الشاهدة والشهيدة . سلطان العجلوني - الشاهدة والشهيدة . سلطان العجلوني - الشاهدة والشهيدة . سلطان العجلوني - الشاهدة والشهيدة . سلطان العجلوني - الشاهدة والشهيدة . سلطان العجلوني
الشاهدة والشهيدة .
.سلطان العجلوني
- أكبر هاجس راودني خلال فترة اعتقالي هو فقدان أحد الوالدين...
هذا الهاجس... الرعب، يخيف الأسرى في معتقلات الاحتلال أكثر من القضبان والعزل الإنفرادي والجوع والبرد..
الفقدان بحد ذاته مؤلم ومرير، فكيف إذا باغتك وأنت في حال لا تتمكن فيها حتى من إلقاء نظرة الوداع أو المشاركة في صلاة الجنازة أو إهالة التراب على من تحب؟؟
قبل أيام انتقلت إلى جوار ربها والدة الأسيرين موسى وعايد دودين.. تنقلت الحاجة صفية بين المعتقلات والسجون أكثر من عشرين عاماً؛ مرة لتزور ابنها الأصغر موسى المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره القيادي في العمل المسلح ضد الاحتلال، ومرة لتزور أخاه الأكبر عايد أقدم أسير إداري في سجون العدو والمطلوب لأجهزة الأمن الفلسطينية حتى قبل أن يتحرر!!
عندما بلغها خبر استشهاد ابنها داخل المعتقل كبرت واحتسبت وزغردت، وعندما تبين أنه معزول عن العالم أضربت عن الطعام والشراب والنوم إلى أن خرج من العزل..
هذا الإضراب الذي خاضته الحاجة صفية هو ذات الإضراب الذي أدى إلى استشهاد الحاجة عائشة الزبن والدة الشهيد بشار والأسير عمار الزبن والمحكوم بالسجن المؤبد سبعة وعشرين مرة متتالية!! فهي التي تضامنت مع اضراب ابنها وبقية الأسرى إلى أن لقيت الله شهيدة في خيمة التضامن بنابلس جراء الجوع والمرض والخوف على فلذة الكبد..
أما زوجها الحاج عبد الرحمن فلم يعد يحتمل ضربات الفراق المتتالية وتاق إلى لقاء الأحبة، فلقي ربه منذ فترة وجيزة ليبقى عمار يكتب الرثاء تلو الرثاء من خلف القضبان، دون أن يستطيع حتى الوقوف على القبور ومناجاة أصحابها.
ولم يكن حظ عميد الأسرى نائل البرغوثي الذي يمضي الآن عامه الثالث والثلاثين بشكل متواصل أحسن من زملائه، ففقد والديه على التوالي، بعد صبرهم عقودا طويلة دون أن يتمكنوا حتى من أداء فريضة الحج، لأن كرمنا الحاتمي وحسن جيرتنا لأعدائنا أملت علينا منعهم من المرور -فقط المرور- لأداء الفريضة!!
لا أعرف أحد من قدامى الأسرى، لم يبتل بفراق أحد الوالدين أو كليهما، ولا أعرف مصدر القوة النفسية التي تبقيهم بين العقلاء رغم عظم البلاء، ولكني أعرف أننا جميعاً -حاكمين ومحكومين- سنقف أمام أولئك الصابرين في يوم نراه بعيداً ويرونه قريباً، فيسألوننا ماذا قدمنا؟ وبماذا تحججنا؟
فأعدوا الجواب يا أولي الألباب..
- أكبر هاجس راودني خلال فترة اعتقالي هو فقدان أحد الوالدين...
هذا الهاجس... الرعب، يخيف الأسرى في معتقلات الاحتلال أكثر من القضبان والعزل الإنفرادي والجوع والبرد..
الفقدان بحد ذاته مؤلم ومرير، فكيف إذا باغتك وأنت في حال لا تتمكن فيها حتى من إلقاء نظرة الوداع أو المشاركة في صلاة الجنازة أو إهالة التراب على من تحب؟؟
قبل أيام انتقلت إلى جوار ربها والدة الأسيرين موسى وعايد دودين.. تنقلت الحاجة صفية بين المعتقلات والسجون أكثر من عشرين عاماً؛ مرة لتزور ابنها الأصغر موسى المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره القيادي في العمل المسلح ضد الاحتلال، ومرة لتزور أخاه الأكبر عايد أقدم أسير إداري في سجون العدو والمطلوب لأجهزة الأمن الفلسطينية حتى قبل أن يتحرر!!
عندما بلغها خبر استشهاد ابنها داخل المعتقل كبرت واحتسبت وزغردت، وعندما تبين أنه معزول عن العالم أضربت عن الطعام والشراب والنوم إلى أن خرج من العزل..
هذا الإضراب الذي خاضته الحاجة صفية هو ذات الإضراب الذي أدى إلى استشهاد الحاجة عائشة الزبن والدة الشهيد بشار والأسير عمار الزبن والمحكوم بالسجن المؤبد سبعة وعشرين مرة متتالية!! فهي التي تضامنت مع اضراب ابنها وبقية الأسرى إلى أن لقيت الله شهيدة في خيمة التضامن بنابلس جراء الجوع والمرض والخوف على فلذة الكبد..
أما زوجها الحاج عبد الرحمن فلم يعد يحتمل ضربات الفراق المتتالية وتاق إلى لقاء الأحبة، فلقي ربه منذ فترة وجيزة ليبقى عمار يكتب الرثاء تلو الرثاء من خلف القضبان، دون أن يستطيع حتى الوقوف على القبور ومناجاة أصحابها.
ولم يكن حظ عميد الأسرى نائل البرغوثي الذي يمضي الآن عامه الثالث والثلاثين بشكل متواصل أحسن من زملائه، ففقد والديه على التوالي، بعد صبرهم عقودا طويلة دون أن يتمكنوا حتى من أداء فريضة الحج، لأن كرمنا الحاتمي وحسن جيرتنا لأعدائنا أملت علينا منعهم من المرور -فقط المرور- لأداء الفريضة!!
لا أعرف أحد من قدامى الأسرى، لم يبتل بفراق أحد الوالدين أو كليهما، ولا أعرف مصدر القوة النفسية التي تبقيهم بين العقلاء رغم عظم البلاء، ولكني أعرف أننا جميعاً -حاكمين ومحكومين- سنقف أمام أولئك الصابرين في يوم نراه بعيداً ويرونه قريباً، فيسألوننا ماذا قدمنا؟ وبماذا تحججنا؟
فأعدوا الجواب يا أولي الألباب..