أحياء في قبور العدو! ... حلمي الأسمر . - أحياء في قبور العدو! ... حلمي الأسمر . - أحياء في قبور العدو! ... حلمي الأسمر . - أحياء في قبور العدو! ... حلمي الأسمر . - أحياء في قبور العدو! ... حلمي الأسمر .
أحياء في قبور العدو! ... حلمي الأسمر .
ننساهم، لنعترف، ونحن نلهث وراء رغيف الخبز،أو أمنية، أووظيفة، أوهدف ما، لأننا طلقاء (إلى حد ما) أما هم، فيعيشون أحياء في قبور مُظلمة!.
من النادر جدا أن تجد عائلة فلسطينية لم «توفد» مندوبا عنها (أوأكثر) كي ينضم إلى قائمة الأسرى في سجون العدوالصهيوني، خلال سنوات الاحتلال لأرض فلسطين، وبذلك دخلت معاناة الأسر الى جميع بيوت فلسطين، ورغم أن الأسْر بحد ذاته كارثة إنسانية، إلا أن هنالك مجموعه من الأسرى الفلسطينيين لهم معاناتهم الخاصة ومأساتهم المستمرة، يصفهم الاحتلال بالأسرى الأكثر خطراً ويتعامل معهم لا كغيرهم من الأسرى، وللاحتلال قانونه الخاص بذلك فهويحرمهم ويمنعهم ويعاقبهم، فسياسة العزل الانفرادي هي السياسة القذرة التي تمخضت عن عقل المحتل الذي لا يعرف معنى الإنسانية، أملا في كسر إرادة وعزيمة رجال لم يستطع السجان كسرها بمجرد وضعهم بالأسر.
يعيش سجين العزل معزولاً عن العالم الخارجي لا يستطيع الاتصال مع أي إنسانٍ كان سوى السجان،وهنالك العزل الانفرادي (شخص واحد في الزنزانة) أوالعزل المزدوج ( شخصان في الزنزانة)، ووفق إحصاء صادر عن الحركة الأسيرة داخل السجون الصهيونية هناك 29 أسيرا وأسيرة يقبعون في زنازين العزل الانفرادي، وأقدمهم الأسير حسن سلامة المعزول منذ 2003 في سجن ‹اوهليكدار›، فيما تقبع أسيرتان في العزل الانفرادي وهما: مريم طرابين من أريحا، وعبير عودة من طولكرم.
الأسير حسن عبد الرحمن سلامة قضى حتى الآن 8 سنوات في زنازين العزل الانفرادي (تصوروا!) متنقلا من زنزانة إلى أخرى معزولا عن محيطه الداخلي في السجون، ومعزولا عن محيطه الخارجي، محروما من كل شيء، حكم على الأسير حسن سلامة بالسجن 48 مؤبدا و20 عاما، وهي أطول مدة حكم في صفوف الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 7000 أسير وأسيرة فلسطينية. وفي عزله الانفرادي يعيش الأسير حسن سلامة في زنزانة ضيقة وصغيرة، تفتقد لأدنى المقومات الإنسانية والصحية، نافذة «شباك» صغير لا تدخله الشمس ولا الهواء. غرفة «زنزانة» مشبعة بالرطوبة وتنتشر فيها الحشرات والصراصير، ومساحتها ضيقة جدا، ولا يسمح له بالخروج إلى ساحة الفورة سوى ساعة واحدة في اليوم، ليقضي 23 ساعة داخل هذه الزنزانة. يخرج الأسير سلامة إلى ساحة الفورة مقيد اليدين والقدمين، وهذه الأغلال ترافقه إذا ما خرج للعيادة أولمقابلة المحامي، إضافة إلى ما يتعرض له من استفزازات ومعاملة قاسية ومهينة على يد السجانين، وقد خاض العديد من الإضرابات احتجاجاً على عزله ومعاملته القاسية.
وما زاد عذابه وألمه أن الأسير حسن سلامة حرم من زيارة ذويه منذ اعتقاله، ولم تستطع والدته العجوز من رؤيته، وفشلت كل جهودها عبر الصليب الأحمر والمحامين من التمكن من زيارته، وهي لا تتمنى سوى أن ترى ابنها حسن قبل رحيلها بعد أن أصبحت طاعنة بالسن ومريضة!
تحية لهؤلاء الأحياء الطلقاء في مقابر العدو، من سجناء طلقاء في بيوت وأوطان غدت مقابر مفتوحة!
hilmias@gmail.comهذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته