أم مصطفى - أم مصطفى - أم مصطفى - أم مصطفى - أم مصطفى
غاب نهار آخر
و ليلة أخرى تغيب
لا فرق بين ليل ونهار
فكلاهما عندها سواء
أسدلت بينها و بين الحياة
ستارة أخرى سوداء
تاهت في الهم عن نفسها
و غابت عن نفسها ألف أرض و سماء
وضاقت بها الأرض و أقفرت
و غزت ربيع قلبها البيداء
ترتعد النجوم لعمق صرختها
تنادي إبنها... أعز من أنجبت النساء
تسعة من الشهور حتى سمعت بكاءه أول مرة
و تسعة أخرى منها ليضحك من جديد
كبد لحظة ولدته غادر جسمها
و أودعت فيه بقية قلبها و الحياة
كبر و هي تراقبه في كل عثرة
و شب و هي تسوي الأرض تحت خطاه
و لم يكمل بعد.... فترجل
أواه يا مصطفى أين أنت مني
و أواه يا بني هل من لمسة أخرى
لم غادرت يا بني حضني
و أحرقت في كل شريان دماه
أوجعني رحيلك و عقد اللسان
و في شهر طعنت في السن أعوام
قد جاء الموكل ينفذ فيك أمره
فعلقت روحي أنا بين أرضه و سماه
رحمك الله يا مصطفى
و ألهم أمك و أبيك و أهلك جميعاً الصبر و السلوان
جعل الله في مرضك غسلاً لذنوبك كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
رحل مصطفى وأخذ معه ابتسامة قرة عينه والدته أيان كانت تسبل الأرض
تحت خطاه،،
رحل ورحلت معه شهوره التسعة الأولى والثانية
رحل وباتت بعده الأيام حزينة ثكلى
هاجر وكأنه تماما كطيور "أبو سعد"، سعدنا بها ، لكنها لم تقض شيئا في منازلها
سقط مصطفى - رحمه الله - كغصن زيتون بعد أن تم قطفه
يا أم الصبر يا أم مصطفى من سيغطيك الآن حينما تغفين؟!
من سيقبل جبينك الوردي بعد اليوم؟!!
ومن سيشتم عبق رائحة ثوبك الغامق هذا المساء؟!!
يا أم الصبر يا أمي
أعانك الله على ما أصابك
أعانك الله
رحم الله فلذة كبدك "مصطفى " وأدخله فسيح جنانه
آمين