لم يعد هناك فدائيون يصعدون الجبل ،لقد غدو عداؤو ماراثونات رياضية وفيستيفيلات شعبية وحماة الديار لأبناء العمومة والماسونية. ومع ذلك ستبقى دلال الفداء ومريم العذراء وعندليب الاستشهادية....
فان نزل هؤلاء عن جبل الفداء سيبقون الصعداء ولن تموت الفدائية
ولن يمح هؤلاء...اشباه الرجال...فلسطين القضية
القسام : ستبقى خنساء فلسطين مثالاً خالداً في ذاكرة الأمة الإسلامية
القسام
أكدت كتائب الشهيد عزالدين القسام، أنّ رحيل الخنساء "مريم فرحات" أم نضال يمثل "خسارة كبيرة" لامرأة من أعظم النماذج النسوية في التاريخ الفلسطيني.
وفي كلمة مقتضبة لكتائب القسام القاها القائد أبو مصعب خلال حفل تأبيني نظمته حركة المقاومة الإسلامية حماس بمنطقة الشجاعية "إنّ أم نضال قدمت مسيرة جهاد طويلة من خلال تربيتها لأبنائها على الجهاد والمقاومة، ودعم المقاومين ومناصرتهم، من خلال إيوائها لقادة المقاومة من الطاردة والملاحقة، ومن خلال بيتها الذي كان دوماً محضناً للمجاهدين"
وأضاف: "ستبقى أم نضال مثالاً خالداً في ذاكرة الأمة الإسلامية وتاريخها"، وشاركت مجموعات من الكتائب بعرض عسكري صامت تقديرًا لروح أم نضال وأبنائها الشهداء.
أم الجهاد والأسرى
ومن جهته ووصف الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، في كلمته خلال الحفل، أم نضال، بأنها أم الجهاد والأسرى وأم البرلمانيات، لافتاً إلى أنها آوت قادة المقاومة وقدّمت الجهاد على كل شيء.
وقال بحر: إنّ "كل صفة من صفات أم نضال، تحتاج لمحاضرات وكتب لنتحدث عنها، فلا توجد كلمات توفي حقها مهما تكلمنا كانت معطاءة وتطلب دائمًا الجهاد والاستشهاد وتؤكد أنّ العطاء لا يكون إلا بالنفس والمال".
ولفت إلى أنّها كانت تريد أن تضحي بنفسها لتقول لنساء العالم أن فلسطين تحتاج إلى أكثر من ذلك، وأن "الصهاينة" الذين يدنسون بيت المقدس ويعتقلون أسرانا ويقومون بالاستيطان بالقدس والضفة، يحتاجون لمن يلجمهم عن ذلك.
و أكدّ المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد في كلمته عبر الهاتف، أنّ نموذج أم نضال كان فاتحة خير في مسيرة الجهاد الفلسطيني، لافتاً إلى أنّها ضربت أروع الأمثلة على مستوى العالم الإسلامي كله، "وسجلت في سجل الخالدين إلى يوم الدين بما عملته من نصرة للدين وإنجاز في تاريخ الأمة".
بدوره، توعد الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الاحتلال بمعاملة الأسرى الإسرائيليين الذين "سيُأسرون" بنفس المعاملة التي يُعامل بها الأسرى بسجون الاحتلال.
وقال الزهار خلال حفل التأبين، إنّ حركته لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الانتهاكات المتكررة بحق الأسرى المفرج عنهم في إطار صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
وأضاف "استمعتُ شخصيًا من الأسير المحرر أيمن الشراونة إلى الأساليب التي ينتهجها الاحتلال بحق أسرانا، وإنني أخبركم بأننا سنستخدم ذات الأساليب بحق أسراكم الذين سيسقطون بأيدينا"
وعاهد الزهار الأسرى في السجون بعدم تركهم يعانون أمام صلف إدارة مصلحة السجون، "وسنعمل على تحريرهم ولن نتخلى عنهم".
"السبيل"
كنت في زيارةٍ لبيتها "مصنع الرجولة"، قبل شهرين ونيّف برفقة أخوين كريمين.
استمعت إليها لأول مرة تروي قصص الشهادة والشهداء باعتزاز وافتخار دون "ولولة" أو لوعة.
حدثتنا عن فرحتها وفرحة الشهيد ابنها "نضال" ابن كتائب القسام، والذي قالت عنه: "أذكر الأيام الأولى لمّا جاءني وبشّرني بأنّه استطاع أن يصنع صاروخاً بمدى 2 كم، ثمّ أتبعها ببشارةٍ أخرى بأنّه استطاع أن يصنع طائرة تحمل صاروخ بوزن 20 كغم متفجرات، يوجهها من الأرض بالريموت".
وفي أحد الأيام جهّز جسم الطائرة بمّا تيسر له من "مواد أولية" بعد أن اختبر قوتها، ثمّ بحث عن محرك لها، وبعد وقت أخبرني: "اليوم عثرت على محرك بسعرٍ معقول".
ذهب ومجموعة من إخوانه لتركيب المحرك على الجسم الذي صنعه، وبينما كان يتصل مع بائع المحرك على الهاتف خطوة بخطوة، حتى إذا تأكد أنّ المحرك بيد نضال انفجر به فاستشهد، رحمه الله."
قلت: "لكن إخوانه أكملوا المشوار بعده، وها هو صاروخهم يقترب من 80 كم، والحمد لله رب العالمين".
العظماء و"أم نضال" منهم لا يعرف الكثيرون عن أخبارهم إلاّ القليل، إلاّ بعد مماتهم وهكذا يتحدث الأقربون إليها عن عشرات القصص الخالدة التي صنعتها.
غادرت "خنساء فلسطين" لكنّها حملت في قلوب الطاهرين المجاهدين. هنيئاً لها فستلحق بركب المجاهد، ولها عند الله ثلاثة فرسان قدّمتهم لمثل تلك الساعة.
رحم الله خنساء العصر وأخواتها ومكّن لخطها المبارك في الأرض.
"السبيل"
منذ استشهاد ثالث أبنائها حصلتُ على رقمها وأردت أن اتصل لأهنئها أو أعزيها، وظللت أؤجل ماذا أقول لها: عظم الله أجرك؟ ولكن أجرها عند الله عظيم، -رحمه الله-. لقد رحمه الله رحمة واسعة فاصطفاه شهيدا، صبرك الله؟ ولكنها صبرت صبر أيوب عليه السلام، ففقد ولد واحد كفيل أن يورث القلب حسرة لا تزول فكيف وقد كانوا ثلاثة؟ خفت أن أتصل فأسكت وأتلعثم وأبدو كالبلهاء فآثرت أن أحبها عن بعد...
ولكنها حلت ديارنا مريضة متعبة قد أنهكتها السنون والمنون، ولكن على وجهها ذات التصميم وفي منطقها ذات الإصرار، وحتى لو لم يطاوع الجسد القلب فإنه لن ينفك يحمل الراية حتى تدخل معها الى مثواها الأخير شهيدة على الأمة بأكملها.
في حضرة أم نضال ستدهشك أعضاؤك بأنها تريد أن تتأدب وتعتدل، وفمك برغبته الشديدة في الصمت فأنت في مجلس علم وأدب وأمام قامة شهدت لها الدنيا بمعانٍ لن تتعلمها في الكتب ولا القراءة، وقد لا تفهمها أنت حتى لو شاهدتها في واقع الحياة، فالبشر مقامات في وصولهم الى الله وهم مقامات كذلك في تعاليهم على الدنيا.
لا أحد يخرج من عند أم نضال خالي الوفاض، والزاد ليس طعاما بل زوادة للنفس والعقل والهمة.
سألناها عن مآسي غزة والمعاناة التي نقرأ عنها ونشاهدها فأدهشتنا بذكر الانجازات والأعمال وكأنها تعلق بصرها بالأعالي فلا ترى الا المعالي، وتبث طاقة الأمل التي تجعل من الجسد المنهك والبلد المُحارَب والناس المشردين أبطالا يؤقلمون الدنيا بحسب مبادئهم دون أن تغريهم أو تهزمهم.
من كان يظن أن الوصف رومانسي كان يجب أن يجلس الى أم نضال ليعلم أن المثالية ممكنة والأحلام قد تتحقق ولكن لها أهلها الذين يجري الله المعجزات على أيديهم دون غيرهم.
المدارس نوعان: مدارس تنظر على دماء الشعوب، ومدارس تخلط دمها بدماء الشهداء، والتاريخ يشهد أن أم نضال رائدة من رواد مدرسة التضحية
كان بيني وبينها رسائل بعثتها لها في غزة أوصيها بالدعاء لي ولابنتي فلما قمنا نودعها من الزيارة نادتني احد الاخوات باسمي! فقالت لي أمي أم نضال: ديمة طهبوب! الله يسامحك يا ديمة ما تقولي من أول الزيارة! قلت لها: ومن ديمة يا أماه؟! كلنا في حضورك نكرات، واستبقتني ربع ساعة تمسك بيدي وتبثني شيئا من الطهر والصبر والدعاء، فليرحمنا الله من بعدك يا أماه فقد كنا بحاجة للرمز والقدوة.
ابنتك.