عودي إليَّ وعلِّليني تعبَ الحنين من الحنينِ!
أكلَ الغبارُ أصابعي وسطا الظلام على عيوني
إني أحنُّ إلى الديارِ أتوقُ للبلد الأمينِ
وأصيح: أين شذى الكروم وأين عطر الزيزفونِ؟
• • •
عشرون عاماً لم تلُجْ سفنيْ ولم تصْدقْ ظنوني
عشرون عاماً قد يبستُ بها وقد يَبست غُصوني
وأخوض في الزمن العجيبِ أخوضُ من طينٍ لطينِ
• • •
لا الناس ناسي لا همومُ النّاسِ هَمّي أو شجوني
حيرانَ مرتبكاً ولا أدري شِماليَ من يميني
لا قهوتي تصفو ولا يصفو الـمِزاجُ فسَامحيني
فكأنني ما كنتُ ذا جلدٍ وذا ركن ركيـنِ
حتى طيورُ الفجر تنفر من خُطاي وتتَّقيني
وأنا الذي أطعمتُها كبدي وما مَلكت يميني
طوّقتُ آلافَ الخصورِ بنرجسي وبياسميني
• • •
إني لأَعجبُ كيف يجترئُ السجينُ على السجينِ
ما زال لي رغم العناءِ أخٌ هناك يَذبُّ دوني
ويرُدُّ غائلتي ويمسح بالوفاءِ على جبيني
وإذا عثرتُ فكفُّه ملء الشهامة تحتويني
• • •
بانت سعادُ.. فإن تكن بانت سعادُ فلا تبيني
إن كنتُ ذا عَوجٍ - وحاشا أن أكونَ - فقوِّميني
أو كنتُ ذا نَزَقٍ فمَنْ صبَّ الجنونَ على جنوني؟
جاء الشتاء وعضَّني بردُ الشتاء فدفِّئيني
ما كنتِ قاطعةً بنا أمراً يَريبُ، ولن تكوني
• • •
عودي إليَّ وجدِّدي عهد اليراعِ وجدِّديني