان" على عهدك ماضون ..(مقالي في جريدة الوحدات الرياضي في ذكرى تأبين الراحل حمدان) - "سليم حمدان" على عهدك ماضون ..(مقالي في جريدة الوحدات الرياضي في ذكرى تأبين الراحل حمدان) - "سليم حمدان" على عهدك ماضون ..(مقالي في جريدة الوحدات الرياضي في ذكرى تأبين الراحل حمدان) - "سليم حمدان" على عهدك ماضون ..(مقالي في جريدة الوحدات الرياضي في ذكرى تأبين الراحل حمدان)
"سليم حمدان"
على عهدك ماضون
زكريا العوضي
يصادف يوم غدٍ الخامس من كانون أول ديسمبر مرور أربعين يوماً على رحيل "الأب الروحي" لجماهير ونادي الوحدات.. ذلك الرجل الذي لم تمنعه ظروف المرض والإعاقة وهو صغير من أن يكمل مشوار التحدي ليمضي من أزقة دير غسانة التي شهدت مولد رجلٍ ازدانات صفحات التاريخ بأعماله قبل أقواله، وهو يمضي بكل خطى ثابته من أجل قضية واحدة هي "نادي الوحدات".
سليم حمدان ابن مخيم بلاطقة "أبو السلم" ذلك الستيني الذي تحمل مرارة الألم ومعاناة الكرسي المتحرك، في زهرة شبابه، لم يجعل لليأس مكانً في قلبه، بل تحامل على ظروف الحياة وأثبت أن المواقف ما هي إلا أيامٌ تمر وتحمل في طياتها لحظات وهفوات قد تؤلمنا أو تسعدنا أو تجعلنا نتذكر ماضينا ساخرين، رغم أنه يرتبط بحاضرنا وعندما نرتكب الأخطاء نسرع في الحكم لنقول: "أن كل جهدنا بات هباءً منثورا ونبدأ بالتساؤل أهو القدر؛ أم أن الحياة مصدر للخطر"؟.
اللحظة الصادقة التي عشناها سوياً يا معلمي الفاضل كانت كتلك التي نعيشها في حالات الحب والأمل حيث تجعلنا نُلثم كل أزهار الدنيا، دون أن نظهر شيئا تلك اللحظة التي انتظرتها أنا وأنت طويلا أن نراها في بتلات زهرةٍ من زهور الوادي البعيد...
غابت عني في موتك غابت تلك اللحظة، وأضحيت في هذه الدنيا وحيد ربما لن أكون بعد اليوم سعيد وربما قد أجد ما هو لي مفيد، من أين البداية؟ وكيف سأتطرق إلى النهاية؟ يا سادتي القراء.. الحقيقة إنني لا أملك، الكثير والشيء الخطير إنني في حب "سليم حمدان" سأبقى أسير...
معلمي الفاضي لم اكن ادري، و لم اكن أعرف؛ كيف يكون العشق في قلب المقاتل المحب لقائده؟ لم اكن امتلك وصفا لقلبك المناضل إن تملكه الحب؛ ماسيكون حجمه ذلك الحب؟ وماسيكون شكله ذلك القلب؟ لكنني كنت احسدك لو دخلت في قلبي، لو أزحت ستائره التي لن ترى من خلالها الا شكل الحرية المضرج بالدماء، حينما كنت تحدثني عنها في كل مساء .. تنبأت مرة ان انني عندما اقع فريسة لذلك العلم المنير، والأرشيف الكبير في قلبك كما يقولون فإنني سأعشقه لأنه يشبه وطني .!
في مساء ذاك اليوم آمنت أنك يا معلمي الذي احبه قد فارقت الحياة وأنت تشبه وطني؛ ففي ذاك المساء رايت في صفاء عينيك الحياة والنضال من أجل القضية..سأقول بصراحة انني احسستُ بالغيرة وقتها ..
صدقوني لو اخبرتكم .. انني تعقبت بروحي التي اُمطرت بالامطار الإلهية معلمي سليم حمدان وهو يمسك قلمه وورقاته على طريق " نابلس – دير شرف مخيم بلاطة–" ممسكا بغضب قلمه ( فيكرسه ) وعينيه تقبضان كالصقر على وجوه الحاضرين
ليؤكد لهم ان حب الأرض والوطن زاد من تمسكه بهم، تمنيت لو عانقت لحظتها معلمي سليم الذي شاركني فرحتي لحظة وصولنا من عمان الى أريحا .. اذكر نهر الاردن الذي عبرناه، وثلة من الأعداء يحدقون بنا في ذلك الحين، لينظر معلمي ويبتسم ويقول لي انظر من حولك هؤولاء هم أعداء الله والوطن.
معلمي سليم حمدان
حينما كان الضباب يتلاشى عن وجهك
والصخور ترتسم وهي عارية على حافة الماء مع امتداد الشريط باصفرار عريض
لكنه كان صفاء مشوب بالجنون غير قادر على إغماض جفن الليل
والأقدام العمياء تقتفي أثر العمر المرتجف والأهداب المرتعشة تملأ واحة الأسى
تتعثر في الدروب على الأبواب ..تنهض الإغفاءة
تبحث عن ركن في الحنين تلوح لطريق خال إلا من طيف وجع النايات
ينال الأفق لذة العوز ..وتلامس النور بروحك الطاهرة
تصطدم بالذكرى والصمت حينها يسخر من الغروب
يأتي الفقدان بسهولة ويذهب بخسارة تفتح الأبواب الضائعة
لنتذكر أن الوعد يصنع دمية الانتظار..