الزواج في فلسطين :الهدايا "من دجاج وبيض" الى "عطور وماكياج"..والمكان "من تحت الدوالي"
الزواج في فلسطين :الهدايا "من دجاج وبيض" الى "عطور وماكياج"..والمكان "من تحت الدوالي" - الزواج في فلسطين :الهدايا "من دجاج وبيض" الى "عطور وماكياج"..والمكان "من تحت الدوالي" - الزواج في فلسطين :الهدايا "من دجاج وبيض" الى "عطور وماكياج"..والمكان "من تحت الدوالي" - الزواج في فلسطين :الهدايا "من دجاج وبيض" الى "عطور وماكياج"..والمكان "من تحت الدوالي" - الزواج في فلسطين :الهدايا "من دجاج وبيض" الى "عطور وماكياج"..والمكان "من تحت الدوالي"
رام الله - خاص دنيا الوطن-عطاء الكيلاني
تحدثت لنا الحاجة أم محمد الفقيه البالغة من العمر 80 عاما بروح الحكواتي الذي يشدنا لما نقول بطريقة طفولية رواية اختفى قرائها في زمن اللفينات نتيجة تطور الحياة وعدم بقائها على الحياة العصرية التي عاشوها.
أم محمد تدلي على عقولنا حكايات عاصرتها تتعلق بالزواج وطقوسه مرت بها في فترة الخمسينيات من القرن الماضي موضحة الفروقات بين الزمنين الماضي والحاضر .
تتحدث الفقيه عن الزواج المبكر الذي كان موضة في عصرهم حيث كانت الفتاة عندما "تبلغ" يزوجها أهلها لأي شخص يتقدم لها بغض النظر عن عمره.
وأضافت رغم الحياة البسيطة التي كانت بدائية جدا بدخلها البسيط إلا انه الشب أو "الفتى " كان قادر إن يتزوج على العكس من شباب اليوم رغم التطور وتوفر الظروف المعيشية المناسبة إلا أنهم لن يستطيعوا الزواج بسبب غلاء الحياة الذي هم فيه .
وأشارت الحجة إن الخطبة كانت في تلك الفترة لا تتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين على الأقل حيث كان العريس لا يعرف عروسته إلا بليلة العرس لأنه رؤيتها قبل ذلك (حرام وعيب ) حسب العادات التي كانت سائدة عدا عن سكنهم مع عائلة العريس في نفس البيت.
وأوضحت إن العروس ثاني يوم من عرسها تجتمع مع أهلها وحتى البعض منهن ينزلن على الحقل مع أزواجهن لاقتناء لقمة العيش على العكس من فتاة اليوم فالفتاة تبقى عروسا ومدلعه نفسها حتى تنجب الطفل الأول مشيرة أن المهور اليوم ارتفعت جدا جدا بسبب التنافس بين العائلات على من يحصل على مهر لابنته أعلى وكأنهم يعرضون بناتهم للبيع على العكس من الماضي كان المهر لا يتجاوز 100 دينار .
وقالت في هذه الأيام الرجل يتزوج عن طريق البنك والقروض والديون ليعيش بمتاهة لا يستطيع إن يخرج منها عدا عن رفض الفتاة اليوم إن تسكن مع أهله بحجة "أنا وأمك ما بنسكن في نفس البيت، ما بوخد حريتي " .
وذكرت إن الخطبة حاليا قد تدوم سنه أو أكثر وحتى يمكن الانفصال بين المخطوبين على العكس من الزمن الماضي لم تتمكن الفتاة تتجرأ وتطلب الطلاق لما تتعرض له من عنف من أهلها .
ودعت الحاجة وكلي رغبة بان أكمل معها بقية الحديث فهي أخذتني برحلة من الحياة الصاخبة إلى الحياة الهادئة لكنها أعادتني لتلك الحياة العصرية التي أصبح الناس فيها ينهشون بعضهم بعضا لامبالين، ففي هذه الأيام لم يعد يبالي الأب إلا بالمفاخرة بمهر ابنته الذي تفوق على بقية المهور وكأنها أصبحت سلعة لا يقبلون بيعها إلا بأغلى الأثمان.
وهذا ما أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة لدى البنات والشباب أيضا فغلاء المعيشة والمهور العالية لم تتيح للشباب إلا أن يكون الزواج بالنسبة إليه حلما يصعب الحصول عليه، وإذا حصل عليه فإما بسن متأخر أو عن الطريق القروض والدين .
ومن جهة أخرى تحدث لنا الحاج أبو محمود عن عائدات ما زالت تمارس حتى اليوم في القرى حيث كان يحضر للعرس بطريقة ممتعة جدا مشيرا انه كان يحضر غداء كبير مكون من (مناسف ) يحضره جميع الأقارب والجيران عدا عن أقامة السهرات وسبع الليالي الملاح وإحيائها بالغنى الشعبي "على دلعونا ،ويا ظريف الطول ".
وأشار إن اليوم اختلفت جميع هذه الطقوس فاليوم ليس الجميع يحتفل بالعرس بالطريقة السابقة المذكورة وخاصة أهل المدن لغياب العلاقات الاجتماعية واختلاف العادات والتقاليد عن أهل القرى الذي يقصر بعضهم في واجبهم اتجاه تحضيراتهم للعرس بسبب الدخل المحدود .
وأضاف إن اليوم في بعض القرى أصبح الغداء يتم لوحده بيوم منفرد دون العرس ولم يعد يقتصر على المناسف فالأمر يعود للعادات المتبعة في تلك القرية منوها إن الغداء والسهرة بنفس اليوم والعرس باليوم الذي يليه.
وواضح إن العرس في الماضي كان يقام تحت شجرة "الدوالي " أو على سطح البيت على العكس من اليوم فالخطبة بقاعه والعرس بقاعه عدا عن حفلة الوداع التي تضاف ع القائمة منوها أنها كل تكلف العريس مصاريف باهظة .
وأضاف إن المباركة كانت قديما تتم بالديوان العائلة حيث يحضروا الضيوف معهم (الدجاج الحي وبعض الطيور وحبات من البيض وغيرها من الهدايا البسيطة ولكن اليوم المباركة هي حفلة تقام في بيت العروس لتهنئتها بالعرس ويتم فيه إحضار الهدايا إلى العروس كالعطور والماكياج وبعض الملابس والأدوات المنزلية وحتى قطع من الأثاث، وتظهر العروس في أحلى طله لها .